روايات رومانسيه

روابة لا احد سواك الفصل 22

وضع رأسه على كتفها يحاوطها بيده وهى تمسد على شعره تلك الحركة التى جعلته يغمض عينيه استمتاعا بتلك الحركة
سچى…انت نمت يا حبيبى
رائف… لاء صاحى منمتش عايزة حاجة يا روحى
سچى…رائف انا هسافر معاك وانت بتعمل العملية
رائف برفض.. لاء يا سچى مش هتيجى معايا
سچى باستغراب…. ليه بقى مش عايزنى اسافر معاك
رائف……انتى ناسية دراستك وكليتك يا حبيبتى
سچى…مش مهم بس انا عايزة اكون معاك ومش هسيبك تسافر لوحدك
رائف…لا طبعا انا ميرضنيش ان تعبك السنين دى كلها يضيع كده دا خلاص كام شهر وتتخرجى يا سچى
سچى…بس ازاى اسيبك تسافر لوحدك يا رائف ومكنش معاك
رائف…انا هسافر انا واكرم بس ثم ازاى بقى مش هتبقى معايا انتى فى قلبى على طول يا عمرى حتى لو بعيد عن عينى فأنتى جوا قلبى
سچى… حبيبى بس انا كده مش هبقى مرتاحة وانت بعيد عنى وخصوصا انك هتعمل عملية زى دى
رائف…انا بس عايزك تدعيلى ان ربنا يتم العملية على خير
سچى…بدعيلك يا حبيبى من غير ما تقول انا معنديش اهم منك فى الدنيا دى يا رائف
رائف…انتى قلب رائف وروحه وعمره واحلى حاجة فى حياته
ولكنه لاحظ انها تضايقت من عدم مقدرتها على ان تسافر معه وذلك بسبب دراستها
رائف…خلاص بقى يا عمرى انا مبحبش اشوفك مضايقة لو انتى مكنتيش فى الكلية كنت اخدت معايا بس دراستك انتى لازم تخلصيها علشان تفضيلى انا ماشى
سچى بابتسامة…ان شاء الله يا حبيبى وانت هترجعلى احسن من الأول كمان
رائف…يارب يا سچى العملية تنجح لأن خلاص تعبت
سچى بتفاؤل…ان شاء الله انا قلبى بيقولى انها هتنجح وهترجع احسن من الاول كمان وكل ده هيخلص على خير
رائف…ولو العملية فشلت وفضلت حالتى زى ما انا كده
سچى..تبقى دى ارادة ربنا اهم حاجة انك تكون معايا بأى شكل وبأى حالة انا بحبك انت يارائف
رائف…ان شاء الله لما اعمل العملية وتنجح وارجع هعملك مفاجئة حلوة اوى
سچى…مفاجئة اى دى يا حبيبى قولى بقى
رائف…وتبقى مفاجئة ازاى لو قولتلك
سچى…قولى دلوقتى ولما تعملها هعمل نفسى متفاجئة واقول هاااى
ضحك رائف على طريقتها فى الهزار فيالها من ابتسامة جميلة ترتسم بأناقة على شفتيها
رائف…لا يا شيخة بجد الكلام ده انتى بتهزرى يا سچى
سچى..طب قولى بقى انا هموت واعرف
رائف… بعد الشر عليكى بس تؤتؤ مش هقولك يا سچى
سچى…هزعل منك والله يا رائف
رائف…كده هى حصلت كمان تزعلى منى انا
سچى…ما انت مش راضى تقولى وانا فضولى زايد أوى
رائف…هقولك يا ستى وامرى لله بقى
سچى..ها قول بقى قول قول خلص بقى يا رائف
رائف… فى ايه اهدى ما انا هقول اهو لما ارجع هاخدك ونسافر نعمل عمرة إيه رأيك
سچى بفرحة عارمة…بجد يا حبيبى الكلام ده
رائف…ايوة يا عمرى بجد وهنسافر كلنا كمان لأن انا عايز تبقى دى اول حاجة نعملها بعد ما ارجع من لندن
سچى…اهى دى احلى مفاجئة انت تعملهالى بجد يا رائف مفيش احلى من كده مفاجئة
رائف بحب…مبسوطة يا قلبى
سچى بفرحة…اوى اوى يا رائف
رائف…ان شاء الله تفضلى طول عمرك مبسوطة وفرحانة
سچى…انت عارف ايه كمان هفرح بيه اكتر
رائف…ايه يا روحى
سچى…ان انا اخلف منك عيال
رائف…ان شاء الله يا حبيبتى دول هيبقى قمرات زى امهم
سچى…لاء دول هيبقوا عسلات زى أبوهم
رائف…دا ابوهم رخم ووحش وبيزعلك
سچى بهزار..بس لو سمحت متقولش على ابو عيالى كده ماشى احسن اقوله عليك وانت متعرفش هو لما بيضايق بيبقى عامل ازاى
رائف بابتسامة…. ههههه ولا يهمنى منه ربنا يرزقنا بالذرية الصالحة يارب يا عمرى
سچى…اللهم آمين يارب
جذبها نحوه فنسيت اى كلام كانت ستقوله إذ كانت فرحة وسعيدة وهى بين ذراعيه
******
دخل حامد المنزل مناديا على أروى حتى تقوم بتجهيز الأكل له فهو اصابه التعب اليوم من البحث عن مكان يصلح لعمل ورشة جديدة له
حامد… أروى أروى انتى فين يا حبيبتى
أروى…ايوة يا بابا كنت فى المطبخ بعمل الأكل
خامد…كويس هاتى الأكل علشان انا جعان اوى
أروى…حاضر من عنيا غير هدومك والاكل جاهز
قامت بتغيير ملابسه وجلس على السفرة ليتناول الأكل لاحظت أروى ارهاقه فهو يبدو عليه الارهاق الشديد فهو اخبرها انه سيبحث عن ورشة جديدة
أروى…ايه يا بابا لسه ملقتش مكان ينفع ورشة
حامد…لاء لقيت بس مش هتبقى كبيرة أوى زى الورشة القديمة
أروى…كويس ابتدى فيها وبعد كده ان شاء الله تدور على مكان اكبر
حامد…ان شاء الله
أروى… طب ليه حاسة انك زعلان ومضايق
حامد…علشان امك باعت الورشة القديمة يا أروى
أروى…باعتها لمين
حامد…لمنير اللى كانت ورشته جمبى واللى كان نفسه ياخدها من زمان
أروى…متزعلش يا بابا كله نصيب
خامد…هو اللى مزعلنى ان الورشة دى قضيت فيها عمرى كله وبتبقى حاجة صعبة ان الواحد يخسر حاجة كانت بتاعته بقالها سنين
أروى…ربنا يعوض عليك
حامد…اللهم امين يمكن ده جزء من عقابى على اللى عملته فى نعمة وسچى
أروى…ربنا غفور رحيم
حامد…ربنا يسامحنى على اللى عملته
أروى…طب يلا كل قبل الاكل ما يبرد وعلشان هشام زمانه جاى كمان شوية
حامد…ليه فى حاجة
أروى…لاء دى زيارة عادية جاي يشفونى مش انا خطيبته
حامد…ربنا يسعدكم يا أروى ويتمملكم بخير يارب
أروى…تسلملى يا بابا
******
فى منزل ماهر زيدان
عادوا جميعا الى المنزل بعد قضاء تلك الايام فى المزرعة التى ساعدت فى تحسين الحالة النفسية لرائف والتى انعكست بدورها على جميع افراد عائلته
شادى…عمار يا مصر
ريهام…والله الواحد هناك كان حاسس كأنه فى الجنة
ماهر..ان شاء الله نبقى نروح تانى
هدى…ان شاء الله يا حبيبى يلا روحوا ارتاحوا من المشوار
أكرم…يلا يا ريهام
ريهام…ماشى يلا يا حبيبى عن اذنكم
صفية…اتفضلوا يا حبيبتى
شادى..انا رايح المعمل
هدى.. شادى حسك عينك تفرقع حاجة انا عندى صداع وعايزة انام انت فاهم
شادى… حاضر يا جميلة الجميلات هعمل الفرقعة على الصامت
رائف…شادى بلاها معمل دلوقتى وروح ارتاحلك شوية
شادى..حاضر يا ابيه
ماهر…شوف الواد بيسمع كلام رائف اكتر مننا
شادى…متقولش كده يا بابا دا انت الخير والبركة
سچى…طب عن اذنكم
هدى…اتفضلى يا سچى
ذهب كل منهم الى غرفته فهم بحاجة إلى ان يرتاحوا قليلا من الطريق
ولكن عندما ذهب رائف الى غرفته طلب من زوجته ان يذهبوا الى غرفة الجلسات
رائف…سچى انتى هتنامى
سچى…لاء يا حبيبى مش جايلى نوم عايز حاجة
رائف…عايزك تعمليلى الجلسة
سچى…طب مش لما ترتاح من المشوار شوية
رائف…لاء تعالى لأن انا حاسس ان ضهرى تاعبنى جامد
سچى…بعد الشر عليك ماشى يلا بينا
ذهبوا الى غرفة الجلسات بدأت سچى بعمل الجلسة فهو بسبب امتناعه عن الجلسات طوال الفترة السابقة أدت إلى شعوره بالالم فى ظهره فهى شعرت به وسمعت صوت الأنين الصادر منه بسبب وجعه
سچى..ضهرك بيوجعك أوى
رائف…شوية
سچى…الف سلامة بس ده كان بسبب انك اهملت الجلسات الفترة اللى فاتت
رائف..يلا حصل خير
سچى…بعد الشر عليك يا حبيبى
رائف… تسلميلى يا حبيبتى
حاولت سچى التخفيف من المه بكل طريقة تستطيع بها ان تجعله يشعر بالراحة من ذلك الالم والوجع الذى أصابه
بسبب احساسه بالراحة بعد عمل الجلسة ذهب فى نوم عميق لاتعرف سچى كيف توقظه لكى يذهب الى غرفتهم
سچى بهمس…طب اصحيه ازاى دلوقتى
اقتربت منه وهمست فى أذنه بصوت منخفض حتى لا تفزعه من نومه
سچى بهمس…رائف رائف حبيبى اصحى
رائف بنعاس…سبينى شوية بس يا سچى
سچى…طب قوم نروح الاوضة مش هينفع تنام هنا
رائف…الاوضة!
وتذكر رائف انه ليس فى غرفته وانه لن يشعر بالراحة وهو نائم على هذا السرير الصغير
رائف…انا نمت لدرجة انى افتكرت ان انا فى اوضتنا
سچى..طب تعالى نروح الاوضة ونام براحتك
وضع يده حول كتفها واستند عليها هى بدلا من عكازه حتى وصل الى الغرفة تمدد على السرير واغمض عينيه لكى يكمل نومه انحنت على وجنته وطبعت عليها قبلة صغيرة سمعته يهمس لها
رائف… بحبك
سچى…بموت فيك يا قلبى نام وارتاح
رائف…شوفى هتعملى ايه وتعالى
سچى…ماشى يا حبيبى
******
كانت تتحدث فى الهاتف الخاص بها وتعيش تلك الحالة المتأخرة من المراهقة فهى امرأة لا تخجل مما تفعل فهى بعد ان تطلقت من زوجها وهى تبحث الآن عن زوج اخر غير مهتمة بمشاعر ابنتها التى اصبحت على وشك الزواج هى ايضا
فادية…ايوة يا حبيبى ايه وحشتك
شريف….اوى اوى يا روحى انا مش هشوفك النهاردة
فادية…بلاش النهاردة مليش مزاج
شريف..ايه اللى معكر مزاج الجميل النهاردة
فادية….مش عارفة صحيت من النوم زهقانة كده مش عارفة ليه
شريف…طب ما تيجى نخرج نشم هوا على الكورنيش
فادية…لاء تعال نروح لبنتى أروى علشان اقولها ان احنا هنتجوز بعد العدة ما تخلص هى لازم تعرف
شريف….ولو قابلنا جوزك الاولانى هناك
فادية…لاء هو بالنهار بيبقى فى شغله مش فى البيت
شريف….خلاص ماشى نتقابل ونروح
فادية…ماشى نص ساعة كده ونتقابل
شريف…..ماشى وانا هستناكى
تقابلت فادية هى وشريف وقصدوا منزل حامد القديم لتبلغ ابنتها بشأن زواجها مرة أخرى
قامت برن جرس الباب فتحت اروى الباب بابتسامة ماتت على شفتيها مما رأته فوالدتها تصطحب شاب معها لا تعرفه وهى اول مرة تراه فيها
فادية…ازيك يا اروى
أروى…ماما اهلا مين ده
فادية…مش هتقوليلى اتفضلى
قامت فادية بازاحة اروى عن طريقها بدون ان تأذن لهم بالدخول
فادية…ادخل يا شريف
شريف…ازيك يا انسة اروى
أروى ….مين ده يا ماما
فادية ببرود…دا خطيبى يا روح ماما
أروى بصدمة…خخخطيبك ازاى يعنى
فادية…مش عارفة خطيبى يعنى ايه زى ما انتى مخطوبة
أروى…انتى عايزة تتجوزى واحد من سن ولادك يا ماما انتى جرالك حاجة
فادية…اخرصى يا بت انتى واحترمى نفسك وبلاش قلة أدب
اروى…احترم نفسى! عيزانى اعمل ايه لما اعرف ان امى هتتجوز عيل
شريف…فى ايه يا انسة اروى عيل ايه ما تحاسبى على كلامك
أروى…احاسب على كلامى انت مش مكسوف من نفسك
شريف…وانكسف من نفسى ليه يعنى هو انا بعمل حاجة غلط ولا حرام
أروى…تتجوز واحدة قد امك هو ده الصح
فادية…اخرصى بقى يا أروى انا جيت أعرفك ان انا هتجوز
أروى…ياريتك ما كنتى قولتيلى انك هتعمل كده على الاقل كنتى حافظتى على شوية الاحترام اللى فاضلين ليكى عندى
فادية…اخرصى يا قليلة الادب
وقامت بصفعها على وجهها بعد سماع تلك الكلمات التى تفوهت بها أروى من صدمتها
أروى…وكمان بتضربينى انتى ايه يا ماما حرام عليكى اللى بتعمليه ده
فادية…انا غلطانة انى جيت ليكى اساسا يلا يا شريف
خرجت فادية وشريف من المنزل بعد ان تركت أروى فى حالة شبه انهيار على تلك العلاقة التى تدمرت بينها وبين امها بسبب تصرفاتها واخرها ذلك التصرف الصبيانى التى هى على وشك ان تنفذه بالزواج من ذلك الشاب المدعو شريف
****
فى مستشفى التدريب
كانت ريهام تدندن بعض الاغانى وهى جالسة برفقة سچى التى وضعت يدها على أذنيها
سچى…اخرصى بقى وبطلى تغنى وجعتيلى دماغى
ريهام…فى ايه يا ست انتى ما تسبينى اغنى مش كفاية كرومتى هيسبنى ويسافر اهىء اهىء
سچى…يروحوا ويرجعوا بالسلامة يارب
ريهام…يارب انا مش عارفة هعيش من غير ابو غمازات ده الشوية دول ازاى
سچى..اسكتى بقى متفكرنيش شوفتى الحظ يطلع ميعاد العملية واحنا فى الدراسة وهنقعد هنا ادينا على خدنا
ريهام…ونغنى ظلموه القلب الخالى ظلموه
سچى بابتسامة…يابت اخرصى بقى انتى بتضحكينى فى مواقف مينفعش اضحك فيها اصلا
ريهام…يعنى هنعمل ايه يا سجى مش كفاية اجوازنا مسافرين بلاد الفرنجة
سچى…بلاد الفرنجة
ريهام…ااه وما ادراكى ما بلاد الفرنجة والستات هناك واحدة تشبط فى أكرم اروح انا فيها
سچى.. تصدقى مجاش فى بالى الموضوع ده يا سوادى لو فى ستات من هناك شبطوا فيهم بجد وخصوصا رائف بأم عضلاته دى
ريهام…اه شوفتى بقى وهم بيحبوا الراجل الفتنس اللى زى جوزك كده
سچى…بت اتكتمى متجننيش دى اللى تبصله اطلع عينها من وشها
ريهام…يالهوووى لما بتقلبى شرسة بسبب رائف
سچى…اصل ده ملكية خاصة مينفعش يبقى مشاع ابدا
ريهام….تفتكرى نعمل ايه نجبلهم جهاز تنصت ونتجسس عليهم
سچى…ايه شغل المخابرات العامة ده هم رايحين تل أبيب
ريهام…اه ما احنا لازم نأمن نفسنا يا اختى
سچى…ما تأجرى واحد يروح وراهم يراقبهم أحسن يا ريهام
ريهام…لاء هيعوز فلوس وتذكرة وحوارات كده لاء لاء مش حلوة الفكرة دى نشوفلنا حاجة تانية نعمل ايه نعمل ايه فكرى معايا كده
سچى…هنعمل ايه يا اختى والنبى اسكتى بقى انتى من ساعة ما قولتيلى موضوع الستات الاجانب ده وانا دماغى طارت
******
فى منزل ماهر زيدان
كانوا مجتمعين جميعاً لأن رائف وأكرم سيسافرون الى لندن لاجراء العملية الخاصة برائف ارادات امهم ان تذهب معهم هى ووالدهم
هدى…على فكرة انا وبابا هنسافر معاكم
رائف…لاء يا ماما مش هينفع
هدى…ليه بقى ازاى اسيبك فى الوقت ده يا حبيبى
ماهر…ايوة يا رائف احنا لازم نسافر معاكم
أكرم…طب يا بابا مين ياخد باله من شادى وتيته وريهام وسچى
رائف…ايوة وكمان متعطلش شغلك ثم خلاص انا قررت مش هسافر غير انا وأكرم بس
هدى…ازاى تقول كده انا قلبى مش هيبقى مطمن كده
رائف…اطمنى يا ماما احنا هنبقى كويسين وهنطمنكم عليا
شادى… بس كده يا ابيه مش هنبقى مرتاحين وانتوا مسافرين لوحدكم
صفية… ايوة يا رائف احنا بالنا هيبقى مشغول عليكم يا حبيبى وعايزين نطمن
رائف…اطمنوا يا تيتة ثم هنكلمكم من هناك وهنكلمكم فيديو وهتطمنوا علينا ثم هو احنا عيال صغيرة يعنى احنا ماشاء الله رجالة اهو هو احنا هنتوه هناك يعنى ولا ايه ما اكرم كان بيدرس هناك لوحده قبل ما يرجع مصر يعنى عارف المستشفى كويس
كانت ريهام وسچى لا يتكلمون يتابعون الحوار فقط فكل من هن تشعر بلوعة الفراق منذ الان حتى قبل ان يسافر ازواجهم
فى غرفة أكرم
لاحظ أكرم ان ريهام لا تتكلم او تمزح كعادتها كأنها فقدت ابتسامتها مرة واحدة
أكرم…مالك يا روحى فى ايه
ريهام…مفيش يا حبيبى
أكرم…مفيش ازاى انتى باين عليكى مضايقة وكمان متكلمتيش طول ما كنا احنا قاعدين
ريهام…انا زعلانة علشان انت هتسافر وتسيبنى
أكرم… حبيبتى انتى عارفة انا مقدرش اسيب رائف
ريهام…عارفة يا حبيبى بس انت هتغيب عنى فترة وانت عارف انا مبحبش انك تغيب عن عينى ابدا
أكرم… حبيبة قلبى معلش ان شاء الله السفرية تخلص على خير ونرجع على طول
ريهام…ان شاء الله يا حبيبى ترجعوا بالسلامة
اقترب منها اخذها فى أحضانه بقوة دفنت وجهها فى عنقه تشدد من احتضانها له
ريهام…بحبك اوى اوى يا أكرم
أكرم… بموت فيكى يا روح أكرم انتى عارفة انتى هتوحشينى اوى يا ريهام
ريهام…وانت كمان واسكت بقى احسن اعيط وانا لما بعيط شكلى بيبقى زبالة اوى
أكرم….هههه وعلى ايه بلاش عياط النهاردة انا مسافر بكرة وعايز النهاردة ذكرى حلوة اعيش عليها الايام الجاية
فى غرفة رائف
كانت سچى انهت ترتيب اغراض زوجها التى سيحتاجها اثناء سفره وبعد ان انتهت وجدته محتضنها بقوة بين أحضانه
سچى… خلاص يا حبيبى الشنطة جاهزة
خانها صوتها واظهر مدى حزنها حتى دموعها تساقطت رغما عنها فانتبه لذلك قام برفع وجهها ينظر الى عينيها التى امتلئت بالدموع
رائف…بتعيطى ليه يا قلبي
سچى…علشان خلاص انت مسافر بكرة وهفضل ايام من غير ما اشوفك وانا مبقدرش يعدى عليا يوم من غير ما اشوفك
رائف…ولا انا عارف ازاى هيعدوا الايام دى عليا من غير ما اشوف عنيكى الحلوة دى
سچى بغيرة…ما انت ممكن تشوف ستات حلوة هناك
رائف بضحك…يعنى انا هبقى فى ايه ولا ايه ثم انتى لسه مش عارفة ان عينى متقدرش تشوف حد غيرك انتى يا عمرى
سچى…بجد يا رائف
رائف…طبعا يا قلب رائف انا قلبى بقى ملكك انتى وبس كلى ملكك انتى وبس
سچى بهمس…بعشقك يا رائفى
عندما يراها تتحدث بذلك الهمس القادر على اشعال النيران في قلبه لا يستطيع منع نفسه من الاقتراب منها فهى الوحيدة القادرة على جعله ان ينسى أى شىء وتصبح كل خلية من خلاياه تهتف باسمها هى فقط
****
فى النادى
كانت مايا تضع سماعات الهاتف فى أذنها وتمارس رياضة الجرى غير منتبه لذلك القادم والتى اصطتدمت به
مايا…سورى
عصام…ولا يهمك ازيك يا مايا
مايا…ايه ده عصام اخبارك ايه بقالى كتير مشوفتكش
عصام…تمام وانا برضه اخر مرة شوفتك فيها لما كنتى لسه انتى ورائف مع بعض
مايا…اه ما هو بقى محصلش نصيب نكمل مع بعض
عصام…ماتيجى نشرب حاجة ونتكلم شوية
مايا… اوك ماشى يلا بينا
ذهبت مايا مع عصام جلسوا لتناول بعض المشروبات ارادت مايا ان تسأله عن رائف لانها تعرف ان عصام يعرف رائف منذ صغرهم ووالديه مقربين من أهل رائف
مايا…قولى يا عصام انا سمعت ان رائف اتجوز ده بجد
عصام….ايوة اتجوز
مايا…تبقى مين دى وعرفها امتى علشان يتجوزها انا اللى اعرفه من ساعة موضوع الحادثة وهو مبيخرجش من البيت
عصام…دى تبقى واحدة قريبتهم كانت عايشة معاهم فى البيت جدته تعتبر جدتها هى كمان
مايا بفضول…وبتشتغل ايه دى وهى حلوة يا عصام
عصام…هى لسه بتدرس فى كلية علاج طبيعى وهى اه حلوة بس مقفلة حبتين
مايا…مقفلة ازاى يعنى
عصام…محجبة ومن النوع اللى ما بيتكلمش ولا بيهزر مع اى حد
مايا…اااه يعنى زى ما كان رائف عايز كان دايما يقولى لازم تغيرى لبسك ومتكلميش حد ومتصاحبيش حد والكلام ده كله
عصام…على العموم هو خلاص هيسافر بكرة يعمل العملية فى لندن
مايا…هو خلاص هيسافر وهيرجع طبيعى
عصام بغيظ…ممكن لأن حالته بالعلاج الطبيعى اتحسنت فاضل بس العملية ويرجع تانى رائف
اراد عصام استغلال مايا فى تخريب حياة رائف وخصوصا ان رائف اصبح يعشق زوجته بجنون وهى أيضا لا ترى رجل سواه
عصام…قوليلى يا مايا هو رائف كان بيحبك
مايا بغرور…كان بيحبنى جدا علشان كده كان بيغير عليا لما اخرج أسهر مع اصحابى
عصام…وانتى لسه بتحبيه
مايا…منكرش ان انا لسه بفكر فيه بس خلاص هو اتجوز وانا هتجوز
عصام…مش يمكن يكون اتجوز علشان عايز ينساكى يا مايا
مايا…تفتكر يا عصام
عصام…ليه لاء انتى عارفة البنى ادم لما يبقى فى ظروف زى اللى هو فيها دى بياخد قرارات ممكن تكون غلط يعنى ممكن يكون هو اتجوز علشان عايز واحدة تساعده او اتجوز علشان عايز ينساكى يعنى وسيلة ينسى بيها انه لسه بيحبك
مايا بأمل….ياريت يكون كلامك ده بجد ورائف لسه بيحبنى ونرجع لبعض تانى انا اكتشفت ان انا مش هلاقى واحد زيه
عصام…خلاص هو هيعمل العملية ويرجع طبيعى يبقى خلاص حاولى ترجعيه ليكى تانى واكيد انتى عارفة هتعملى ده ازاى
مايا…طب ومراته
عصام…عادى ما ممكن يطلقها انا اعتقد انه اتجوزها علشان هى دكتورة علاج طبيعى فكانت بتساعده واظن القلب وما يريد طالما انتى لسه بتحبيه خلاص ارجعوا لبعض
مايا..فكرة حلوة دى يا عصام عندك حق رائف مش لازم يبقى لحد غيرى حتى لو كان متجوز الطلاق حاجة سهلة وانا مش هخلى واحدة تانية تاخده منى
عصام بدون وعى…وهو ده المطلوب يا مايا ولما نشوف الدكتورة هتعمل ايه لما ترجعى انتى لحياة رائف تانى
مايا…انت سرحت فى ايه يا عصام
عصام…ها ولا حاجة اتمنالكم السعادة لأن انتوا الاتنين لايقين على بعض
مايا بابتسامة….فعلا رائف مشفتش فى رجولته ولا غيرته على الحاجة اللى تخصه
سمع عصام ذلك زاد كرهه لرائف أكثر لماذا دائما وأبدا ما يكون رائف هو الفائز لماذا تتهافت عليه النساء ما المميز به فعصام وسيم وغنى وبالرغم من ذلك دائما ما يكون رائف هو الذى يحتل قلب من يعرفه يريد ان يعرف ما المميز به يجعل كل من حوله يغرمون به بهذا الشكل فبالرغم من ان مايا تركته الا انها الآن تتمنى ان تعود اليه حتى زوجته لا ترى رجل غيره تلك العنيدة التى لا تسمح له ان يتكلم معها فهو سوف يرى كيف ستكون حالتها عندما تري خطيبة زوجها الاولى تعود الى حياته وليس هذا فقط بل ستحاول اخذه منها
****
قد حل الصباح واشرقت الشمس تعلن ان اليوم هو اليوم الذى سيسافر فيه زوجها ويتركها وحيدة هنا بدون ان تراه كانت نائمة بين احضانه لا تريد ان تتركه فهى لم تدرك بعد كيف سيتركها ويرحل نظر اليها وجد الدموع تعرف طريقها الى عينيها فهو لا يعرف ماذا يفعل حتى يخفف عنها فهو لن يتركها بارادته فهو لا يطيق البعد عنها ولكن الظروف هى من اضطرته الى ذلك فلولا دراستها ما كان تركها ابدا
رائف….مالك بس ياسچى متقلقنيش عليكى
سچى بحزن…مفيش يا حبيبى انا كويسة اهو
رائف…طب والدموع اللى فى عينيكى دى إيه
سچى…مش قادرة يا رائف امنع دموعى
رائف…انتى عارفة مبحبش اشوف دموعك انتى بالذات
سچى…خلاص هسكت اهو
رائف بتنهيدة…. بحبك اوى يا قلبى
سچى… وانا كمان بحبك اوى هى ميعاد الطيارة باليل يا حبيبى مش كده
رائف…ايوة يا روحى
سچى…طب ما عملتوش الحجز بالنهار ليه لازم سفر باليل ده يا رائف
رائف…هى جت كده بقى ثم بالنهار او باليل كله سفر يا حبيبتى
سچى…هتوحشنى اوى اوى يا رائف
رائف…انتى أكتر يا حبيبتى بس عايزك تاخدى بالك من نفسك على ما ارجع ماشى يا عمرى
سچى…ترجعلى بالسلامة يارب
رائف….ان شاء الله
اقترب منها معانقا بشدة يريد ان يشعر بقربها منه قبل ان يغادر وينحرم من رؤيتها كل هذه المدة التى لا يعلم كيف ستنقضى عليه هذه الايام فى بعده عنها فهى أصبحت الحياة بالنسبة له
انقضى اليوم سريعا وحل المساء وحان ميعاد سفر رائف وأكرم
فى المطار
كانوا جميعا حاضرين لتوديع أكرم ورائف فى المطار قبل سفرهم
هدى بدموع…خلوا بالكم من نفسكم يا حبايبى ماشى وابقوا طمنونا ماشى يا رائف
رائف…ان شاء الله يا أمى بس خلوا بالكم من سچى
صفية…سچى وريهام فى عنينا يا حبايبى
أكرم…تسلمى يا تيتة سلام يا بابا
ماهر…سلام يا حبيبى تروحوا وترجعوا بالف سلامة ولازم تطمنونا يا أكرم
أكرم…ان شاء الله يا بابا مالك ساكت ليه يا شادى
شادى بحزن…علشان دى اول مرة تسيبونى انتوا الاتنين مرة واحدة مش متعود على كده
رائف…خد بالك من نفسك يا حبيبى وبلاش شقاوة على ما نرجع ماشى يا شادى
شادى بابتسامة….حاضر يا ابيه هكون مؤدب ومش هعمل حاجة
افسحوا المجال لزوجاتهم كى يستطيعوا أيضا ان يودعوا ازواجهم قبل سفرهم
ريهام…مع السلامة يا أكرم خلى بالك من نفسك يا حبيبى ماشى
أكرم…الله يسلمك يا حبيبتى ان شاء الله و خدى بالك من نفسك انتى كمان
ريهام…وانت كمان حسك عينك تبص كده ولا كده ولا واحدة تشبط فيك بغمازاتك دى انت فاهم مش هتعرف اللى هيجرالك يا أكرم
أكرم… حاضر هغمض عينى عايزة حاجة تانية يا حبيبتى
ريهام…لاء عيزاك ترجعلى بالسلامة ان شاء الله وهاتلى معاك حاجة حلوة
أكرم بضحك…حاضر هجبلك مصاصة وانا جاى
ريهام بابتسامة….كل اللى ييجى منك حلو يا دكتور
كان رائف ممسك بيد سچى يضغط عليها بمحبة فهو لا يريد افلات يدها ولكن عليه الآن ان يتركها عندما ترك يدها وجدت نفسها تتعلق بيده مرة أخرى فهى تزيد الموقف عليه صعوبة
رائف….حبيبتى انا لازم امشى دلوقتى كده هتأخر على الطيارة
سچى… ماشى خد بالك من نفسك يا حبيبى
رائف…وانتى كمان يا سچى عايزك تركزى فى دراستك ماشى يا روحى
سچى بابتسامة حزينة…حاضر يا حبيبى خد ده معاك
مدت يدها له بمصحف صغير تحمله بين يديها اخذه منها بابتسامة
رائف…دا احلى هدية وذكرى منك
سچى…علشان ربنا يحفظك وترجعلى بالسلامة ان شاء الله
رائف…ان شاء الله سلام يا عمرى
سچى بدموع…مع السلامة يا حبيبى
راقبته وهو يمشى مبتعدا عنها حتى يلحق طائرته وكأن روحها غادرتها وذهبت معه وتركتها بلا روح لوح لها بيده مودعا رفعت يدها تلوح له ايضا ولكن دموعها سبقتها الى وجنتيها مسحت دموعها ولم تتحرك من مكانها الا عندما اختفى من امامها وفاقت على صوت حماتها
هدى…يلا يا حبيبتى خلينا نمشى نروح البيت
سچى…حاضر يا طنط
عادوا جميعا الى المنزل دخلت سچى الى غرفتها اغلقت الباب اطلقت العنان لدموعها التى كانت تحبسها طوال الطريق فهى لا تعرف ان فراقه سيكون بهذا الشكل المؤلم وجدت ملابسه التى كان يرتديها قبل سفره احتضنتها بقوة تشم رائحته العالقة فيها فمن يراها لا يصدق انه غادرها منذ بضع ساعات فقط فمن يراها وكأنه غادرها منذ دهور عدة ذهبت إلى السرير وهى تحتضن ملابسه واخذت ايضا صورته الموضوعة بجانب السرير فى أحضانها ايضا لكى تشعر انه ما زال قريب منها نظرت الى صورته وكانها تكلمه
سچى…انت وحشتنى اوى من دلوقتى يا رائف امال هعمل ايه الايام الجاية دى كلها ترجعلى بالسلامة يا حبيبى
اثناء حديثها مع صورة زوجها سمعت صوت طرق على باب الغرفة قامت فتحت الباب وجدت ريهام على الباب ولكن يبدو عليها الحزن
سچى باستغراب…فى ايه يا ريهام مالك
ريهام……..
******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى