-اقعد ياعفارم.. استهدى بالله واقعد خلينا نتكلم.
-مش قاعد ياشقلباظ.. مش قاعد.. وماتقوليش استهدى بالله.
-استغفر الله العظيم.. انت هتكفر ياابني؟!
-لا ياسيدي.. انا ماقصدش كده، انا اقصد انك ماينفعش تجيب سيرة ربنا على لسانك.. بقى ياجدع يامفتري، من بعد ما بطلت شغلانة الديلر واشتغلت دجال، بتقولي استهدى بالله؟!
-الله!.. جرالك ايه ياعفارم؟.. مش احنا متفقين ان كلنا كبشر او حتى جن، بنغلط وبنستغفر.
-اااه.. ودي بقى الحجة اللي واخدها عشان تغلط براحتك، لكن لأ، انا مش هشتغل الشغلانة المنيلة دي تاني.
-وده ليه بقى.. انا مش مروق عليك وبجيبلك كل اسبوع كيلو فسيخ؟
-يغور فسيخك ياعم قصاد مشاويرك المنيلة اللي بتبعتهالي.. ياجدع انت.. انت ايه، مابتحسش!.. بقى ياجدع تبعتني للواد لعيب الكورة عشان يتجنن ومايروحش الاهلي، واخرتها تبعتني بالليل عشان البس البت تفيدة بنت نعمة بتاعت الجاز.
-وفيها ايه.. مش شغلك ده؟!
-شغلي ايه.. ده الواد مركب في رجليه مواتير كهربا وبيجري ولا النفاثة لحد ما قطع نفس اللي خلفوني طول النهار.. لا والمفروض بقى في اخر الليل، اروح واغوي تفيدة عشان تعشقني وتسيب ابن خالتها اللي خاطبها وهيتجوزها، وكل ده عشان خالتها عملت عندك عمل للعمل للبت عشان تسيب ابنها.
-طب الواد بتاع الكورة وعرفنا انه بيقطع نفسك.. تفيدة بقى، مالها.. دي شرحة وبرحة وكلها مميزات.
-ما دي المصيبة، انها شرحة وبرحة.. البت ياشقلباظ قدي تلات اربع مرات، يعني هتفطسني وهتجيب أجلي.
-انت هتحور يالا.. هو في جن بيموت بسبب بني أدم، لا ومش أي بني أدم، دي تفيدة، ست الحارة والعزبة كلها.. طب ياريتني كنت انا يااخي.
-انا برضه اللي بحور!.. شقلباظ، انت مش اتخانقت مع امك من خمس سنين لما قالتلك اتجوزها وانت رفضت؟!.. رفضت ليه بقى ياشوح؟!
-رفضت عشان.. عشان.. عشان كنت عيل جربوع وماستهالهاش بصراحة، ثم ايه ياشوح دي.. انت اتعلمت اللغة دي منين؟!
-يعني انا شغال مع دجال كان اصلًا ديلر، ومستغرب اني بقول شوح!.. وبعدين ده اصلًا مش موضوعنا.. شقلباظ، انت مارفضتهاش عشان كنت جربوع، انت رفضتها عشان فرق الأحجام، وعلى فكرة، انت لسه حربوع زي ما انت.
-أما انك جن قليل الأدب بصحيح.. طب وديني وما أعبد ياعفارم، لو ما سمعتش كلامي وجريت على شغلك، لا هكون قاطع عنك الفسيخ والرنجة لمدة..
-طب بس بس.. ام تفيدة هتدخل عليك دلوقتي عشان تعالج بنتها من الجن العاشق اللي هو اصلًا مش طايقها، يلا.. أجهز.
بتدخل الست ووراها بنتها اللي اتحشرت في الباب، قام شقلباظ من مكانه وساعد ام تفيدة في ان بنتها تعدي من باب الأوضة اللي قاعد فيها، كل ده وعفارم واقف بيراقبهم وهو مش ظاهر غير لشقلباظ وبس.. وبعد ما قعدت الست وبنتها قصاد شقلباظ، اتكلمت نعمة وهي بتولول..
-بنتي.. بنتي يامولانا.. البت عليها..
قاطعها شقلباظ قبل ما تكمل..
-البت عليها جن عاشق، بيظهرلها في هيئة شاب رفيع وبيحاول يغويها.
-اللهم صلي عالنبي.. بركاااتك ياسيدنا.. طب والحل ايه؟!
-ولا حاجة ياست نعمة.. بنتك لازم تفسخ خطوبتها على ابن خالتها وتتجوز من حد تاني عشان عقدتها تتفك.
-من عنيا يااخويا.. نفسخ الخطوبة ونجوزها لأي حد تاني.. المهم ان البتاع العاشق ده يبعد عنها.. بت ياتفيدة.. يابت.. انتي بتبصي لمولانا كده ليه؟!
ردت تفيدة وهي بتبص لشقلباظ بنظرات اعجاب وحب..
-اصله شبهه.
رد عليها شقلباظ وهو بيبلع ريقه بصعوبة..
-ششش… ششبه مين ياتفيدة ياختي؟!
-شبه الجن العاشق اللي بيجيلي في الحلم.. شقلباظ، انا بحبك وعاوزة اتجوزك.. شقلباااظ.. انت لازم تتجوزني..
قامت من مكانها وهي بتزعق وزقت شقلباظ من مكانه، وقعته على الأرض وقعدت عليه وهي بتصرخ في وش امها..
-اجري هاتي المأذون ياما لو عايزاه يعيش وعايزاني اخف.. انا مش هقوم من عليه الا لما يتجوزني.
-من عنيا ياحبيبتي.. واحنا هنلاقي احسن من مولانا فين.. لولولولولييييي…
خرجت نعمة بتاعت الجاز من عند شقلباظ وهي بتزغرط وراحت تجيب المأذون، أما شقلباظ نفسه، فكان بياخد نفسه بالعافية لأن تفيدة كانت قاعدة على ضهره، وف نفس الوقت، كان بيبص بنظرات كلها حزن لعفارم اللي كان هو لوحده اللي شايفه.. وبالنسبة لعفارم بقى، فقرب من شقلباظ وهو بيضحك..
-اه.. ما انا نسيت اقولك، انت بسبب عمايلك السودا فيا والمشواير المنيلة اللي بتبعتهالي، قررت اتشبه بشكلك وقت ما كنت بطلعلها.. وبعدين ياشقلبوظة ياحبيبي، انا مش عارف انت زعلان كده ليه… دي شرحة وبرحة وكلها مميزات، بسم الله ماشاء الله.. مميزاتها مخلياك مش عارف تاخد نفسك.. افرد وشك ياشقلباظ، افرد وشك، انت كلها شوية وتبقى عريس، ومش أي عريس، ده انت هتبقى عريس تفيدة بنت بتاعت الجاز، يعني حماتك هتولع فيك لو فكرت بس تعترض على بنتها..
-ااه.. ااه ياابن الجزمة ياعفارم.. وحياة أمي هحرقك.. اعوذبالله من الشيطان ال..
-بس بس بس.. انا أسلمت قبل ما اجيلك وتوبت خلاص، وانا كنت اصلًا جاي ابلغك بالخبر ده.. يلا.. سلام.. اشوفك بعد شهر العسل، ده لو بقى فيك نَفس تكمله.
-خد.. خد ياابن الجزمة.. ياعفارم ماتسيبنيش للترلة دي.. دي هتفرمني.
-بعد الشر عليك من الفرم ياشقلباظ ياحبيبي، انت بتكلم نفسك من الفرحة؟!
قبل ما يرد شقلباظ، بيدخل المأذون مع نعمة وبيكتبوا كتاب تفيدة على شقلباظ.
********
(بعد مرور اسبوعين في حجز نقطة عزبة ام زغرولها)
قعد شقلباظ على أرضية الحجز وهو بيتألم، وبمجرد ما قعد، جه جنبه واحد من الموجودين في الحجز وسأله..
-مالك يااخ.. ايه اللي مشلفطك كده؟!.. انت كنت بتتخانق بدماغك بس ولا ايه؟!.. وبعدين لما انت مضروب بالشكل ده، ايه اللي جابك هنا؟!
بص له شقلباظ بقرف وزعق فيه..
-وانت مالك.. اتاخر ياعم من جنبي.. اتاخر وألا قسمًا عظمًا اشرح نفسي عليك، وانا كده كده متدشمل.. يعني مش هيفرق معايا.. غور يالا.. غوور..
اتاخر الشخص اللي كان على يمينه عشان يظهر من على شماله شخص تاني ملامحه وهيئته مش واضحين بسبب ضلمة الحجز..
-سيبك منه ياشيخ شقلباظ.. الف سلامة عليك.
-الصوت ده مش غريب عليا… انت تعرفني؟!
-إلا اعرفك.. ده انت عالجتني قبل كده من الكوابيس اللي كنت بشوفها، ياراجل ده انا لو طولت اديك عنيا، مش هتأخر، بس هو انت ايه اللي عمل فيك كده؟!
-الحيطة اللي انا متجوزها، كل يوم تهزيق وضرب.. واخرتها عملتلي محضر وجابتني لحد هنا ورفعت عليا قضية.
-لا اله الا الله.. بس مش حرام يعني انك تهزقها وتضربها كل يوم؟!
-ياعم اهزق واضرب مين.. هي دي حد يقدر عليها هي وامها، دي هي اللي بتضربني وبتهزقني، ولما زعقتلها، جابتني لحد هنا عن طريق معارفها وعملتلي قضية وعاوزة تحبسني.
-اسم الله عليك ياسبع الرجالة.. شوفت بقى ياشقلباظ ان اخرة المشي في البطال، عمال على بطال.. ده ياما جاب داغ ناس وياما خلى ناس اتكحولوا.
-اه، كنت بحب اشوفه انا واحد صاحبي ايام ما كان ديلر.
-هو انت ياابن ال… ياعسكررري.. عفررريت.. في عفريت في الحجز.
-بس ياشقلباظ لا يقولوا انك اتجننت.. بس.. انا ماحدش بيشوفني ولا بيسمعني غيرك.
في اللحظة دي بيتدخل المُسجل كبير الحجز وبيقرب من شقلباظ..
-انت مجنون ياجدع انت!.. اييه.. من ساعة ما دخلت وانت عمال تشخط وتنطر وتكلم نفسك، ما تتعدل ياض بدل ما اعدلك.
-تعدلني انا!.. ده انا اللي هعدلك وهشقلبك وهعفرتك.. ده انا شقلباظ.. عفااارم.. هاتلي حقي منه.
-لا حق ولا باطل ياعم شقلباظ، انا خلاص توبت وبطلت، استأذنك انا.. سلام.
-سلتم ايه.. لأ.. عفاارم.. ياعفارم رد عليا.. هتسيب شقلباظ صاحبك لوحده؟!
بيرد كبير الحجز على شقلباظ..
-لا وكمان اسمك شقلباظ!.. دي باينها هتبقى ليلة كلها مراجيح يارجالة.. حاطوه وكتفوه…
-يااستاذ.. ياحاج.. انا مش ناقص.. ياااعمم انت بتعمل ايه.. ايه ده.. ايه اللي جاب دماغي تحت ورجلي فوق.. انت بتعمل ايييه.. ياتفييدة.. ياعفااارم.. ياعفااارم الحقني.. ياحكووومة..
ولك عزيزي القارئ تخيل المشهد الاخير في الحجز، وده قبل ما تنتهي حياة شقلباظ كنزيل في مستشفى الأمراض العقلية بسبب انه بيشوف وبيكلم واحد مالوش وجود واسمه عفارم!
تمت
#العارف
#عفارم_كمان_وكمان