في التلاتينات من القرن اللي فات في ملاهي كبيرة فتحت في سيدني في استراليا، الملاهي اسمها “لونا بارك”، ملاهي كان بيروحها أعداد كبيرة، فيها ألعاب ظريفة تصلح لكل أفراد العيلة، المميز شوية فيها هي البوابة بتاعتها اللي كانت مقب.ضة وفي نفس الوقت جذابة، كانت على شكل وش ضخم بأسنان مدببة والناس بتدخل من تحت الأسنان دي للملاهي وبليل شعر الوش المنحوت بيبقى زي له.يب وعيونه بتنور، وكل كام سنة الوش كان بيتغير لكن في المجمل الفكرة واحدة، وش مخ.يف بأسنان مدببة وبواية مري.بة، غير كده مكنش فيه كلام كتير عن الملاهي، لحد سنة 1979….
دقت الساعة 10 بليل في ليلة 9 يونيو وبعدها وفي عمق ممر ضلمة في نور ظهر، لأ مش النور اللي في نهاية النفق، ده نور من نوع تاني…
نار صغيرة في أعماق قطر الأش.باح….
وبسرعة النار الصغيرة اتحولت للهيب بياكل العربيات والمجسمات اللي جوه النفق….
والصر.اخ ابتدا….
قطر الأش.باح هو كان عبارة عن مجموعة من العربيات الصغيرة الموصولة ببعض وبتمشي في خط سير معين لنفق ضلمة، واللعبة وقتها كان عمرها أكتر من 40 سنة، النفق بقى جواه شوية مؤثرات الغرض منها تخ.وف الركاب أو تخليهم يتحمسوا، زي هياكل عظمية وممكن مثلًا شخصيات مخ.يفة، نفس فكرة بيوت الأش.باح أو بيوت الر.عب عندنا في الملاهي، لكن احنا بنتكلم عن وقت قديم، في الوقت ده مكنش فيه التقنيات العالية بتاعة دلوقتي، المؤثرات يعني تعتبر بالنسبة لوقتنا الحالي بدائية جدًا، بس بالنسبة لهم كانت قمة الإبهار….
الناس نطت من عربياتها وجريوا وخرجوا من النفق … الموظفين اتحركوا وبقوا ينقلوا الناس بسرعة من العربيات….
والمطافي وصلت، واخدوا ساعة كاملة عبال ما قدروا يطفوا الح.ريق….
الشرطة طلعت بيان إن الحري.قة حصلت بسبب ماس كهربائي….
خلصت الحدوتة؟
لأ، الحدوتة مش كده خالص، تعالوا نحكي الحكاية الحقيقية….
في الإجازة الإسبوعية سافرت أسرة جودسون المكونة من أب وأم وطفلين من مكان ريفي لسيدني عشان يقضوا إجازة أسرية لطيفة…
في آخر يوم ليهم في سيدني قضوا اليوم في فسح هادية وقرروا في نهاية اليوم يعملوا مغامرة صغيرة، مغامرة تحرك اليوم الهادي ويقفلوا بيها رحلتهم في سيدني وهي إنهم…
يروحوا لونا بارك….
وبما إن قطر الأش.باح هو كان أشهر لعبة في الملاهي فمكنش ينفع إنهم ميدخلوهوش، الأطفال أصروا على اللعبة دي، الأب والأم وافقوا، واتحركوا للعبة، والأسرة كلها وقفت في الطابور اللي يعتبر مكنش طويل يومها بالنسبة للأيام التانية، الزحمة كانت أقل بسبب البرد ومع ذلك برضه كان في عدد مش بسيط…الأم “جيني” قررت عشان تقت.ل الوقت إنها تسيبهم وتروح تشتري أكل يتسلوا فيه، وراحت ولما رجعت ملقتهمش….
ريتشارد فيسر كان شاب صغير عنده 19 سنة قرر بعد يوم طويل في لونا بارك إنه يدخل مع صديقة ليه وأخواتها الصغيرين قطر الاش.باح…
وبرضه خمس أصحاب صغيرين عندهم 13 سنة قرروا يدخلوا في نفس الدور ومن ضمنهم جايسون هولمان…
لكن جايسون ولسبب ما غير رأيه في آخر لحظة ونط من العربية بتاعته وقرر ميدخلش اللعبة، يجوز عشان هم عددهم خمسة إنه مثلًا كان راكب لوحده أو مع حد غريب غير صحابه، ويمكن لسبب تاني…
وإيه المشترك ما بين كل اللي فاتوا وناس تانيين، غير إنهم يا دخلوا قطر الأش.باح أو كانوا قريبين منه، المشترك إن اليوم ده هيفتكروه لبقية حياتهم، اللي عاشوا منهم….
زي ما احنا متفقين المؤثرات كانت بسيطة بالنسبة لوقتنا، يعني مفيش تأثيرات ثري دي وكلام من ده، ومع ذلك، في واحدة من اللي راكبين العربيات لاحظت حاجة مثيرة شوية، الدفاية اللي جوه اللعبة كان شكلها حي قوي، وده لفت انتباهها وقالت كده للي قاعد جنبها، النار شكلها حقيقي مش مجرد مؤثرات، ومدت إيديها وحست بسخونة وشالتها بسرعة!
ريتشارد شم ريحة كيروسين، وقدر يميز الريحة علطول وده لإن والدته كان عندها بوتاجاز بيشتغل بالكيروسين، فهو عارف الريحة بتاعته كويس جدًا…
مش ده بس اللي لفت انتباهه، الريحة مكنتش موجودة قبل كده…
ريتشارد ركب قطر الأش.باح مرة قبلها في نفس الليلة ومكنش في ريحة كيروسين….
في حاجة غلط…
ده غير فرانك بويتانو، العامل اللي كان بيشتغل في لونا بارك والجنايني جريج ريتشارد اللي برضوا شموا ريحة الكروسين جايه من قطر الأش.باح!
المفروض إن الناس كلها خرجت من اللعبة…رجالة المطافي جم عشان يطفوا الحر.يق وقعدوا ساعة كاملة لإن النار كانت بترتفع وبتنتشر بشكل رهيب، لدرجة إن ارتفاعها وصل لأربعة متر……
ده غير إن كان عندهم نقص في المعدات، في إمدادات الميه…
لما طفوا الحر.يق لقوا إن المجسمات جوه اللعبة كانوا متفحمين، من ضمنهم 7 مجسمات قرب باب الخروج، لكن مع التدقيق اتضح إنهم مش مجسمات دول سبع جث.ث متفحمة…
يعني مش الكل نجي، في ضح.ايا…
جيني جودسون الأم اللي راحت تجيب أكل لولادها وجوزها ورجعت ملقتهمش عشان كانوا دخلوا اللعبة من غيرها، أول ما رجعت شافت دخان كثيف بيخرج من قطر الأش.باح وسمعت صر.يخ العمال وهم بيزعقوا في الناس عشان يخرجوا من النفق، الناس كانت بتخرج لكن ولادها الاتنين وابوهم مخرجوش…
التلاتة كانوا من ضمن ال7 الض.حايا…
الأربعة التانيين كانوا شلة الأطفال اللي ركبوا مع بعض، والوحيد اللي نجي هو اللي على آخر لحظة نط من العربية وقرر ميدخلش الدور ده…
المتوقع إن في يبقى في تحقيق مكثف عشان الكار.ثة اللي حصلت دي مش كده؟
لأ مش كده! محصلش التحقيق اللي الناس متوقعاه، 7 أشخاص فقدوا حياتهم، 6 منهم أطفال، واللي حصل إن بدل ما النفق والمنطقة دي تتقفل ويتعلم عليها إنها مسرح جر.يمة، تاني يوم الصبح علطول عاملين نضفوها تمامًا ولا كإن!
بلاش، مش كلمة جري.مة كبيرة شويتين، ليه نقول جري.مة، هنقول حا.دثة، ومع ذلك، حتى لو كانت حا.دثة، المفروض يبقى في تحقيق عشان الشرطة توصل للسبب عشان يتفادوه بعد كده، دي مص.يبة بكل المقاييس، لعبة بيركبها الكبار والمراهقين والأطفال…
مش معقول بعد 24 ساعة بس الشرطة تتوصل إن السبب هو ماس كهربائي وتتقفل القضية على كده…
في واحدة من الشهود قالت إنها بدل ما تلاقي شريط مسرح الجري.مة أو ظباط أو بقايا الحطام اتفاجأت إن المكان متنضف وفاضي وحست إن ده مش طبيعي أبدًا، المفروض يكون في تحقيق، أي مجهود!
