قصه هرم الرفاعي كامله تفتكروا أيه اللي ممكن يحصل لو شخص فكر يبني هرم و يندفن فيه بعد ما يموت زي ما الفراعنة كانوا بيعملوا!!!
قبل ما احكيلكوا حكاية الهرم و اللي عاوز يندفن فيه هقولكم أنا مين…
أنا نورهان أنور
أيام الجامعة قابلت شخص في كلية هندسة أسمه أحمد رفاعي، كان شخص طيب و ابن ناس اوي و كمان مستواه الاجتماعي و المادي كانوا كويسين جدًا جدًا، المهم بقينا اصحاب انا و هو لحد ما اتخرجنا بالرغم من أن انا كنت في كلية تجارة، بصراحة هو كان بيعاملني أن احنا اصحاب أه بس انا كنت بحبه لكن هو ماكنش شايف الحب ده أو كان شايفه بس عامل مش واخد باله لأنه ماحبنيش زي ما انا حبيته… يعني كان بيحبني أه لكن كصديقة أو أخت، المهم اتخرجنا من الجامعة و احمد اشتغل في شركة المقاولات بتاعت عيلته و بما إني صديقته المقربة ف شغلني موظفة في فرع من فروع الشركة الكبيرة اللي عيلته فضلت بتمتلكها لحد ما حصلت المصيبة.
في يوم صحيت من النوم على صوت رنة موبايلي و كانت الكارثة لما عرفت أن أحمد و كل الكبار في عيلته حصلهم حادثة كبيرة موتتهم كلهم إلا أحمد هو الوحيد اللي نجي منها، الحادثة كانت حادثة سير حصلت لعيلة الرفاعي كلهم و هم رايحين عزا لشخص صديق للعيلة في أحدى محافظات الصعيد، هي مش العيلة كلها اللي ماتت لأ ده كبار العيلة أو حجر الأساس بالنسبة ل (أل رفاعي) هم اللي ماتوا و اللي اتبقى منهم ناس عادية أو قرايب من بعيد يعني؛ ف بموت الناس دول العيلة كانت هتقع هي و الشركات لولا أن احمد ربنا نجاه و عاش، خرج احمد من الحادثة متدمر نفسيًا و قعد فترة طويلة مابيتكلمش مع حد لأن كل أهله ماتوا و ماتبقاش غيره، في الوقت ده انا حاولت اقرب منه بحكم صداقتنا، روحت له البيت و حاولت اتكلم معاه عشان اخرجه من اللي هو فيه لكني اتفاجأت من طريقة تفكيره بعد الحادثة اللي بقت طريقة مجنونة و مش طبيعية و ده عرفته لما في مرة روحتله الفيلا اللي كانت متبهدلة بسبب إنه كان مهملها و مركز في اللي بيفكر فيه، قعدت يومها اتكلمت معاه لكنه في وسط الكلام قال لي سؤال غريب اوي عرفت منه هو بيفكر في أيه…
– تفتكري يا نورهان انا لو موتت الناس هتفتكرني بأيه ولا أيه هي الطريقة اللي ممكن يفتكروني بيها؟!
وقتها رديت عليه و قولتله…
– بعد الشر عنك يا احمد، انت لسه شاب و لسه قدامك كتير و بكرة تتجوز و تخلف و تكون أسرة و تبقى…
قاطعني أحمد…
– لأ… انا مش هينفع اتجوز ولا حتى اخلف، نورهان انا بعد الحادثة بقيت للأسف عاجز جنسيًا و كل الفلوس اللي انا ورثتها من أهلي بعد موتي هيروحوا لناس غريبة أكيد أو لناس من مقاطيع عيلة الرفاعي، نورهان انا مش هخلي حياتي حياة عادية ولا هسمح لفلوس عيلة الرفاعي إنها تبقى ملك لغيرهم أو لشوية ناس مايعرفوش عننا حاجة غير إن أخر أسمنا الرفاعي و بس… انا اشتريت حتة أرض في الصحرا الغربية و هبني عليها مقبرة كبيرة ليا زي ما الفراعنة كانوا بيعملوا، أنا هبني هرم و هبني تحته أوضة اندفن فيها لما اموت و كمان هحول كل السيولة اللي ورثتها من عيلتي لسبايك دهب و الدهب ده هيندفن معايا… ماتقلقيش من التصاريح و من أعمال البنا بتاعت الهرم… حتة الأرض متطرفة و بعيدة و العمال اللي هيبنوه كلهم من شركتي، و ماتقلقيش كمان من أي مشاكل تانية ممكن تواجهنا، انا مخطط لكل حاجة و هرم الرفاعي هيتبني يعني هيتبني.
وقتها برقت له و قولت باستغراب…
– أحمد انت بتقول أيه؟!
رد عليا…
– زي ما سمعتي كده… هتساعديني لحد ما اعمل اللي انا عاوزه ولا لأ؟!
وقتها لقيت نفسي برد عليه تلقائيًا و بقول له…
– حاضر حاضر هساعدك بس قولي اساعدك ازاي؟!
جاوبني احمد و قال…
– انا هكتبلك مبلغ بأسمك و هحول معظم الفلوس اللي في البنوك لسبايك دهب و ده طبعًا أثناء ما العمال هيكونوا بيبنوا الهرم، و بعد كده انا هديكي سبايك الدهب تشيليهم معاكي و إذا موتت قبل ما الهرم يكتمل بناه و اتدفنت في مقابر عيلتي ف انتي مطلوب منك إنك تخلي العمال يكملوا البنا بتوكيل هكون عاملهولك هيسري بعد موتي و بعد ما الهرم يتبني هتاخدي جثتي و تدفنيها هي و الدهب في الأوضة اللي تحت الهرم و بعد كده اتصرفي في اللي متبقي من الممتلكات بمعرفتك، أه بس في حاجة كمان… انا هعرفك على رجل المفروض انه هيخلي حارس من الجن على قبري اللي هيبقى تحت الهرم عشان مايتسرقش… نورهان انا عاوزك تركزي و عاوزك دايمًا تكوني مستعدة لأي حاجة ف أي وقت، نورهان انا حالتي الصحية مش تمام من بعد الحادثة و ممكن في أي وقت اموت قبل ما الهرم يكتمل بناه ف بالله عليكي ركزي و خليكي دايمًا مستعدة للحظة دي.
قال احمد كلامه ده ف هزيتله راسي بالموافقة و فعلًا قررت اسمع كلامه و اساعده، احمد فعلًا اشترى حتة أرض و بدأ يبني عليها الهرم و فعلًا حول فلوس كتير من فلوسه لسبايك دهب و اداهملي علشان اشيلهم في خزنة بأسمي علشان لو اتوفى قبل ما الهرم يكتمل أدفنهم معاه، و كمان عرفني على الرجل الدجال اللي المفروض هيحضر جن عشان يحرس المقبرة اللي هتبقى تحت الهرم..
كل حاجة كانت ماشية تمام لكن احمد صحته كانت كويسة و ماكنش في حاجة بتدل إنه هيموت و ف نفس الوقت كمان انا مليت… مليت من أهماله ليا و من حبه لنفسه و من الملاليم اللي باخدها مقابل وجودي جنبه اللي كان بيموتني لأنه ماكنش شايف حبي له، وقتها قررت قراري… اشتريت سم و حطيته جوة سرنجة (محقن) و يوم ما روحت استلم التوكيل منه في الفيلا حقنت علبة العصير بتاعته بالسم و خدت التوكيل و مشيت… روحت البيت و انا مفزوعة و خايفة لا يكون ماشربش من العصير لكن بعد ساعات لقيت تليفوني بيرن، كان المتصل هو دكتور في المستشفى اللي جنب فيلا أحمد، الدكتور كان بيكلمني و بيقولي أن احمد مات و بيرجح إنه انتحر بسبب الحادثة اللي راحوا فيها اهله و بعدها حالته النفسية بقت سيئة، خدت بعضي و روحت المستشفى و وقفت لحد ما جثمان احمد خرج و اندفن في مقابر عيلته و بكده بقيت انا المتحكمة في كل ثروة ال رفاعي و ده لأن التوكيل اللي عملهولي و بيه بقيت بمتلك كل ممتلكاته اصبح ساري من بعد موته… هو ماكنش توكيل قد ما كان وصية بنقل كل ممتلكات عيلة الرفاعي اللي هو ورثها ليا بعد موته، أخيرًا بقيت زي الأغنيا.. بقيت سيدة أعمال و بمتلك ثروة تقدر بالمليارات، وقتها الدجال اللي احمد عرفني عليه جالي الشركة و سألني عن الهرم ف رديت عليه و قولتله إنه مش هيكمل و جثة احمد مش هتتنقل من مكانها، وقتها هو طلب مني مبلغ كان اتفق مع احمد عليه ف انا رفضت و قولتله أن انا ماليش دعوة باتفاق احمد معاه
لكنه قبل ما يمشي من الشركة قال لي إنه مش هيخليني اشوف النوم لو ماديتلهوش الفلوس، بصراحة وقتها اتعصبت و طلبت من الأمن إنهم يخرجوه برة الشركة و لو شافوه تاني فيها يبقوا يبلغوا البوليس، مشي الدجال و انا روحت بيتي اللي هو كان فيلا آل رفاعي سابقًا و بقى فيلا نورهان أنور حاليًا….
المهم استمرت الحياة لأيام لحد ما ف يوم كنت نايمة في الفيلا بالليل و صحيت على صوت خبط جاي من برة أوضة النوم، قومت من عالسرير و نزلت اشوف صوت الخبط ده جاي منين، بس اول ما نزلت من الدور اللي فيه أوضة النوم للدور الأرضي اللي فيه الصالون.. النور اتقطع و مع قطع النور دخلت جري للمطبخ عشان ادور على شمعة و فعلًا لقيتها و ولعتها بس أول ما ولعتها لقيت شبح في وشي… كان شبح احمد، كان شكله مرعب و وشه أسود و كان لابس كفن لونه رمادي، كان بيخرج منه صوت غريب ف غصب عني بسبب شكله و صوته وقعت على ضهري و انا برجع لورا بس أول ما وقعت سمعت صوته و هو بيقولي…
(الشيخ راضي… خليه يكمل و كملي الهرم… انقلي الجثة)
أول ما قال كده حطيت أيدي على وشي و فضلت اصرخ لحد ما فجأة صوته سكت و نور الفيلا رجع تاني، وقتها طلعت على أوضة النوم و فضلت سهرانة لحد تاني يوم الصبح و مع طلوع النهار روحت عالشركة و بعد ما خلصت شغل روحت عالفيلا تاني و بالليل بدأت اسمع أصوات صرخات في أوضتي و سمعت صوت احمد و هو بيقول نفس الكلام اللي قالهوللي لما شوفته شبحه في المطبخ، وقتها قومت جري و مسكت موبايلي و اتصلت بالرجل الدجال اللي اسمه راضي و قولتله إنه لو مابطلش شغل السحر و الدجل بتاعه ده انا هقتله لأني كنت مقتنعة إن هو اللي بيعمل فيا كده و إن ده أكيد جن هو حضره و اتشبه لي في صورة شبح احمد، وقتها هو ضحك و قال لي إنه مش هامه ف قفلت التليفون في وشه و انا بقول لنفسي إن انا لازم اخلص منه زي ما خلصت من احمد، عدى الليل طويل و انا قاعدة في الأوضة و مشغلة قرأن لحد ما النهار طلع، و مع طلوع النهار نزلت ركبت عربيتي و روحت عالشركة و أول ما وصلت لقيت عربيات شرطة قصاد الشركة!!
دخلت الشركة و لما جيت اسأل في ايه لقيتهم قبضوا عليا و بعد كده عرفت إن حد بلغهم أن انا بتاجر في المخدرات و فعلًا لما فتشوا في مكتبي لقوا مخدرات بكميات كبيرة و كمان لقوا في الفيلا و ف عربيتي كميات مشابهة للي لقوها في المكتب، وقتها انا بقيت مش عارفة اعمل أيه لأن كده بقى احتمال كبير يتحكم عليا بحكم يخليني اقضي اللي باقي من عمري في السجن، قعدت في الزنزلنة بعيط و انا مش فاهمة حاجة لحد ما جه العسكري و قالي إن في حد اسمه راضي جايلي زيارة، خرجت و قابلت راضي اللي أول ما شافني بصلي و هو بيبتسم و قال….
– انا الوحيد اللي هعرف اخرجك منها زي ما دخلتك… الجن لهم قدرة عجيبة و زي ما قدروا يدخلوا فيلتك و مكتبك و يحطولك فيهم هيروين ممكن كمان يدخلوا لمعامل الداخلية و يحولوه لدقيق… هطلعك منها بس لو…
وقتها رديت عليه و انا بعيط و قولتله…
– لو أيه يا نصاب يا دجال!
رد عليا و هو بيضحك و قال…
– لو مضيتي على الورق ده… ده تنازل منك على كل ممتلكاتك، لو مضيتيه ف انا هخرجك منها زي ما دخلتك.. ها هتمضي؟!
رديت عليه وقولتله و انا بفكر في كلامه…
– و انا أيه يضمنني انك هتخرجني، مش يمكن..!
قاطعني…
– لأ مش يمكن… و مافيش ضمانات لأني مش مضطر اكدب عليكي، انا بس عاوز الفلوس و مش عاوز منك أي حاجة بعد كده… سجنك لا هيضرني ولا هينفعني.
وقتها مسكت الورق و القلم اللي خدتهم من راضي و مضيت و انا ببكي عشان اخرج من الورطة اللي وقعت فيها، و بعد ما مضيت خد راضي الورق و قال لي…
– ثواني و هرجع لك….
هخرج راضي لثواني و انا فضلت قاعدة في أوضة الزيارة مستنية لحد ما بعد شوية باب الأوضة اتفتح و لقيت قصادي راضي اللي برقتله و لقيت نفسي غصب عني بقول له بصوت عالي…
– أزاي….!
يتبع
هرم رفاعي
(٢)
خرج راضي لثواني وأنا فضلت قاعدة في أوضة الزيارة مستنية لحد ما بعد شوية باب الأوضة اتفتح ولقيت قصادي راضي اللي برقتله ولقيت نفسي غصب عني بقول له بصوت عالي ..
– إزاي..!
لقيته بيرد عليا وبيقولي و هو في أيده شنطة…
– أنا أقدر أعمل كل حاجة وأي حاجة.. إنتي لسه ماشوفتيش حاجة.. إنتي هتخرجي من هنا في خلال ساعات خلاص وبعدها هتشوفي المفاجأة اللي محضرهالك.. الشنطة اللي معايا دي هي اللي فيها المخدرات، خلاص اتبدلت بشنطة تانية ولما هيكشفوا على اللي فيها هيلاقوها دقيق.. أنا هستنى تخرجي عشان تشوفي مفاجئتي..
كنت مندهشة إنه قدر يغير الأحراز اللي اتمسكت بيها بالسهولة دي.. فتح الباب وخرج وسابني، بعدها العسكري رجعني الحجز تاني وكانت مسألة كام ساعة بس وفعلًا خرجت..
و لما خرجت لقيت راضي في استقبالي وعلى وشه ابتسامه انتصار ونظرة عينيه كانت مليانة شماتة..
ماهتمش بنظراته ولما وصلت للفيلا قولتله إني عاوزه أطلع أرتاح لإني تعبت من قعدتي في الحجز.. وقتها لقيته بيقولي
– تعبتي!! لا لسه التعب مجاش.. وبعدين هو مش إنتي مضيتيلي على التنازل عن كل حاجة! فيلا إيه اللي عاوزة تطلعي تنامي فيها؟!
اتضايقت جدًا من كلامه وقولت له…
– بس أنا حاجاتي وهدومي وكل حاجة تخصني هنا في الفيلا.. استنى عليا طيب لحد الصبح وهمشي.
هز لي راسه بالموافقة، وقتها بحركة سريعة فتحت باب العربية ونزلت واتجهت لباب الفيلا اللي لما وصلتله طلعت المفتاح و لسه هفتحه لقيت حد بيفتحلي من جوة!!..
لقيته قصادي.. عينه في عيني، كان واقف ثابت و نظرته كلها شر وأنا نظرتي كانت مليانة رعب وخوف وكنت بتكلم بصوت بيترعش وبقول له…
– هو انت!!.. طب إزاي!.. إزاي تكون…..
قاطعني وقال…
– إيه رأيك في المفاجأة العظيمة دي؟!.. انبهرتي مش كده.. إنتي خاينة يانورهان.. خاينة وكنت عارف إنك هتغدري بيا في لحظة لإن الفلوس بتغير نفوس المريضة الجعانة اللي زيك.. أيوة أنا أحمد وماموتش.. وكل اللي حصل ده كان بترتيبي وإرادتي من بعد ما شكيت انك حطيتيلي السم في العصير و فعلا شوفتك و انتي بتعملي ده، وقتها كلمت الدكتور اللي كلمك و ده يبقى صاحبي على فكرة و ساعدني كمان بإنه جاب لي الجثة اللي اندفنت مكاني و انتي كنتي فاكراها جثتي.. كنت بوهمك إنك إنتي اللي بتتحكمي في كل حاجة.. أنا فعلًا كنت محتاج واحدة زيك تاخد بالها من ثروتي وتكبرها أكتر وأكتر لإني مش قادر أركز في حاجة غير الهرم.. أوعي تفتكري إنك كنتي متضايقة إني مش قادر أحس بحبك فده مبرر إنك تقتليني!.. اللي بيحب حتى لو ماخدش اللي بيحبه مش بيأذيه يانورهان وأنا كنت أقربلك من أي حد وخيري عليكي وإنتي عارفة ده.. وكمان أنا اعترفتلك إني مش هقدر أتجوز بعد الحادثة فده سبب أقوى يخليكي توقفي جنبي ومتغدريش بيا.. عارفة يانورهان.. لمعة عنيكي على الفلوس والشركات وسبايك الدهب أنا شوفتها وعرفت إنك هتغدري وعرفت برضه أتصرف وأنقذ نفسي من خطتك الغبية دي.. دلوقتي إنتي خلاص اتنازلتي عن كل حاجة خدتيها مني وهرجع أكمل الهرم اللي بنيته وأتدفن أنا وثروتي عشان ماحدش زيك أو أي حد من أمثالك يعيش في خيري وخير عيلة الرفاعي..
كنت خايفة أوي وهو واقف قدامي بيتكلم ولساني كان مربوط ومش عارفة أنطق، في نفس التوقيت ده دخل راضي الدجال ووقف جنبي وكان بيبص لأحمد وبيبتسم.. ساعتها أحمد كمل كلام وقال…
– بصي أنا هبقى صريح معاكي.. أنا عشان أبني هرم ويفضل محمي بحماية من الجن وتفضل ثروتي جنبي ومعايا لازم أقدم مقابل.. والمقابل هنا مش مادي لإن الجن مش هياخدوا فلوس طبعًا.. المقابل لازم يبقى دم.
رديت عليه بخوف وقولت له…
– دم!.. يعني إيه مش فاهمة!..
كمل كلامه وقال
– بصي ياستي.. في الأول قالولي إني لازم أضحي بنفسي وأوهب روحي ليهم عشان يحموا ثروتي ويحموا الهرم بتاعي وكنت موافق أعمل ده، بس في أخر لحظة غيرت الخطة.. هما عاوزين دم في المقابل وأنا خايف من فكرة إني أنتحر وفي نفس الوقت لقيت في عيونك الغدر.. طب ليه مضحيش بيكي إنتي يانورهان ياحبيبتي..
قال كلامه ده وقعد يضحك بصوت عالي فرديت عليه وقولت له بفزع…
– إيه!!.. تضحي بيا أنا!!
رد عليا…
– ما انتي ضحيتي بيا ياحبيبتي والبادي أظلم!.. هتتاخدي في الأوضة اللي موجودة تحت في الهرم وهيحبسوكي هناك.. وأول ما الهرم يخلص هيقتلوكي وأبقى أنا كده دفعت المقابل ووقت ما أموت هوصي راضي يدفنني في الهرم بتاعي وجنبي كل ثروتي.. متتصوريش باللي إنتي عملتيه ده سهلتي عليا المهمة إزاي.. متتصوريش باللي إنتي عملتيه ده خلتيني متأكد إني صح وإن كل اللي حواليا طماعين وعاوزين يخلصوا مني وياخدوا فلوسي.. ماموتش على إيدك بس ممكن أموت على إيد طماع تاني غيرك و عشان كده انا مش هأمن لحد غير راضي..
كنت منهارة من العياط وهو بيتكلم وكنت بترجاه يسامحني ويسيبني وأنا والله ما هوريله وشي تاني…
– أحمد أرجوك.. الله يخليك.. سامحني أنا أسفة.. والله العظيم كانت غلطة غبية وهروح لحالي صدقني..
رد عليا وقال..
– يابنتي مهو لو إنتي روحتي لحالك أنا هدفعلهم المقابل دم مين!.. أنا مش هموت حد ظلم يا نورهان مينفعش ياحبيبتي.. مش أخلاقي وإنتي عارفة..
انهارت أكتر وبصيت لراضي وقولتله…
– ياعم راضي أرجوك.. قولنا أي حل تاني.. بلاش انا والنبي أنا مش عايزة أموت..
وكان رده عليا بمنتهى البرود لما قال..
– ومين بيختار إنه يموت أو يعيش!.. الجن وافق تكوني إنتي المقابل.. يبقى مفيش مفر مهما تعملي..
×××
قعدت تصرخ تصرخ عشان حد ينجدها وكانت بتبصلي بحسرة ومش مصدقة إني بضحي بيها!!.. بجاحة، مع إنها كانت عاوزة تقتلني وكان المفروض أبقى ميت دلوقتي بسببها وكمان خدت كل فلوسي ومش مصدقة إني بخليها تشرب من نفس الكاس!!..
لسه فاضل على الهرم عشان يتبني بالكامل سنة.. أنا خلاص دفعت المقابل من بدري عشان أضمن إن الجن ينفذلي طلباتي وراضي كان بيطمنني إن كل حاجة هتمشي زي ما أنا عاوز بالضبط..
في فترة السنة دي ناس كتيرة حاولت تتقرب مني وخصوصًا أهلي اللي من بعيد عشان ينولهم من الحب و العز جانب.. قد إيه ناس مستغلة وحقيرة مايهمهاش غير الفلوس وبس.. لو بإيدي بعد ما أموت أتفرج عليهم من فوق وهما هيموتوا بحسرتهم لما يلاقوا إن كل الثروة بتاعتي اختفت وملهمش فيها أي حاجة..
اتبنى الهرم وفعلًا كنت مبهور بإن كل اللي حلمت بيه اتحقق.. هرم ضخم وأوضة في القاع للدفن جميلة وكلها ورد وسومات وتماثيل وكمان الأوضة دي متتفتحش غير ببصمة إيدي أنا وأول ما أموت وأدخل جواها وتتقفل محدش هيقدر يفتحها تاني.. أنا فعلًا سعيد ومرتاح..
بدأت أحوّل كل فلوسي وثروتي لدهب ومجوهرات وكمان بيعت الفيلا وقعدت في بيت صغير وكان معايا شوية فلوس قررت أحطها في البنك وتبقى دي اللي هعيش منها لغاية لما أموت.. نقلت كل سبايك الدهب للهرم بتاعي عشان في أي لحظة أموت فيها تبقى كل حاجة جاهزة..
اتفقت مع راضي إني أول ما أموت يسيبني أتدفن في المقابر عادي عشان ماحدش يشك في أي حاجة ولما مراسم الدفن تخلص ومحدش يبقى موجود يخرجني ويوديني الهرم بتاعي.. كنت راسم الخطة كويس جدًا.. أنا دايمًا بنفذ خططي على أكمل وجه..
الوهم.. الوهم ياعزيزي هو أساس كل حاجة.. إني أعرف أسقيك السم كل يوم وتفتكر إنه علاجك أبقى أنا شاطر..
كل واحد فينا فاكر إنه هو المتحكم الوحيد ومايعرفش إن في حاجة أو قوة أقوى منه بتحركه.. بس أنا مفيش أقوى مني..
حرّكت الكره جوه قلب نورهان ناحية أحمد وخليت أقرب الناس يقولولها إنه طول عمره مش شايفها لإنها قليلة ولازم في يوم تبقى أعلى من الكل.. ونفذت الكلام بالحرف وحاولت تخلص منه..
حرّكت أحمد وبقيت أخليه يشك في نورهان وياخد باله كويس جدًا منها لإنها هتحاول قتله.. ونفذ كلامي اللي لولاه كان زمانه ميت على إيديها..
أقنعته بإن لازم يبقى في مقابل دم ومفيش أفضل من نورهان يضحي بيها لإنها خاينة ونفّذ فعلًا وكنت مرتاح إني شيلتها من طريقي للأبد..
عارفين إيه الأقوى من كل ده؟
أقنعته إن في هرم أساسًا… هاهاهاهاهاها
خليته يبني الهوا ويتخيله هرم..
مفيش هرم ولا مقبرة ولا أي حاجة..
كله وهم.. كله خيال.. وساعدني في كل ده الجن اللي سخرتهم عشان يطيعوا أوامري وفي المقابل بقدملهم دم.. وأنا هنا قدمت أضحيتين.. نورهان وأحمد.. وحلال عليا الدهب والمجوهرات..
أحمد مات وبرضه بأمر مني.. احمد مات واتدفن وسبته مدفون في مكانه..
أنا راضي.. أو ده اسمي اللي تعرفوه.. إنما أنا إيه وحقيقتي إيه؟.. مش مهم.. المهم إن الكنز ده كله له أصحابه اللي لازم يبقى معاهم الفلوس والقوة عشان يسيطروا على العالم كله.. و مش مهم برضه تعرفوا اصحابه يبقوا مين أو ممكن اقول لكم… اصحابه ممكن يبقوا ناس غلبانة و فقيرة فجأة بقوا أغنيا و أصحاب شركات و عندهم عمال بالملايين كلهم بينفذوا أوامري… أوامري أنا وبس عن طريق وهم الفلوس اللي وهمها أكبر بكتير من وهم هرم رفاعي…