رواية بعد الغياب الفصل 3 ، مها وفاطمة: الله.. الله.. صح لسانش/لسانج
منيرة: بس لا جيتي للصدق، صحيح اسمس مها، بس مافيس من المها إلا اسمه وبس، أشلون انخطبتي ما أدري، أكيد أهل المسكين غاضبانين عليه، ويبون يعاقبونه فيس..
مها تصنّع الزعل: تهبين أنتي ووجهش.. قومش تبين نظارة وإلا كان شفتي زيني الفضّاح..
منيرة تفرك عيونها، وبعدين تحط يدها على جبين مها، وتصنّع لهجة القلق: من اللي زينه فضّاح؟؟ بسم الله عليس الرحمن الرحيم.. مسخنة؟؟
فاطمة وهي تضحك: مهاوي ماعليج من مناري، في هالجامعة ماعندها حد زين إلا الدكتورة جواهر..
مها وهي تمد لسانها لمنيرة: أنا أزين منش ومن دكتورتش أم عيون..
منيرة بعيارة: كله ولا عين السيح، مافيه في الدوحة بكبرها من يسواها..
فاطمة اللي ما كانت منتبهة معاهم كانت تطالع في بنتين مروا عليهم.. عقبه التفت لمنيرة ومها:
بسبس.. بسبس
مها: بسبس تخرق عيونش وش عندش تبسبسين لنا شايفتنا قطاوة..
فاطمة بهمس: طالعوا البنت اللي راحت تجلس هناك..
مها ومنيرة وهم يطالعون ناحية ما أشرت، وبهمس: أي بنت؟؟
فاطمة: البنت اللي عبايتها فيها تطريز فضي، وشايلة شنطة فضية..
مها: وش فيها؟؟
فاطمة: مو تشابه دكتورة جواهر؟؟
منيرة باستنكار: من هذي اللي تشبه الدكتورة جواهر؟؟
مها: البنية صدق حلوة.. بس مافيه مجال للمقارنة، لاجينا للحق دكتورة جواهر صاروخ مهيب مره..
فاطمة: صج ما تعرفون للشبه.. طالعوها عدل.. صدق مو بنفس جمال الدكتورة.. بس فيه شبه..
مها ومنيرة: ما ندري يمكن.. كملت منيرة.. خلونا نقوم نشرب كوفي قبل المحاضرة..
مها وفاطمة وهم يلقون نظرة أخيرة على البنية اللي كان فيها فعلا لمحة شبه من الدكتورة جواهر: يالله
بعدها شالت منيرة ومها نقاباتهم اللي كانت مطوية على الطاولة، ولبسوها متوجهين كلهم للكافتيريا اللي في كليتهم يشربون هناك كوفي قبل المحاضرة…
في بيت نجلاء
الساعة 10 ونص الصبح
بعدها جواهر تكمل لنجلاء حكايتها غير المعقولة
اللي تشبه أفلام السينما وأغرب
جواهر تتذكر..
بعد شهرين من زواجها..
زوجها بعده ينام بالمجلس، وهي مبسوطة من هذا الترتيب اللي أعفاها من واجبات زوجية هي أصلا مو فاهمتها..
كانت نادرا ما تشوفه، إلا لو هو جايب لهم أغراض وفي الليل يجي ينام في المجلس، ويطلع من الصبح بدري لشغله، وملابسه في دولاب صغير مسكر في المجلس..
عمره ما وجه لها سؤال أو كلمها..
كلامه القليل كان مع أمها..
بس كان يحب عبدالعزيز كثير ويدلعه، ويحاول يعوضه عن حنان الأب، كان حنون كثير على عبدالعزيز، لأنه بعده صغير على اليتم…
(الأحداث اللي تجي.. أنفاس قطر تحكيها لكم، لأن جواهر ماعندها خبر فيها، بس هي مرتبطة بالذكريات اللي كانت جواهر تحكيها لنجلاء، عشان تكتمل الصورة عندكم، على أمل أنها تكتمل عند جواهر يوم)
في يوم جمعة: صار الوقت ضحى، وهو كان نايم بالمجلس مابعد صحا لأنه ماعنده دوام اليوم..
وكانت المفاجأة أنه أبوه دخل عليه يتوكأ على عصاه ويسنده سواقه الباكستاني (أفضل) اللي كان أبوه مربيه من وهو صغير..
طالعه الشايب بغضب و نغزه في بطنه بالعصا..
صحا من النوم وهو مصدوم، نط واقف وهو يحب خشم أبوه:
هلا يبه حياك.. والله أني صليت الفجر ورأسك الغالي
الشايب بلهجة غضب واضح: ما سألتك عن الصلاة، أدري
أنك مصلي الله يثبتك على طاعته..
ولده: عجل وش اللي مزعلك مني، جعلني ما خلا من ذا اللحية الغانمة..
الشايب: وش مرقدك هنا؟؟ أنت زعلان من مرتك؟؟
ولده وهو توه ينتبه لورطته: لا يبه جعلني فدا خشمك، بس أنا انسدحت هنا بعد صلاة الفجر، تبيني أجيب جواهر تسألها؟؟
الشايب: مافيه داعي.. بس والله لا أدري أنك مزعل بنت منصور اليتيمة وإلا زعلان عليها، أنه زعلي عليك دنيا وآخرة..
ولده برعب: لا جعلني ماذوق حزنك، كله ولا زعلك..
الشايب بعد ماقرر المواجهة: توني البارح مكلم عمتك.
هو يبلع ريقه: عمتي؟ اشتكت لك مني؟؟ وإلا أني مقصر عليهم بشيء؟؟
الشايب: إلا تشكر فيك وفي شيمتك وكرمك..
تنفس براحة: عجل وش فيه يبه؟؟
الشايب وهو يطالعه بنظرة لها معنى: فيه اللي أنا وأنت عارفينه..
هو بحذر: شنو يبه؟؟
الشايب مثل اللي كأنه بيفجر قنبلة: فيه أنك من يوم عرسك وأنت تمسي في المجلس.. وش فيك أنت؟؟ منت برجال؟؟
هو حس أنه خلاص بينفجر: أعتقد أن حياتي الخاصة شيء خاص فيني.. وما لحد حق يتدخل فيها..
الشايب وهو ينتفض من الغضب: أمحق تربية ربيتك وأحسب أني اربي رجال، وأمحق تعليم يوم خليتك تروح لبلاد الكفار.. هذا اللي علموك إياه.. تطول لسانك على أبوك..
هو.. وهو يركع ليد أبوه يحبها ويحطها على رأسه: طالبك يبه ما تزعل علي.. طالبك طلبة
وقتها (أفضل) اللي كان مثل أخ له وولد لابوه ما أستحمل وطلع من المجلس ينتظر في السيارة وهو يبكي..
أبوه بغضب: قوم الحين ما أبي أشوفك.. عقب صلاة العشا تعال لي البيت أبيك بسالفة.. قوم سند لي أروح للسيارة، بأروح المسجد أقعد هناك لين الخطبة.
جالس في سيارته، بعد أقل من ساعة من لقاءه مع أبوه، كان يكلم خالته، اللي أكبر منه بأربع سنين، واللي تركها وراه في أمريكا تدرس طب، يكلمها من تلفون السيارة (هذي كانت الموضة قبل الموبايلات).. مع أنه في بيت أبوه خط دولي، بس ماكان يبي أبوه يسمع وش بيقول..
– صباح الخير عيوش..
خالته بصوت فيه النوم : عيوش في عينك، تدري كم الساعة؟؟ ما أعتقد أنك لحقت تنسى التوقيت؟
هو بصوت حزين: أدري عائشة أنه الساعة وحدة بالليل.
عائشة: ويوم أنت تدري.. وش له متصل هالحزة؟؟ لا تقول شفقان؟؟ ماني مصدقتك؟؟
هو بألم واضح: تعبان خالتي تعبان..
عائشة اعتدلت من نومها وبققت عيونها عدل: أفا.. تعبان.. كملت بحنان: وش فيك يا قلب خالتك؟
– تزوجت هالبزر عشان خاطر الشايب.. وحاطها هي وأهلها في عيوني، ومو مخلي عليهم قاصر.. وبعد مو عاجب..
– وش صار جديد حبيبي، توك قبل أسبوع مكملني وكنت ممشي الموضوع.
– والله مستحي خالتي، ما أدري شأقول لك؟
– السالفة فيها مستحي.. أنت تعرف السحا أنت!! يالله اعترف بدون تعذيب..
تنهد بصوت مسموع حست خالته اللي كانت هي صديقته وأمه بألمه: وش فيك ياروح خالتك لا تعذبني معك، تدري ما أستحمل شيء عليك..
انفجر وقتها من الغضب: يبوني أعيش معها مثل الأزواج..
عائشة بصوت هادئ بعد ما أنطفأ توترها: وهذي كل السالفة؟؟
هو بغضب: شنو عيوش؟ أحر ما عندي أبرد ما عندج؟؟
عائشة: أنا أشوف الموضوع عادي، زوجتك ومافيها شيء..
– خالتي أنتي أكثر وحدة فاهمتني، شنو زوجتي؟؟ هذي طفلة عمرها 12 سنة، ما تخافون الله فيها..
– يعني شنو؟؟ بتقعد تنطرها لين تكبر؟
– ما أدري خالتي؟؟ ماعاد عندي مخططات لأي شيء.. هالزواج قلب كياني..
– هي شنو مو مره بالغة؟؟
– بلى خالتي مره بالمعنى اللي تقصدينه، بس موب هذي السالفة؟؟
– خالته بخبث: خلاص أنا عرفت: أكيد مو حلوة؟؟ لو حلوة كان جذبت على الأقل رجولتك.
– لحول خالتي.. وش هالكلام؟؟
– جاوبني أول: حلوة وإلا لا؟؟
– عادية بس هذي موب قضيتي؟؟
– ايه قول إنها عادية وأنت مزيون وحاس أنك خسارة فيها؟
– خالتي حرام عليج، والله البنية ماعليها قاصر، وعليها شعر سبحان اللي خلقه حرير لحد ركبتها.. بس طفلة خالتي.. طفلة.. أنا خايف ربي فيها..
–
– والحين وش تبي تسوي؟؟
– ما أدري.. بس حبيت أفضفض لج.. رخصي لي الحين.. بأروح ألحق صلاة الجمعة..
– مرخوص ياقلبي وطمني عليك..
– أكيد عيوش.. من لي غيرج..
نرجع لجواهر ونجلاء.. وهم بعدهم يسولفون..
نجلاء باستفهام: تقولين أنه أنتي ما كنتي حلوة وأنتي صغيرة.. ما أصدقج.. من وين جبتي هالحلا كله.. طلع بين يوم وليلة..
نمتي قبيحة.. وصحيتي حلوة مثل الرسوم المتحركة.
جواهر تضحك: موب كذا يالغبية؟؟
– عيل فهميني؟؟
– تعرفين البنات في مرحلة البلوغ.. أبشع مرحلة يمرون فيها، وأنا بعد كنت بزود بزود.. الخشم كان وش عرضه.. والبشرة داكنة ومحفرة حب شباب تحفير.. الشيء الوحيد اللي حلو فيني كان شعري.. كان طويل..
– صج ووين راح؟؟
– قصيته؟
– نجلاء بتحسر: وليه حرام عليج؟
– جواهر بحزن: حسيت ماله قيمه بعد عيالي، وحتى اني ماعاد اعتنيت فيه.. فأول مرة أقصه قصيته بوي.. تخيلي..
– بوي؟؟ من جدج أنتي؟؟ (نجلاء ياستغراب)
– إيه والله.. الحين أطول مرة أخليه بدون قص.
– ايه واللي يعافيج جواهر لا تقصينه.. يجنن عليج كذا.. ويالله كملي لي قصتك/ أو فلمك الهندي….. بعدني ما عرفت العيال من وين جاو.. ومافيه تهربين من هالسؤال..
– جواهر بابتسامة: خلاص أنا بأقول لج سالفة العيال أشلون جاو.. عشان تريحين بالج.. وتخليني أكمل السالفة…..
رجعت الذاكرة بجواهر لنفس يوم الجمعة اللي أبو زوجها زاره فيه.. بس في الليل متأخر كانت جالسة بغرفتها تقرأ في منهج أولى ثانوي اللي خذته من بنت جيرانهم.. استعدادا للسنة الجديدة اللي باقي عليها شهر.. رغم أنها مابعد تكلمت مع زوجها، عن هالموضوع، ولا حتى يعرف هي أي صف
فوجئت بزوجها يدخل غرفتها مثل الأعصار لأول مرة بعد ليلة زواجهم.. ووجهه محتقن وأحمر وباين عليه الغضب الشديد..
#أنفاس_قطر#
بعد الغياب/ الجزء الرابع/24/12/2008
مواقف البنات/ جامعة قطر
الساعة 11 صباحا
مواقف البنات في جامعة قطر لمن لا يعرفها، مبنى طويل شوي تدخل السيارات من تحته، من عدة بوابات، والبنات بقدرون يشوفون طوابيرالسيارات من فوق، من خلال زجاج عاكس
كانت البنت -اللي لابسة العباية بالتطريز الفضي والشنطة الفضية اللي كان كانت ماركة باريسية معروفة- توها واصلة المواقف وتسولف مع صديقتها.
صديقتها: ياليتج قعدتي معاي شوي؟؟
البنت: كفاية عليج الساعة اللي قعدتها معاج.. أبوي حافظ جدولي، وما يحبني أطول في الجامعة إلا لو عندي سبب وجيه.
البنت وهي تنفض يدها بحماس: يوووووووه على أبوج بس، يوم شفته معاج هذاك اليوم على الكورنيش بالسبورت تريننغ الأسود..عذاااااب.. شنو هالأبو.. والله فكرته أخوج.. شنو.. كأنه نجم سينما وإلا بطل كمال أجسام وإلا ملك جمال، وإلا الثلاثة في واحد..أنا خقيت من قلب
البنت بزعل: الله وأكبر عليج هنودة، أذكري الله.. لا تطسين أبوي بعين..
هند تضحك: لا تزعلين نوف.. ماشاء الله لا إله إلا الله..
نوف تضحك: ذكريتني بأيام أمريكا.. الأمريكيات إذا مر أبوي من جنبهم يصفرون له.. تخيلي؟.. يموتووون في المعضل.. ولازم يعبرون عن إعجابهم.. ما يقدرون يكبتون في نفسهم ياعلهم الماحي.. وأنا أموت من القهر.. وأتمنى لو أنه قعد نحيف، ولا رفع الأثقال والرياضة اللي يسويها، وخلته معضل بهالطريقة.
هند: شنو تغارين على أبوج يعني؟؟
نوف: أكيد أغار عليه.. وأخاف تجي وحدة تخطفه منّا، هو أمي وأبوي.. الله يخليه لي.
هند باستفسار: إلا قولي لي نوف: أنتو كم سنة قعدتوا بأمريكا؟؟
نوف بصوت هادئ: حوالي 12 سنة.. مارجعنا فيها الدوحة كلش..
هند بدهشة: معقولة؟؟ وأهلكم ما تشوفونهم..
نوف: مالنا قرايب إلا خوال أبوي.. وهم كان عندهم شغل ومصالح في أمريكا، فكانوا يزورونا دايم.. وأبوي كان دايم مشغول، أول في دراسة الماجستير والدكتوراة، وعقب شغله في السفارة، ولو ماطلبت منه الدولة يرجع عشان محتاجينه هنا، ما أدري.. يمكن كنا لحد الحين هناك.
هند بعيارة: على طارئ أبوج: من بيجي بيأخذج اليوم؟؟ لو أبوج تراني خويتج اليوم..
نوف تضحك: لا بيجي عمي أبو محمد ومعاه الشغالة..
هند: أنتي من جدج تنادين هالباكستاني عمج.
نوف بزعل حقيقي: هند.. كله وإلا أنج تجرّحين في عمي أبو محمد.. أبو محمد عمي وأكثر من عمي..
هند وهي حاسة بغلطتها: خلاص نوف أنا أسفة مو قصدي.
نوف بعدها متضايقة: ماصار إلا الخير، وكاهو عمي أبو محمد وصل ما أحب أتاخر عليه.. قالتها نوف وهي تشدد على كلمة (عمي)
في منزل نجلاء
الساعة 11 وعشر دقايق..
نجلاء وهي تشرب حليب الكرك ومبققة عيونها، كأنه تخاف تسكرها يفوتها شيء من السالفة:
هاه وبعدين؟؟
جواهر تتنهد، وهي تتذكر: صحيح أمي كانت مفهمتني ومعلمتني وشارحة لي الطبخة كلها، بس الكلام غير، والتجربة غير..
جلست أبكي بانهيار، وهو جنبي كان يرتعش مثل مريض حرارته 40 صبوا عليه ماي مثلج..
بعدها نط للحمام في قفزة وحدة.. ما ادري كم قعد في الحمام، وقت طويل مر.. وأنا أبكي وأسمع صوت الدوش ومعاه صوت ضربات مكتومة، أعتقد أنه كان يشوت الطوفة أو يضربها.
بعدها طلع.. لابس روبه المعلق في الحمام ماحد لمسه من يوم زواجنا، كان الروب
يتبع ,,,
👇👇👇