لسنين عشرات من الشهود والأسر اللي فقدت أشخاص في الحر.يقة شكوا إن في حاجة مش مظبوطة، بالذات بسبب تصرف الشرطة الغريب والتحليل المكروت اللي طلعوه للناس وهو الماس الكهربائي…
والأغرب إن مش بس المدنيين، ده المدعي العام نفسه اللي بيساعد حاليًا في التحقيق اللي اتفتح مرة تانية قال إن الموضوع يتعدى الاستنتاج الغلط والتقصير، ده في…تستر…
أيوه، تستر، تستر مش على حا.دثة أكيد، على جريمة…
في تحقيق اتعمل بعد الحر.يق بشهرين ونتيجته إن السبب سيجارة وقعت على الأرض ومكنتش مطفية، الاستنتاج ده بيفضح الشرطة حتى لو غلط لإنه بيبين التناقض، هم مش كانوا قالوا ماس كهربائي، شوية ماس وشوية سيجارة، ولا إكمن الكد.اب نساي؟
أكتر من شاهد دعم فرضية إن الحر.يق كان بفعل فاعل…
الشهود دول محدش اهتم من الشرطة إنه يحقق معاهم وقتها…
وده ليه يا ترى؟ اتضح إن الظابط المسؤول عن التحقيق في حر.يق لونا بارك كان فا.سد، بيقبض رش.اوي عشان يتلاعب بنتايج التحقيقات!
الكيروسين مادة معروفة بتسرع انتشار الحر.ايق، الكيروسين ده…اللي الراكبين في العربيات شموه جوه النفق…بدأنا نجمع؟
ريتشارد فيسر اللي كان في اللعبة وشم الكيروسين بعد أكتر من أربعين سنة اتكلم وقال اللي عنده واللي شجعه إن غيره اتكلم من اللي كانوا موجودين الليلة دي في لونا بارك، بعد ما الشرطة فتحت التحقيق من تاني، مش بس اتكلم عن قصة الكيروسين، ده قال إنه مؤمن إن الحر.يق كان متعمد وإنه شاف زيه زي الناس الأخبار تاني يوم الصبح وسمعهم بيقولوا إن الحري.قة بسبب ماس كهربائي والجمهور طبيعي يصدق، مين هيشك في الشرطة؟
كمان الجنايني جريج اللي شاف لهيب النار خارج من النفق قال للشرطة إنه شم كيروسين لكن محدش اهتم باللي قاله..
في شاهد كمان ظهر وقال إنه كان واقف قريب من مجموعة من شباب ليهم ستايل معين، المعروفين بهوسهم بالموتوسيكلات، سمع واحد فيهم بيقول إنه حط كيروسين في اللعبة وولع عود كبريت ورماه…
واحد زميله رد عليه وقال له إن اللي عمله تصرف طايش…الشاهد قال إنهم بعد ما خلصوا كلام جريوا…
في رسالة اتبعتت للشرطة بعدها عن طريق اللاسلكي عشان يدوروا على الشباب دول لكن بدل ما يعملوا كده قبضوا على الشاهد…
الشاهد اللي إسمه دويد صرح مؤخرًا إنه قضى 40 سنة مر.عوب لإن الشرطة هددوه وخلوه يغير شهادته، دويد كان خاي.ف إنه يتق.تل بسبب اللي قاله…
وده يخلينا نسأل، مين بالظبط اللي اتسبب في حري.ق لونا بارك، إيه السر اللي ورا الحري.ق؟
بسبب الضغط عليه دويد غير شهادته وقال إنه ألف القصة كلها ومكنش في شباب ولا حاجة!
لكن الغريب إن مش دويد بس اللي اتكلم عن الشباب المريبين، دول كمان 6 غيره!
في اللي قال إن مجموعة الشباب ظهروا قبل الحري.قة بوقت قليل واللي قال إنه برضه سمع واحد بيتكلم عن نار، وغيره قال إنه سمع كلمتين “كيروسين وكبريت”…
وواحدة من العاملات في الملاهي قالت إنها شافت مجموعة من الشباب شكلهم مري.ب، مش من النوع اللي عادة بيبقى مهتم بالملاهي والألعاب، وكانت فعلًا قل.قانة لدرجة إنها قالت للأمن ووصتهم يراقبوهم..
وشافتهم تاني بليل وكانوا بيتصرفوا بطريقة غريبة، وبعدها النار ولعت في قطر الأش.باح….
وزيها زي الباقي، محدش من الشرطة كان مهتم يسمع اللي عندها برغم إنها عاملة في الملاهي وكانت موجودة وقت الأحداث…
السؤال هو إيه مصلحة شباب مهوو.سين بالموتوسيكلات إنهم يرتكبوا جري.مة زي دي؟ جري.مة المعروف إن ضح.اياها في الغالب هيبقوا أطفال؟
فاكرين أسرة جودسون؟ الأسرة اللي متبقاش فيها غير الأم؟
جيني بعد ما هديت من حالة الان.هيار اللي كانت فيها افتكرت حاجة…
في مرحلة ما وهم في الملاهي في واحد شكله غريب شويتين ظهر وعمل تصرف أغرب…
كان شاب مش لابس تيشرت ولا حاجة على جسمه من فوق ولابس قناع مر.عب وطلب إنه يتصور مع إبنها اللي عنده 6 سنين، حط إيده على كتف الطفل وحد خد صورة ليهم، الفكرة إن الكاميرا مكنتش بتاعة الشاب أبو قناع، إيه الهدف من إنه ياخد صورة مع الولد وهو مش هيحتفظ بيها كتذكار؟
القناع كان شكله زي ما يكون من الجلد وعليه قرون…
زي ما يكون قناع ش.يطان…
لما جيني ورت الصورة لإدارة الملاهي، قالولها إن الشخص ده مش موظف في الملاهي ومحدش اتعرف عليه…
الله، يعني مكنش في عرض ولا موظفين لابسين أزياء؟ أومال مين ده؟ وليه كان لابس كده وليه اختار ابنها عشان يتصور معاه؟
الفكرة بقى إن القناع مش قناع أي شي.طان، ده قناع مول.وخ، مول.وخ كان كائن إسطوري مقدس عند الفينيقيين، كائن شي.طاني، ووفقًا للثقافة دي بيرضى بس بالقراب.ين البشرية، مش أي قرابي.ن، الأطفال وبأنهي طريقة؟ بالح.رق!
مش صدفة غريبة شويتين؟!
والولد نفسه اللي اتصور مع الراجل صاحب القناع كان من الضح.ايا السبعة…
في كمان مصدر، بس للأمانة هو مصدر وحيد ذكر إن مش بس الشاب ده اللي كان لابس زي غريب، ده كان في مجموعة من الأشخاص لابسين أرواب وواقفين قريب من النار وبيراقبوها!
وطبعًا إحنا عارفين يعني إيه أرواب، وإيه أول حاجة تيجي في بالنا…طق.وس! طق.س تض.حيات بشرية، وعلى فرض إن مكنش فيه المجموعة دي فالأكيد إن كان في الشاب اللي كان لابس قناع الشي.طان وشهادات الناس اللي كانت موجودة سواء في اللعبة أو براها اللي اكدوا وجود مجموعة الشباب اللي معاهم موتوسيكلات وكلامهم عن نار، ده غير ريحة الكيروسين اللي شموها والدفاية اللي كانت فيها نار في اللعبة…
وهنا في صورة مر.عبة بتتكون، صورة أكبر من حري.قة متعمدة، وجر.يمة ق.تل جماعية وطق.وس وتضح.ية بأطفال، ليه الشرطة قفلت على الموضوع بسرعة كده وهددت شاهد وسكتت الباقي وكمان طلعوا بيان كد.اب عن ماس كهربائي؟ هل الشرطة قبلت رش.وى من أصحاب العملة دي ولا هم نفسهم، الظباط كانوا جزء من الط.قس؟ كانوا مثلًا بينتموا لنفس الجماعة أو عندهم ولاء ليهم عشان كده ساعدوا إن التحقيق يتقفل؟؟
والشباب أصحاب الموتوسكيلات ليه ميكونوش هم اللي نفذوا بأمر من الطائ.فة اللي خططت للط.قس، الشباب دول اتدفع لهم مثلًا فلوس عشان يحطوا الكيروسين ويولعوا الكبريت لما يدخلوا اللعبة وهم في العربيات؟
مش جايز برضه؟
أيًا كان السيناريو اللي حصل وهوية الق.اتل ودوافعه، فأكيد القصة مرع.بة والفاعل شي.طان، سواء بقى لأغراض طائ.فية أو لسبب تاني مجهول…
إنتوا إيه رأيكم، هل طائ.فة اللي عملت كده ولا حد تاني، وإيه ممكن تكون مصلحته؟
“تم”
#ضحايا_القرابين
#ياسمين_رحمي