قصة كابجراس ممكن أتكلم معاك شوية ؟ في موضوع بقاله حوالي عشر أيام بيحصل من بعد موت ماما .. بس خليني أحكي لك من الأول عشان تفهمني..
عمو رامي جارنا صاحبي أوي، وانا بحبه اوي اوي، على طول بيجي يقعد يلعب معايا، ولما بيشوفني يقعد يهزر ويعمل حركات بوشه بتضحكني جدا..
وماما كمان بتحب تشوفه وبتقف تتكلم معاه كتير، ع عكس بابا اللي مش بيحبه خالص، وع طول مش بيحب يجيب في سيرته، ولو انا او ماما اتكلمنا عنه، بيتضايق جدا وممكن يزعق لماما او يسيبنا ويمشي..
عشان كدة عمو رامي مبقاش يجي عندنا البيت خالص، وبقى كل ما يشوف بابا يبطل هزار ويمشي ويسيبني .. انا بجد مش فاهم بابا بيكرهه ليه ؟!
بس ماما حبيبتي صالحته، وبقى بيجي عندنا البيت، بس وبابا مش هنا، عشان ميحصلش مشكلة، لحد ما ماما تصالحهم ع بعض..
ورجع عمو رامي يقعد عندنا تاني، وبقينا نلعب مع بعض كتير زي الأول ويمكن اكتر كمان .. حتى ماما، كانت بتلعب معانا، كنا بنلعب كلنا أُستُغماية، ويستخبوا هما واقعد انا ادور عليهم..
وبصراحة كانوا شاطرين قوي، وبيعرفوا يستخبوا، كنت بقعد بالساعة ادور عليهم مش بلاقيهم، وكانوا بيخرجوا هما الاتنين في الآخر من أوضة نوم بابا وماما أو الحمام او المطبخ، ويقولوا لي في نفس واحد “معرفتش تلاقينا .. غلبناك”
واستمر عمو رامي يجي عندنا، بقى بيجي عندنا كل يوم، وكل مرة كان بيحب يبدء بلعبة الاستغماية، وماما كانت بتفرح لده..
لحد اليوم اللي زهقت فيه من اللعبة دي وفكرت اني هلعبها لآخر مرة النهارده وهقول لهم يغيروها..
عمو رامي بيضرب ماما ؟!
بيضربها ليه دي بتحبه وهي اللي هتصالحه ع بابا ؟!!
دخلت أوضتي واستخبيت تحت اللحاف، وبعد شوية غلب عليا النوم.
******
وتاني يوم لما صحيت، كنت قاعد أفكر في عمو رامي، ازاي يضرب ماما، ليه، هي معملتلوش حاجة..
الموضوع كان هيجنني، ومكنتش قادر أسكت، فقررت اني هقول لبابا وهو هيصالحهم ع بعض
كنا قاعدين نفطر مع بابا، فقلت له:
– بابا .. عمو رامي كان بيضرب ماما امبارح.
لقيته ساب المعلقة من ايده وبص لي:
– مين !!
ماما تدخلت:
– ايه اللي انت بتقوله ده .. ده ميقصدش، تلاقيه بس حلم بـ… حلم بحاجة وحـ..
قاطعها وهو بيرفع ايده:
– شششش، استني بس. عمو رامي ضرب ماما امتى، وليه؟
قلت له:
– امبارح في أوضة النوم بتا..
ماما قاطعتني:
– بس يا قليل الادب، انا علمتك كد..
– حطي لسانك جوا بوقك بدل ما اجي اقطعه لك. اوضة نوم مين يلا ؟ .. لاااا انت تحكي لي الموضوع من الأول.
فقلت له بخوف، بابا كان متعصب جدا، فكرت اني مش هقول له .. لكنه زعق لي وهو بيكرر سؤاله، فقلت له:
– عمو رامي بيجي كل يوم هنا البيت وانت في الشغل وبيلعب معايا انا وماما استغماية، وامبارح سمعته بيضربها وهو مع بعض في اوضة النوم مستخبيين.
لقيت ماما قامت ضربتني بالقلم ع وشي وزعقت فيا .. لقيت بابا قام بهدوء، حط الفوطة ع السفرة، وقام نفض هدومه وبص لماما وقال:
– غيري هدومك وتعالي معايا هنروح مشوار.
– هنـ.. هنروح فين ؟ .. الواد ده بيكدب، انا مـ..
حط ايده ع بقها وبرَّق بعينيه:
– شششششش، (نوال) … ادخلي البسي بسرعة وحصليني ع العربية.
********
بعد وقت كتير، مش عارف عدى قد ايه وانا لوحدي، زهقت، اتعصبت، نمت، صحيت أكلت، لعبت بالتليفون، اتفرجت ع التليفزيون.. ولقيت الباب بيتفتح..
طلعت أجري، لقيته بابا لوحده، سألته ع ماما وانا بحضنه، قال لي كلمتين:
– ماما ماتت.
ودخل اوضته وسابني واقف !
وكمان ملامح وشه اتغيرت، مبقاش يضحك، او يحرك شفايفه ع طول قافل بوقه، وعينيه .. عينيه مكانتش بترمش خالص !!
حاولت كتير أتكلم معاه، لكنه مكانش بيرد، و أغلب الوقت قاعد ف اوضته او برا البيت وسايبني..
فكرت اني هشوف حد يتكلم معاه، حد كبير يخليه يخرج من حالة الصمت والزعل ع موت ماما..
الفكرة جت لي بالليل وانا نايم ع سريري، وقررت اني هطبقها تاني يوم بعد ما ينزل..
لكني معرفتش انام بسبب صوت غريب جاي من برا، قمت خرجت برا الاوضة ادور ع مصدره .. كان جاي من اوضة بابا، كان صوت حد بيتكلم، مكانش صوت بابا..
مشيت للاوضة ووقفت اتصنت، سمعته بيتكلم:
– بكرة هقول له ع كل حاجة، لو كان مبسوط ووافق يجي معانا، هاخده، ولو رفض .. يبقى مفيش حل تاني .. لازم اقتله. !
وسكت ثواني، وقال:
– متخافيش يا نوال .. انا هتصرف.
ماما ! ماما عايشة ؟! ام.. امال بابا قال انها ميتة ليه !؟
دخلت بسرعة اوضتي لما سمعته بيتحرك، وقفت ورا الباب ابص عليه، لقيته طلع من جوا، وقف بص قدامه ثواني قبل ما ياخد نفس عميق .. وفجاة لقيته بيمسك جلد وشه وبيرفعه لفوق .. وبدء وشه ينسلخ تمامًا !!
وحسيت ساعتها ان الدم نشف في عروقي، وجسمي اتشل مكانه، لما شوفت الوش اللي ظهر تحته .. عمو رامي !!!!
جريت بسرعة استخبيت تحت اللحاف، جسمي كان بيرتعش، والخوف بياكل قلبي..
وفهمت وقتها كل حاجة، وعرفت ليه مكانش بيرد عليا وملامح وشه اللي فجأة اتغيرت…
وهنا قررت اني هنتقم لبابا..
*********
تاني يوم، صحيت قبل منه او الأصح خليني اقول اني منمتش أصلا .. دخلت ع المطبخ وجبت السكينة، حطيتها ع النار لحد ما بقى لونها احمر، واخدتها وخرجت رحت اوضته..
فتحت عليه الباب، كان نايم ف سلام .. عمو رامي .. قاتل بابا .. !
قربت منه، وقفت اتفرج ع ملامحه، وع الوش الجلد اللي محطوط جنبه ع الكومود .. رفعو السكينة لفوق وغرستها في بطنه.. !
قام صرخ، لكني مسبتوش، وضربته بيها في رقبته وبطنه وكل جسمه .. لحد ما سكت خالص ومبقاش يتحرك.
********************
بعد ما خلصت كلامي، لقيت الدكتور ببتعدل في جلسته وبيقول:
– انا مصدقك.
– ط.. طب وماما؟
– هندور عليها.
وفضلت قاعد في المصحة لفترة كبيرة، عدت سنين، لحد ما كبرت، واتحولت ع مستشفى للأمراض العقلية .. وهناك لما ملقوش في رجاء من حالتي، كانت آخر حلولهم هي قول الحقيقة، الحقيقة اللي كانت اكتر شيء ساذج سمعته في حياتي..
.
..
تمت*
..