قصص

قصه الشقه المسكونه

هل لو نمت في شقة مسكونة ممكن الجن اللي فيها يزورك في المنام ويحاول يحذرك منها؟!
طب ولو لم تستجب لزياراته وكوابيسه اليومية المتكررة هل هيظهرلك على حقيقته ويزود مستوى الخوف والرعب عندك عشان تسيب المكان بلا رجعة؟!
طب ولو مستجبتش لكل دا.. إيه اللي ممكن يحصل معاك تاني؟
أنا موسى الخضيري, شاب من صعيد مصر, نمتلك عمارة سكنية في حي من أحياء القاهرة, العمارة كلها مسكونة عائلات ما عدا الشقة الموجودة في الدور الأرضي, بنخليها فاضية عشان أي حد مننا يسافر القاهرة يوم أو يومين يقعد فيها, سواء أنا أو أخويا أو أولاد عمي, شقة صغيرة عبارة عن أوضة وصالة ومطبخ وحمام صغيرين, قبل ما أبويا الله يرحمه يبني العمارة كنا نعرف إن المكان دا كان بيت منفرد واتقتل فيه شخص على إيد اتنين من أصحابه بعد ما شربوا وحششوا حصل خلاف بين التلاته ويقال إنهم دبحوه وفضل يتقلّب مكانه لحد ما مات.
حادثة قديمة جدا مش عارف إذا كانت حقيقية فعلا ولا لا!
المهم أبويا اشترى الأرض وبناها عمارة وزي ما قولتلكوا خلينا الشقة اللي في الدور الأرضي للزيارات الطارئة فقط, وأحيانا كنت أنا أو أخويا نقضي فيها فترة الأجازة بتاعة الكلية..
أخويا بعد ما خلص دراسة سافر القاهرة ودوّر على شغل, وقرر يسكن مع أصحابه في شقة مشتركة, وللأسف قرر لأول مرة يأجر الشقة, أجرها لراجل كبير في السن سكن فيها لوحده, وللأسف الراجل دا مات ومحدش عرف بموته إلا بعد ما ريحته طلعت, والكلام دا طبعا معرفتوش غير بعدين من الجيران, بعد ما حصلت سلسلة مواقف استمرت ليومين هحكيلكوا عنها دلوقتي.
أخويا كان عارف إني سافرت القاهرة وأكيد هبات في الشقة ومحذرنيش عشان متحصليش حاجه, وعشان كمان احنا مبنخافش من الحاجات دي, ياما حصلت معانا مواقف وعجائب واحنا صغيرين, سواء في أرضنا الزراعية أو في الشارع اللي ورا بيتنا ووراه الزرع على طول, فالحمد لله قلبي قوي من صغري ويمكن عشان كدا أخويا مقاليش.
قبل ما أدخل الشقة حسيت من نظرات عم صبحي اللي ساكن في العمارة اللي قدامنا وهو بيسلم عليا إنه عاوز يقولي حاجه, كل التفاصيل دي ربطها ببعض بعدين بعد ما عرفت اللي حصل في الشقة.
ريحتها كانت قذرة جدا فاضطريت اسيبها مفتوحة أكتر من تلات ساعات, أبواب وشبابيك عشان الهوا اللي فيها يتغيّر, وقولت لنفسي أكيد عشان مقفولة من فترة بس المرة دي كانت الريحة قوية فعلا وأول مرة الشقة تكون ريحتها بالقذارة دي.
كنت مرهق من السفر وبمجرد ما حطيت راسي على المخدة عشان أنام أو لما كنت بين اليقظة والنوم سمعت صوت صريخ مكتوم, كإن فيه شخص عاوز يصرخ لكن حد حاطط قماشة على بقه وبيمنعه من الصراخ.
الموضوع استمر لأكتر من دقيقة تقريبا وبعدها الصوت بدأ يضعف بالتدريج لحد ما اختفى, حاولت أنام تاني لكن للأسف زارني الجاثوم وما صدقت فكيت منه وقومت استغفرت وشربت مياه ورجعت أنام من تاني بعد ما بصيت في التليفون وعرفت إني مكملتش ربع ساعة من وقت ما حطيت دماغي على المخدة.
كنت تعبان وبستسلم للنوم بسهولة جدا لكن المرة التالتة كان كابوس غريب أول مرة أشوف كابوس زيه.
عشان تتخيلوا الموقف معايا, أنا نايم في أوضة صغيرة والصالة والمطبخ والحمام بره مكونين كلهم مع بعض حرف إل, والحلم اللي بيرعبك هو اللي مبتكونش عارف فيه إنك بتحلم أصلا, وبتفتكره هو الواقع اللي بتعيشه, باب الحمام اتفتح وخرجت منه واحدة ست, طبعا هتسألني إزاي أنا في الأوضة وشوفت الست وهي بتخرج من الحمام هقولك معرفش, ست رفيعة ولابسه جلابية سودة وطرحة سودة وشكلها هي أصلا أسود في أسود, وفي اللحظة اللي خرجت من الحمام بدأت تخرج ديدان من تحت المخدة اللي نايم عليها وبدأت تمشي علي وشي وتدخل من تحت التيشرت وتمشي على جسمي, والست دي بتتحرك بكل هدوء وثقة وبخطوات بطيئة وجايالي الأوضة.
الديدان غطت جسمي بالكامل في اللحظة اللي باب الأوضة اتفتح وعلى ضوء الصالة شوفت الست بتدخلي, اتمشت ناحية سريري بنفس الهدوء والاتزان وأنا جسمي بيتنفض بحاول اتخلص من اللي أنا فيه لكن أطرافي كانت تقيلة جدا, مش عارف أحرّك إيدي أو رجلي كإن حد مثبتهم في السرير, كانت كل ما تقرب مني خطوة أحس بالديدان بتعض في جسمي أكتر لحد ما الست وقفت جمب السرير ومالت عليا بوشها الطويل الممدود لقدام كإنه وش حمار أعاذكم الله, كانت بتبصلي ووشها مش باين عليه أي تعبيرات, نظرات صامتة جدا وتقيلة جدا جدا, لحد ما بعد رعب استمر لفترة الله أعلم بيها صحيت من النوم .. ولمحت طرف لبسها أو ظل الست دي في الصالة بره.
عشان مخوّفش نفسي اعتبرت إن الست اللي شوفتها من شويه ما هي إلا كابوس من كوابيسي المزعجة, والغريبه إن الوقت مكانش ماشي وحاولت أنام تاني لكن معرفتش, الخوف منعني من النوم لكن طبعا مخلانيش أخرج واسيب الشقة, قومت اتوضيت وصليت ركعتين ومسكت الموبايل لحد ما الفجر أذن, صليت والحمد لله نمت من تاني..
صحيت قبل الضهر بدقايق ودخلت الحمام وأنا مش ناسي اللي حصل معايا امبارح, الذاكرة بدأت تعيد لي كل اللي شوفته في كوابيسي, وسبحان الله بمجرد الإنسان ما بيدخل الحمام بيفتكر أفلام وحكايات الرعب اللي شافها وسمعها بخصوص الحمامات,لدرجة إن فيه ناس مبتحبش تغسل وشها بالصابون عشان متغمضش عينيها لثواني وتفضل متابعة ومراقبة كل اللي بيحصل حواليها من شدة الخوف واللي بيهيئهولها عقلها, وأنصحك متفتكرش كلامي دا وانت بتاخد دش أو بالأخص متفتكرش اللي هحكيهولك دلوقتي واللي حصل معايا بالفعل..
الصابونة مكانتش بتفضل في المكان اللي بحطها فيه, لازم تتزحلق على الأرض وتوقع, المياه كانت بتزيد وتقل بشكل ملحوظ جدا, مخوفتش وكملت استحمام عادي وبحاول أشغل عقلي بالأكل وهعمل إيه بعد الفطار وهروح فين وفجأة إيد تقيلة خبطت على الباب حوالي خمس مرات, خبطت على باب الحمام من بره خبط أشبه بخبط مخبرين البوليس, اتنفضت في مكاني الصراحة من المفاجأة اللي متوقعتهاش مش من الخوف, اتعصبت جدا وطلعت عريان من الحمام ووقفت على الباب وأنا بشتم وبلعن الأيمان والأهل وأي شتيمة تيجي في بالي للي خبط عليا وفزعني, واللي أنا عارف وانتوا عارفين إنه مش بشر.
مرّت الأيام عادي بالنسبالي, أكون في الصالة اسمع المواعين في المطبخ بتتخانق مع بعضها, غطا الحلة يوقع على الأرض ويصدر الصوت الرنان دا اللي بيستمر ثواني لحد ما يهدى، السرير وأنا في الصالة اسمع صوت حد بيجره من مكانه ويرجعه تاني، مكنتش بخاف وطبيعي محدش يصدقني بس أنا بحكي قصة حقيقية وما زالت أحداثها بتستمر مع أي واحد فينا بيبات في الشقة سواء أنا أو أخويا لإنه هو كمان شاف نفس الست ووصفهالي بالضبط بنفس ملامحها السوده ونظرتها المخيفة، ابن عمي جي بات معايا ليلة وخرج بالليل بالبوكسر وراح يجري في الشارع ومسكته بالعافية ورجعته تاني..
مازلت لما أسافر القاهرة في أي يوم بروح أبات في الشقة دي، بس الحقيقة مبعرفش أنام غير من بعد الفجر، ولو حاولت أنام قبل كدا ببقى مغمض عين ومفتح التانيه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى