قصص

قصة قصيرة

بعد ما شالوا سوق روض الفرج القديم، تم بناء عدد من المنشآت مكانه، مجمع مدارس ونادي ومركز ثقافي وحديقة، ومن هنا بدأت أحداث الرعب والخوف اللي عيشتها.
كنت وقتها في تانية إبتدائي لما عملوا الجنينة، واللي كانت على مساحة كبيرة جدًا، وكلها ألعاب ومراجيح، حاجات جميلة من اللي بتجذب الأطفال، فجذبتني جدًا بما إني كنت في سن 7 سنين، وبعد إلحاح كبير على والدي، رضخ وأخدني أنا وإخواتي لزيارة الجنينة دي، وفي الحقيقة كان يوم مميز لدرجة إني مش ناسيه بعد مرور 24 سنة كاملة عليه .. لكن بعدها بأسبوع، اتحولت الجنينة لمكان بيخاف منه الكبير قبل الصغير، لأن كان فيه طفل مات وهو بيلعب لعبة من الألعاب، واللي كانت عبارة عن كراسي بجنازير حديد بترتفع من على الأرض ارتفاع 20 متر، الجنازير بطريقة ما لفت على رقبته وفصلتها عن جسمه ومات، في الحقيقة أنا ما شوفتش ده، لكن النتيجة كانت إلغاء الألعاب داخل الجنينة، ولما مبقاش عليها إقبال، تم إغلاق الجنينة دي لسنين، وهنا بدأت الأحداث تظهر.
أول حكاية سمعتها، كانت لما الست أم محاسن حلفت 100 قسم إنها راحت تجيب دواء لبنتها بليل، وهي راجعة شافت ولد واقف في نص الجنينة، كان عمره حوالي 8 سنين، وده خلاها توقف وتنادي عليه وقالت له، إيه موقفك كده يا واد في وسط الضلمة، فين أهلك؟ لكنها في لحظة افتكرت اللي حصل، وإن الجنينة مقفولة أصلا، قبتقول إن جسمها اترعش، ومحستش بنفسها غير وهي بتجري من عند سور الجنينة لحد البيت..
بعدها بكام يوم، ظهرت حكاية جديدة، لما عم منصور العربجي قال إنه رجع من شغله بليل كالعادة، وراح يدخل العربية الكارو بتاعته مكانها، ويبيت حصانه في الاسطبل، وبعد ما خلص، راح يجيب علبة سجاير من الميدان، ولما رجع كان لازم يمشي بمحاذاة سور الجنينة، وساعتها دقات قلبه زادت وصوتها بقى عالي، ولما بص جوه الجنينة، لقى عيل صغير بيشاور له، كان بيقوله تعالى، فعم منصور بص حواليه واستغرب، كل حاجة في سكون تام، ومفيش أي شخص ماشي، ولا حتى قطة ولا كلب، والضلمة فارضة سطوتها على المكان، وسأل نفسه، الواد ده دخل هنا إزاي؟! ولما بص عشان يسأله، لقاه من غير راس، والجسم بيقرب ناحيته، فضل عم منصور يجري ويصرخ لحد ما دخل بيته وحلف ما يعدي من جمب الجنينة تاني..
مع مرور السنين، كترت الحكايات اللي أساسها عن ظهور ولد صغير وسط ضلمة الجنينة، مرة يشاور، ومرة يصرخ، ومرة يبقى من غير رأس، ومرة يكون بيضحك، وحاجات كتير جدا، لكن في مرة، كان مصطفى وحسين راجعين قرب الفجر من المستشفى، لأن ابن حسين كان في الحضانة، ومصطفى ابن عمه وأخو مراته معاه في كل المشاوير، وهما راجعين بليل من عند سور الجنينة، وده الطريق الوحيد لكل أهل المنطقة في الخروج منها أو الدخول، لقوا اتنين قاعدين على مقعد خشبي قريب أوي من السور! كان شكلهم غريب، لابسين عبايات سودا واسعة جدا ومغطين وشهم، فظن مصطفى وحسين إن اللي قاعدين دول ستات، لأن هيئتهم توحي بلبس النقاب، وفي نفس الوقت استغربوا، لأن ده مش شكل نقاب، ده زي وما يكون متغطيين بملايات سودا، والأغرب من كده، هو تواجدهم في المكان ده في التوقيت ده! وإزاي أصلا دخلوا والجنينة مقفولة؟!.
قال مصطفى لحسين: هو انت شايف اللي أنا شايفه ولا أنا عنيا زغللت من قلة النوم؟
فرد حسين: لا شايف، في اتنين ستات شكلهم يقبض القلب.
بمجرد ما أنهى حسين كلامه، بدأ المقعد الخشبي يتحرك لوحده في اتجاهم، وكل ما مصطفى وحسين يمدوا خطواتهم، المقعد والاتنين اللي قاعدين عليه يتحركوا، بطريقة غريبة جدا، لأنهم كان بيتحركوا وهما قاعدين!.
ومع نهاية السور اختفوا! لكن مصطفى وحسين كانوا ثابتين، وقال مصطفى: ده باين الجنينة طلعت مسكونة بجد، ده أنا لو لوحدي وكنت شوفت كده، كنت مُت فيها.
من اليوم ده طالب أهل المنطقة شيخ الحارة إنه يتصرف ويخلي فيه سور مقفول ينهي مجال الرؤية داخل الجنينة، وفعلا ده تم، وفضلت الجنينة لمدة 5 سنين سورها من صاج وبارتفاع عالي جدًا، لحد ما جددوها وأعادوا افتتاحها..
ولما كنت في ثانوي، دخلتها كتير جدا عشان كنا بنروح نلعب كورة، وكنت دايما بفتكر كل الحكايات دي عنها، وأحس إحساس غريب كأني شايف الولد اللي من غير رأس..
تمت..
حكايات قصيرة مرعبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى