الفويس كنت لسه صاحية من النوم، لقيت رسالة من أكونت اسمه someone، ما فهمتش! فتحت الرسالة، كان ريكورد مدته ١٤ ثانية، مين ده وعايز إيه؟ بدأت أجمع وأفتكر، ده أكيد الريكورد اللي البنات بتقول عليه، معقول! معقول يتبعت لي! أنا كنت فاكرة إنها مجرد إشاعة من إشاعات الفيس بوك، الأغرب من كل ده، إن الأكونت اللي بعت لي الريكورد عمل لي بلوك، نبضات قلبي زادت واتوترت، مكنتش عارفة اتلم على أعصابي، أعمل إيه؟ افتح الريكورد واسمع، ولا لا؟ طيب ما افتحه عادي واسمع، ما أهو كده كده عمل لي بلوك، مش هيعرف يأ.ذيني، ولو حتى فك البلوك، أنا هعمله، أكيد دي مجرد تريندات وخلاص .. قولت الكلام ده لنفسي، يمكن كنت بحاول اتطمن، حتى لو بالكذ.ب، اتشجعت، وفتحت الريكورد، وياريتني ما كنت اتنيلت وشغلته..
أول ٧ ثواني كانت أغنية، مجرد واحد بيغني، الأغنية كانت أجنبية، لحنها اعتيادي، بس قلبي كان بيدق من الخوف، وفجأة صرخت، أول ما جت الثانية التامنة، سمعت صوت صريخ، كأن واحد.ة بتتعذ.ب، رميت التليفون وصرخت، فضلت الصرخات ل٤ ثواني، وصوت بعدها لنفس الواحدة بتقول: تم الاستحواذ على روح ضحية جديدة.
الريكورد خلص، مسكت التليفون بسرعة وأنا منهارة، ايدي بتترعش، مش قادرة اتلم على. أعصابي، مش مستوعبة اللي سمعته، بصيت في التليفون، الريكورد اتمسح، اللي يجنن، إن الأكونت لسه عامل لي بلوك، ولو افترضنا إنه لغاه ومسح الريكورد، فميقدرش يعمل بلوك تاني إلا بعد ٤٨ ساعة، فإزاي الريكورد اتمسح؟!.
تك .. تك .. تك … صوت نقر جاي من جوه الدولاب، انتبهت، بدأ الصوت يتحرك للحيطان، بقى حواليا في كل مكان، كأن فيه واحدة لابسة جزمة بكعب وماشية على الحيطة، أنا أكيد بتخيل، لا أنا سامعة فعلاً، تك .. تك .. تك .. الصوت مستمر، خوفت أكتر، مابقيتش عارفة آخد نفسي، حسيت بخنقة رهيبة، كأن حد بيسحب روحي، تك .. تك .. تك … لسه الصوت مستمر، قدامي، ورايا، جمبي، على الشباك على الدولاب وجواه، تك .. الباب اتقفل، صوت تكة كالون، الباب أصلا مالهوش مفتاح، إزاي يتقفل! قومت بسرعة من الخضة، حاولت افتح الباب، مقفول فعلًا، تك .. تك .. تك .. الصوت لسه مستمر، صوت الست أو البنت اللي لابسة كعب وماشية على الحيطان حواليا، اتخضيت فجأة، جالي رسالة على الماسنجر، هو تاني؟ أكيد لا، يا رب لا، أعوذ بالله من الشيطان، قولت كده بصوت مكتوم من الرعب، مشيت ببطء لحد السرير، التليفون كان منور، والماسنجر مفتوح على كل الرسايل، وفيه رسالة جديدة، someone أرسل لك رسالة صوتية.. فتحتها، برضو عامل لي بلوك، ريكورد ١٤ ثانية، قبل ما أفكر أشغله أو لا، هو ما ادانيش فرصة، واشتغل لوحده .. مزيكا وحد ببغني لمدة ٥ ثواني، تك .. تك .. تك .. صوت الجزمة أم كعب لمدة ٥ ثواني، بعدها صرخة، وجملة: أصبحت روحها ملكنا.
هموت؟ قولت بصوت عالي أسال نفسي، صرخت، انتوا مين؟ مين هنا معايا في الأوضة .. تك .. تك ..تك، أنا هنا، سمعت الرد ده، جسمي قشعر واتنفضت كأني اتكهربت، كان صوت واحدة، تقريباً في العشرينات، بس صوتها غريب، كأنه ريكورد، صرخت وأنا بسألها:
_ مين أنتي؟
_ أنا أنتي.
_ أنا أنتي إزاي يعني؟ أنتي شيطان ولا جن ولا إيه؟
_ أنا أنتي.
_ عايزة مني إيه، مين أنتي، عايزة مني إيه؟
_ أنا أنتي، إحنا واحد. أنا جواكي أنتي.
ردها كان بنبرة باردة ومستفزة ومرعبة ومخيفة، جسمي تلج من الرهبة والخوف، مش قادرة حتى أبلع ريقي، تك .. تك .. تك .. نفس الصوت حواليا، فضلت أقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم..
صرخت من الخضة، كان التليفون بيرن، أنا على السرير! لسه قاعدة، مكنتش واقفة زي من ثواني، رقم أخويا، فتحت المكالمة:
_ آلو
_ عمال أخبط على الباب وأنتي كل ده نايمة؟ أنا شايل التموين وطالع بيه ٥ أداور، افتحي وأخلصي.
معقول كنت بحلم؟ بس مش اللي بيحلم ده بيصحى، أنا ماصحيتش ليه؟ يعني المفروض لما التليفون كان يرن، أصحى من النوم مفزوعة، بس ده ماحصلش، أنا كنت مكاني على السرير قاعدة عادي جداً والتليفون في إيدي، أنا افتكرت، أنا لما صحيت، قومت غسلت وشي وعملت قهوة ورجعت أوضتي، وساعتها شوفت الرسالة، إيه اللي حصل بعدها؟ نمت؟ ما أنا لو نمت يبقى كان لازم أقوم مفزوعة، بس ده محصلش، والقهوة جمبي سخنة زي ما هي! الوقت عدى ولا معداش!
التليفون رن! رقم أخويا، وصوت باب الشقة بيتهبد:
_ افتحي يا بنتي بقى.
كان صوته بيزعق لي، أنا نسيت نفسي وفضلت أفكر، ونسيت أنه على الباب! فيه إيه بيحصل لي؟ قومت بسرعة فتحت، بعد وصلة زعيق وخناق معايا، لاحظ إني في حالة مش طبيعية، سألني:
_ وشك أصفر ومخطوف كده ليه؟ مالك يا بنتي؟
حكيت له كل حاجة وأنا ماسكة نفسي بالعافية، هو دايما بيسمعني، وعمره ما حكيت له حاجة وقلل منها، هو بس ساعات ممكن يزعق على موقف زي اللي حصل ده، وإني لطعته بره، لكن لما بتكلم بيسمعني، ولما خلصت كلامي، راح دخل المطبخ عمل كيس عصير برتقال من البودر اللي بحبه، واداني كباية أشرب، وقال:
_ أنا كنت جايبهولك، اشربي واهدي، أنا متابع موضوع الريكورد ده، وسمعته كمان، وعندي تفسير منطقي وعلمي للي حصلك، أنتي عقلك الباطن خزن كمية خوف رهيبة من الريكورد ده، كل شوية تشوفي بوست لواحدة شكل بتتكلم عنه بصورة مختلفة بس تخو.ف، مرة مع مرة، مابقاش مجرد شيء عابر، بقى قناعة جوه عقلك إن الريكورد وراه حاجة كبيرة ومرعبة ومخيفة، ده اسمه الإيحاء إلى درجة القناعة، مثلا؛ في فيلم focus بتاع ويل سميث، لما حب ين.صب على الراجل الآسيوي، وخلاه يشوف الرقم في كل مكان، ويكسب بيه في كذا رهان بينهم، الراجل أيقن إن ده رقم حظه خلاص، ومفيش مرة هتوقع منه، وفي الآخير، كان ويل سميث هو اللي عامل كل ده، ولعب على الإيحاء، لقد ما بقى قناعة راسخة جوا عقل الراجل، فراهن الرهان الأكبر على الوهم اللي اتزرع جواه .. فخسر..
كمان في رواية المارستان، اقريها هتعجبك جدًا، كان فيه أقنع نفسه أنه بيكلم السراير، وإنه يقدر يشوف آخر حاجة عملها أي شخص نام على أي سرير، ومن هنا أقنع كل اللي راحوا له، بالوهم اللي في دماغه، وهما عشان عندهم استعداد لاستقبال الوهم ده صدقوا، وبقت قناعة تامة جواهم، أدت لكوار.ث … فاللي حصلك ده كان مجرد وهم، وهم أخد مجرد ثواني أو دقيقة، وأنتي خيالك حسسك إنك عشتيه في ساعة أو اتنين، وفيه غيرك ممكن يأثر عليه سنين، فمهما شوفتي أو سمعتي ما تصدقيش، وخدي كل الأمور على أنها مجرد وهم، ظاهرة هتاخد يومين وتختفي زي غيرها، مجرد وهم وبس، تريندات الفيس بوك ما هي إلا مجرد وهم، شوفي وعدي ومتصدقيش .. فهمتي؟