قصص

قصة اوليكس

قصة اوليكس أوقات كتير أوى بتتمنى تمشى ولو خطوه واحده بس جمب الحيط وف حالك وبتحاول بقدر الإمكان متآثرش على أى حد عزيز عليك أو حتى ماتعرفوش بأى ضرر ممكن …أنا موضوعى بدأ بأحداث غريبه أحداث أنا بصراحه عاجز عن تفسيرها وبطرح أسآله كتير جدا بتدور ف بالى “ليه أنا بالتحديد…طيب ليه كل دا بيحصل معايا طب أنا آذيت حد كان جوابى لآ طيب ليه بتحط فى الظروف دى والآحداث اللى لسه شغاله مانتهتش مش عارف بس أقول إيه ..الآحداث دى كانت بتدور حول رسالة ع برنامج OLX
من كام شهر عرضت الموبايل بتاعى على olx للبيع لأنه مكنش له لزمة بعد ما اشتريت موبايل جديد بـ5.000 ، وعشان مش عايز حد يضحك عليا و ابيعه لأى حد والسلام اضطريت انى اعرضه على اوليكس ، وبالفعل حصل وعرضته وكتبت السعر عليه “1.500 قابل للتفاوض” .. وقفلت الابلكيشن و نمت.
اليوم اللى بعده صحيت الساعة 1 الضهر على صوت مكالمة على موبايلى ، و اول ما مسكت الموبايل المكالمة خلصت ، فتحت النت ودخلت على اوليكس علشان اشوف يمكن اللى رن عليا دة عايز الموبايل ، دخلت ع الاعلان بتاعى ولقيت رسالتين من شخصين ، الاول بيقول “ينفع 1200” ، والتانى بيقول “موافق هتصل بيك” ، ساعتها عرفت ان المكالمة دى من صاحب الرسالة رقم 2 ، رديت ع الأول قلتله مينفعش لأن كدة مبالغة ف تقليل السعر ، و رديت ع التانى قلتله تقدر تتصل بأى وقت انا موجود ، ثوانى ولقيت نفس الرقم بيتصل تانى ، رديت عليه وقولت ..
– الوو !
= ألو مساء الخير استاذ محمود جمال معايا؟
– أيوة حضرتك اتفضل.
= انا شوفت الإعلان بتاعك على اوليكس وكنت بكلمك بخصوص كدة ..
– اه اه تمام.
= وسعرك مناسب جدا على فكرة ودة اللى خلانى اكلمك ، خصوصاً ان الموبايل حالته ممتازة.
– ايوة حضرتك هو مكملش معايا شهرين عشان كدة حالته كويـ…
= انت منين يا محمود ؟
– المنيا حضرتك.
= ياااه بعيد جدا ، بس عادى سهلة مفيش مشكلة.
ليه هو حضرتك منين !
= المنيا برضو هههه
– امال ايه بعيد دى حضرتك ؟
= بهزر معاك ياابو حنفي مالك كدة ، انا اقصد من المركز نفسه
– ايوة من انهى مكان يعنى !
= ملوي.
– تمام ماشي تعالى ف اى وقت عادى.
= لا ياابو حنفي للاسف انا “جليس” مبتحركش ودايما قاعد على كرسى متحرك ، هتضطر تجيلى انت ومواصلاتك عليا متقلقش ، ودى كلها ساعة وتكون عندى.
– ألف سلامة على حضرتك ، خلاص تمام انا معنديش شغل النهاردة ، هنزل وهكلمك ، ابعتلى العنوان بالظبط فى رسالة.
= تمام ، هستناك.
– مع السلامة.
قومت من على السرير ونزلت ، خدت دش وطلعت لبست وخلصت وكله تمام ، خدت الموبايل اللى هيتباع ف جيبى ونزلت ، كان العصر بيأذن وقتها ، اتجهت لموقف ملّوي ولقيت عربية بتحمل ومفيهاش غير كرسى واحد بس اللى فاضى ، الحمدلله انى لحقته ، ركبت وكان الميكروباص قديم جدا و الجو حر ، و راجل كبير فى السن قاعد جنبى تقريبا شغال ميكانيكى وهدومى كلها بقت زيت منه ، وهو بيتأسف طول السكة وانا مقدر اسفه وبقوله حصل خير ، والكلام ابتدا بينا وماحسيناش بالوقت لحد ما وصلنا ، كانت الساعة بالظبط 4:13 بعد العصر ، طلعت الموبايل واتصلت بالراجل اللى هيشترى الموبايل ، رد عليا وقالى على عنوان الكافيه اللى هيستنانى فيه ، ركبت تاكسى واتجهت لمكان الكافيه ووصلت هناك وفضلت مستنى لما يجى ..
الساعة بقت 6:30 وهو لسة مجاش ، وانا اصلا مستغرب ازاى هييجى وهو “جليس” اصلا ، اتصلت بيه تانى رد عليا وقالى
= انا بتصل بأخويا عشان يجى ياخدنى بالعربية بس مبيردش ، انت تعالى لمكان البيت بتاعى عشان تلحق ترجع تانى “وضحك ضحكة قصيرة مستفزة”
– قلتله لحد كدة وكفاية انا مش هقدر اجى وهرجع المنيا تانى.
= لالالاااالا لييه ليه دى كلها 5 دقايق ومش هتتأخر، تعالى بس وخليك مطمن انا قد ابوك متخفش مني.
قفلت معاه وانا قلقان ومتردد اروح ولا لا ، لحد ما جت الساعة 7 واتحركت من الكافيه بأتجاه بيت الراجل دة ، ركبت تاكسى وقلتله العنوان ، بس السواق قالى هاخد منك 70 جنيه ، قلتله ليه؟ قالى عشان المكان هناك كله مطبات والعربية هتتعب ومشوار صعب اصلا محدش هيرضا يوديك ، قلتله مش مشكلة ياعم بس عايز انجز ، ركبت معاه وقعدنا بالظبط نص ساعة لحد ما وصلنا مكان ضلمة جدا وكله شجر ، تقريبا ارض زراعية واسعة وفيها طريق للعربيات كله مكسر ، مشينا اكتر والعربية تروح يمين وشمال مع مطبات الشارع ، والدنيا ليل وقتها وسامع صوت كلاب كتير من كل حتة ، وفى آخر الشارع دة فيه بيت صغير مكوّن من دورين وفيه نور ، اتصلت بالراجل قالى ايوة انا ساكن فى البيت دة تعالى ، نزلت من التاكسى متجه للبيت دة والجو ضلمة جدا وصامت ، مفيش غير اصوات كلاب واصوات صرصار الحقل ، مشيت لحد ما وصلت عند باب البيت ، اتصلت بيه راح كنسل عليا وفتح الباب ، لقيته فعلا قاعد على كرسى متحرك وفتحلى الباب ، وشه يدل على انه راجل كبير ف السن وشعره الابيض و دقنه الملونة ابيض و اسود ، وحواجبه تقيله وتجاعيد وشه ظاهرة بشدة ، قالى اتفضل تعالى ، ووسعلى الطريق وسابنى ادخل البيت ، دخلت جوة واستغربت جدا من تفاصيل البيت ، رغم انه صغير بس تحس انه واسع جدا من جوه ومليان تحف و حاجات قديمة ، والحيطان المفتحة والدهان واقع من عليها ، والاضاءة الصفرة مالية المكان ، وريحة بخور قوية ، اول ما دخلت البيت دة قلبى انقبض ومكنتش مطمن ، قعدت على كرسى خشب قديم وقعد هو جنبى على الكرسى بتاعه وبدأ يتكلم معايا ، تقريبا ساعة ونص بنتكلم لحد ما نادى بصوت عالى وقال “الشاى يا مروة” ، بصيت الناحية اللى هو نادى فيها و اتفاجئ بوحدة ست نحيفة وكبيرة ف السن وشعرها قصير و أبيض وقريبة من السن بتاع جوزها ومبتسمة ابتسامة خفيفة ، جت عندنا وحطت قدامى صينية فيها كوبايتين شاى ، واللى لفت انتباهى ليها هو ضوافرها الطويلة وملفت للنظر جدا ، قلقت اكتر من ابتسامتها ودخلت تانى للمكان إللى عملت فيه الشاى ، مكنش مطبخ لأن البيت كله عبارة عن اوضة وحدة ، استغربت ازاى واحد ساكن هنا وعايز يشترى موبايل بالتمن دة ، قلتله طيب استأذن انا بقى عشان ألحق مواصلات والموبايل فى إيد حضرتك وانا اتشرفت بيك جدا ، راح بص ليا لفوق وانا واقف وهو قاعد ، وضحك ضحكة صفرة ونزل راسه تانى ، راح اتحرك بالكرسى من غير ما يتكلم ودخل ناحية مراته ، و سابنى لوحدى برا ، ناديت عليه وقولتله حضرتك انا بتكلم وهمشى ، عن إذنك .. كان هو لسة ماادانيش الفلوس بس قولت طز مش مهم انا عايز امشى بأى شكل ، بس تقريبا موضوع ان امشى دة كان بالنسبالى حلم ، بعد ما ناديت عليه وقولتله همشى لقيته طلع من جوة وهو بيحرك ايديه على عجل الكرسى وبيمشى وهو قاعد ع الكرسى ، وجت وراه مروة مراته وماسكة ف ايديها حبل تخين وداخلين عليا ، اتجبست مكانى وعرفت انه مفيش مفر ، قومت اجرى روحت ع الست دى ونزلت ضرب فيها بأيدى وفى كل حتة ، بس فجأة لقيت حد جسمه ضخم بيسحبنى من ورا ، بصيت عليه لقيته هو الراجل وقام من الكرسى واتضح انه مكنش فيه حاجة ، و اول ما بصيت عليه بعد ما كنت منهار ضرب ف الست لقيته بكف ايده وبكل عزم نزل بيه على وشى ، الدنيا ضلمت ومحسيتش بحاجة بعدها غير وهما بيكتفونى ، ومفيش وعي للمحاولة ، والدنيا بتسود قدامى بالتدريج .
بعد حوالى 5 ساعات ..
بفتح عينى بصعوبة جداً ، وكل حتة ف جسمى بتوجعنى من أثار الضرب ، ايه دة انا متكتف ؟؟ وكمان مصلوب ؟! هدومى كلها دم ومقطعة ، نزيف خارجى وداخلى ومش مستوعب حواليا ، مكان كله ضلمة وانا متكتف ومرفوع ف مكان ورجلى مش لامسة الأرض ، بحاول احرك نفسى يمين وشمال مفيش فايدة ، اصرخ بصوت عالى مفيش فايدة برضو ، بتنفس بصعوبة ومش قادر استحمل الألم اللى ف جسمى ، اصرخ اكتر وكأنى ف صحرا محدش سامعنى ، المكان مهجور تماماً ، نزلت رقبتى لتحت ومبقتش قادر ارفعها ، وبغيب عن الوعى لثوانى وبرجع تانى ، و اخر مرة فوقت على صوت خطوات حد بيمشى ، رفعت راسى بسرعة وانا متعلق من دراعاتى وببص ف اتجاه الصوت ، ومن وسط ظلام شديد ، لمحت ان الست “مروة” هى اللى جت ، والمفاجأة الاكبر ان معاها كلب بوليسى ، ماسكاه بأيديها وجاية بيه ناحيتى ، والكلب كبير جدا ولسانه طالع لبره وهيموت من الجوع ، وانا متعلق مكانى ومفيش حاجة بأيدى اعملها غير انى كنت بستشهد وبتمنى الموت ، كان هيبقا اهون من اللى انا فيه دة ، جت الست وقفت قدامى بالظبط والكلب ماسكاه ف سلسلة وعمال ينبح بصوت عالى ، وهى بتبص عليا و ابتسمتلى ابتسامة خفيفة ظهر من بوقها لمعان الضرس الدهب ، وفجأة وبدون اى مقدمات سابت السلسلة من ايديها وسابت الكلب يجرى عليا ونزلت هى تحت ، والكلب قرب مني لثوانى وبمجرد ما بص ف عينى ولقانى بستغيث بربنا لقيته مرة وحدة فضل باصص ف عينى ووقف عن وضع الهجوم و قعد فى الارض وطلع لسانه برا وفضل باصص ليا ، وانا ما زلت ادعى واستشهد بصوت عالى ومش مستوعب اللى انا فيه وقلبى طاير من الفرحة وحسيت ان فيه جوايا طاقة رهيبة ، بكل عزم فضلت اشد ف ايدى من الحبل لدرجة انى حسيت انها هتتقطع ، و اشد فيها و اعافر اكتر لحد ما الحبل اتقطع من ايدى اليمين ، روحت لايدى الشمال وفكيت الحبل بايدى اليمين ، ووقعت ف الارض ، فضلت ساكن لمدة ثوانى ولقيت الكلب جاى عليا وبيشم فيا وبيلحس دراعى مكان ما كان مربوط ، حطيت ايدى على راسه و داعبته وقومت من مكانى بدور على مخرج من المكان الضلمة دة ، لقيت فيه فتحت ف الارض ونازل منها سلّم ، نزلت منه ومااستنيتش انزل ع السلم لأ انا رميت نفسى على طول لتحت ، جسمى اتكسر اكتر بس برضو فيا طاقة رهيبة ، ولقيت الكلب رمى نفسه ورايا برضو ، قومت من مكانى بتلفت حواليا والمكان مازال ضلمة ، بقيت ماشى بحسس على اى حاجة لحد ما لقيت شباك عليه ستارة ، رفعت الستارة وظهر نور القمر من وسط أرض زراعية واسعة جدا جدا ، فتحت الشباك ولسة هطلع منه لقيت صوت كركبة ورايا ، بصيت لقيت الست ماسكة مسدس وموجهاه عليا وبتبصلى بابتسامة ، اتمسمرت قدامها وحسيت انه خلاص اجلى جه ومفيش مفر ، بس اللى مكنتش اتوقعه انى الاقى الكلب جه يجرى وقبل ما الست تدوس ع الزناد بـ ثانية لقيت الكلب نط عليها وعضها ف رقبتها ووقعها والطلقة اتضربت ف السقف ، وفضل عاضضها لحد ما قطعت النفس تماماً ، روحت مزعق ف الكلب على اساس انه يسمع مش شرط يفهم ، وشافنى وانا بهرب من الشباك ولما جه يطلع ورايا راحت الضرفة اتقفلت ، رجعت تانى فتحت الضرفة وخليته يطلع وقفلتها تانى بسرعة ، لقيت نفسى وسط أرض كبيرة جداً وكلها طين وفيها زرع خفيف ، والقمر كان منوّر كله ، جريت بسرعة من مكانى وانا مش عارف انا رايح فين بس المهم ابعد عن البيت دة ، لقيت حوالى 15 كلب بلدى كلهم مفترسين وجايين يجروا عليا ، وانا مكمل جرى ، و اول ما وصلوا عندى لقيت الكلب إللى معايا اتهجم عليهم وهما خافوا وجريوا منه ، وانا مازلت اجرى واقول للكلب “يلاااا” بصوت عالى عشان يجرى معايا ، ومبقتش عارف فين الطريق إللى يطلعنى ع الطريق العمومى ، فضلت حوالى نص ساعة اجرى والكلب يجرى ورايا ، وكل ما الكلاب تجرى عليا يدافع هو عنى ويهجم عليهم ، لحد ما لاحظت ف الارض أثار خطوات عربية ، تقريبا دى أثار التاكسى اللى جيت بيه ، فضلت متتبع الآثار واجرى على نفس الخط ، والكلب مازال يجرى معايا وبدأ ينهج جامد ، وانا اجرى اكتر واكتر لحد ما طلعت ع الشارع العمومي ولقيت شارع أسفلت قدامى ، وتقريبا مهجور برضو ومفيش عربيات بتمشى فيه ، بصيت ورايا لقيت نفسى جريت كتير جدا من المسافة ، بصيت تانى ع الشارع لقيت فيه عربية جاية ، وقفت ف نص الطريق اشاورله وهو بيقلب نور وماشى بأقصى سرعة ، ولما وصل عندى وقف بس أول ما شاف هدومى كلها دم ومقطعة مشى بسرعة وسابنى ، بصيت ورايا لقيت الراجل الجليس جاى من بعيد جداً وبيجرى على رجله ناحيتى وماسك فى ايده بندقية وبيضرب نار ف اتجاهى ، ف نفس الوقت لقيت عربية كبيرة بتاعة جيش جاية ، وقفت ف نص الشارع بشاورله وهو ماشى بسرعة جدا ، والراجل بيضرب نار وقرب يوصل عندى والرصاص بيمر من جنبى ، والكلب بينبح بصوت عالى ، و اول ما العربية وقفت فتحت الباب وركبت والكلب جه يركب معايا مسكته عشان اساعده يطلع لقيت فجأة الدم ملا وشي والكلب وقع من ايدى ف الارض ، الرصاصة جت ف الكلب ، ف نفس اللحظة لقيت السواق جرى بأقصى سرعة وانا راكب معاه والباب مفتوح ، وعمال ازعق واقول “لاااااا” ومش عايز اسيب الكلب وانا باصص عليه وشايفه نايم ع الأرض بينزف وبيطلع ف الروح ، بس مينفعش انزل لأنى هتقتل زيه من نفس الراجل ، ابتدا الرصاص يجى ف العربية روحت دخلت راسى جوة والسواق بيجرى اكتر ف السواقة لحد ما بعدت عنه تماماً ، قعدت جوة العربية حسيت بأن دموعى اللى بتنزل دى بقت دم مش دموع ، والسواق عمال يكلمنى يقولى انت كويس ؟ وانا مش برد عليه وجسمى كله بيترعش ، قولتله كمل جميلك وودينى على اقرب محطة قطر لأنى مش عارف انا فين ، هز راسه بالموافقة ومشينا ، كانوا العساكر كلهم مستغربين من منظرى وجسمى بينزف دم من أثار الضرب ، فضلت ساكت وانا بفتكر كل لحظة حصلت ف اليوم دة ، وكل حاجة بتمر من قدام عينى ، ومتبهدل خالص لا معايا فون ولا معايا فلوس ولا اى حاجة ، ومع طلوع النهار لقيت السواق قالى انت هتنزل هنا تركب اى عربية توديك المحطة ،
لأن المحطة مش اتجاهى بس انا كدة وصلتك لنص الطريق ، شكرته ونزلت من العربية لقيت ناس كتير وعربيات ، وعلى جنب لقيت قهوة ، دخلت فيها و صاحب القهوة اول ما شافنى اتخض من منظرى واتفاجئ ، خدنى جوة وقالى اهدى واحكيلى إللى حصل ، حكيتله اللى حصل بالتفصيل ، وصعبت عليه وقالى انت هتقعد معايا لحد مااعرف حد يوديك لاقرب محطة قطر ..
مرت الأيام وفضلت اسبوع كامل عند الراجل ف ف القهوة بيأكلنى وينيمنى على حسابه وشايل مسؤوليتى بالكامل ، فى اليوم السابع قالى فيه واحد من طرفى جاى وهيرجع المنيا ، هبعتك تروح معاه ، وافقته الرأى بعد ما عرفت انى ف مكان بينه وبين المنيا حوالى 500 كيلو متر ، فضلت مستنى العربية لحد ما جت وركبت معاه ، ومشينا ف الطريق متجهين للمنيا وعند الكيلو 280 العربية عطلت ، السواق اتصل بواحد تانى وقاله هتضطر تبات عندك واليوم اللى بعده هجيلك ، انا سمعت الكلام دة وقولتله مستحيل طبعا ، انا همشى ، قالى ازاى لا مينفعش والسكة طويلة قولتله أبدا ، ادينى بس ازازة مية و أكل وانا همشى المسافة دى ، قالى افتح الخزان هتلاقى اللى انت عايزه ، فتحت لقيت شنطة كتف خدتها وحطيت فيها ازازة مية ولقيت اطباق لانشون و علب جبنة ، خدتهم ف الشنطة ومشيت على طول باتجاه الشارع ، سألته باقى كام ع المنيا قالى 300 كيلو ، كنت بسب لنفسى ف سرى ومش مستوعب انى همشى 300 كيلو ، فضلت امشى وانا شايل الشنطة على كتفى والازازة ف ايدى وكل ما اعطش اشرب ، لحد بعد 7 ساعات مشي كانت الازازة والاكل خلصوا ، والشمس غربت ، والليل داخل ، وانا لوحدى ف مكان مقطوع من العالم تماما ، فضلت امشى و اقع ف الارض لحد اليوم اللى بعده ، ومع طلوع الشمس وسخونتها لقيت نفسى وقعت ف الارض ومبقتش قادر استحمل المشى ، والشمس بقت شديدة جدا وعطشت اكتر والطاقة عندى بتقل ، قومت بعدها وكملت مشى وانا مش عارف انا بقيت فين ولا وصلت فين ، تقريبا كنت برا مصر اصلا ، و بحمد ربنا لقيت قدامى عربية نقل كبيرة واقفة ، جريت عليه ووصلت عنده وعند ناحية السواق خبطت جامد ، بص عليا وانا بقوله مييية مييييية بسررعة ، هموووت ، نزل من العربية بتاعته وجاب معايا جركن مية ، خدته منه وشربته كله على نفس واحد ، قولتله وصلنى لأقرب محطة قطر ارجوك ، انا لو وصلت القطر هعرف اروّح ، قالى المحطة بعيدة جدااا عن هنا ، وف وسط كلامنا لقينا عربية ربع نقل جاية والسواق بيسألنا بيقول اروح المنيا ازاى؟؟ روحت جريت عليه وقولتله خدنى معاك ارجوك انا من المنيا وحصل معايا كذا وكذا ، قالى اهدا اهدا بس انا مش عارف طريق المنيا اصلا ، قولتله مش مشكلة هجيبهولك من خريطة جوجل لو معاك موبايل حديث ، قالى ايوة معايا ، قولتله تمام يلا ، ركبت معاه العربية واتحركنا على حسب الطريق اللى ظاهر فى الـGPS ، وبعد مرور حوالى 15 ساعة لقيت لافتة مكتوبة “مدينة المنيا ترحب بكم” حمدت ربنا كتير والسواق قالى انا مش هسيبك وانت حالتك خطر كدة لازم اوديك المستشفى ، قولتله انا حاسس انى هموت مبقاش فيا نفس تانى استحمل خطوة للمستشفى ، قالى لا اطمن بس وهنوصل اقرب مستشفى ، كانت الساعة 12 بالليل وصلنا مستشفى المنيا العام ، ونزل السواق معايا وصلنى فوق ودخلونى على اوضة العناية المركزة على طول لأنى كنت بلفظ انفاسى الأخيرة ، حطولى جهاز اوكسجين واتطمنت جدا ، وسرحت ف النوم ..
صحيت بعدها على صوت سن سكينة واتفاجئت لما فتحت عينى لقيت ظلام شديد وفيه شخص لابس لبس دكتور واقف قدامى ف الضلمة ، وتقريبا دكتورة مش دكتور ، فضلت مركز ف الملامح لحد ماشوفت الشعر الابيض الطويل و ابتسمت ليا وظهر لمعان الضرس الدهبى.
تمت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى