سچى..ماشى ولما ارجع هبقى اعملك جلسة العلاج
رائف بابتسامة..اوك تمام
سچى…هو انا ممكن اطلب منك طلب
رائف باستغراب..خير طلب ايه ده
سچى..انك تلبس هدومك قبل ما تدخل الاوضة بلاش تدخلى الاوضة بالشكل اللى بتدخل بيه ده
رائف بلؤم..ليه شكلى مش عجبك يا دكتورة
سچى..انا مقولتش كده انا يعنى مش شايفة ضرورة انك تدخل من غير التيشرت يعنى
رائف..ما لو حتى دخلت بالتيشرت هتخلينى اقلعه علشان تدليك العمود الفقرى
سچى..دا انت عندك رد جاهز لكل حاجة على العموم انت حر سلام
رائف باستفزاز….ياريت يا دكتورة متتأخريش عليا ماشى
سچى بغيظ….حاضر يا باشمهندس رائف
رائف….تصدقى بقالى زمن ما سمعتش حد بيقولى يا باشمهندس كنت واخد انهم ينادولى بحضرة الظابط
وعند هذا تذكر ما حدث له تغيرت ملامح وجهه فعلمت انه عندما تذكر ذلك ستنتابه الآن حالة من الاستياء والعصبية فحاولت تغيير الموضوع
سچى بابتسامة….بس باشمهندس أحلى لايقة عليك اكتر
رائف …يا سلام
سچى….وحياة عبد السلام ثم انت لازم بقى تنسى وتبتدى حياتك من جديد ربنا مش رايد تبقى ظابط عندك فرصة انك تبقى مثلا باشمهندس شاطر ورجل اعمال ناجح
رائف….وتفتكرى ده ممكن يحصل يا سچى
سچى…وليه لاء ربنا دايما بيدينا فرصة تانية دا لما بنخطأ بيدينا فرصة نستغفر يبقى لما تضيع مننا حاجة مش هيدينا فرصة ان احنا نبدأ من جديد دا سيدنا ايوب كان غنى وكان عنده مال واولاد وكل حاجة ربنا حب يختبره بمرض فضل صابر ولما زوجته قالتله اطلب من ربنا يشيل عنك المرض قالها ان ربنا اداله نعم كتير فلما يبتيله يقنط بسرعة وميصبرش فصبر ولما ربنا اراد شال عنه المرض ورجعله صحته ورجعله ماله وبقى عنده اولاد تانى فانت حاول يا رائف بلاش اليأس اللى انت فيه ده حاجة ضاعت منك دور على غيرها حاول وحاول بلاش تحبط نفسك بتفكيرك ان خلاص حياتك ومستقبلك كده انتهوا لاء دا جايز ان حياتك ومستقبلك هيبتدوا من جديد وهتبقى هى دى الحياة والفرصة اللى ربنا كتبهالك
كان يستمع لكلامها فكلامها مثل البلسم للجراح كان يستمع لها بكل تركيز وانتباه وفكر لماذا لا يفعل ذلك ويبدأ من جديد
رائف….بس هبتدى ازاى وانا كده
سچى…ان كان على كده انت خلاص تقريبا شهر وهتسافر لندن وتعمل العملية وترجع ان شاء الله احسن من الاول
رائف….تفتكرى العملية هتنجح يا سچى
سچى….وليه لاء قول انت يارب وهو القادر على كل شئ وكل شئ بأوان خلى عندك حسن الظن بالله
على العموم لما ارجع نبقى نكمل كلامنا واحنا بنعمل الجلسة لان ريهام زمانها مستنيانى ومش بعيد تضربى هههه سلام
رائف بابتسامة….سلام يا سچى ومتتأخريش عليا قصدى على الجلسة
سچى…الجلسة! لاء متخافش مش هتأخر هاجى على طول
******
فى منزل حامد راضى
نادى حامد ابنته أروى لمعرفة رأيها بشأن تقدم هشام طلب يدها
حامد…. أروى أروى
أروى….نعم يابابا
حامد…تعالى يا حبيبتى عايز اقولك على حاجه
أروى….خير يابابا
حامد….انت عارفة هشام جارنا
أروى باحراج….ايوة ماله هشام فى ايه
حامد….جالى الورشة وطلب منى ايدك قولتى ايه
أروى بكسوف….اللى تشوفه حضرتك يابابا الرأى رأيك
حامد….يعنى انتى موافقة يا حبيبتى على الموضوع ده
أروى بكسوف شديد….ماقولتلك يابابا الرأى رأيك
حامد…. خلاص على خيرة الله انا اقوله ييجى ويجيب والدته ونقرأ الفاتحة
أروى…ان شاء الله وعن اذنك يا بابا
قالت ذلك وجرت الى غرفتها وهى تشعر بخجل شديد وكان على وجهها ابتسامة كسوف زادت من جمالها فهى أيضا تشعر بانجذاب الى هشام وها هو قد أتى الى والدها يطلب يدها بشكل رسمى
كانت فادية لم تعرف بالموضوع فاستغربت عندما وجدت حامد كان يتكلم مع أروى ثم جرت الى غرفتها فارادت ان تعرف ماذا حدث
فادية….فى ايه يا حامد
حامد…فى ايه
فادية…كنت بتتكلم انت وأروى فى ايه
حامد…فى موضوع جوازها
فادية…موضوع جوازها وانا معرفش ومين العريس بقى ان شاء الله
حامد…هشام جارنا
فادية…انت بتقول مين يا حبيبي
حامد…اللى سمعتيه يا فادية
فادية…وانا مش موافقة يا حامد
حامد…ومش موافقة ليه بقى ان شاء الله
فادية…يعنى بنتك الكبيرة تتجوز الجوازة الهنا دى وبنتى تجوزها واحد على قد حاله
حامد… هشام ابن ناس طيبين وهم ناس مستوريين الحمد لله فى ايه بقى
فادية…فى ان مش بنت نعمة تتجوز جوازة زى دى وبنتى انا تتجوز الواد ده
حامد…انتى لسه حاطة سچى فى دماغك يا فادية
فادية…بقولك ايه الجوازة دى مش ممكن تتم
حامد….لاء هتم يا فادية واللى عندك اعمليه
قال حامد ذلك وتركها وذهب فهو لن يتركها تدمر مستقبل ابنته فكفى ما فعلت بزوجته الاولى وابنته
فكرت فادية انها لن تدع هذه الزيجة تمر بخير فهى ستفعل اى شئ لمنع هذه الزيجة
فادية بشر…انا وانت والزمن طويل يا حامد وهنشوف كلام مين اللى هيمشى
******
تجولت سچى وريهام فى العديد من المحلات لكى تستطيع ريهام اختيار فستان يناسبها
سچى…يابنتى حرام عليكى تعبتينى مفيش حاجة عجباكى خالص
ريهام…انا عايزة فستان ابيض اه بس بسيط مش فستان فرح
سچى….تعالى ندخل المحل ده وعلى الله حاجة تعجبك علشان رجلى وجعتنى من كتر المشى
ريهام…ماشى تعالى
دخلوا الى المحل كان يوجد به العديد من الفساتين ذات الذوق الراقى جدا ووجدت ريهام طلبها
ريهام….الله ايه رأيك في الفستان الابيض ده يا سچى
سچى…جميل اوى وهيبقى تحفة عليكى يا ريهام
ريهام…دا فى واحد كمان زيه اهو
سچى…اه شوفته
ريهام….خلاص احنا نشتريه ليكى
سچى باستغراب…ليا انا واعمل بيه ايه
ريهام…عادى يا سجى البسيه فى الحفلة علشان نبقى زى بعض
سچى…المفروض انتى العروسة وميبقاش فى حد زيك
ريهام…الا انتى يا سچى لانى بحس انى انا وانتى حاجة واحدة
سچى…حبيبة قلبى انتى بس لاء لازم تكونى انتى مميزة فى الحفلة
ريهام….علشان خاطرى يا سچى اشتريه
امام إلحاح ريهام وافقت سچى على شراء الفستان ارضاء لها
سچى…خلاص يا ستى ادينا اشترينا الفساتين بالحجاب فاضل ايه تانى
ريهام…فاضل الجزمة
سچى…دا انا شكلى اللى هضربك بالجزمة يا ريهام انتى تعبتينى يا شيخة
ريهام بهزار…يرضيكى يعنى البس الفستان الحلو ده على الشبشب ابو صباع
سچى…لاء ما يرضتيش يلا بينا يا اخرة صبرى انا كده هتأخر على رائف
ريهام….رائف! قولى كده بقى عايزة تزحلقينى علشان حبيب القلب
سچى بتنهيدة…حبيب القلب اللى واجع قلبى
ريهام…هو لسه راكب دماغه دا دماغه ناشفة اوى بقى
سچى…انشف من الحجر كمان يا ريهام
ريهام بطريقة تمثيلية…صبرك عليا كلها كام يوم وجيالك يا سچى وستبدأ المعركة
سچى…بس من غير ضحايا والنبى يا ريهام
ريهام…متخافيش انا هخليكى بس تاخدى جوزك اسير حرب وشوفى شغلك انتى بقى معاه
سچى…هههه اذا كان كده ماشى يلا بينا بقى علشان الحق اروحله اصله وحشنى الشوية دول
ريهام…ماشى ربنا يصلحلك الحال يارب يا حبيبتى
سچى…اللهم امين يارب العالمين
******
عادت سچى بعد ان اصرت عليها ريهام بشراء حذاء ايضا يشبه حذائها فكانت تحمل بيدها الشنطة التى يوجد بها الفستان ومشتملاته وجدت زوجها جالس فى الجنينة كعادته وكأنه كان ينتظرها
سجى… السلام عليكم
رائف…وعليكم السلام اتأخرتى ليه كده
سچى…ريهام تعبتنى على ما لقت فستان يعجبها
رائف…ايه الشنط اللى فى ايدك دى
سچى…ده فستان وجزمة ريهام أصرت عليا لازم اشتريهم
رائف…عجبوكى يعنى
سچى…ايوة شكلهم جميل
رائف…مبروكين عليكى
سچى…شكرا انت ممكن تسبقنى على الاوضة هغير هدومى واجى اعملك الجلسة
رائف بلؤم…. ماشى وهغير هدومى انا كمان
سچى بهمس…قصدك تقلع هدومك
قامت سچى بتغيير ملابسها واثناء خروجها من الاستراحة قامت بقطف وردة من نوع الورد الذى يحبه رائف اشتمت عبيرها ثم ثبتتها فى ملابسها وذهبت اليه ووجدته كعادته لم يرتدى سوى الشورت القصير فقط
سچى بهمس….لا حول الله يارب دا انت مصر بقى
رائف بحاجب مرفوع….بتقولى حاجة يا دكتورة سچى
سچى… لا ابدا يلا بينا نبدأ بسم الله الرحمن الرحيم
بدأت سچى بعمل الجلسة وهى تحاول تصنع الجدية والهدوء فى حين ان قلبها كان بعيد كل البعد عن الهدوء فهى بمجرد ما ان تقترب منه يخفق قلبها بشدة وكأنه يتعمد ان يعذب قلبها
بعد ان انتهوا من عمل الجلسة قام وكان يوجد معه تيشرت ارتداه كانت تساعده فاشتبكت السلسلة التى ترتديها بملابس رائف أيضا حاول تخليص ملابسه من تلك السلسلة ولكنهاً حالت دون الفراق وجدت نفسها قريبة منه جدا فكانت تتأمل ملامح وجهه ولكنها لاحظت انه يأخذ انفاسه بصعوبة تدل على عدم سيطرته على عواطفه بينما برزت شفتاه باستدارة رقيقة كلها رجولة ورغبة رأته يفتح فمه للحديث ولكن الكلمات توقفت على شفتيه والتقت عيناها بعينيه ووجدت يديها ترتحان على صدره ثم تلتفان حول عنقه وهى تقترب من وجهه واحست به يجذبها نحوه ورأسه يميل ليلتقى برأسها احست بقشعريرة تسرى فى جسدها وبعد لحظه ابتعد عنها رائف ولكنه عاد ثانية وقد اثارته استجابتها له ولكنه ابعدها عنه ثانية تطلعت سچى اليه وقد انعكست نشوتها على عينيها
رائف….بس كفاية
ولكن سچى ظلت واقفة بعيد عنه فتحول عنها وهو يتوسلها الا تطيل النظر اليه بهذا الشكل
رائف…ارجوكى متبصليش كده
سچى بهمس موجع….رائف
ولكنه قاطعها بصوت حاد ومرير كأنه يريد ان ينهى الكلام عند هذا الحد
رائف…متقوليش حاجة واظن كده احنا خلصنا الجلسة عن اذنك
قال ذلك وخرج من الغرفة بينما هى ظلت واقفة مكانها لماذا يفعل بها ذلك ؟لما يصر على تعذيبها؟ لماذا لا يرأف بحال قلبها؟
فكل موقف معه ينتهى بمزيد من الوجع والالم بالنسبة لها
******
فى الورشة
كان حامد منهمك فى عمله عندما وجد هشام يقف على باب الورشة وقد جاء لمعرفة رأيه بشان زواجه من ابنته
هشام…السلام عليكم يا عم حامد
حامد…وعليكم السلام اهلا يا هشام ياابنى اتفضل تشرب ايه
هشام…تشكر يا عمى
حامد…تشرب شاى معايا
هشام بابتسامة…ماشى ياعمى بس انا جيت علشان اعرف رأيك ايه فى الموضوع
حامد…انا يا ابنى موافق وسألت اروى وهى موافقة
هشام بفرحة….بجد يا عمى
هشام…ايوة يا ابنى وربنا يتمم بخير
هشام…انا متشكر اوى يا عمى ربنا ميحرمناش منك
حامد…خلاص انت تجيب والدتك وتشرفونا بكرة بعد المغرب ان شاء الله ونقرا الفاتحة
هشام…ان شاء الله يا عمى عن اذنك بقى علشان اروح اعرف والدتى
حامد…مش هتشرب الشاى
هشام…نشرب شربات بكرة ان شاء الله
حامد…ان شاء الله يا ابنى
هشام….عن اذنك
حامد…اتفضل
ذهب هشام والدنيا لا تسعه من فرحته ويشكر الله على ان حامد وافق على زواجه من أروى فهو يحبها جدا وسيتحقق حلمه بالزواج منها
بعد انصراف هشام عاد حامد لعمله مرة أخرى وهو يتمنى ان يتم الموضوع بخير والا تفعل فادية شئ يخرب هذه الزيجة
******
فى منزل ريهام
كانت ريهام تقيم حفلة حنة هى وأصدقائها لانها ستتزوج فكانت حفلة خاصة بالبنات فقط وكانت سچى سعيدة جدا من اجلها
ريهام….انا عايزة النهاردة تبقى حنة دمار
سچى…عيزاها دمار شامل ولا نووى كفاية ههههه
ريهام….اللى يطلع من ذمتك يا سچى يا حبيبتى
احضرت ريهام امراة تقوم بعمل رسم الحنة للعرائس فرسمت لها رسومات جميلة جدا على يدها وعلى كاحلها
ريهام…يلا يا سچى تعالى علشان ترسملك انتى كمان
سچى… بلاش يا ريهام ملوش لزوم
ريهام…ازاى بقى لازم ترسمى حنة دى هتبقى على ايدك جميلة اوى
رضخت سچى لكلام ريهام وتركت المرأة ترسم لها بالحنة على يديها فبالفعل كانت الرسمة جميلة جدا
فطلبت ريهام من المرأة ان ترسم لسچى اسم زوجها بالحنة على كتفها اسفل عنقها
سچى باستغراب….انتى بتقولى ايه يا ريهام
ريهام بمزاح…اسمعى منى بس هو حد هيشوفه الا صاحب النصيب وهى هتكتبلك اسم جوزك بطريقة حلوة اوى وخليها فوق مكان القلب بالظبط
المرأة….اسم جوزك ايه يا حبيبتى علشان اكتبه
سچى بدون وعى…رائفى
المرأة….اسمه غريب انا اعرف ان فى ناس اسمها رائف لكن رائفى دى مسمعتهاش قبل كده
ريهام…اكتبهولها زى ماهى عوزاه ماشى
المرأة… خلاص ماشى زى ما تحبوا
قامت المرأة بكتابة الاسم كما قالته سچى فاصبح مثل الوشم فوق قلبها
ريهام…. شوفتى بقى شكله حلو اوى ازاى
سچى…انا مش عارفة انا ليه بطاوعك فى جنانك ده
ريهام…علشان انتى عارفة ان جنانى ده هو اللى ممشى الدنيا
سچى…ربنا يستر على اكرم من جنانك
ريهام بهيام….ااه كرومتى ابو غمازات الحلو ده هو لسه فاضل كتير على بكرة
سچى…هانت كلها كام ساعة بس
ريهام بتنهيدة…طيب
سچى…اما نشوف لماضتك دى هتعمل ايه يوم الفرح
ريهام بضحك…وحياتك هقلب بطة بلدى وهتشوفى انا بوء بس وربنا
سچى…ربنا يسعدك يا حبيبتى ويتمملك بخير
ريهام…ويسعدك انتى كمان ويهديلك سى رائف
سچى…شكلى هفضل مستنية كتير يا ريهام
******
فى منزل حامد راضى
حضر هشام مع والدته وتدعى تهانى امرأة طيبة ولطيفة فهى لاتملك فى دنياها سوى ابنها هشام وكانت سعيدة انه سيتزوج من فتاه تعجبه وهى ايضا تعلم اخلاق أروى لذلك عندما اخبرها ابنها بنيته فى الزواج منها وافقت على الرغم من انها تعلم ان والدتها امرأة قوية وليست سهلة ابدا ولكن ما يهمها هى سعادة ابنها
حامد….نورتونا يا ام هشام انتى وهشام
تهانى…دا نورك يا ابو أروى
هشام…تسلم يا عمى
تهانى…فين عروستنا الحلوة
خرجت أروى من غرفتها وهى تشعر بالخجل جلست بجانب والدها وهى تنظر إلى الارض ولكن فادية لم تظهر بعد
تهانى…بسم الله ماشاء الله زى القمر يا حبيبتى
أروى بكسوف…تسلمى يا طنط
هشام…نقرا الفاتحة يا عمى
ولكنهم سمعوا صوت فادية وهى تخرج من غرفتها وتتحدث بصوت عالى نسبيا
فادية…ومستعجلين على ايه اوى كده
تهانى…خير البر عاجله يا حبيبتى
فادية…مش لما نتفق الاول يا ام هشام
هشام…اؤمرى حضرتك
حامد…الامر لله يا ابنى
نظر الى زوجته نظرة تحذرية ولكنها لم تلقى له بالا فهى دائما لا تحسب حساب لأحد
تهانى…ونعم بالله يا ابو أروى بس اتفضلوا قولوا طلباتكم
فادية…انا عايزة مهر لبنتى ١٠٠ الف جنية وعايزة فرح فى احسن قاعة وعايزة ليها شقة لوحدها لان بنتى مش هتعيش مع حد لازم يكون ليها بيتها لوحدها وكمان عايزة شبكة كبيرة
كانوا جميعا جالسين يستمعون الى طلبات فادية الخرافية من وجهة نظرهم فحامد يعلم ان زوجته ستفعل اى شىء لتخرب هذه الزيجة
هشام…بس حضرتك كده كتير وانا لسه فى بداية مشوارى
فادية…والله هو ده اللى عندى عاجبك كان بها مش عاجبك كل واحد يروح لحاله ويادار ما دخلك شر
تهانى…براحتكم يا حبيبتى عن اذنكم يلا يا هشام
خرج هشام وامه من المنزل وهو خائب الامل بسبب تلك المرأة
حامد بغضب….ايه اللى انتى عملتيه ده مش حرام عليكى
أروى بدموع….ليه كده يا ماما حرام عليكى
فادية…وانا عملت ايه الجواز اتفاق ولو مش هيقدروا على طلباتنا خلاص نفضها سيرة
أروى…وهو يجيب لحضرتك كل ده منين وانتى عارفة ظروفهم
حامد…انتى ليه بتعملى كده
فادية…اشمعنا يعنى انت رضيت ان بنتك الكبيرة تتجوز ابن الناس الاغنيا دول وبنتى انا عايز تجوزها الجوازة دى
حامد…قولى كده بقى ده كله بسبب غيرتك وحقدك على سچى بس ملحوقة انا سكتلك كتير بس خلاص من هنا ورايح مش هسكت تانى
فادية ببرود…هتعمل ايه يعنى يا حامد
حامد…هاخد بنتى واسيبلك البيت يا فادية
فادية…وهتروح فين بقى يا عنيا
حامد…هروح البيت اللى كانت نعمة عايشة فيه هو لسه باسمى وانا معايا مفتاحه
فادية….مع السلامة والباب يفوت جمل يا حبيبى
حامد…كده يلا يا اروى لمى هدومك خلينا نمشى من هنا
وبالفعل قامت اروى بلم اغراضها فهى قد سئمت من تصرفات امها وايضا قام حامد بتجهيز شنطته وخرج من المنزل متجه الى منزله القديم الذى اصبح يتمنى انه لم يكن فعل ما فعله وتركه من سنين
****
فى منزل ريهام
فاليوم كتب كتاب ريهام وأكرم وغدا ستقام حفلة فى منزل والد اكرم احتفالا بالعروسين كانت ريهام سعيدة جدا فأصبحت قاب قوسين أو أدنى من حلمها فاليوم ستصبح زوجة أكرم شرعا وقانونا انتبهت على صوت سچى وهى تكلمها
سچى…الوو يا عالم
ريهام..ايوة يا سچى فى ايه
سچى..بكلمك بقالى ساعة وانتى واقفة متنحة ليه كده
ريهام..اعذرينى يا اختى النهاردة كتب كتابى وخائفة ومتوترة هههه
سچى…بتتكلمى بالفصحى كمان يلا ما علينا ربنا يتمملك بخير وبكرة بقى الحفلة يا قمر
ريهام..ربنا يستر انا حاسة ان دمى هربان منى
سچى..ان شاء الله خير يلا بقى خلصى زمان المأذون وصل
انتهت ريهام من ارتداء فستان جميل اشترته مع الفستان الابيض من اجل كتب الكتاب
خرجت من الغرفة وهى ممسكة بيد سچى وتنظر فى الأرض نظر اليها أكرم وابتسم فهى حقا جميلة عندما تكون هادئة
زينب….تعالى يا حبيبتى اقعدى
جلست ريهام وسچى بجوارها وبدأ كتب الكتاب وضع أكرم يده فى يد والد ريهام وتم كتب الكتاب وسط تمنيات بالسعادة للعروسين وبعد ان انتهى المأذون من كتب الكتاب تعالت الزغاريد فى المنزل فرحة بكتب الكتاب
انصرف اهل أكرم عائدين الى المنزل وتركوا أكرم ليجلس بعض الوقت مع ريهام فهى اصبحت زوجته وغدا الحفلة المقامة بمناسبة زواجهم
أكرم بابتسامة…ساكتة ليه كده
ريهام بصوت منخفض….هقول ايه
أكرم…قولى لا اله الا الله
ريهام…سيدنا محمد رسول الله
أكرم…عليه افضل الصلاة والسلام ها مش هتقولى حاجة تانية بقى
ريهام….زى ايه يعنى
أكرم…لاء احنا كده مش هنخلص النهاردة قوليلى ازيك
ريهام…ازيك
أكرم…لا والنبى انتى صدقتينى
ريهام…مش انت اللى بتقول
أكرم…يعنى مفيش كلمة حلوة تبل الريق ولا هفضل ريقى نشفان كده على طول
ابتسمت ريهام على كلامه وهى تشعر ان كل الكلام قد هرب منها فهى عندما تكون مع سچى تنشد فيه شعرا اما امامه لا تجد ما تقوله
ريهام….طب قول انت
أكرم…اقول ايه
ريهام… اللى يطلع من ذمتك
أكرم بمزاح….ان كان على ذمتى فذمتى واسعة أوى
ريهام…واسعة اوى يعنى
أكرم….انا بحبك يا ريهام
عندما سمعت ريهام هذه الكلمة اتسعت عيناها بقوة وهى لا تصدق اذنها انها سمعت هذه الكلمة منه
ريهام بفرحة…انت قولت ايه يا أكرم
أكرم…يا خرابى احلى أكرم سمعتها قولت انى بحبك يا ريهام
ريهام…وانا كمان
أكرم…. وانتى كمان ايه
ريهام بكسوف…زى اللى انت قولتها دى
أكرم…بصى انا هصبر بس عليكى لحد ما تيجى عندنا ونبقى نتكلم بقى براحتنا بدل ما بتنقطينى بكلامك كده
******
يوم الزفاف
أصر ماهر وهدى على اقامة حفلة كبيرة بالرغم ان المدعوين هم الاقارب فقط ولكنهم كانوا يريدون ان يشعروا بالسعادة لزواج ابنهم الثانى
ماهر…انا النهاردة هعلن فى الحفلة عن زواج رائف وسچى كمان
هدى…انا كنت عايزة اقولك على الموضوع ده برضه تبقى الحفلة علشان رائف وأكرم
ماهر…كنت حاسس انك عايزة تعملى كده فعلشان كده قولتلك
هدى…لسه زى ما انت يا ماهر بتحس باللى انا عيزاه من قبل ما اطلبه
ماهر… هو احنا عشرة يوم ولا اتنين دول ٣٥ سنة يا هدى ثم انتى حبيبتى من قبل ما نتجوز
هدى…انا فتحت عينى فى الدنيا دى على حبك انت فاكر لما كنت بتيجى مع باباك عندنا وكنت بتجبلى شكولاتة معاك ونلعب مع بعض
ماهر…ولما ابوكى كان يقولك عيب يابنت متلعبيش مع ماهر علشان هو ولد
هدى….ههههه كنت بخرج من وراه ونلعب فى الجنينة ولما يقفشنا كان يضربنا
ماهر…كنت اقعد اقوله متضربهاش يا عمى طب اضربنى انا وهى لاء
هدى بعشق….طول عمرك حمايتى وسندى وحبيبى
ماهر…ربنا ميحرمنيش منك يا حبيبة قلبى
وقام بتقبيلها على جبينها ولكنهم سمعوا صوت حمحمة شخص يقف على الباب
شادى…احم احم يا بوب
ماهر…عايز ايه يا واد انت
شادى…مش يلا بقى الضيوف وصلوا تحت وانت مقضيها غراميات مع جميلة الجميلات هنا وناسينا
هدى…بطل شقاوة يا واد انت
ماهر…عقبال عندك انت كمان يا حبيبي لما نفرح بيك زى اخواتك
شادى…تسلملى يا بابا وربنا ميحرمنيش منكم ابدا
نزل ماهر وبيده زوجته وحبيبته وصلوا إلى الجنينة كانوا الضيوف مجتمعين كانت ريهام ترتدى الفستان الذى اشترته هى وسچى وكانت تقف بجوار أكرم نظر ماهر ليرى اين يكون رائف وزوجته
ماهر…فين رائف يا أمى
صفية…كان بيلبس فى اوضته وزمانه جاى
هدى…وسچى فين هى كمان
صفية..هى كمان لسه مخرجتش من الاستراحة
اثناء حديثهم لمحوا خروج رائف اليهم كان يرتدى بدلة انيقة جدا زادت من جاذبيته ووسامته كانت عيناه تبحث عنها فى كل مكان فأين هى؟ يريد ان يرى ماذا ارتدت فى هذا اليوم؟ لم تدوم حيرته طويلا فلمحها تخرج من الاستراحة بذلك الفستان الأبيض الذى يشبه فستان ريهام كانت تخطف الأنفاس بهذه الطلة وتجعل من يراها لا يلتفت لاحد غيرها
بمجرد ان شعر ان هناك من سيراها بهذا الجمال اشتعل فى قلبه الغيرة فهو لا يريد ان ينظر لها احد او يراها
اقتربت منهم بابتسامة مشرقة
هدى…بسم الله ماشاء الله تبارك الرحمن ايه الجمال ده كله يا سچى
سچى بخجل…تسلمى يا طنط
صفية…فستانك انتى وريهام حاجة كده تحفة عليكم عندك حوريتين يا هدى
هدى…دا علشان ربنا بيحبنى رزقنى بسچى وريهام
نظرت اليه ولكنه كان ينظر اليها بحاجبين معقودين ويبدو على وجهه انه متضايق من أمر ما فأطلقت تنهيدة فهى كانت تتوقع ان تسمع منه على الاقل كلمة مديح بحقها ولكنه ينظر اليها كأنه يريد ضربها فتجاهلته فيكفى ما يفعله ذهبت لتقف بجوار ريهام
ريهام…مال بوزك شبرين ليه كده
سچى…مش عارفة رائف بيبصلى كأنه عايز يضربنى
ريهام…انتى عملتيله حاجة
سچى…ابدا انا لسه خارجة اصلا
ريهام…بقولك ايه انتى النهاردة استفزيه على قد ما تقدرى
سچى…يعنى ايه
ريهام…يعنى اعملى نفسك مش شيفاه او مش مهتمة بيه واعملى نفسك مبسوطة جايز يغير و يتحرك ويحس بقى علشان انا زهقتلكم سلف
سچى…تفتكرى ده هيحصل
ريهام…جربى بقى وامرك لله
وقف ماهر فى منتصف الحفلة هو وزوجته يريد الاعلان ايضا عن زواج ابنه الأكبر
ماهر…لو سمحتوا ممكن تنتبهولى شوية أكرم هات عروستك وانت يا رائف هات مراتك
ذهب أكرم وريهام ورائف وسچى الى ماهر
ماهر…انتوا عارفين ان النهاردة الحفلة دى علشان ابنى اكرم بس الحفلة دى مش علشان اكرم بس دى كمان علشان رائف ومراته الدكتورة سچى
قام الجميع بالتصفيق لهذه المفاجئة ان رائف تزوج ايضا ولكن رائف لم يعلم ان والده سيعلن عن زواجه أيضا
تلقوا التهانى من كل من كان موجود بالحفل
بعد ان انتهى ماهر من الاعلان عن زواج اولاده انسحبت سچى بعيدا عنه فمنذ خروجها وهى تراه عابس الملامح وظلت تفكر ماذا فعلت حتى يكون بهذا الشكل؟
لا حظت اقتراب عصام منها وهذا ما زاد فى جنونه اكثر عندما رأى عصام يتجه ناحيتها
عصام..مبروك يا دكتورة سچى كانت مفاجئة انك انتى ورائف اتجوزتوا
سچى…الله يبارك فيك عقبالك
ولكنهم سمعوا صوت رائف خلفهم يتحدث بتلك النبرة التى تحمل فى طياتها الكثير من الغيرة
رائف…ايه رايك يا عصام مش مفاجئة حلوة
عصام بسماجة..اوى اوى يا رائف طول عمرك شاطر وذوقك حلو
رائف…شكرا يا حبيبى انا عارف من غير ما تقولى
وقام بامساك يد سچى بين قبضته ليبين له انها ملكية خاصة به ولكنه ضغط بقوة على يدها وكأنه يريد ان يعتصرها بين يده حتى انها صدر عنها أنين منخفض بسبب وجع بدها
انصرف عصام من امامهم ونظر اليها بنظرات نارية تنبعث من عيناه
سچى بوجع…رائف ايدى حرام عليك هتكسرها
رائف بعصبية…انتى ايه اللى وقفك تتكلمى معاه
سچى…هو اللى جه علشان يباركلى ايدى بقى حرام عليك سيبها
رائف…ولو مسبتهاش هتعملى ايه يعنى ها
سچى…فى ايه بقى لده كله سيبنى
وقامت بنفض يده عنها بعد ان شعرت انه كاد ان يسحق عظام يدها جرت من أمامه وهى تشعر بدموع تتجمع في عينيها بسبب تصرفات ذلك القاسى
وجدت مكان هادئ تحت شجرة وقفت تحتها لتلتقط انفاسها الاهثة شعرت بالالم من جراء قبضه يده على ذراعها التفت اليه فسألها بلهجة عنيفة
رائف…انتى جريتى ليه كده
كان فك ربطة عنقه وبعض من ازرار قميصه وصدره يعلو ويهبط من شدة التعب فلابد انه بذل مجهود حتى يستطيع اللحاق بها
سچى بدموع…انت عايز ايه حرام عليك بقى اللى بتعمله فيا ده انت عايز توصلنى للجنون بتعمل فيا ليه كده ليه رد عليا
رائف…تانى مرة متسبنيش وتمشى بالطريقة دى انتى فاهمة
سچى…دا انت اللى بطريقتك دى هتخلينى امشى من حياتك خالص وابعد عنك
وضع يديه على كتفيها وبحركة سريعة جذبها نحوه وعانقها مطولا وهى عديمة القوى غير قادرة على مقاومة رغبتها التى تجتاحها وراحت ترتجف مثل ورقة شجرة وتتعلق بعنقه كغريقة فهمس فى اذنها
رائف باشتياق..خلاص كل ده هيخلص يا سچى خلاص يا حبيبتى مبقتش قادر استحمل اكتر من كده خلاص يا عمري كفاية عذاب لحد كده يا قلبى
سچى بذهول… حبيبتك وعمرك وقلبك!أنت تقصد ايه يا رائف
رائف………..
****
رائف بابتسامة..اوك تمام
سچى…هو انا ممكن اطلب منك طلب
رائف باستغراب..خير طلب ايه ده
سچى..انك تلبس هدومك قبل ما تدخل الاوضة بلاش تدخلى الاوضة بالشكل اللى بتدخل بيه ده
رائف بلؤم..ليه شكلى مش عجبك يا دكتورة
سچى..انا مقولتش كده انا يعنى مش شايفة ضرورة انك تدخل من غير التيشرت يعنى
رائف..ما لو حتى دخلت بالتيشرت هتخلينى اقلعه علشان تدليك العمود الفقرى
سچى..دا انت عندك رد جاهز لكل حاجة على العموم انت حر سلام
رائف باستفزاز….ياريت يا دكتورة متتأخريش عليا ماشى
سچى بغيظ….حاضر يا باشمهندس رائف
رائف….تصدقى بقالى زمن ما سمعتش حد بيقولى يا باشمهندس كنت واخد انهم ينادولى بحضرة الظابط
وعند هذا تذكر ما حدث له تغيرت ملامح وجهه فعلمت انه عندما تذكر ذلك ستنتابه الآن حالة من الاستياء والعصبية فحاولت تغيير الموضوع
سچى بابتسامة….بس باشمهندس أحلى لايقة عليك اكتر
رائف …يا سلام
سچى….وحياة عبد السلام ثم انت لازم بقى تنسى وتبتدى حياتك من جديد ربنا مش رايد تبقى ظابط عندك فرصة انك تبقى مثلا باشمهندس شاطر ورجل اعمال ناجح
رائف….وتفتكرى ده ممكن يحصل يا سچى
سچى…وليه لاء ربنا دايما بيدينا فرصة تانية دا لما بنخطأ بيدينا فرصة نستغفر يبقى لما تضيع مننا حاجة مش هيدينا فرصة ان احنا نبدأ من جديد دا سيدنا ايوب كان غنى وكان عنده مال واولاد وكل حاجة ربنا حب يختبره بمرض فضل صابر ولما زوجته قالتله اطلب من ربنا يشيل عنك المرض قالها ان ربنا اداله نعم كتير فلما يبتيله يقنط بسرعة وميصبرش فصبر ولما ربنا اراد شال عنه المرض ورجعله صحته ورجعله ماله وبقى عنده اولاد تانى فانت حاول يا رائف بلاش اليأس اللى انت فيه ده حاجة ضاعت منك دور على غيرها حاول وحاول بلاش تحبط نفسك بتفكيرك ان خلاص حياتك ومستقبلك كده انتهوا لاء دا جايز ان حياتك ومستقبلك هيبتدوا من جديد وهتبقى هى دى الحياة والفرصة اللى ربنا كتبهالك
كان يستمع لكلامها فكلامها مثل البلسم للجراح كان يستمع لها بكل تركيز وانتباه وفكر لماذا لا يفعل ذلك ويبدأ من جديد
رائف….بس هبتدى ازاى وانا كده
سچى…ان كان على كده انت خلاص تقريبا شهر وهتسافر لندن وتعمل العملية وترجع ان شاء الله احسن من الاول
رائف….تفتكرى العملية هتنجح يا سچى
سچى….وليه لاء قول انت يارب وهو القادر على كل شئ وكل شئ بأوان خلى عندك حسن الظن بالله
على العموم لما ارجع نبقى نكمل كلامنا واحنا بنعمل الجلسة لان ريهام زمانها مستنيانى ومش بعيد تضربى هههه سلام
رائف بابتسامة….سلام يا سچى ومتتأخريش عليا قصدى على الجلسة
سچى…الجلسة! لاء متخافش مش هتأخر هاجى على طول
******
فى منزل حامد راضى
نادى حامد ابنته أروى لمعرفة رأيها بشأن تقدم هشام طلب يدها
حامد…. أروى أروى
أروى….نعم يابابا
حامد…تعالى يا حبيبتى عايز اقولك على حاجه
أروى….خير يابابا
حامد….انت عارفة هشام جارنا
أروى باحراج….ايوة ماله هشام فى ايه
حامد….جالى الورشة وطلب منى ايدك قولتى ايه
أروى بكسوف….اللى تشوفه حضرتك يابابا الرأى رأيك
حامد….يعنى انتى موافقة يا حبيبتى على الموضوع ده
أروى بكسوف شديد….ماقولتلك يابابا الرأى رأيك
حامد…. خلاص على خيرة الله انا اقوله ييجى ويجيب والدته ونقرأ الفاتحة
أروى…ان شاء الله وعن اذنك يا بابا
قالت ذلك وجرت الى غرفتها وهى تشعر بخجل شديد وكان على وجهها ابتسامة كسوف زادت من جمالها فهى أيضا تشعر بانجذاب الى هشام وها هو قد أتى الى والدها يطلب يدها بشكل رسمى
كانت فادية لم تعرف بالموضوع فاستغربت عندما وجدت حامد كان يتكلم مع أروى ثم جرت الى غرفتها فارادت ان تعرف ماذا حدث
فادية….فى ايه يا حامد
حامد…فى ايه
فادية…كنت بتتكلم انت وأروى فى ايه
حامد…فى موضوع جوازها
فادية…موضوع جوازها وانا معرفش ومين العريس بقى ان شاء الله
حامد…هشام جارنا
فادية…انت بتقول مين يا حبيبي
حامد…اللى سمعتيه يا فادية
فادية…وانا مش موافقة يا حامد
حامد…ومش موافقة ليه بقى ان شاء الله
فادية…يعنى بنتك الكبيرة تتجوز الجوازة الهنا دى وبنتى تجوزها واحد على قد حاله
حامد… هشام ابن ناس طيبين وهم ناس مستوريين الحمد لله فى ايه بقى
فادية…فى ان مش بنت نعمة تتجوز جوازة زى دى وبنتى انا تتجوز الواد ده
حامد…انتى لسه حاطة سچى فى دماغك يا فادية
فادية…بقولك ايه الجوازة دى مش ممكن تتم
حامد….لاء هتم يا فادية واللى عندك اعمليه
قال حامد ذلك وتركها وذهب فهو لن يتركها تدمر مستقبل ابنته فكفى ما فعلت بزوجته الاولى وابنته
فكرت فادية انها لن تدع هذه الزيجة تمر بخير فهى ستفعل اى شئ لمنع هذه الزيجة
فادية بشر…انا وانت والزمن طويل يا حامد وهنشوف كلام مين اللى هيمشى
******
تجولت سچى وريهام فى العديد من المحلات لكى تستطيع ريهام اختيار فستان يناسبها
سچى…يابنتى حرام عليكى تعبتينى مفيش حاجة عجباكى خالص
ريهام…انا عايزة فستان ابيض اه بس بسيط مش فستان فرح
سچى….تعالى ندخل المحل ده وعلى الله حاجة تعجبك علشان رجلى وجعتنى من كتر المشى
ريهام…ماشى تعالى
دخلوا الى المحل كان يوجد به العديد من الفساتين ذات الذوق الراقى جدا ووجدت ريهام طلبها
ريهام….الله ايه رأيك في الفستان الابيض ده يا سچى
سچى…جميل اوى وهيبقى تحفة عليكى يا ريهام
ريهام…دا فى واحد كمان زيه اهو
سچى…اه شوفته
ريهام….خلاص احنا نشتريه ليكى
سچى باستغراب…ليا انا واعمل بيه ايه
ريهام…عادى يا سجى البسيه فى الحفلة علشان نبقى زى بعض
سچى…المفروض انتى العروسة وميبقاش فى حد زيك
ريهام…الا انتى يا سچى لانى بحس انى انا وانتى حاجة واحدة
سچى…حبيبة قلبى انتى بس لاء لازم تكونى انتى مميزة فى الحفلة
ريهام….علشان خاطرى يا سچى اشتريه
امام إلحاح ريهام وافقت سچى على شراء الفستان ارضاء لها
سچى…خلاص يا ستى ادينا اشترينا الفساتين بالحجاب فاضل ايه تانى
ريهام…فاضل الجزمة
سچى…دا انا شكلى اللى هضربك بالجزمة يا ريهام انتى تعبتينى يا شيخة
ريهام بهزار…يرضيكى يعنى البس الفستان الحلو ده على الشبشب ابو صباع
سچى…لاء ما يرضتيش يلا بينا يا اخرة صبرى انا كده هتأخر على رائف
ريهام….رائف! قولى كده بقى عايزة تزحلقينى علشان حبيب القلب
سچى بتنهيدة…حبيب القلب اللى واجع قلبى
ريهام…هو لسه راكب دماغه دا دماغه ناشفة اوى بقى
سچى…انشف من الحجر كمان يا ريهام
ريهام بطريقة تمثيلية…صبرك عليا كلها كام يوم وجيالك يا سچى وستبدأ المعركة
سچى…بس من غير ضحايا والنبى يا ريهام
ريهام…متخافيش انا هخليكى بس تاخدى جوزك اسير حرب وشوفى شغلك انتى بقى معاه
سچى…هههه اذا كان كده ماشى يلا بينا بقى علشان الحق اروحله اصله وحشنى الشوية دول
ريهام…ماشى ربنا يصلحلك الحال يارب يا حبيبتى
سچى…اللهم امين يارب العالمين
******
عادت سچى بعد ان اصرت عليها ريهام بشراء حذاء ايضا يشبه حذائها فكانت تحمل بيدها الشنطة التى يوجد بها الفستان ومشتملاته وجدت زوجها جالس فى الجنينة كعادته وكأنه كان ينتظرها
سجى… السلام عليكم
رائف…وعليكم السلام اتأخرتى ليه كده
سچى…ريهام تعبتنى على ما لقت فستان يعجبها
رائف…ايه الشنط اللى فى ايدك دى
سچى…ده فستان وجزمة ريهام أصرت عليا لازم اشتريهم
رائف…عجبوكى يعنى
سچى…ايوة شكلهم جميل
رائف…مبروكين عليكى
سچى…شكرا انت ممكن تسبقنى على الاوضة هغير هدومى واجى اعملك الجلسة
رائف بلؤم…. ماشى وهغير هدومى انا كمان
سچى بهمس…قصدك تقلع هدومك
قامت سچى بتغيير ملابسها واثناء خروجها من الاستراحة قامت بقطف وردة من نوع الورد الذى يحبه رائف اشتمت عبيرها ثم ثبتتها فى ملابسها وذهبت اليه ووجدته كعادته لم يرتدى سوى الشورت القصير فقط
سچى بهمس….لا حول الله يارب دا انت مصر بقى
رائف بحاجب مرفوع….بتقولى حاجة يا دكتورة سچى
سچى… لا ابدا يلا بينا نبدأ بسم الله الرحمن الرحيم
بدأت سچى بعمل الجلسة وهى تحاول تصنع الجدية والهدوء فى حين ان قلبها كان بعيد كل البعد عن الهدوء فهى بمجرد ما ان تقترب منه يخفق قلبها بشدة وكأنه يتعمد ان يعذب قلبها
بعد ان انتهوا من عمل الجلسة قام وكان يوجد معه تيشرت ارتداه كانت تساعده فاشتبكت السلسلة التى ترتديها بملابس رائف أيضا حاول تخليص ملابسه من تلك السلسلة ولكنهاً حالت دون الفراق وجدت نفسها قريبة منه جدا فكانت تتأمل ملامح وجهه ولكنها لاحظت انه يأخذ انفاسه بصعوبة تدل على عدم سيطرته على عواطفه بينما برزت شفتاه باستدارة رقيقة كلها رجولة ورغبة رأته يفتح فمه للحديث ولكن الكلمات توقفت على شفتيه والتقت عيناها بعينيه ووجدت يديها ترتحان على صدره ثم تلتفان حول عنقه وهى تقترب من وجهه واحست به يجذبها نحوه ورأسه يميل ليلتقى برأسها احست بقشعريرة تسرى فى جسدها وبعد لحظه ابتعد عنها رائف ولكنه عاد ثانية وقد اثارته استجابتها له ولكنه ابعدها عنه ثانية تطلعت سچى اليه وقد انعكست نشوتها على عينيها
رائف….بس كفاية
ولكن سچى ظلت واقفة بعيد عنه فتحول عنها وهو يتوسلها الا تطيل النظر اليه بهذا الشكل
رائف…ارجوكى متبصليش كده
سچى بهمس موجع….رائف
ولكنه قاطعها بصوت حاد ومرير كأنه يريد ان ينهى الكلام عند هذا الحد
رائف…متقوليش حاجة واظن كده احنا خلصنا الجلسة عن اذنك
قال ذلك وخرج من الغرفة بينما هى ظلت واقفة مكانها لماذا يفعل بها ذلك ؟لما يصر على تعذيبها؟ لماذا لا يرأف بحال قلبها؟
فكل موقف معه ينتهى بمزيد من الوجع والالم بالنسبة لها
******
فى الورشة
كان حامد منهمك فى عمله عندما وجد هشام يقف على باب الورشة وقد جاء لمعرفة رأيه بشان زواجه من ابنته
هشام…السلام عليكم يا عم حامد
حامد…وعليكم السلام اهلا يا هشام ياابنى اتفضل تشرب ايه
هشام…تشكر يا عمى
حامد…تشرب شاى معايا
هشام بابتسامة…ماشى ياعمى بس انا جيت علشان اعرف رأيك ايه فى الموضوع
حامد…انا يا ابنى موافق وسألت اروى وهى موافقة
هشام بفرحة….بجد يا عمى
هشام…ايوة يا ابنى وربنا يتمم بخير
هشام…انا متشكر اوى يا عمى ربنا ميحرمناش منك
حامد…خلاص انت تجيب والدتك وتشرفونا بكرة بعد المغرب ان شاء الله ونقرا الفاتحة
هشام…ان شاء الله يا عمى عن اذنك بقى علشان اروح اعرف والدتى
حامد…مش هتشرب الشاى
هشام…نشرب شربات بكرة ان شاء الله
حامد…ان شاء الله يا ابنى
هشام….عن اذنك
حامد…اتفضل
ذهب هشام والدنيا لا تسعه من فرحته ويشكر الله على ان حامد وافق على زواجه من أروى فهو يحبها جدا وسيتحقق حلمه بالزواج منها
بعد انصراف هشام عاد حامد لعمله مرة أخرى وهو يتمنى ان يتم الموضوع بخير والا تفعل فادية شئ يخرب هذه الزيجة
******
فى منزل ريهام
كانت ريهام تقيم حفلة حنة هى وأصدقائها لانها ستتزوج فكانت حفلة خاصة بالبنات فقط وكانت سچى سعيدة جدا من اجلها
ريهام….انا عايزة النهاردة تبقى حنة دمار
سچى…عيزاها دمار شامل ولا نووى كفاية ههههه
ريهام….اللى يطلع من ذمتك يا سچى يا حبيبتى
احضرت ريهام امراة تقوم بعمل رسم الحنة للعرائس فرسمت لها رسومات جميلة جدا على يدها وعلى كاحلها
ريهام…يلا يا سچى تعالى علشان ترسملك انتى كمان
سچى… بلاش يا ريهام ملوش لزوم
ريهام…ازاى بقى لازم ترسمى حنة دى هتبقى على ايدك جميلة اوى
رضخت سچى لكلام ريهام وتركت المرأة ترسم لها بالحنة على يديها فبالفعل كانت الرسمة جميلة جدا
فطلبت ريهام من المرأة ان ترسم لسچى اسم زوجها بالحنة على كتفها اسفل عنقها
سچى باستغراب….انتى بتقولى ايه يا ريهام
ريهام بمزاح…اسمعى منى بس هو حد هيشوفه الا صاحب النصيب وهى هتكتبلك اسم جوزك بطريقة حلوة اوى وخليها فوق مكان القلب بالظبط
المرأة….اسم جوزك ايه يا حبيبتى علشان اكتبه
سچى بدون وعى…رائفى
المرأة….اسمه غريب انا اعرف ان فى ناس اسمها رائف لكن رائفى دى مسمعتهاش قبل كده
ريهام…اكتبهولها زى ماهى عوزاه ماشى
المرأة… خلاص ماشى زى ما تحبوا
قامت المرأة بكتابة الاسم كما قالته سچى فاصبح مثل الوشم فوق قلبها
ريهام…. شوفتى بقى شكله حلو اوى ازاى
سچى…انا مش عارفة انا ليه بطاوعك فى جنانك ده
ريهام…علشان انتى عارفة ان جنانى ده هو اللى ممشى الدنيا
سچى…ربنا يستر على اكرم من جنانك
ريهام بهيام….ااه كرومتى ابو غمازات الحلو ده هو لسه فاضل كتير على بكرة
سچى…هانت كلها كام ساعة بس
ريهام بتنهيدة…طيب
سچى…اما نشوف لماضتك دى هتعمل ايه يوم الفرح
ريهام بضحك…وحياتك هقلب بطة بلدى وهتشوفى انا بوء بس وربنا
سچى…ربنا يسعدك يا حبيبتى ويتمملك بخير
ريهام…ويسعدك انتى كمان ويهديلك سى رائف
سچى…شكلى هفضل مستنية كتير يا ريهام
******
فى منزل حامد راضى
حضر هشام مع والدته وتدعى تهانى امرأة طيبة ولطيفة فهى لاتملك فى دنياها سوى ابنها هشام وكانت سعيدة انه سيتزوج من فتاه تعجبه وهى ايضا تعلم اخلاق أروى لذلك عندما اخبرها ابنها بنيته فى الزواج منها وافقت على الرغم من انها تعلم ان والدتها امرأة قوية وليست سهلة ابدا ولكن ما يهمها هى سعادة ابنها
حامد….نورتونا يا ام هشام انتى وهشام
تهانى…دا نورك يا ابو أروى
هشام…تسلم يا عمى
تهانى…فين عروستنا الحلوة
خرجت أروى من غرفتها وهى تشعر بالخجل جلست بجانب والدها وهى تنظر إلى الارض ولكن فادية لم تظهر بعد
تهانى…بسم الله ماشاء الله زى القمر يا حبيبتى
أروى بكسوف…تسلمى يا طنط
هشام…نقرا الفاتحة يا عمى
ولكنهم سمعوا صوت فادية وهى تخرج من غرفتها وتتحدث بصوت عالى نسبيا
فادية…ومستعجلين على ايه اوى كده
تهانى…خير البر عاجله يا حبيبتى
فادية…مش لما نتفق الاول يا ام هشام
هشام…اؤمرى حضرتك
حامد…الامر لله يا ابنى
نظر الى زوجته نظرة تحذرية ولكنها لم تلقى له بالا فهى دائما لا تحسب حساب لأحد
تهانى…ونعم بالله يا ابو أروى بس اتفضلوا قولوا طلباتكم
فادية…انا عايزة مهر لبنتى ١٠٠ الف جنية وعايزة فرح فى احسن قاعة وعايزة ليها شقة لوحدها لان بنتى مش هتعيش مع حد لازم يكون ليها بيتها لوحدها وكمان عايزة شبكة كبيرة
كانوا جميعا جالسين يستمعون الى طلبات فادية الخرافية من وجهة نظرهم فحامد يعلم ان زوجته ستفعل اى شىء لتخرب هذه الزيجة
هشام…بس حضرتك كده كتير وانا لسه فى بداية مشوارى
فادية…والله هو ده اللى عندى عاجبك كان بها مش عاجبك كل واحد يروح لحاله ويادار ما دخلك شر
تهانى…براحتكم يا حبيبتى عن اذنكم يلا يا هشام
خرج هشام وامه من المنزل وهو خائب الامل بسبب تلك المرأة
حامد بغضب….ايه اللى انتى عملتيه ده مش حرام عليكى
أروى بدموع….ليه كده يا ماما حرام عليكى
فادية…وانا عملت ايه الجواز اتفاق ولو مش هيقدروا على طلباتنا خلاص نفضها سيرة
أروى…وهو يجيب لحضرتك كل ده منين وانتى عارفة ظروفهم
حامد…انتى ليه بتعملى كده
فادية…اشمعنا يعنى انت رضيت ان بنتك الكبيرة تتجوز ابن الناس الاغنيا دول وبنتى انا عايز تجوزها الجوازة دى
حامد…قولى كده بقى ده كله بسبب غيرتك وحقدك على سچى بس ملحوقة انا سكتلك كتير بس خلاص من هنا ورايح مش هسكت تانى
فادية ببرود…هتعمل ايه يعنى يا حامد
حامد…هاخد بنتى واسيبلك البيت يا فادية
فادية…وهتروح فين بقى يا عنيا
حامد…هروح البيت اللى كانت نعمة عايشة فيه هو لسه باسمى وانا معايا مفتاحه
فادية….مع السلامة والباب يفوت جمل يا حبيبى
حامد…كده يلا يا اروى لمى هدومك خلينا نمشى من هنا
وبالفعل قامت اروى بلم اغراضها فهى قد سئمت من تصرفات امها وايضا قام حامد بتجهيز شنطته وخرج من المنزل متجه الى منزله القديم الذى اصبح يتمنى انه لم يكن فعل ما فعله وتركه من سنين
****
فى منزل ريهام
فاليوم كتب كتاب ريهام وأكرم وغدا ستقام حفلة فى منزل والد اكرم احتفالا بالعروسين كانت ريهام سعيدة جدا فأصبحت قاب قوسين أو أدنى من حلمها فاليوم ستصبح زوجة أكرم شرعا وقانونا انتبهت على صوت سچى وهى تكلمها
سچى…الوو يا عالم
ريهام..ايوة يا سچى فى ايه
سچى..بكلمك بقالى ساعة وانتى واقفة متنحة ليه كده
ريهام..اعذرينى يا اختى النهاردة كتب كتابى وخائفة ومتوترة هههه
سچى…بتتكلمى بالفصحى كمان يلا ما علينا ربنا يتمملك بخير وبكرة بقى الحفلة يا قمر
ريهام..ربنا يستر انا حاسة ان دمى هربان منى
سچى..ان شاء الله خير يلا بقى خلصى زمان المأذون وصل
انتهت ريهام من ارتداء فستان جميل اشترته مع الفستان الابيض من اجل كتب الكتاب
خرجت من الغرفة وهى ممسكة بيد سچى وتنظر فى الأرض نظر اليها أكرم وابتسم فهى حقا جميلة عندما تكون هادئة
زينب….تعالى يا حبيبتى اقعدى
جلست ريهام وسچى بجوارها وبدأ كتب الكتاب وضع أكرم يده فى يد والد ريهام وتم كتب الكتاب وسط تمنيات بالسعادة للعروسين وبعد ان انتهى المأذون من كتب الكتاب تعالت الزغاريد فى المنزل فرحة بكتب الكتاب
انصرف اهل أكرم عائدين الى المنزل وتركوا أكرم ليجلس بعض الوقت مع ريهام فهى اصبحت زوجته وغدا الحفلة المقامة بمناسبة زواجهم
أكرم بابتسامة…ساكتة ليه كده
ريهام بصوت منخفض….هقول ايه
أكرم…قولى لا اله الا الله
ريهام…سيدنا محمد رسول الله
أكرم…عليه افضل الصلاة والسلام ها مش هتقولى حاجة تانية بقى
ريهام….زى ايه يعنى
أكرم…لاء احنا كده مش هنخلص النهاردة قوليلى ازيك
ريهام…ازيك
أكرم…لا والنبى انتى صدقتينى
ريهام…مش انت اللى بتقول
أكرم…يعنى مفيش كلمة حلوة تبل الريق ولا هفضل ريقى نشفان كده على طول
ابتسمت ريهام على كلامه وهى تشعر ان كل الكلام قد هرب منها فهى عندما تكون مع سچى تنشد فيه شعرا اما امامه لا تجد ما تقوله
ريهام….طب قول انت
أكرم…اقول ايه
ريهام… اللى يطلع من ذمتك
أكرم بمزاح….ان كان على ذمتى فذمتى واسعة أوى
ريهام…واسعة اوى يعنى
أكرم….انا بحبك يا ريهام
عندما سمعت ريهام هذه الكلمة اتسعت عيناها بقوة وهى لا تصدق اذنها انها سمعت هذه الكلمة منه
ريهام بفرحة…انت قولت ايه يا أكرم
أكرم…يا خرابى احلى أكرم سمعتها قولت انى بحبك يا ريهام
ريهام…وانا كمان
أكرم…. وانتى كمان ايه
ريهام بكسوف…زى اللى انت قولتها دى
أكرم…بصى انا هصبر بس عليكى لحد ما تيجى عندنا ونبقى نتكلم بقى براحتنا بدل ما بتنقطينى بكلامك كده
******
يوم الزفاف
أصر ماهر وهدى على اقامة حفلة كبيرة بالرغم ان المدعوين هم الاقارب فقط ولكنهم كانوا يريدون ان يشعروا بالسعادة لزواج ابنهم الثانى
ماهر…انا النهاردة هعلن فى الحفلة عن زواج رائف وسچى كمان
هدى…انا كنت عايزة اقولك على الموضوع ده برضه تبقى الحفلة علشان رائف وأكرم
ماهر…كنت حاسس انك عايزة تعملى كده فعلشان كده قولتلك
هدى…لسه زى ما انت يا ماهر بتحس باللى انا عيزاه من قبل ما اطلبه
ماهر… هو احنا عشرة يوم ولا اتنين دول ٣٥ سنة يا هدى ثم انتى حبيبتى من قبل ما نتجوز
هدى…انا فتحت عينى فى الدنيا دى على حبك انت فاكر لما كنت بتيجى مع باباك عندنا وكنت بتجبلى شكولاتة معاك ونلعب مع بعض
ماهر…ولما ابوكى كان يقولك عيب يابنت متلعبيش مع ماهر علشان هو ولد
هدى….ههههه كنت بخرج من وراه ونلعب فى الجنينة ولما يقفشنا كان يضربنا
ماهر…كنت اقعد اقوله متضربهاش يا عمى طب اضربنى انا وهى لاء
هدى بعشق….طول عمرك حمايتى وسندى وحبيبى
ماهر…ربنا ميحرمنيش منك يا حبيبة قلبى
وقام بتقبيلها على جبينها ولكنهم سمعوا صوت حمحمة شخص يقف على الباب
شادى…احم احم يا بوب
ماهر…عايز ايه يا واد انت
شادى…مش يلا بقى الضيوف وصلوا تحت وانت مقضيها غراميات مع جميلة الجميلات هنا وناسينا
هدى…بطل شقاوة يا واد انت
ماهر…عقبال عندك انت كمان يا حبيبي لما نفرح بيك زى اخواتك
شادى…تسلملى يا بابا وربنا ميحرمنيش منكم ابدا
نزل ماهر وبيده زوجته وحبيبته وصلوا إلى الجنينة كانوا الضيوف مجتمعين كانت ريهام ترتدى الفستان الذى اشترته هى وسچى وكانت تقف بجوار أكرم نظر ماهر ليرى اين يكون رائف وزوجته
ماهر…فين رائف يا أمى
صفية…كان بيلبس فى اوضته وزمانه جاى
هدى…وسچى فين هى كمان
صفية..هى كمان لسه مخرجتش من الاستراحة
اثناء حديثهم لمحوا خروج رائف اليهم كان يرتدى بدلة انيقة جدا زادت من جاذبيته ووسامته كانت عيناه تبحث عنها فى كل مكان فأين هى؟ يريد ان يرى ماذا ارتدت فى هذا اليوم؟ لم تدوم حيرته طويلا فلمحها تخرج من الاستراحة بذلك الفستان الأبيض الذى يشبه فستان ريهام كانت تخطف الأنفاس بهذه الطلة وتجعل من يراها لا يلتفت لاحد غيرها
بمجرد ان شعر ان هناك من سيراها بهذا الجمال اشتعل فى قلبه الغيرة فهو لا يريد ان ينظر لها احد او يراها
اقتربت منهم بابتسامة مشرقة
هدى…بسم الله ماشاء الله تبارك الرحمن ايه الجمال ده كله يا سچى
سچى بخجل…تسلمى يا طنط
صفية…فستانك انتى وريهام حاجة كده تحفة عليكم عندك حوريتين يا هدى
هدى…دا علشان ربنا بيحبنى رزقنى بسچى وريهام
نظرت اليه ولكنه كان ينظر اليها بحاجبين معقودين ويبدو على وجهه انه متضايق من أمر ما فأطلقت تنهيدة فهى كانت تتوقع ان تسمع منه على الاقل كلمة مديح بحقها ولكنه ينظر اليها كأنه يريد ضربها فتجاهلته فيكفى ما يفعله ذهبت لتقف بجوار ريهام
ريهام…مال بوزك شبرين ليه كده
سچى…مش عارفة رائف بيبصلى كأنه عايز يضربنى
ريهام…انتى عملتيله حاجة
سچى…ابدا انا لسه خارجة اصلا
ريهام…بقولك ايه انتى النهاردة استفزيه على قد ما تقدرى
سچى…يعنى ايه
ريهام…يعنى اعملى نفسك مش شيفاه او مش مهتمة بيه واعملى نفسك مبسوطة جايز يغير و يتحرك ويحس بقى علشان انا زهقتلكم سلف
سچى…تفتكرى ده هيحصل
ريهام…جربى بقى وامرك لله
وقف ماهر فى منتصف الحفلة هو وزوجته يريد الاعلان ايضا عن زواج ابنه الأكبر
ماهر…لو سمحتوا ممكن تنتبهولى شوية أكرم هات عروستك وانت يا رائف هات مراتك
ذهب أكرم وريهام ورائف وسچى الى ماهر
ماهر…انتوا عارفين ان النهاردة الحفلة دى علشان ابنى اكرم بس الحفلة دى مش علشان اكرم بس دى كمان علشان رائف ومراته الدكتورة سچى
قام الجميع بالتصفيق لهذه المفاجئة ان رائف تزوج ايضا ولكن رائف لم يعلم ان والده سيعلن عن زواجه أيضا
تلقوا التهانى من كل من كان موجود بالحفل
بعد ان انتهى ماهر من الاعلان عن زواج اولاده انسحبت سچى بعيدا عنه فمنذ خروجها وهى تراه عابس الملامح وظلت تفكر ماذا فعلت حتى يكون بهذا الشكل؟
لا حظت اقتراب عصام منها وهذا ما زاد فى جنونه اكثر عندما رأى عصام يتجه ناحيتها
عصام..مبروك يا دكتورة سچى كانت مفاجئة انك انتى ورائف اتجوزتوا
سچى…الله يبارك فيك عقبالك
ولكنهم سمعوا صوت رائف خلفهم يتحدث بتلك النبرة التى تحمل فى طياتها الكثير من الغيرة
رائف…ايه رايك يا عصام مش مفاجئة حلوة
عصام بسماجة..اوى اوى يا رائف طول عمرك شاطر وذوقك حلو
رائف…شكرا يا حبيبى انا عارف من غير ما تقولى
وقام بامساك يد سچى بين قبضته ليبين له انها ملكية خاصة به ولكنه ضغط بقوة على يدها وكأنه يريد ان يعتصرها بين يده حتى انها صدر عنها أنين منخفض بسبب وجع بدها
انصرف عصام من امامهم ونظر اليها بنظرات نارية تنبعث من عيناه
سچى بوجع…رائف ايدى حرام عليك هتكسرها
رائف بعصبية…انتى ايه اللى وقفك تتكلمى معاه
سچى…هو اللى جه علشان يباركلى ايدى بقى حرام عليك سيبها
رائف…ولو مسبتهاش هتعملى ايه يعنى ها
سچى…فى ايه بقى لده كله سيبنى
وقامت بنفض يده عنها بعد ان شعرت انه كاد ان يسحق عظام يدها جرت من أمامه وهى تشعر بدموع تتجمع في عينيها بسبب تصرفات ذلك القاسى
وجدت مكان هادئ تحت شجرة وقفت تحتها لتلتقط انفاسها الاهثة شعرت بالالم من جراء قبضه يده على ذراعها التفت اليه فسألها بلهجة عنيفة
رائف…انتى جريتى ليه كده
كان فك ربطة عنقه وبعض من ازرار قميصه وصدره يعلو ويهبط من شدة التعب فلابد انه بذل مجهود حتى يستطيع اللحاق بها
سچى بدموع…انت عايز ايه حرام عليك بقى اللى بتعمله فيا ده انت عايز توصلنى للجنون بتعمل فيا ليه كده ليه رد عليا
رائف…تانى مرة متسبنيش وتمشى بالطريقة دى انتى فاهمة
سچى…دا انت اللى بطريقتك دى هتخلينى امشى من حياتك خالص وابعد عنك
وضع يديه على كتفيها وبحركة سريعة جذبها نحوه وعانقها مطولا وهى عديمة القوى غير قادرة على مقاومة رغبتها التى تجتاحها وراحت ترتجف مثل ورقة شجرة وتتعلق بعنقه كغريقة فهمس فى اذنها
رائف باشتياق..خلاص كل ده هيخلص يا سچى خلاص يا حبيبتى مبقتش قادر استحمل اكتر من كده خلاص يا عمري كفاية عذاب لحد كده يا قلبى
سچى بذهول… حبيبتك وعمرك وقلبك!أنت تقصد ايه يا رائف
رائف………..
****
تم نسخ الرابط