روايات شيقهرواية انتقام بمنطق الحب

رواية انتقام بمنطق الحب الفصل 19

” انتقام بمنطق الحب ” الجزء التاسع عشر

إذا كنت تبحث عن الكمال فأنت لا تبحث عن الحب لأنّ مُعجزة الحب تكمن في عشق العيوب.

– شمس التبريزي.

بالرغم من عناد رغد فكل يوم يمر يزداد عشق يونس لها أردف : ايه هو شرطك
رغد : هو مش شرط بالكلمة عقاب هتكون قريب مني وبعيد عني في نفس الوقت
يونس : إزاي ؟
رغد : يعني هنكون مع بعض في أوضة واحدة بس مش هتقرب مني الا لم أنا أسمح لك يا يونس
يونس بأبتسامة : ده عقاب تافهه ذيك
رغد بتحدي : تاافهه طيب يا يونس
استدار بجسدة ليخرج من الغرفة أردفت رغد : على فين ؟
يونس : هطمن على روفيدة أشوفها نامت ولا لسه صاحية

بعد أن غادر الغرفة أردفت رغد: ماشي يا يونس أنا هخليك تشوف التفاهه على أصولها

عند إياد يقف مذهولا بعد رحيلها أردف : هو لسه في بنات بتفكر كده وبالطريقة دي ، معقول التفكير ده قليل أوي ونادراً بالشكل ده يخربيتك يا أميرة كل يوم أنجذب ليكي زي المغناطيس بدون وعي يمكن عشان شايفك مختلفة عن البنات اللي اتعاملت معاهم ، بس الأيام الجاية هحاول اكتشف سرك اللي بيخليكي تتحولي فجأة

في منزل يونس بعد أن أطمئن على ابنته عاد لغرفته مرة أخرى دلف للغرفة تجمد جسدة عندما رأي رغد قامت بتبديل ملابسها لهوت شورت وقميص حمالات من اللون العنابي وتركت شعرها مفرودا خلف ظهرها
اقتربت منه وأردفت بمكر : بيقولوا كيدهن عظيم ، بس حبهم أعظم وابتسمت وابتعدت عنه
أردف : أنتي عايزة تفهميني أنك هتقعدي معايا كده
رغد : أوضتي وأنا حره أقعد زي ما أنا عايزة
يونس : العقاب ده كبير وأنا مش قده
رغد : مش كان عقاب تافهه
يونس : مكنتش أعرف أن الأمور هتوصل لكده وأنك بالذكاء ده كنت فاكرك ذكية في الالغاز وبس لكن الأفعال صمت لثوان وأكمل بحسرة: أذكى
رغد: خلاص بلاها أفعال نمشيها ألغاز بس بشروطي أنا
يونس : سمعيني يا ” ساحرة قلب يونس ووتينه”
رغد : هقول لك لغز لو جاوبت هتنام جمبي على السرير مجاوبتش هتنام على الأرض يا يونس
يونس : موافق
رغد: بالبساطة دي
يونس : لو ده هيخليكي تغفري لي غلطي وترجعي تحبيني زي زمان موافق ، وأنا وعدتك أن الجرح اللي كنت السبب فيه في قلبك هداوي قولي يا رغد
رغد: أنا طويل حينما أكون صغير وأكون قصير حينما أصبح كبيراً من أنا ؟
يونس : إزاي كل الصفات دي مع بعض أنا توهت منين يودي على فين
رغد : جاوب يلا معاك دقيقة
يونس : ثواني يا بنتي دماغي عملت إيرور
أنتظرت رغد لدقائق وأردفت : الشمعة يا يونس
يونس : والله كنت هجبها ، واحدة كمان ممكن

رغد : شئ دائما أمامك ولكنك لا تسطيع رؤيتة
يونس : الأعمى
انفجرت رغد في الضحك أردفت : لا غلط
يونس : لا صح حاجة قدامي مش شايفها يبقي أكيد أعمى
هي صح
رغد : لا مش صح” المستقبل” يا يونس

التفت يونس تجاه الفراش دون النطق بكلمة وسحب الوسادة واتجه للخزانة وأخرج شرشف ووضعة على الأرض ووضع الوسادة فوقها أقتربت رغد منه وأمسكت وجنتيه بيدها أردفت : زوجي المطيع الخسران تصبح على جنه يا روحي وتركته وتسطحت على الفراش
يونس : ممكن يا رغد تنامي زي الناس الطبيعية
رغد: يعني ايه مش فاهمة
يونس : غيري الهدوم دي ، بعد إذنك راعي شعوري حرام عليكي
رغد بعناد : لاء مرتاحة كده مش عاجبك ممكن تنام بره أو مع روفيدة أنت حر
يونس : ياااارب صبرني على ما ابتلتني
رغد وهي تقفز وتقف على الفراش أردفت : أنا ابتلاء يا يونس ؟
يونس : أحلى أبتلاء حصل لي في حياتي كلها
ابتسمت رغد له وتسطحت على فراشها مرة أخرى: تصبح على جنة يا زوجي الخسران
بادلها يونس الابتسامة : وانتي من أهلها

ثان يوم
بدأت أميرة عملها الجديد داخل المركز الطبي بدأت تتعرف على الأماكن والتعرف على طريقة العمل الخاص بها
قطع انشغالها إياد : صباح الخير
أميرة : صباح النور يا دكتور إياد
إياد : في كام حجز النهاردة
أميرة : حاليا 17حالة
إياد : تمام قفليهم 20حالة وكفاية كده النهاردة عشان عندي عيادة
أميرة : حاضر
تركها وذهب لغرفته الخاصة بالكشف

في منزل يونس أستيقظ على صوت المنبه ونهض من على الأرض بتكاسل يضع يده خلف ظهرة من شده الألم أردف : كله لأجلك يا رغد بس يارب الموضوع ميطولش كتييير مش عارفة ألغازك الغريبة دي هتوصلني على فين

أقترب يونس من رغد وهي تغص في نوم عميق لا يصدق أنها عادت لعصمته مرة أخرى وله منها ابنه لطيفة نسخة مصغرة تشبها بطريقة كبيرة هي بالنسبة له الضوء التي أنارت عتمه حياته حققت له حلم كان يريده من سنوات جعلته يشعر بالأبوة ويشعر بالحب تجاهها بطريقة مختلفة

خرج من الغرفة واتجة لغرفة ابنته ليوقظها من نومها حتى تستعد للذهاب لحضانتها الجديدة

في الإسكندرية
يامن : صباح الخير يا ميوووش
مي : صباحو فل يا أبو العيال
يامن : خلصتي الفطار ، أتاخرت على شغل
مي : دقائق ويكون جاهز
يامن : سراج وسهى درجة حرارتهم نزلت
مي : أها الحمدلله قلبي وقع بين رجلي يا يامن ، بس الحمدلله الدكتور طمنا أنا وماما أن السخونه دي طبيعي عشان التسنين وماما وطنط إيمان الله يبارك لهم مسابونيش طول الليل
يامن : أمي بتحبك أوي على فكرة وده نادراً لم حمايا تحب مرات ابنها
مي:إيمي دي حبيبتي بجد يعني
عشان بحترمها ومامتك تتحب يا يامن هستفاد ايه لم أعنادها أو أكشر في وشها وبعدين يعني أنت ابنها الوحيد مش عايزة أحسسها أن مجرد ما جبتلها زوجة تكره اليوم ده ويجي اليوم اللي تكون محتار فيه تراضي مين فينا وصدقني اليوم ده مش هيجي أبداً وبعدين مامتك دي حبك الأول وأنا مقدرش أخرب علاقة قوية زي دي لو عملت كده مستحقش أكون زوجة أوأم أو مربية أجيال وأحفاد للعيلة في المستقبل وبعدين هي مسمحتش ولا أدتني فرصة أن أكون ضدها بالعكس خالص أفعالها بتخليني احبها واحترامها كل يوم يعدي عن اللي قبله

يامن : كلامك ده بيأكد لي أن عرفت أختار صح ، بالرغم أن جوازنا مكنش في الحسبان ولا كان ممكن أتخيل أنك تكوني على اسمي بس القدر والنصيب وترتيب ربنا أي كان خير لنا
مي : ونعم بالله طبعا أكيد

في القاهرة
في شقة يونس
أستيقظت رغد من نومها ونهضت بنشاط كبير قامت بتجهيز ابنتها ومتطلبات زوجها كأي زوجة مصرية
يمسك يونس فنجان القهوة أردف: القهوة بتاعتك وحشتني جدا والله بجد طعمها بيكون مميز ذيك كده
تطعم رغد طفلتها أردفت : ما أنا عارفة أنها مميزة
يونس : غرور ؟
رغد: لا ثقة
روفيدة : يلا يا بابي هنتأخر على الحضانة الجديدة
رغد : مش هتمشي الا لم تكملي أكلك
روفيدة. : لا كفاية مش عايزة
نهضت من جانب والدتها واتجهت ليونس وسحبت كفه أردفت : قوم يا بابي وصلني
يونس : طيب أكمل القهوة
روفيدة: يلا بسرعة عايزة أشوف حضانتي الجديدة بقى
رغد : يا بنتي أصبري مش كده هتشوفيها والله

في المركز الطبي
أحد العاملين : ايه يا أميرة شكلك غالية أوي عند الدكتور إياد
أميرة : قصدك ايه ؟
أحد العاملين : شايفة اهتمام أوڤر أنا شغالة في المركز هنا من حوالي سنة مشوفتش الدكتور إياد مهتم بحد فينا ذيك كده
أميرة : أنا مش شايفة أي اهتمام وبعدين أنتي إزاي تتكلمي معايا كده أصلاً وأنتي يدوب عارفاني من ساعات
أحد العاملين : أنا بوضح لك بس عشان متشوفيش نفسك ده دكتور يعني مستحيل يكون بيعمل كده عشان حبا فيكي
أميرة : دكتور على نفسه وايه يعني وبعدين أنا طموحي أعلى من كده اطمني
أحد العاملين بسخرية : طيب مترفعيش رأسك لفوق أوي عشان متوقعيش على جدور رقبتك وتتكسري
أميرة : أنتي واحدة مستفزة وخسارة فيكي كلامي معاكي
نهضت من جانبها وكادت أن ترحل أردفت
هي بسماجة أوقفت خطواتها : سمعت أنك من اسكندرية ايه اللي خلاكي تسيبيها وتيجي هنا لتكوني عاملة مصيبة وهربانة
ابتلعت غصتها برعب والتفت لها تنظر لها فقط لا تنطق بكلمة تذكرت ما فعلته بآسر أردفت بصوت مهزوز: بتقولي كده ليه ؟
هي : الرعب اللي بان على ملامحك يثبت أنك عامله مصيبة
أميرة : أنا معملتش حاجة ابعدي عني بقى
وفرت هاربة من أمامها
لحسن حظها خرج أياد من الغرفة وجدها تركض للخارج نادى عليها ولكنها تجاهلته
أردف : رايحة فين دي ؟ لسه باقي أربعة ساعات على الشفت بتاعها
خلع ملابسة الطبية ولاحقها للخارج

ولكنه توقف عندما سمع صوت بكاء أسفل الدرج
وجه بصره وجدها أميرة تجلس منكمشة بإحدى الزوايا وتردد بصوت باكي: أنا معملتش حاجة غصب عني مكنش قصدي أوصل الأمور لكده
إيادمستغربا من وضعها أردف : أميرة
أميرة : أنا همشي من هنا ، مش عايزة أشتغل هنا همشي من القاهرة كلها
إياد: هو فيه ايه حد ضايقك
أميرة: أنا معملتش حاجة يا إياد كنت باخد حقي مش أكتر
إياد : حق ايه ؟ أنا مش فاهم حاجة براحة كده وقولي لي ايه اللي حصل وصل حالتك لكده
أميرة : مالكش دعوة بيا ، ابعد عني سايب شغلك وجاي ورايا ليه كده هتثبلهم أن في حاجة بينا
إياد : هما مين ؟
أميرة : أنت ليه بتساعدني ليه بتحاول تلفت نظري لوجودك ، ليه بتحاول تكتشفني وتدخل في خصوصياااتي ليه القدر بيعمل معايا كده وبيحاول يجمعني معاك ليه كل الصدف مرتبطة بك ليه والف ليه أنا مش عارفة أسابها ومش عايزة أكون ضحية لقصة جديدة مش هتحمل ده أنا تعبت يارب خدني عشان أرتاح من الدنيا دي وقرفها
إياد بغضب : ايه اللي أنتي بتقولي ده استغفري ربنا يا أميرة ايه اللي حصل معاكي يوصلك أنك تكرهي الدنيا كده وتتمني الموت
أميرة ……………..

في القاهرة
في منزل يونس
بعد عده ساعات عاد يونس من عمله وكذلك روفيدة
رغد : حلوة الحضانة الجديدة؟
روفيدة : حلوة أوي أحلى من حضانة تيتا
رغد : يعني مرتاحة وهتروحي كل يوم
روفيدة : أيوة وصمتت لثوان وأردفت أنتم مش هتلعبوا النهاردة أنتي وبابي زي أمبارح ؟
رغد : لعبة ايه دي ؟
روفيدة : بابي قال لي أمبارح كده
يونس : قومي يا روفيدة أدخلي أوضتك غيري هدومك عشان تكلي
روفيدة : حاضر
وتركتهم وذهبت لغرفتها
رغد : ممكن افهم لعبة ايه دي ؟
يونس : كل الحكاية اللي حصل امبارح لم أطرد من الأوضة وكنت برة بقولك تفتحي الباب هي اتخضت وخافت فقولت لها انها لعبة عشان متخافش ، أنتي ناسية يا رغد أن في عندنا بنت عايشة معانا في البيت مش أحرار زي زمان يعني تصرفاتنا تكون محسوبة عشان صحتها النفسية ومتكونش معقدة ، روفيدة مينفعش تشوفنا في وضع عتاب أو خناق
رغد : عارفة الكلام ده كويس أوي
يونس : طيب عارفة ازاي نكون علاقة أسرية ناجحة
أننا نحترم بعض ويكون في بينا حدود في الكلام خصوصا قدام روفيدة عشان الاستقرار النفسي والذاتي لنا ولها
الصوت الواطي يا رغد في المعاتبة أو رد الفعل ، مش بيعجبني أسلوبك مع روفيدة فاكرة لم كنت عندكم وكانت عايزة تيجي معايا معاملتك العنيفة معاها ممكن تكرهك وتزرغ في دماغها سموم وهمية بسبب تصرف زي ده

رغد : بس أنا مقدرش اكسر بنتي أو أذيها يا يونس وراء عنفي ومعاملتي كنت خايفة تبعد عني
يونس : أي كان برضة عقل الطفل في المراحل الأولي زي الصلصال بالظبط بيتشكل على حسب الأفعال والتصرفات تجاههم

في الإسكندرية
في منزل الصاوي
تجلس رانيا على الأريكة تشعر بألم خفيف في بطنها ، بعد ثوان شعرت بشئ دافئ نظرت أسفل قدميها أردفت بذعر وصوت متقطع دم…..دم

_ أمل أحمد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى