الاحساس بالمو’ت اصعب من المو’ت نفسه.. عمرك جربت تفكر في جملة انا مي’ت بالحياة، اكيد لا جملة بتعدى علينا زي اي جملة.. لكن الجملة دي ليها معني واضح.. المو’ت بالحياة اصعب من المو’ت الي احنا نعرفه ده الي بيخلي الانسان عايش وبيتمني المو’ت
…..
هكتب كل حاجة انا خلاص عارف اني همو’ت بعد دقايق يمكن الناس لما تقرأ كلامي يمشوا من المكان ده، انا كنت غبي لما فكرت اني اكمل في الشغلانة دي بعد كل الي شوفته.. وبدأت اكتب ساعة كاملة وانا بكتب تفاصيل مر’عبة عشتها هنا.. خلصت وبمجرد ما خلصت باب العنبر اتفتح ببطئ خلاص الدور عليا.
#مصنع_حلوان
الجزء الاول
انا اسمي فؤاد الحلواني عندي 25 سنه انا عايش في القاهرة خريج كلية الحقوق.. انا عايش مع والدتي واختي نورا واخويا فارس وانا الاخ الاكبر في اخواتي والدي توفاه الله من زمان، وزيي زي اي حد في العمر ده أكيد المفروض اكون شغال لكن مش محتاج اتكلم ان ده كان مستحيل، بالرغم اني جايب تقدير امتياز لكن ملقتش شغل مفيش مكتب رضي بيا.. حسيت ان الدنيا كلها بتتقفل في وشي.. خصوصا ان ورايا إلتزامات زي ان امي ست كبيرة وعايشة بالعلاج واختي نورا على وش جواز واخويا فارس بيدرس ومحتاج مصاريف الدراسة.. كلها إلتزامات لازم اكون قدها وإلا مش هعرف اعيش.. فضلت ادور على شغل ولقيت شغل أخيرا في محل جنب البيت
المرتب ضعيف لكن اهي اي حاجة عشان نعرف نعيش.. اشتغلت في المحل ده سنتين كنت بهلك نفسي في شغل مش شغلي ولا تخصصي كنت بتعب عشان الي في البيت يقدروا يعيشوا، كنت حاسس فعلاً بالظلم واحساس الظلم وح’ش اوي يا جماعة.
لحد اليوم الي غير حياتي كلها، لما جالي اتصال تليفون من صديق ليا اسمه سعد.. سعد كان صديقي من ايام الدراسة وفرقتنا الأيام وقلي
_ ازيك يا ند’ل وحشني والله اي مبتسألش على صحبك ليه؟
_ انا عارف اني مقصر معاك يا صحبي حقك عليا بس انت عارف ده حال الدنيا
_ عارف وعشان كده انا بكلمك انا جايبلك شغل حلو جداً وبمرتب كويس جداً بس هو بعيد شويه
_ فين يا سعد اتكلم بسرعة انا في اشد حاجة للشغل ده
_الشغل في حلوان مصنع بسكويت انت هتشتغل هناك وهتاخد مرتب 5000 جنيه في الشهر واكلك وسكنك عليهم
_ انت بتتكلم بجد يا سعد والمصنع ده فين؟
_المصنع في حلوان انا بعتلك رسالة بالعنوان روح وقول للاستاذ حسين مدير المصنع انك من طرفي وملكش دعوة بالباقي
_انا مش عارف اشكرك ازاي يا سعد انت بجد اخويا
خلصت كلامي مع سعد ومكنتش مصدق المبلغ أخيرا لقيت شغلانة نعرف نعيش منها.. سألت عن المنطقه دي في حلوان.. وعرفت انها كانت منطقة ناقية زمان لحد ما الحمدلله بقيت منطقة سكانية كويسة.. روحت لاهلي وفرحتهم بالخبر وشوفت في عيونهم الزعل اني ماشى لكن انا فهمتهم اني رايح اشتغل عشانهم عشان اقدر اوفر ليهم العيشة الي تليق بيهم
جهزت شنطتي وجهزت نفسي واخدت مواصلة في مواصلة عشان بعد 5 ساعات كاملة اوصل للمكان.. مكان بعيد لكن خليني اوصفه مصنع كبير جداً وبيحيط بيه سور ضخم.. دخلت وبدأت اتفقد المكان، دخلت وقابلت الأستاذ حسين مدير المصنع وقولتله اني جاي من طرف سعد عشان الشغل.
الراجل رحب بيا جداً وطلب من أمن البوابة انه يوديني العنبر.. أخدني أمن البوابة والي عرفت أن اسمه عطية.. الغريب ان عطية كان عابس جداً مبيضحكش.. وصلنا لاربع عنابر مكنش في غير سرير واحد فاضي في عنبر 4.. واضح على الناس الي بتشتغل هنا انهم مش مبسوطين
يعني ميختلفوش كتير عن أمن البوابة، لاحظت ان محدش سألني انا مين ولا منين.. قولت عادي اخدت شنطتي وفتحت الدولاب وبدأت ارتب هدومي وفرشت سريري.. نظام العنابر عامل زي عنابر الجيش كده، الوقت كان وصل 11 بليل والكل دخل ينام والحقيقة انا كنت مرهق جداً ونمت.. صحيت على صوت حد بيزعق بصوت عالي وبيقول لا ابعد عني انا مش هاجي معاك مش هاجي معاك.. جيت اقوم اشوف ماله لقيت الشاب الي على السرير الي جنبي قال ملكش دعوة بيه خليك مكانك ارجوك، مكنتش فاهم حاجة.. لكن فجأة بدأت اسمع صوت ضر’ب نا’ر كتير، الصوت كان قريب زي ما يكون جوة العنبر وصوت صر’اخ ناس بتصر’خ.. قومت وانا مي’ت من الر’عب وقولت هو في أي؟ وقومت شغلت نور العنبر وصحيت الناس كلها وانا بصر’خ فيهم وبقولهم.. انتوا مش سامعين صوت ضر’ب الن’ار ده وصوت الصرا’خ.. واحد منهم اتكلم اسمه عرفة وقلي
_بقولك اي انت اول يوم ليك معانا ومش ناقصة تخا’ريف، اهدي كده وصلي على النبى ونام ورانا شغل الصبح
_ بس انا سمعت…
_ سمعت زي ما سمعت قولتلك دي تخار’يف عشان بس المكان جديد عليك نام احسنلك نام.
بصراحة مكنتش فاهم حاجة ومكنتش عارف ارد ورجعت فعلاً لسريري بصيت في التليفون كانت الساعة 4 الفجر ونمت.. الساعة 8 الصبح لقينا الامن داخل العنبر يصحينا.. قومت ودخلت الحمام واخدت اللبس الخاص بالشغل من المدير ولبست ورحنا كلنا مطعم صغير كده في المكان عشان نفطر.. لاحظت وانا بفطر ان في واحد مركز معايا.. كان راجل كبير في السن ولقيت اتنين قعدوا قدامي وعرفوا نفسهم
_ انا اسمي حسن وده فوزي احنا معاك في المصنع وكنا جايين نرحب بيك ونتعرف عليك
_اه اهلا وسهلا انا فؤاد وتشرفت بيكم بشكركم جداً
_ انت في عنبر كام؟
_عنبر رقم 4
بمجرد ما قولت كده.. الابتسامة الي على وشهم اتبدلت وبصوا لبعض وقلولي
_ احنا عاوزين نسألك عن حاجة.. انت شوفت حاجة غريبة في العنبر امبارح؟
_ ايوه هو انتوا عارفين يعني انا مكنش بيتهيألي ولا كنت بخرف
في الوقت ده دخل الامن وقال وقت الفطار خلص.. قومنا ودخلنا المصنع ولسه الراجل الكبير مركز معايا مهتمتش لكن كل الي في بال كلام حسن وفوزي لازم اقعد معاهم اكيد عندهم كلام كتير لازم اعرفه.
كان شغلي عبارة عن تغليف البسكويت وتعبئته في كراتين، يعني شغلانة سهلة وبسيطة جداً الشغل من الساعة 9 الصبح للساعة 9 بليل وفي ساعة عشان الغداء… اتعلمت بسرعة الحمدلله وجات الساعة 2 عشان ندخل تانى المطعم ونتغدي.. كنت مركز مع الوشوش الي دايما عابسة وملاحظ ان محدش هنا بيضحك والكل شايل الهم… اخدت الغداء بتاعي وقعدت علي الترابيزة الي عليها حسن وفوزي وقولتلهم
_ انا عندي سؤال.. هو مين الراجل ده؟
_ ده عم ايوب الي ماسك المطعم ده، راجل ليه 20سنه في المصنع.
_ انت شوفت اي؟ …. هو عموما كل الي نعرفه ان العنبر ده بيقولوا عليه مسكو’ن لكن الاستاذ حسين رافض الكلام ده نهائي وقال الي هيقول الكلام ده تاني يتفضل يمشي ويسيب الشغل انا مش عايز اشاعات تطلع علي المكان
_بعد الكلام ده يفيد بأي الي شوفته، لو علي اصوات وبس مقدور عليها
خلصنا الغداء ورجعنا لشغلنا تاني كان يوم مرهق جداً بس اكيد ده عشان اول يوم بس.. اتعيشنا ودخلنا العنبر عشان ننام.. نمت ومعرفش نمت قد اي لكني صحيت علي صوت بيقول.. انا مش عايز امو’ت مش عايز امو’ت ارجوك… لما ركزت كان عرفة واقف قدام خيال اسود طويل ملهوش ملامح.. وعرفة بيترعش وبيقوله ارجوك انا مش عايز امو’ت.. لكن فجأة صر’خ عرفة ووقع على الأرض.. صر’خة صحت كل الناس الي في العنبر بتاعنا والعنابر التانية.. جريت على النور شغلته وهنا كانت الصدمة.. عرفة مقتو’ل وصدره مشقو’ق بطريقة مر’عبة.. اعوذ بالله من المنظر مهما وصفت مش هعرف اوصل الصورة صح
الدنيا اتقلبت الاستاذ حسين دخل العنبر وشاف عرفة بص عليه وخرج واحنا كلنا في حالة انهيا’ر تام كلنا مش مصدقين الي حصل لزميلنا ده والي محدش شافه غيري.. محدش شاف الي كان واقف قدام عرفة غيري… لكن الكلام المدير خلانا كلنا نثور ونز’عق، لما واحد من زميلنا قال للمدير لازم نبلغ الشرطه رفض المدير وقال شرطة اي الي نبلغها انتوا عاوزين تضربوا سمعة المكان ولا اي… في الوقت ده ادخلت وقولتله وزميلنا الس ما’ت ده أي ملهوش اعتبار.. وزعا’ق من زميلي.. ورد تاني سخيف من المدير ان المنطقة مليانة ذئاب وان ذئب هو الي عمل فيه كده، وانه مستحيل يخاطر بسمعة المكان وقال اننا هند’فن الجث’ة ونكتم علي الخبر.
طبعاً الكلام مكنش عاجب حد وفي ناس اخدت قرار انها هتسيب الشغل وانا كنت منهم.. اتصلت بأمي وبلغتها اني راجع واني مش هقدر اشتغل في المكان ده وكان ردها غريب… لا لا متجيش خليك شغال احنا مش معانا فلوس واملنا فيك انك تبعت فلوس قريب
امي مستحيل تقول كده دي مسألتنيش عن السبب!!!
كنت كل ما افكر امشي افتكر الي انا فيه واقول هكمل وما باليد حيلة.. ادفن عرفة وسط دموع الأصدقاء وحزنهم والمدير قال انا مش عايز اسمع حد تاني بيتكلم في الموضوع ده.. خلاص الموضوع خلص.. معرفش أسوء قلوبهم دي اي
فات يومين كلنا بنشتغل لكن على ملامحنا الزعل والحزن وبعد مرور 3 ايام وكانت الساعة 2 بليل كنت نايم وصحيت علي مغص شديد.. قومت من النوم وانا بتألم عشان ادخل الحمام .. دخلت الحمام عشان اتفاجئ بواحد واقف قدام مرايا الحمام وكان بيغسل وشه.. كنت اول مرة اشوفه دخلت الحمام ولما خرجت ملقتهوش ورجعت العنبر عشان أكمل نوم.. لكن بمجرد ما روحت في النوم سمعت صوت باب العنبر بيتفتح ببطئ.. بصيت وركزت كويس ولاحظت ان الشخص الي واقف ده هو هو الي شوفته في الحمام.. قومت عشان اشوف الشخص ده مين لكني ملقتش حد.. جيت اقفل باب العنبر شوفت الى خلي الد’م نشف في عروقي.. شوفت كائن رفيع جداً اشبه بالهيكل العظمي واقف علي بعد عشرة متر وبيبصلي.. انا خو’فت قفلت باب العنبر ورجعت جري علي السرير… لا كده الموضوع مش طبيعي وفي حاجة غلط، معرفتش انام لحد الصبح، الناس صحيت وصحيت معاهم عشان الشغل وكعادة كل يوم دخلنا الحمام ولبسنا ورحنا نفطر.. اول حاجة بصيت عليها وانا داخل عم ايوب الي اول ما شافني.. حسيته عاوز يقولي حاجة، قربت منه وانا بسأله مالك يا عم ايوب عايز مني حاجة.. الراجل اتكلم وقال
_ انت عرفت اسمي منين؟
انا في الحقيقة معرفكش يا عم ايوب، الناس هي الي دلتني عليك وقالت انك اقدم واحد في المكان ده
_ اه فعلاً ليا 20 سنة ذكرياتي كلها في المكان الي انت شايفوا ده
_ طيب معلش سؤال هو ليه حضرتك بتبصلي بتركيز كده؟
_اصلك فيك شبه من ابني كمال الله يرحمه.. شبه كبير اوي
_ياااه للدرجة دي، انت حمستني اشوفه
_الله يرحمه يبني ما’ت وهو في سنك كده
وحط ايده في جيبه وطلع صورة وقلي ده كمال ابني بص وشوف الشبه بنفسك… بصيت وهنا كانت الصدمة…. يتبع الجزء الثاني
……
#مصنع_حلوان
الجزء الثاني
هو هو الشخص الي شوفته في الحمام وعلي باب العنبر.. قولتله انت متأكد ان ده ابنك… قلي اكيد طبعا ابني.
مكنتش عارف اقول للراجل اي.. هقوله انا شوفت ابنك الي هو المفروض مي’ت دلوقتي سكت ورحت فطرت ونزلت علي الشغل مش مركز تفكيري كله في الي حصل، اليوم عدي بسرعة.. وفي الليلة دي شوفت اغرب حاجة في حياتي.. كنت نايم وصحيت على صوت خبط منتظم… الصوت كان واضح جداً وقريب لما ركزت واتبعت مصدر الصوت كان جاي من اخر العنبر.. كان واحد من زميلنا اسمه عماد.. عماد متدين جداً ورفض يصدق حوار ان العنبر مسكو’ن.. لكن عماد كان بيعمل حاجة غريبة جداً كان بيخبط راسه بشكل منتظم في الدولاب ومش فاهم.. هو بيعمل كده ليه!.. قربت منه وانا بنادي عليه عماد عماد يا عماد.. اتلفتلي عينيه بيضة تماما وقلي دورك قرب دورك قرب… رجعت لورا اعوذ بالله من الشيطان الرجيم.. ربي اعوذ بك من همزات الشيا’طين واعوذ بك ربي ان يحضرون.. بدأ يصر’خ بشكل هيستيري وجري وخرج بره العنبر.. خوفت ايوه خوفت اخرج وراه ولو صحيت حد هيز’عقوا معايا.. وانا مش عايز مشاكل انا هنسي الي شوفته ده وهنام اه انا هدخل انام.. دخلت السرير ونمت وصحيت لكن اي ده انا فين؟
هو اه انا في العنبر لكن العنبر شكله متغير كده ليه؟…. قومت من مكاني اي ده مين الناس دي؟
لكن في حاجة غريبة انا محدش شايفني.. الناس بتعدي ومحدش شايفني وفجأه باب العنبر اتفتح ودخل العنبر ناس معاهم سلاح ومولتمين يعني لابسين زي شال علي وشهم او وشاح وبكل فجر وغل فتحوا النا’ر علي كل الي في العنبر.. الناس دي كانت بتمو’ت قدام عيني ومسكوا واحد معين وشقوا صد’ره بالطول بسلا’ح ابيض.. المنظر صعب مد’بحة، بس انا ابتديت افهم… الي انا بشوفه ده احداث حصلت في الماضي لكن اي الي يخلي الجحو’د يوصل للمرحلة دي.
فؤاد فؤاااد اصحي مالك.. ها في اي.. اصحي الساعة 8 انت هتفضل نايم كل ده.. قومت والناس قامت علشان تدخل الحمام لكن فجأة صوت صرا’خ وهرج ومرج عند الحمام.. عماد مقتول جوه الحمام ومنظره مرعب جداً والجمجمة متهش’مة تماما.. اتبلغ الاستاذ حسين مدير المصنع الي جيه وشاف المنظر بنفسه ورغم كده معلقش.. خلاص كلنا اخدنا القرار اننا هنسيب الشغل مفيش رجوع في القرار ده… عماد ده تاني واحد يمو’ت.. لكن الاستاذ حسين قال هتقعدوا معانا اسبوع كمان انا طالب من الناس اسبوع واحد وبعد كده عاوزين تمشوا براحتكم.. لسه هنستني اسبوع في المكان الملعو’ن ده.. اسبوع اصنفه على انه اصع’ب اسبوع عدي عليا في حياتي.. ليه؟.. هتعرفوا دلوقتي.. في اليوم ده احنا محدش فينا عرف ينام لكن مع الوقت بدأت اروح في النوم.. صحيت على صوت بيقولي.. الدور عليك الدور عليك.. فتحت عينيا لقيت واحد طويل جداً ملهوش ملامح واقف عند السرير بتاعي خلاص.. واضح ان الدور عليا فعلاً وحسيت بأيد بتخنق’ني بحاول ابعدها لكن دي لا يمكن تكون ايد بشر دي حاجة مكلبشة في رقبتي مش قادر اخد نفسي وحاسس اني خلاص بمو’ت لكن في اللحظة دي في حد دخل العنبر وشغل النور.. كل حاجة اختفت وفضلت اكح جامد لحد ما فوقت وقدرت اخد نفسي.. انا كنت على بعد خطوات بسيطة من المو’ت، عارفين يعني اي.. انا خلاص كنت همو’ت بس حتي لو مكتوبلي امو’ت.. يبقي لازم افهم وهبدأ من اول الخيط.. عم ايوب الراجل ده اكيد عارف الحكاية كلها ده راجل في المكان ده من زمان جداً وجايز يكون ابنه ما’ت في الهجوم الي حصل على المكان… صحينا الصبح وانا مقرر اني هروح لعم ايوب لازم افهم اي الي حصل.. في اليوم ده خلصنا شغل ورحت على المطعم لقيته قاعد وسرحان.. قعدت قدامه هو اتفاجئ وقلي اهلا يبني.. قولتله
_بقولك اي انا مش جاي عشان ادردش معاك.. انا خلاص الدور عليا وهمو’ت زي الي ما’توا قبلي بس لو همو’ت امو’ت فاهم.
_ انا مش فاهم حاجة يبني.. طيب فهمني عشان اعرف اساعدك؟
_ لا انت فاهم كويس يا عم ايوب وهتحكي كل حاجة تعرفها.. اي حكاية العنبر؟ واي كم الجر’ايم الي بتحصل في المكان ده؟ طيب على الاقل قولي ابنك ما’ت ازاي؟
عم ايوب بدأ يبكي وقال انا هحكي كل حاجة هحكي عشان مش عايز يحصلك زي ابني وبدأ يحكي حكاية اغرب من الخيال واصع’ب من قصص الر’عب وافلام الفنتزيا والخيال العلمي
لانه قال
_ الحكاية بتبدأ من زمان في التسعينات لما خواجة اسمه سكار يقرر يشتري حتة ارض ويبني عليها مشروع مصنع بسكويت.. في الوقت ده المنطقه كانت نائية جداً وصحراوية وساعتها كانت عايشة بالقرب من الارض قبائل العرب كانوا مشهورين جداً في المكان ده وليهم اسمهم
بدأ سكار ده في بني المصنع ده وعمل عنبر عشان العمال تنام فيه.. خصوصا ان بيوتهم بعيدة وهيقعدوا هنا فترة.. وعشان المكان كان يعتبر شبه مقطوع اتفق مستر سكار مع القبائل دي الحماية مقابل فلوس كتير.. وفعلا القبائل دي وافقت وبدأت تسيب كام راجل من رجالتها
تحمي المصنع والمصنع بدأ يتبني ويعمر ومكنش في سور بيحيط بالمكان زي دلوقتي.. بدأ الخواجة يستخدم اسلوب في الدعايا مميز جداً وهو اسلوب معروف حتي الان وهو انه عمل اعلانات عن وظيفة في مصنع في حلوان وساب العنوان.. وبعد اربع ايام بس بدأت الناس تاجي وتشتغل في المصنع ومكنش فيه اي مشكلة
انا كنت شغال هناك وعشان انا مراتي متوفية اخدت ابني معايا كان واهو يهون عليا غربتي
لكن في يوم واحد من العمال شاف بنت من القبيلة جايبة اكل للحرس الي بيحموا المكان البنت كانت فائقة الجمال كانت بجد حلوة جداً لكن الي حصل ان واحد اسمه سمير أعجب بالبنت دي جداً وعجبته، وقال انه هيتكلم معاها
الخواجة سكار مكنش يعرف حاجة عن الموضوع ده.. وكلنا حذرنا العامل ده من الغلط الي هيوقع نفسه فيه واي الي ممكن يحصل.. .. للأسف سمير مسمعش الكلام وتاني يوم فضل مستني البنت تاجي.. لحد ما فعلاً بعد ساعة البنت جات وادت الاكل للحراس ومشيت.. سمير مشي وراها وفضل ينادي عليها ولما ردت عليه وقلتله انت ماشي ورايا ليه وعايز اي؟
_قالها انا معجب بيكي وعايز ارتبط بيكي.
_ بس انا بحبك وعايز ارتبط بيكي في الحلال
_قولتلك ارجع على شغلك بدل ما اعملك مشكلة
سمير رجع وهو زعلان جداً وحس انه قليل ومن غباؤه انه حكي لصحابه في العنبر كل حاجة حصلت… صحابه اتريقوا عليه ومحدش راعي مشاعر حد.. الد’م غلي في عروق سمير وقرر انه هيتكلم معاها تاني بس المرة دي عشان يثبت انه قادر يقنعها بنفسه وانها هترضي بيه
واستناها تاني يوم تاني وجات تاني ومشي وراها زي المرة الي فاتت بالظبط وحاول يتكلم معاها تاني… قلتله
_هو انا مش قولتلك ارجع لشغلك انا مش عاوزه آذيك انا لو بلغتهم في القبيلة مش هيسموا عليك
_ بس انا بحبك
_ انت غب’ي مش بتفهم بقولك انا مش عوزاك ارجع شغلك عشان معملكش مشكلة
رد فعل سمير كان غير متوقع وفاجئ البنت نفسها.. سمير اعتد’ي على البنت دي.. قولا وفعلا والبنت قدرت تهرب منه وترجع قبليتها
انا فاكر يبني اليوم ده كأنه امبارح
خليني اكملك سمير قال ان البنت هتجيلي لحد عندي عشان اتجوزها وساعتها هعرفها يعني اي ذل واهانة.. الكل كان بيتريق عليه.. انا فاكر كويس اني في اليوم ده كنت متأخر في الشغل وانا شغال سمعت صوت حد بيز’عق جاي من ناحية العنبر خرجت اشوف في اي… لقيت حرس القبيلة داخلين العنبر بالسلاح… وصر’خة شقت سكون الليل وبعدها الحرس فتح النا’ر على العنبر كله والمصيبة ان ابني كان جوه العنبر كان نايم على سريري وما’ت جات في طلقتين وما’ت… جريت واستخبيت ومخلتش حد يشوفني.. طلعوا مكتب الخواجة وقتلوه هو كمان ومفضلش حد عايش في المكان غيري، دخلت العنبر بعد ما اتأكدت انهم مشيوا 40 شاب وابني مقتو’لين بطريقة بش’عة وخصوصا سمير الي مقتو’ل وصدره مشقوق بالطول .. رجعت بيتي ببكي من الي حصل وعدي 5 سنين لحد ما جالي اتصال من واحد اسمه الاستاذ حسين وقال ان الرقم ده كان وسط ارقام العاملين الي كانوا شغالين في المصنع وانه عاوزني ارجع تاني اشتغل.
رفضت وقولتله مستحيل ارجع المكان ده تاني مش هرجع.. لكنه عرض عليا مبلغ مكنتش احلم بيه، وافقت عشان اقدر اعيش كويس ورجعت عشان افتكر اسو’ء ذكريات في حياتي.. الاستاذ حسين واضح انه شاف حاجات بس اكيد طبعاً مش هيتكلم وبدأنا نعلق اعلانات لوظيفة تاني في كل حتة في مصر… وطبعا الشباب العاطل علي قفا مين يشيل.. كله جاي عشان المبلغ الكبير لكن الي كان يجي ويشوف حاجات ورغم كده ينكر وجودهم كان يمو’ت .. قدرنا نبني 3 عنابر ومطعم صغير ومسكته انا ولحد النهاردة والمصايب مستمرة.
خلص كلامه وقولتله
_ اه والله يبني مكدبتش عليك في حرف نصحيتي ليك سيب المكان ده وامشي انت زي ابني وانا خايف عليك
مش عارف ليه جيه في بالي اكلم سعد ما هو الي جابني المكان الزفت ده… طلعت تليفوني وحاولت اتصل بيه وكانت النتيجة.. الرقم المطلوب غير موجود بالخدمة.. يعني اي الكلام ده يعني اي.. انا متأكد انه كلمني من الرقم ده
قولت لا مبدهاش وطلعت للمدير الاستاذ حسين
قلي نعم في حاجة.. قولتله اني عايز رقم سعد عشان اكلمه لو معاك رقم غير الي معايا
قلي سعد مين؟
_ سعد حضرتك الي انا جاي من طرفه سعد الي كان شغال هنا وساب الشغل
لكن رد الاستاذ حسين كان صادم ومفاجأة بالنسبالي لانه قال… يتبع الجزء الثالث والاخير
#مصنع_حلوان
الجزء الثالث والاخير
_سعد اي ومن طرف مين انت قولتلي انك جاي تبع الاعلان الي احنا نشرناه_ اعلان اي استاذ حسين افتكر كويس انا جاي من طرف سعد.. وسعد ده كان شغال هنا
_ سعد مين؟ طيب اسمه سعد أي؟
_ سعد محمد عبدالرازق
_ استني ادي كل الي اشتغلوا في المصنع قايمة باسمائهم…. انت بتقول الي جابك هنا مين؟
سعد ده مي’ت من سنة
_ مي’ت اي مي’ت ازاي؟ سعد مين الي مي’ت.. سعد ده الي جابني المكان هنا
_ قلي خد كشف الاسماء وشوف بنفسك
لما بصيت في الكشف اكتشفت فعلاً ان سعد مي’ت من سنة!!.. اومال من الي جابني المكان ده؟
_والله معرفش ولو سمحت كفاية تخار’يف هنا لا في عفار’يت ولا اشبا’ح ودي كلها مجرد كد’ب واشاعات ولو عايز تسيب الشغل سيبه بس متتكلمش علينا مع حد مهما كان هو مين
خرجت من المكتب ورجعت العنبر كان الكل نايم من التعب والارهاق.. لكن انا قررت اني هكتب كل حاجة انا خلاص عارف اني هموت بعد دقايق يمكن الناس لما تقرأ كلامي يمشوا من المكان ده، انا كنت غ’بي لما فكرت اني اكمل في الشغلانة دي بعد كل الي شوفته.. وبدأت اكتب ساعة كاملة وانا بكتب تفاصيل مر’عبة عشتها هنا.. خلصت وبمجرد ما خلصت باب العنبر اتفتح ببطئ خلاص الدور عليا. لكن الي دخل كان عم ايوب وقلي وهو بيترعش.. الحقني يبني.. الحقني.. وخرج من باب العنبر وانا خرجت وراه ورحت ناحية المطعم لقيته فتح الباب ودخل ودخلت وراه… د’م د’م كتير علي الارض مشيت في الضلمة مش شايف اي حاجة لكني اتكعبلت في حاجة قدامي على الأرض.. دي جث’ة.. جث’ة عم ايوب مدبو’ح من رقبته… خرجت اجري لكني سمعت صر’خة جاية من المبيت بتاع الاستاذ حسين المدير.. صحيت العنابر كلها وجرينا على المبيت معرفش ليه لما دخلت اصيبت بحالة من القيئ الشديد والعياء الشديد بس يمكن ده عشان المنظر المقر’ف الي هو جث’ة الاستاذ حسين البطن مفتوحة وكأن في حيوا’ن مفتر’س هج’م عليه.. خلاص المكان بقي قب’ر كل يوم بيختار واحد مننا عشان نمو’ت.. قررت اخيرا والقرار ده اتأخر كتير.. اخدت فلوسي ورجعت لبيتي وسبت المصنع او بمعني اصح سبنا القبر الي بندفن في الجث’ث من غير تصريح د’فن من غير ما نبلغ الشرطة ولا نبلغ اهله.. حالة من الاذ’ي النفسي في مكان بالنسبالي هو اسو’ء مكان على وجه الارض
رجعت البيت اهلي كانوا واحشيني جدا.. بالمناسبة انا سألت امي عن المكالمة الي حصلت بيني وبينها.. أمي انكرت وقالت اني من يوم ما مشيت واتقطعت اتصالاتي بيهم.. كنت هت’جنن، اومال مين الي كلمني في التليفون؟
صداع ماسك في دماغي مش عارف انام وبتمني اكون جوه حلم والحلم ده يخلص.. نمت بعد تفكير عميق وحلمت اني واقف في العنبر تانى لكن المرة دي حواليا ما يقارب من ٤٠ جث’ة عبارة عن هياكل عظمية.. في الوقت ده باب العنبر اتفتح ودخل منه.. الاستاذ حسين ربنا يرحمه وكان معاه ١٠ رجالة، بداؤا يحفروا في العنبر لحد ما عملوا قب’ر كبير بيحتوي علي عدد كبير من الجث’ث ورجعوا ردموا الحفرة وركبوا البلاط مكانه تانى… خرج الاستاذ حسين والي معاه جيت اخرج انا كمان لكني مقدرتش اتحرك لما سمعت صوت في ودني بيقولي ارجع ارجع مستنيينك ارجع احنا في انتظارك.
كل يوم بسمع الاصوات دي في وداني وانا نايم واحيانا وانا صاحي.. حالتي ساء’ت جداً ودقني طولت وعينيا ظهر تحتها هالات سودة كأني مش بنام.. أمي كلمت واحدة جارتنا عشان عاوزه تجبلي شيخ.. بعد ساعة بالظبط لقينا جارتنا جاية ومعاها واحد شكله شيخ وقالت ده الشيخ ناصر يا ام فؤاد هيعالج ابنك.. سألت امي يعالجني من اي؟
الشيخ قلي متخفش يبني واحكيلي كل الي حصل معاك وباذن الله هننتصر عليهم مهما كان
بدأت احكيله كل حاجة حصلت معايا من أول مكالمة التليفون لحد ما رجعت.. الشيخ قلي بص يبني انا هفهمك الارواح كانت بتستنجد بيك وبزميلك.. ارواح الناس الي ماتت دي.. قعدت بدون د’فن فترة كبيرة جداً وده خلي الشيا’طين يسكنوا المكان.. الي كان بيموت الناس دي جن وجن قوي جداً كمان.. نجا’سة المكان من الي كان بيحصل فيه خلت الجن يتحكم فيهم.. الاحلام الي انت بتشوفها دليل على كلامي هما بيحولوا يدلوك عشان تخلصهم من الاذي لكن انت مفهمتش ده
قول ورايا يبني ﴿ اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴾
صدق الله العظيم
بسم الله الرحمن الرحيم
{وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ}
صدق الله العظيم
اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق
كنت حاسس بصوت صفارة في ودني وحاسس بحرارة متتوصفش.. الشيخ قلي حاول متركزش مع اي حاجة.. الشيخ جاب كوباية ميه وقري عليها وقلي خد اشرب.. وشربتها وقلي واظب على الصلاة طول ما انت قريب من ربنا
الحمدلله انا دلوقتي احسن.. والشرطة اخدت خبر بالمصنع ده وقرروا ازالته وخلاص مش هيكون فيه مصنع حلوان
….
تمت