قصص

قصة شقة الطالبات

يومها قومت من النوم وجسمي كله بيصب #عرق، ماكنتش قادرة آخد نفسي، صدري كان طالع نازل كأني كنت في سباق جري، حاولت أشغل دماغي بأي حاجة، فبصيت حواليا بتوتر، وساعتها حمدت ربنا انه كان كابوس مش حقيقة، بس ازاي في كوابيس بتبقى حقيقية كده، شكلها مش بيروح من دماغي، هدومها مقطعه، ووشها نصه محروق، وجسمها كله متبهدل، نظراتها ليا كانت مرعبة، بقالي يومين على نفس #الحالة دي، أول ما أغمض عينيا وأروح في النوم، أشوفها واقفة جنب سريري وبتقرب مني براحة عشان تخنقني، بتقول كلام غريب أوي، مش فاهمة منه حاجة، أنا مأذتهاش ولا أعرفها عشان تقولي…
-لازم تموتي، هتموتي وهتكوني البداية، لازم تموتي.
حاولت أفتكر كذا مرة لو في بيني وبينها أي علاقة أو حتى أعرفها من بعيد بس لا، الموضوع من أول مرة بدأ يبقى مقلق بالنسبالي، وانا كده كده واخدة أوضة لوحدي في الشقة عشان عندي مشاكل في النوم، وكأني ناقصة اللي بتطلعلي في كوابيسي دي كمان، فجأة #باب الاوضة اتفتح، اتنفضت من على #السرير وكشيت في نفسي، وكأن كل حاجة من حواليا حالفه تموتني من مخضوضة، بصيت للي كانت واقفة جنب #الباب، ساعتها مدت ايدها وولعت النور وهي بتقولي:
-مالك عامله كده ليه؟ في حاجة؟
-لا لا أنا تمام، اتخضيت بس مش أكتر.
-طيب يلا عشان الفجر فاضل عليه ربع ساعه تقريبا، يادوب نلحق نتسحرولا أنت مش هتصومي؟
-هصوم، بس ماليش نفس آكل.
-ليه يا بنتي، ده احنا عاملين حسابك معانا والله!
-بطني بتوجعني شوية، أرجوكي سيبيني لوحدي، مش عاوزة آكل ولا أشوف حد.
-تمام براحتك يا وفاء بس احنا مافيش حد فينا زعلك ولا داسلك على طرف.
-عارفة يا رحمة، وشكرا على اهتمامك بيا.
-العفو.
خرجت من الأوضة وقفلت الباب وراها، بس سابت النور شغال، يمكن دي الحسنة الوحيدة اللي عملتها بدخولها أوضتي، بصيت حواليا بقلق وأول ما اطمنت، فردت جسمي على السرير وفضلت باصه للسقف، عيني كانت عند نقطه معينة مش بتتحرك من عليها، لدرجة اني شوفت وشها مرسوم على السقف، فتحت عني وقفلتها بس مالقتش حاجة، وهنا فهمت انها ممكن تكون تهيؤات عشان الكابوس اللي شوفته، بعد شوية سمعت صوت آذان الفجر، قومت من على السرير بالراحة ودخلت الحمام واتوضيت، بس وأنا خارجة سمعت صوتهم وهما بيضحكوا، أنا معايا في الشقة سندس ورحمة، الشقة أصلا أوضتين وصالة ومطبخ وحمام، كان مفروض اللي يسكن فيها أربع بنات، كل بنتين في أوضة، بس أنا عشان عندي مشاكل في النوم، عشان قررت آخد الأوضة دي لوحدي، وأشتري راحتي، أما سندس ورحمة، فهما مع بعض في الأوضة التانية، صوت ضحكهم كان مستفز أوي بالنسبالي، لأننا بالليل والصوت بيسري، وماحدش عارف من اللي بره الشقة مين فينا اللي بيضحك، نفخت بغضب ودخلت على أوضتي، ماكنتش حابة أعمل معاهم مشاكل، قولت لنفسي كفاية أوي يا بت يا وفاء اللي أنت فيه، أول ما دخلت الأوضة، شميت ريحه غريبة أوي، ريحه وحشه مش لطيفه خالص، حاولت أدور على مصدرها بس للأسف ماوصلتش لحاجة، عشان كده فتحت الشبابيك وحطيت سجادة الصلاة وبدأت أصلي، بس للأسف ماكنتش عارفة أركز خالص، قررت أغمض عينيا وقولت يمكن كده أعرف أركز أكتر، بس للأسف لما غمضت عينيا وفتحهم شوفتها واقفة قدامي، شهقت بصوت عالي وخرجت من الصلاة وأنا بقول…
-اعوذ بالله من الشيطان الرجيم، اعوذ بالله.
وقفت لدقيقتين تايهة مش حاسه بحاجة ولا عارفة ايه اللي بيحصل حواليا، ماكنتش عارفة أبلع ريقي من التوتر، بس في الآخر مسكت سجادة الصلاة وفردتها تاني وحاولت أصلي تاني لأنها اختفت، بس للأسف اتكرر نفس اللي حصل، ماعرفتش أجري على الباب وأهرب لأنها كانت واقفة بيني وبينه، وأكيد مش هرمي نفسي من الشباك لأننا في الدور السابع، كنت ببص لكل حاجة حواليا بخوف وتوتر، فضلت واقفة مكاني المرة دي ومش عارفة أعمل ايه ولا أروح فين، بس فجأة صرخت في وشي و…
******
قومت من نومي مخضوضة على صوت المنبة وهو بيرن، مسكته عشان أطفيه بس وقع من ايدي اللي كانت بتترعش بطريقة غريبة، أنا كنت مفكره ان كل اللي عديت بيه ده كان كابوس، لحد ما شوفت سجادة الصلاة اللي مركونه على الأرض، ساعتها افتكرت كل حاجة، واتأكدت ان كل اللي حصل ماكنش كابوس ولا حاجة، اومال ازاي أنا وصلت للسرير ونمت وقومت عليه، مين نقلني وايه أصلا اللي حصل، أخر حاجة كنت فكراها انها صرخت في وشي ومن بعدها حسيت بدوخة جامدة والدنيا اسودت، كنت بحاول أجمع أي تفصيلة تفهمني اللي بيحصل معايا، بس للأسف الصداع كان هيفرتك دماغي، قومت من على السرير وخرجت سألت البنات على مسكن، كانوا لسه مانزلوش الجامعة، رحمة فتحت شنطتها وناولتني قرصين بنادول وسندس قامت جابتلي كوباية ماية عشان آخد المسكن، اتلموا حواليا ورحمة طبطبت عليا وقالتلي…
-شكلك مرهق زي كل يوم، انت مانمتيش برضه ولا ايه؟
هزيت راسي وأنا بقولها..
-مش عارفة أنام خالص.
-يمكن عشان مش متعودة على المكان، انتي أصلا شكلك بسكوته مش زينا، احنا ممكن نام في المواصلات عادي.
-أنا فعلا مش بعرف أنام لو غيرت مكاني، حتى خالتي وعمتي مش بعرف أنام عندهم، عشان كده دايما قاعدة في البيت، بس السكن هنا غصب عني، مش هروح كل يوم من القاهرة لاسكندرية.
ساعتها أدخلت سندس ف الكلام وقالت…
-خلاص يا وفاء ولا يهمك، تاهت ولقيناها، حل اللي انتي فيه ده عندي.
رفعت راسي وقولتلها بلهفه…
-ايه هو الحل ده، ده أنا جربت حاجات كتيرة أوي منها اني أنام على الضوضاء البيضا بس برضه ماكنتش بعرف أنام.
-ضوضاء بيضا وكلام فاضي ايه انتي كمان، انتي تاخدي مهدئ، المهدأ ده آمن أمي بتاخده، وعشان تطمني هو مابينيمش، بس بيهيأ الجسم لحالة النوم، هيخليكي قاعدة على السرير هادية خالص ومش بتتحركي، وطبيعي الجسم لو فضل ساكن لفترة معينة من غير حركة الانسان بيروح في النوم.
-طيب والمهدأ ده أمان، مش هيأثر على أعصابي ولا حاجة؟ ده أنا بسمع بلاوي على الحاجات دي!
-لا يا ستي أمان بقولك أمي أصلا بتاخده.
-طيب حلو قوليلي اسمه عشان أجيبه.
-مش بيتصرف غير بروشته.
-طب وبعدين هنعمل اهي؟
-هجيبهولك كده من الصيدلية اللي أنا شغالة فيها، جدعنه مني.
-مش عارفة اقولك ايه يا سندس، ربنا يديكي على قد نيتك يارب، ويرزقك بكل حاجة حلوه.
-يلا خدي المسكن وخليكي هنا، ماتنزليش الجامعة مادام مانمتيش كويس، بدل ما تقعي من طولك ولا يجرالك حاجة في المواصلات.
-لا لا مش هينفع، عندي بحث مفروض هسلمه ضروري النهاردة.
-طيب تحبي حد فينا يجي معاكي لو حاسه انك مش قادرة.
-أنا بس الصداع يخف وهلبس وأنزل وراكوا على طول.
-تمام لو في حاجة اتصلي على أي حد فينا.
-حاضر.
مشوا وسابوني لوحدي في الشقة، مددت على الكنبة، حاولت أخطف كام دقيقة نوم يمكن يعوضوني عن اللي حصل امبارح ده، بس للأسف بعد ما غمضت عينيا بثواني، حسيت بحركة جنبي، فتحت عيني وأنا بقول…
-حد فيكوا نسى حاجة ولا ايه؟
الكلام اتجمد على لساني لما لقيتها واقفة في نص الصالة وبتبصلي، جسمها كان بينزف، بلعت ريقي بخوف، وفضلت متسمرة في مكاني على الكنبة، لحد ما جرس الباب، الوقت اللي خدته عشان أبص على باب الشقة وأرجع أبصلها تاني ماكملش جزء من الثانية بس كانت اختفت فيه كالعادة، قومت فتحت الباب، وبصيت يمين وشمال، بس مالقتش حد، عشان كده استغربت، أيا كان مين اللي خبط على الباب فهو أنقذني، دخلت وقفلت الباب غصب عني، أنا كنت مرعوبه، لو حد مكاني كان استغل الموقف وهرب من الشقة واللي مستنيه جوه، بس للأسف احنا في الصيف وأنا لابسه هدوم البيت، مش هينفع أنزل بالشكل ده، بصيت حواليا بقلق، جسمي كله كان بيتنفض من الخوف، وصلت للأوضة بتاعتي، زقيت الباب وفضلت واقفة شوية أراقب الوضع فيها، لما اطمنت، دخلت وقربت من الدولاب وفتحته، طلعت هدومي ولبستها، وأخدت شنطتي والبحث بتاعي، كنت مستغربة الهدوء اللي المكان فيه، وكنت متوقعه انها تظهرلي فأي لحظة زي ما بتعمل، بس ماشوفتهاش تاني، نزلت الجامعه وأنا عقلي مشوش، قعدت مع أقرب صاحبه ليا وحكيتها اللي حصل، بس هي بررت اللي بشوفه ده وقالتلي…
-يمكن عشان نومك مقطع ومش بتنامي كويس، حاولي تاخدي المهدأ اللي هيجيبهولك ده ولو الدنيا ظبطت يبقى حلو أوي.
-انتي شايفة كده؟
-ده أسلم حل، انتي مش قد فلوس جلسات الدكاترة النفسيين، وفي الاخر برضه هيديكي مهدأ عشان تعرفي تنامي، انتي نفسك معترفة انك عندك مشاكل في النوم وعشان كده أخدتي اوضة لوحدك.
-أيوه عندي مشاكل في النوم، بس ماكنتش بشوف عفريته مشوهه.
-يا وفاء يا حبيبتي، يمكن ده تأثير قلة النوم، عاملك هلاوس وتهيؤات، حاولي بس تاخدي المهدأ ولو الدنيا ماظبطتش نشوف حل تاني، ماتقلقيش يعني، كله خير باذن الله.
-حاضر هنفذ كل اللي هتقولوا عليه، بس يلا نقوم عشان نسلم البحث، وبعدها أشوف كافيه أقعد فيه لحد ما سندس أو رحمة يرجعوا من الجامعة، لأني أكيد مش هروح الشقة أقعد فيها لوحدي بعد كل اللي بشوفه ده.
-وليه تقعدي في كافيه وماتروحيش، ياستي أنا هاجي معاكي وهفضل قاعدة على قلبك كمان لحد ما بنت منهم ترجع من الجامعة، وأهو أشوف الشقة اللي انتي عماله تقولي فيها وفيها دي.
-بس أنا كده هتعبك معايا وهتتأخري بسببي.
-ولا تعب ولا حاجة، وبعدين حتى لو تعب وتأخير فتعبك راحة يا وفاء، ده احنا صحاب من ابتدائي، مش معنى ان جالي مدينة وانتي لا نقطع علاقتنا ببعض.
-ربنا يخليكي يا حبيبتي، يلا بقى عشان مانتأخرش.
قومنا فعلا سلمنا الأبحاث بتاعتنا وطلعنا على الشقة اللي كنت قاعدة فيها، كنت مرعوبة ومش عارفة أحط المفتاح في الباب بس سمر صاحبتي خدته مني وفتحت الباب ودخلنا، كل حاجة كانت هادية وفي مكانها، الدنيا متروقه وريحة المكان حلو أوي، بصتلي باستغراب وقالتلي…
-ايه يا وفاء، ما الدنيا حلوة أهي.
-مش عارفة في ايه!
-فين أوضتك طيب؟
-هناك أهي اللي على اليمين دي، فتحت الباب ودخلت وماسمعتش صوتها بعد كده، كنت واقفة في الطرقة بنادي عليها بصوت ضعيف…
-سمر، يا سمر، انتي كويسه؟
فجأة سمعت صوت خبطة جامدة، جريت على الأوضة ووقفت على الباب، لقيت سمر واقفة قدام الشباك وبتفتحه وبعدها لفت ونادت عليا بس لقتني في وشها، ضحكت وقالتلي…
-تعالي يا وفاء انت واقفة بره ليه كده، انا لقيت نور الأوضة عندك مش شغال ففتحت الشباك، أما هوا الشباك ده ايه حكايه، ده بحري يعني في الصيف هيروق عليكي، لا هاتحتاجي مروحة ولا تكييف، في ايه يا بنتي؟ مالك متخشبة كده ليه؟
دخلت قعدت على السرير، حاولت أهدى، جت قعدت جنبي وكملت كلامها وقالت…
-فيكي ايه انطقي؟
-اتخضيت من الخبطة، فكرت ان جرالك حاجة.
-هيجرالي ايه منا زي القردة قدامك أهو.
ماشي يا قردة، اطلعي بقى بره عشان أغير هدومي.
-أوكيه عينيا، بس قبل ما تغيري؛ شيشي الشباك عشان ماحدش يشوفك.
-حاضر.
-طلعت وقفلت الباب وراها، قربت ن الدولاب، وفتحته وطلعت بيجامه حطيتها على السرير وسيبتها ودخلت الحمام، اتشطفت ورجعت تاني عشان ألبس، بس اتصدمت لما لقيت البيجامه متقطعه وعليها بقع دم، جريت بره الأوضة وأنا بصرخ وبنادي على سمر…
-سمممممممر، الحقيني.
قامت من مكانها مخضوضة، كانت قاعدة في الأنترية بتتفرج على التليفزيون، مسكتني من ايديا وحاولت تهديني…
-ايه في ايه؟ مالك؟ ايه حصل؟ بتتنفضي كده ليه ؟ اهدي!
-البــ البيـ ددد.
-اهدي وخدي نفسك عشان مش فاهمة منك أي حاجة، في ايه؟
-البيجامه بتاعتي اللي لسه مطلعاها، سيبتها ودخلت الحمام ولما خرجت لقيتها متقطعة وعليها بقع دم.
-نعم، ماحدش دخل ولا طلع أصلا ولا في حد غيرنا في الشقة، أكيد في حاجة غلط.
-والله ابدا، تقدري تتأكدي بنفسك.
سابتني فعلا واقفة ودخلت الأوضة، دخلت وراها وأنا مرعوبة، وقفت قدام السرير وقالتلي…
-فين يا بنتي البيجاما؟
-أهـــ
فجأة الكلام وقف على لساني، ماكنش في حاجة على السرير، قربت بعصبية وبصيت تحته وقلبت الأوضة عليها مالقتهاش، بس في الآخر بصيتلها وقولتلها…
-أكيد العفريته خبتها عشان مش هتقدر ترجعها سليمة أو تشيل البقعة اللي عليها.
-طيب اهدي كده وطلعي أي حاجة تانيه البسيها.
بلعت ريقي بخوف، وفتحت الدولاب عشان أطلع منه أي حاجة تانيه، بس اتجمدت مكاني، البيجاما كانت مطبقة ومحطوطة في أول رف قدامي، رجعت كام خطوة لوره لحد ما خبطت في سمر فقالتلي…
-في ايه يا بنتي ما تحاسبي، انتي بتمشي بضهرك؟
-البيجاما يا سمر في الدولاب أهي ماختفتش.
سمر قربت من الدولاب وشدت البيجاما وفردتها قدامي وبصتلي باستغراب، ساعتها كنت مصدومه ومش عارفة ده حصل ازاي، البيجاما كانت سليمه ومافيهاش أي حاجة، فضلت أهز راسي واقولها…
– لا، مستحيل، في حاجة غلط.
رجعت لوره لحد ما اتكعبلت في السجادة وساعتها وقعت على الأرض، وسمعت صوت سمر وهي بتصرخ وبتنادي عليا وبتقولي…
-وفاء، وفاء فوقي، وفاء.
******
ماعرفش ايه اللي جابني هنا، كنت قاعدة على شط غريب مفيش بني ادمين موجودين في المكان خالص، وفجأة جت موجه عاليه سحبتني لجوه، ماكنتش قادرة أقاوم الغرق فاستسلمت وبكيت بحرقة، الموج كان عالي، المايه متلجه، وجسمي كله بيتخشب، كنت شايفه وشوش غريبة بتظهر قدامي وبتختفي، حاولت أطلب النجدة بس للأسف صوتي كان مكتوم ومرة واحدة لقيتني بصرخ بصوت عالي وبقول…
-لااااا لاااا مش عاوز أموت، مش عاوزة أغرق.
حسيت بايد بتطبطب عليا، اتنفضت وبصيتلها، كان سندس ورحمه وسمر قاعدين حواليا، ووشهم مخطوف، سمر كانت بتعيط وهي بتقولي…
-خضتينا عليكي، حرام عليكي يا وفاء.
سندس ساعتها قالتلي…
-ايه يا بنتي في ايه مالك؟
-مفيش أنا تقريبا اتكعبلت في السجادة ووقعت، مش فاكرة حاجة تانية غير كده.
-أقولك أنا يا ستي اللي حصل، اغمى عليكي وطلع عيني على ما نقلتك على السرير، اتأكدت ان دماغك ماتفتحش وفضلت قاعده جنبك لحد ما زمايلك في السكن رجعوا من الجامعة.
-يااااه أنا أخرتك معايا أوي كده، معلش والله أنا اسفة.
-مفيش بنا الكلام ده يا وفاء، أهم حاجة انك بخير دلوقتي، يلا بقى هستأذن أنا عشان يادوب ألحق أوصل قبل الفطار.
-طيب ما تقعدي تفطري معانا؟
-مش هينفع والله، انتي عارفة المدينة وقوانينها.
-مممم خلاص ماشي ولا يهمك، تتعوض في يوم تاني ان شاء الله.
سندس خدت سمر عشان توصلها لباب الشقة ورحمه دخلت تغير هدومها، بعد شوية، لقيت الاتنين شايلين الترابيزة اللي بتتفتح وتتقفل وجايبنها عندي في الأوضة، حطوها قدام السرير وبدأو يرصوا الأكل، قومت اتعدلت واتلمينا حوالين الترابيزة، كنا قاعدين مستنين المغرب يأذن، وبعد الفطار على طول، أول ما خلصنا، سندس خرجت من ا لأوضة بسرعة ورجعت وهي معاها شريط وكوباية مايه، طلعت منه قرص ناوتهولي وقالتلي…
-خديه دلوقتي عشان تعرفي تنامي بالليل، يا دوب على ما يعمل نتيجة معاكي.
-ايه ده؟
-هيكون ايه قرص غله مثلا؟ ده قرص المهدأ اللي قولتلك هجيبهولك.
-تمام، ماشي.
خدته منها وبلعته، بالعافية خرجوني أقعد معاهم قدام التليفزيون أسمع الملسلات عشان أغير جو ومافضلش قاعدة لوحدي، كنت حاسه ان عينيا بتغمض لوحدها ومش قادرة أفتحها، الدنيا حرفيا كانت بتسود في وشي، حاولت أقوم بس ماكنتش متزنه، سندس كتر خيرها سندتني وساعدتني عشان أدخل انام في سريري، وقالتلي…
-ماتقلقيش، هو كده خلاص عمل مفعوله وهتنامي لحد الصبح من غير ما تقلقي.
-شكرا يا..
مكملتش كلامي وقتها ونمت، انا فاكرة كويس في اليوم ده نمت نوم عميق، ماصحيتش حتى عشان اتسحر، لدرجة ان الصبح رحمة قالتلي انها جت قومتني أكتر من مرة وكنت بقولها حاضر هقوم أهو وبكمل نوم تاني، كنت مدروخه أوي، فطرت في اليوم ده وماقدرتش أكمل صيام، دماغي كانت تقيلة وكل حاجة حواليا بتلف، ماكنتش عارفة اركز في أي حاجة، فقعدت في الشقة ومانزلتش الجامعة، كنت بصحى من النوم أبص حواليا وأنام تاني، سامعه صوت صريخ بس مش عارفة هو جاي منين، عدى وقت كبير عليا وأنا في الحالة دي، كانت صدمتي بجد لما اكتشفت ان في أربع أيام عدوا عليا وأنا في الحالة دي، بدأت أفوق وأركز في كل حاجة، بس برضه ماكنتش قادرة أنزل الجامعة.
قومت الصبح مخضوضة، مش عارفة في ايه، بس كنت حاسة ان الجو من حواليا حر بزيادة، وبرضه شامه ريحة حاجة بتتحرق، طلعت من الأوضة عشان أغسل وشي وأشوف في ايه، ساعتها اتصدمت، شوفتها واقفة قدامي والنار ماسكه فيها، ماعرفتش أروح فين؟ فدخلت بسرعة وقفلت عليا الباب، فضلت حابسه نفسي لحد ما سمعت خبط على باب الأوضة وصوت بينادي عليا…
-وفاء انتي كويسة؟
كانت بتكلم حد تاني معاها وبتقوله…
-مش عارفة هي نزلت الجامعة ولا لسه جوه؟
ساعتها قومت من ورا الباب بسرعة وفتحته ورميت نفسي في حضنها، بس كانت صدمتي لما لقيت نفسي في حضن العفريته، كانت بتضحك بصوت عالي أوي، حاولت أبعدها عني بس كانت ماسكة ومتبته فيا، حسيت بوجع فظيع في نفس المكان الي كانت مسكاني منه في كتفي، كل اللي طلع عليا ساعتها، اني أصرخ وأزعق، لحد ما شوفت باب الشقة وهو بيتفتح قدامي، ودخلت منه رحمة، جرت عليا وخدتني في حضنها وفضلت تطبطب عليا وتقولي…
-اهدي، اهدي يا وفاء في ايه مالك؟ استعيذي بالله من الشيطان الرجيم وفوقي كده؟ في ايه؟
ماكنتش قادرة أتكلم من كتر الصدمة والعياط، بس استخبيت في حضنها وشاورتلها على العفريته وفضضلت أعيط جامد، ساعتها رفعت وشي بايدها وقالتلي…
-يا حبيبتي انتي خايفه من الحيطه؟
كانت واقفة قدامي وبتبرقلي، فبصيتلها وبصيت لوفاء ورجعت تاني بصيت هنا وهنا وقولتلها…
-هو ايه اللي حيطه، ما هي واقفة قدامك أهي، انتي ازاي مش شايفاها.
-مافيش حاجة يا وفاء ركزي كده يا حبيبتي.
كل ما كنت ببص، كنت بلاقيها واقفة في مكانها مش بتتحرك، بس فجأة ضحكتلي ومشيت لحد ما دخلت الأوضة بتاعتهي وساعتها شاورتلي واختفت، بقيت هتجنن، هي ازاي موجوده وبتتحرك ورحمة مش شيفاها، لا لا يمكن رحمة شايفاها بس بتضحك عليا، طيب ليه، فوقت من شرودي لما ايد رحمة اتحطت على كتفي، اتنفضت من مكاني وخوفت، بصيتله بقلق وقولتلها…
-في ايه؟
-مافيش اهدي، انا بس عملتلك عصير زي ما قولتلك وجيبتهولك أهو.
اخدت من ايدها كوباية العصير وشربتها على طول، مع اني كنت حاسه ان العصير طعمه غريب، بعدها بثواني حسيت اني عاوزة أنام، لا هو ماكنش مجرد إحساس أنا نمت فعلا وماصحتش غير على ايد سندس وهي بتقولي…
-فوقي يا زفته، يخربيتك، هتودينا في داهية.
-في ايه ايه اللي حصل، ااااه دماغي بتوجعني أوي، هو ايه اللي حصل؟
ضحكت سندس بصوت عالي وقالت لرحمة…
-اتفضلي دي بتقولك ايه اللي حصل، بعد ما نشفت دمنا بتسأل على اللي حصل.
-أنا اخر حاجة فكراها العصير اللي رحمة عملته، شربته ونمت على طول، انتي كنت حاطه فيه ايه يا رحمة؟
بصوا لبعض ولقيت رحمه بتقولي…
-عصير ايه اللي أنا عملته؟ أنا لسه داخله مع سندس أصلا.
-لا يا بنتي العصير اللي جبتهولي من شوية ده.
-انا ماجبتلكيش عصير وماكنتش هنا.
-بقولك يا وفاء هو فين المهدأ اللي ادتهلولك عشان تاخدي منه؟
-ليه؟
-بسأل بس محتاجة أشوف حاجة.
-عندك جوه على الكوميدينو اللي جنب السرير.
دخلت الأوضة وخرجت وهي بتشتم وبتسب لنفسها ووقفت قدامي وقالتلي…
-انتي عبيطة ولا بتستعبطي، لحقتي تخلصي كل ده امتى؟
-مش فاهمة انتي بتتكلمي عن ايه؟
-عن الزفت المهدأ، لحقتني تتنيلي تاخدي كل ده امتى؟
-مش فاكرة اني أخدت كل ده.
-يعني ايه مش فاكرة؟ يا نهار أسود، هو أنا جايباهولك يصلح الدنيا معاكي ولا يخربها، خلاص انتي مش هتاخديه تاني.
-لا والنبي يا سندس، ده هو اللي بيخليني أنام شوية بالليل.
-يا وفاء انتي خلصتي الشريط في كام يوم، ده غلط.
-أنا في حاجات غريبة أوي بتحصلي ومش لقياها تفسير، وفي نفس الوقت، مش عاوزة أتكلم مع حد فيها.
-هو احنا مش زمايلك وقاعدين معكي في نفس الشقة، احكيلنا يا حبيبتي فيكي ايه؟
قعدوا حواليا وبدأت فعلا أحكيلهم كل حاجة حصلت معايا، ولما خلصت سندس قالتلي…
-طيب هو انتي بداتي تشوفيها أول ما جيتي الشقة معانا، ولا من فترة قليلة؟
-لا الدنيا كانت تمام وعادية أول ما خدنا الشقة، بعد كده شوفتها، شكلها مرعب أوي، أنا مش فاهمة حاجة من اللي بيحصلي.
-بصي هو ممكن تكوني الأول تعبانه عشان مش بتنامي كويسن وجه المهدأ اللي ادتهولك زود الهلاوس عندك.
-بس اللي بشوفه ده مش هلاوس، دي حقيقة.
-مش هلاوس ازاي وانتي بتقولي بنفسك ان رحمة جت وعملتلك عصير وطعمه طلع وحش ونمتي ورحمة أصلا كانت معايا وراجعين سوا من بره،
-مش عارفة، حاسه اني هتجنن، أو أنا اتجننت خلاص.
-طيب اهدي، بصي احنا هناخد أجازة يومين مش هننزل فيهم الجامعة ونقعد معاكي، بحيث تبطلي المهدأ ده ونبقى مركزين معاكي نلحقك لو حاجة حصلتلك.
-بس انتوا كده محاضراتكوا هتروح عليكوا.
-هششششش صحتك أهم يا وفاء، المحاضرات كده كده ممكن تتعوض عادي.
-ربنا ما يحرمني منكوا.
-ولا يحرمنا منك يارب.
سندس سابتنا ودخلت عشان تحضر الفطار، أما رحمه فساعدتني ادخل الحمام وآخد شاور، وبعد كده اتجمعنا احنا التلاته على الفطار، ولما خلصنا، مارضوش يخلوني أشيل حاجة ولا أروق معاهم، قعدت على سرير في أوضتي وكل واحده فيهم كانت بتبص عليا، حسيت ان الدنيا أهدى شوية معايا، عشان كده طلعت كتبي وبدأت أذاكر، الوقت عدى من غير ما أحس، بس الصداع كان هيفرتك دماغي، قومت من على السرير عشان أشوف مسكن مع أي حد فيهم، بس أول ما وقفت وجيت أتحرك، حسيت ان حد ماسك رجلي ومثبتها في الأرض وفجاة سابها فاتكفيت على وشي وصرخت بصوت عالي وأنا بقع، رفعت وشي من على الأرض، لقيت رحمة وسندس داخلين الأوضة بيجروا عليا، رحمة نزلت جنبي على الأرض وساعدتني عشان أقف، وسندس سندتني معاها، قعدوني على السرير وفضلوا باصين ليا شوية، ماحدش كان قادر لأنهم مش فاهمين اللي حصل معايا أصلا، فطبيعي كانوا مستنيني أحكي، بصيت في الأرض وقولتلهم…
-دماغي بتوجعني أوي، قولت أقوم آخد مسكن من أي حد فيكوا، بس أول ما حطيت رجلي على الأرض حسيت ان حد ماسكها من تحت السرير، ولما شديتها جامد فجأة سابها فاتكعبلت ووقعت.
-سلامتك من الوقعة يا وفاء، بس يا حبيبتي السرير أصلا مقفول، يعني مستحيل حد يكون تحته ويعرف يمسك رجليكي.
بلعت ريقي ساعتها بصعوبة وبصيت للسرير، وبعدين قولتله…
-أنـــ أنا حقيقي مش فاهمة ايه اللي بيحصلي.
-بقولك ايه أنا هنام مع سندس على سريرها، وانتي تعالي نامي معانا في الاوضة على سريري، أهو نبقى مع بعض وتبقي تحت عينينا.
-موافقة جدا، موافقة.
كنت خايفة ومحتاجة أحس بالأمان، أكيد في وسطهم مش هيجرالي حاجة، أخدت الشاحن والموبايل بتاعي والمخدة وروحت أوضتهم، الموضوع كان صعب عليا في الأول اني استحمل ضحكهم وهزارهم وزنهم، بس لقيت صوتهم بيبعد وبيهدا بالتدريج وعينيا بتغمض، كل حاجة كانت بتهدى لحد مابقتش حاسة بأي حاجة، مفتحه عينيا وشايفه السقف، بس مش سامعه حاجة خالص، فجأة لقيت نفسي بقوم وبقعد على طرف السرير، مابصتش عليهم لا ده أنا وقفت واتحركت ناحية الباب وفتحته وخرجت، كنت رايحه ناحية الأوضة بتاعتي، حاولت أوقف نفسي، بس ماكنتش عارفة، حسيت ان مش أنا اللي متحكمة في جسمي، فيه حاجة هي اللي بتتحكم فيا، أنا يادوب كنت محبوسه جوه جسمي، دخلت الأوضة وقفلت الباب ورايا بالمفتاح، كنت عاوزة أصرخ في نفسي أو في اللي متحكم فيا وأقوله…
-لااااااا مش عاوزة أفضل هنا، مش عاوزة أبقى لوحد، خرجوووووني من هنا.
ساعتها سمعت صوت تخين جاي من ورايا، لفيت وشي بسرعة، لقيتها هي.. العفريته المشوهة، كانت بتبصلي بغضب وقالتلي…
-تخرجي تروحي فين؟ هتدوقوا نفس الكاس اللي دوقته، كل الألم اللي حسيته هتحسيه، هتصرخي وماحدش هينقذك.
-أنا عملت ايه؟ أنا أصلا ماعرفكيش ولا عمري أذيتك! ليه عاوزة تموتيني؟
في اللحظة دي باب الأوضة خبط جامد، كنت سامعة صوت رحمة وسندس وهما بينادوا عليا من بره، أما هي فضحكت بصوت عالي وقالت…
-فاكرينك مجنونة، لما تموتي هيقولي انك انتحرتي.
-بس أنا مش مجنونة، انتي مش مجرد تهيؤات، انتي حقيقة وأنا شيفاكي قدامي.
-مش هيصدقوكي.
-حرام عليكي، أنا ماعملتلكيش حاجة!
-ولا أنا عملت حاجة عشان يكون ده مصيري، أنا اتغدر بيا وكلكوا هتدفعوا التمن.
فجأة باب الأوضة اتزق جامد واتفتح، وساعتها النور قطع ورجع تاني بعد ثواني، كنا كلنا متكومين على الأرض، ساعتها سندس ورحمة بدأو يصدقوا ان اللي بقوله حقيقي، خصوصا بعد ما قعدنا وحكيتلهم اللي حصل، ساعتها سندس قالت لنا…
-ماتقلقوش وماتشيلوش هم، انا أعرف حد من اللي بيعملوا الأعمال وليهم في صرف الأرواح وكده، بس ده في بلدنا، هحتاج أخطف رجلي يوم لبلدنا وهرجع تاني يوم بيه، هو هيحللنا كل حاجة، انتوا كل اللي مطلوب منكوا تفضلوا مع بعض اليوم ده لحد ما أرجع.
بصيت لرحمة وقولتلها… تعالي كل واحد فينا يروح بيته على ما سندس تشوف حل في الموضوع ده.
بس سندس قاطعتني وقالتلي، كلها 24 ساعة وكل حاجة هتتحل، انتي مستحملة كل ده وجت على اليوم ده.
-انتي مش بتشوفي اللي بشوفه.
-ماتخافيش رحمة هتبقى جنبك ومش هتسيبك خالص.
-ماهي بتظهرلي على شكل رحمة، دي قادرة انها تتحكم فيا شخصيا وتخليني أعمل حاجات غصب عني.
-خلاص تاهت ولقيناها، اتفقوا على كلمة سر بينكوا، ولو حد شك فيكوا في التاني يطلب منه يقولها.
بصيت ساعتها لرحمة، لقيتها بتهز راسها انها موافقة، بصيت على الأرض وقولتلها…
-تمام ماشي خلاص.
وفعلا فضلنا الليلة دي قاعدين في الصالة احنا التلاته، ماحدش فينا عينه غمضت خالص، اللي هونها عليا شوية انهم خلاص بقوا مصدرقين زي ان في حاجة غلط في الشقة، يعني مش شايفني مجنونه، الفجر سندس قامت غرت هدومها وطلعت سلمت علينا ونزلت على المحطة عشان تركب وتروح المنيا تشوف الراجل اللي قالتلنا عليه، من بعد ما مشيت دخلت أنا رحمة أوضتهم لأن فيها سريرين، كل واحدة مددت على سرير، رحمة راحت في النوم بسرعة أما أنا ففضلت قاعدة ومركزة مع السقف شوية وشوية تانين مع باب الأوضة، قلبي كان مقبوض أوي، فجأة شميت ريحة حاجة بتتحرق، نطيت من على السرير وكنت لسه هخرج من الأوضة بس لقيت اللي بتمسكني من ايدي وبتشدني وهي بتقولي…
-انتي رايحه فين كده؟ بكلمك من ساعتها، مش سمعاني ولا ايه؟
-ماعلش يا رحمة بس هو انتي مش شامه ريحة الشياط اللي جاية من بره؟!
-ريحة شياط؟ شياط ايه!
-يابنتي في ريحة غريبة زي ما تكون حاجة بتشيط.
-بصي أنا مش شامه بس تعالي نتأكد سوا بلاش حد فينا يبقى لوحده.
-ماشي تعالي.
خرجنا من الأوضة، رحمة بصتلي وقالت…
-ايه ده، في فعلا ريحة شياط، لا لا مش شياط ده حاجة بتتحرق.
ساعتها جرينا على المطبخ، بس ماكنش في حاجة، محبس الغاز أصلا كان مقفول، لفينا الشقة كلها ماكنش في حاجة، بصيت لرحمة…
-هو ايه اللي بيحصل؟
-ماعرفش بس أنا خايفة.
-تعالي نكلم سندس نحكيلها اللي حصل.
-سندس ايه ونيلة ايه، احنا غلطانين اننا سمعنا كلامها وفضلنا في الشقة، تعالي ننزل نقعد في أي مكان على ما ترجع، فعلا دخلنا غيرنا هدومنا ورحمة طلبت أوبر، بس لما جينا نخرج من الشقة؛ اتفاجئنا ان الباب مش بيفتح، بصينا لبعض بخوف وقولتلها وأنا جسمي كله بيتنفض…
-يالهوي يارحمة، احنا اتحبسنا في الشقة، ابعتي رسالة للبواب أو رني عليه يطلع يكسر الباب ده قبل ما تعمل فينا حاجة.
فعلا طلعت موبايلها؛ بس فجأة النور قطع، والصالة بقت كحل، مسكت في ايد رحمة، احنا الاتنين كنا مرعوبين، ساعتها سمعت نفس الضحكة، سألت رحمة…
-انتي سامعة اللي أنا سمعاه؟
-أيوه سامعه، بس مش عارفة الصوت جاي منين؟
في اللحظة دي النور رجع، ولقيناها واقفة قدامنا، رحمة ما استحملتش الموقف، ضغطت على ايديا جامد ووقعت من طولها، أما أنا ففضلت استعيذ بالله من الشيطان الرجيم واقرأ في أدعية عشان تنصرف، لكن في الحقيقة هي مااتأثرتش خالص، فضلت واقفة قدامي زي الصنم، صرخت في وشها وقولتلها…
-انتي كده كده هتموتيني، من حقي أعرف أنا عملت ايه؟ أذيتك في ايه!
قربت من الزرع بتاع الظل اللي كان في جنب وقعدت جنبه وبدأت تعيط، كنت مستغربة أوي، هي ازاي اتحولت كده، قبل ما أنطق وأكمل كلامي قالتلي…
-أنا وهي كنا صحاب، لحد ما عرفت ان حمزة عاوز يتقدملي، جابتني الشقة هنا بحجة انها توريهالي، وغدرت بيا وقتلتني، مش بس كده، دي حاولت تدوب جثتي بمواد كيماوية ولما فشلت حرقتني، هنا، أنا هنا، أو الرماد اللي اتبقى من جثي هي وزعته على الزرع هنا، أنا مش هسيبها ولا هسيبكوا، أنتي يوم ما سقيتي الزرع في أول مرة كان نفسي أقولك اهربي عشان أرحمك من العذاب اللي هتشوفه، بس لا كلكوا لازم تدوقوا نفس اللي شوفته.
-بس أنا مأذتكيش وماعرفش انتي بتتكلمي عن مين أصلا!
-سندس الملعونة، هي السبب في كل اللي حصلي.
-سندس! صاحبتنا!
-اه سندس، قتلتني عشان تاخد حمزة، مع ان #الموضع ماكنش مستاهل انها تموتني.
-لا لا، سندس راحت البلد عشان تجيب حد يصرفك.
-نفس الدجال اللي عملها عمل عشان يبعد حمزة عني ومايشوفنيش وفي الآخر جه اتقدملي، اللي بتعمله مش هيغير من الأمر شيء، أنا كده كده قررت انتقم، مش ههدا ولا هرتاح غير لما آخد حقي، ها قوليلي بقى تحبي تموتي مخنوقة بالغاز ولا محروقة؟ أنا بقول الاتنين.
في اللحظة دي شميت ريحة غاز جامدة فقولتلها…
-لااااا بالله عليكي لا، أنا ماليش ذنب ولا رحمة كمان ليها ذنب، احنا ماعملنالكيش حاجة أصلا.
قامت وقفت وفضلت تضحك، وفجأة النار بدأت تمسك في العفش، وكل حاجة كانت بتتحرق، ـما هي فكانت ثابته وبتضحك، ابتسامتها كانت مخيفة أوي، الدخان بدأ يخنقني، ريحه الغاز كانت خلاص ماليه المكان، حسيت بدوخة جامدة وفجأة وقعت على الأرض وفقدت وعي، آخر حاجة شوفتها، رحمة وهي بتمسك ايدي وبتقولي ماتخافيش، انا معاكي.
*******
كنت حاسه ان جسمي كله بيوجعني وفيه #حرقان جامد، فتحت عينيا لقيت نفسي في أوضة حيطانها بيضا وجنبي سرير تاني عليه رحمة، ماكنتش فاهمة اللي بيحصل ولا كنت قادرة أتكلم وأنادي عليها عشان تفهمني اللي بيحصل، بس بعد شوية باب الأوضة اتفتح ودخل ظابط طول بعرض، شد كرسي وقعد وابتسم وقالي…
-حمد لله على سلامتك يا وفاء، انا جاي عشان آخد أقوالك، امبارح أخدت أقوال رحمة وانتي كنت تعبانة، فجيت النهاردة عشان آخد أقوالك انتي كمان، احكيلي كل اللي حصل.
حكيتله كل اللي حصل فابتسم وقالي، كده نقدر نواجه سندس بأقوالك انتي ورحمة واكيد مش هتنكر، رغم ان حتة ان عفريته هي اللي حكت اللي حصل دي مش هنقدر نثبتها في المحضر.
-هي ممكن تنكر اللي حصل أصلا.
-احنا أخدنا عينة من التربة اللي مزروع فيها النباتات اللي في البيت وهنحللها وساعتها انكارها مش هيفيد بحاجة، كمان أهل البنت اللي انتوا بتقولوا عليها مبلغين عن اختفائها بقالهم شهرين، فمش هتقدر تهرب.
-يارب تاخد جزائها اللي تستحقه.
-العدالة هتاخد مجراها، ماتقلقيش، انتوا شدوا حيلكوا عشان امتحاناتكوا قربت، وبالمناسبة الشقة للأسف مش هتقدروا تقعدوا فيها، لما تخفوا هتاخدوا حاجتكوا وهنوفرلكم سكن في #المدينة الجامعية الفترة اللي فاضله وبعد كده تقدروا تتصرفوا مع نفسكوا.
-متشكرين جدا يا افندم.
-العفو، بالتوفيق ان شاء الله.
أول ما خرج من الأوضة سمعت صوت عياط رحمة، فقولتلها…
-مالك يا رحمة؟ بتعيطي ليه؟
-مش عارفة أصدق كل اللي حصل معانا ده.
-لا صدقي، بس قوليلي هو احنا طلعنا من #الشقة ازاي؟
-انا لما وقعت ما كنش مغمى عليا، كنت بمثلن استغليت انشغالها معاكي وبعت للبواب رسالة يجيب أي حد يقرا في الشقة بسرعة، بس هو فضل يدور ومالقاش قدامه غير امام الجامع اللي جنبنا في الشارع اللي ورانا، جابه وطلع بسرعة، الحمد لله أنقذونا في اللحظة الأخيرة.
-صرفوا #العفريته يعني؟
-صرفوها بقى ولا ماصرفوهاش واحنا مالنا، أهم حاجة اننا طلعنا منها بخير، ومجرالناش حاجة.
-الحمد لله.
بعد كام يوم خرجنا من المستشفى وأخدنا حاجتنا وقعدنا في المدينة، كنا بنتابع أخبار قضية سندش اللي البلد كلها بقت بتتكلم عنها، وعرفنا انها انتحرت في السجن، قبل معاد النطق بالحكم عليها بكام ساعة.
تمت بحمد الله.
شقة_الطالبات
ليزا_زغلول

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى