روايات رومانسيهرواية تعافيت بك

رواية تعافيت بك الفصل 14

“الفصل الرابع عشر”
“رواية تَعَافَيْتُ بِكَ”
________________

سَيَرْزُقُكَ اللَّهُ مَنْ تَرَى وَجْهَكَ فِي لُمْعَةِ عَيْنَيْهِ حِينَمَا يَرَاكَ
________________

قد تظن أن هناك نجم لم يكتب من حظك، ولكنك لاتدري لعلك موعود بالقمر، هكذا كانت تظن وهي تتلمس الخواتم، نظرت له مرة أخرى رأت في أعينه لمعة غريبة لا تخرج سوى من قلب محب، أما عن العبارة التي كتبها بداخل العلبة فهي أسرت قلبها، ولكن ما غلب تفكيرها هو أن ذلك لم يكن سوى فخٌ صُنع لها، فكيف يأتي شخص غريب عنها لم يعرفها ويعاملها بتلك الطريقة،في نفس الوقت الذي يعاملها الجميع أنها شخص فاشل لم يستطع النجاح في أي شيء في الحياة حتى تكوين الصداقات، كان جميع من حولهم يشعر بالفرحة عدا بعض الحاقدين عليها، ادخلت الخاتم في اصبعها بهدوء وأعطته العلبة لكي يفعل المِثل، وبعد ثوانٍ انتشرت الزغاريد والمباركات من الجميع،اقترب ياسين منها وهو يبتسم ثم قال:

“ألف مبروك يا خديجة، عقبال ما تكون إيدك الشمال”

نظرت له مُتعجبة فوجدته، يغمز لها بطرف عينه، مما جعل وجنتيها تلتهب بالإحمرار،و أطرقت برأسها للأسفل، أما هو فـ حمحم بإحراج ثم انشغل بمباركات الشباب، أقتربت لها «عبلة» لكي تقوم بتهنئتها، وجدت خديجة ترتعش ومتعرقة بشدة، فأخذتها ودخلت بها الغرفة، وتتبعها الفتيات، جلست خديجة على الفراش وهي تأخذ نفسها بعمقٍ، سألتها «عبلة» مستفسرة:
“مالك يا خديجة، خايفة كدا ليه؟”

تدخلت «هدير» قائلة:
“مالها ماهي كويسة أهيه طبيعي تتوتر شوية يعني”

رد عليها «عبلة»:
“لأ مش بالطريقة دي، على العموم هي هديت دلوقتي، حتى ضربات قلبها هديت شوية”

جلست «عبلة» و «هدير» على الأريكة بالغرفة، أما «خديجة» فنظرت للخاتم بإصبعها ثم لمست بأطرافه حروف إسمه وهي تتذكر جملته، وعند تذكرها لغمزة عينيه وضعت كفها على صدرها ظنًا منها أن بتلك الطريقة ستهدأ ضرباته.
_______________

في الخارج وقف «وليد» بجانب «ياسين» ثم قال له بصوتٍ خفيض:
“أنا مش عارف أقولك إيه بجد، أنتَ كل يوم بتخليني أفتخر بك أكتر”

ربت «ياسين» على كتفه ثم قال:
“قولتلك متقولش كدا، أنا عاوزك بس تحافظ على الأمانة لحد ما تجيلي”

ضحك «وليد» ثم قال:
“هي خلاص بقت أمانة عندنا؟”

أومأ له موافقًا ثم قال:
“المهم بكرة هنروح نشوف الشقة، أنا مش ورايا شغل بكرة غير ساعتين الصبح، أنتَ بقى مهمتك تجبها مع أهلها”

أومأ له «وليد» ثم قال:
“متقلقش أنتَ، أنا أسف كان المفروض تقف تتكلم معاك بس هي مبتعرفش تتعامل مع حد غريب”

ابتسم له «ياسين» ثم قال:
“لأ عادي، طبيعي إنها تكون متفاجئة من اللي حصل النهاردة متنساش بس معادنا بكرة”

تم توديع عائلة «ياسين» و عائلته من قِبل عائلة «الرشيد»، ثم جلس بعدها الجميع في شقة «طه» يتحدثون في أمر الخِطبة وعقد القران، فتحدث محمود قائلًا:
“ماشاء الله يا طه ربنا يبارك فيه شاب أخلاقه عالية، يستاهل خديجة فعلًا، ويستاهل هدوئها”

ابتسم «طه» برضا ثم قال:
“دي حقيقة يا محمود وبصراحة على الرغم إن الموضوع ماشي بسرعة بس أنا مطمن له وكمان أستاذ سالم جارنا عارفهم ومطمني”

وافقه الجميع في الحديث مع الدعاء لهم وتمني إتمام الأمور بخير، في غرفة «خديجة» كانت الفتيات بأجمعهم يجلسن سويًا كانت خديجة شاردة أمامها، ولم تتحدث بحرفٍ واحدٍ، نظرت لها هدير متفحصة ثم قالت بخبث:

“بس مش سهلة برضه أنتِ يا خديجة، يعني كلنا جايين على أساس تعارف وقراية فاتحة، طلعت في الأخر خطوبة وكمان اتفاق على كتب كتاب”

نظر لها جميع من بالغرفة، أما «خديجة» إبتسمت بسخريةً فهي كانت متوقعة أن هدير لن تصمت أكثر من ذلك دون أن ترمي بحديثها اللازع، فقالت:

“أنا مكونتش أعرف كل دا يا هدير أنا زيي زيكم كلكم، والدِبل دي أنا إتفاجأت بيها مكنتش أعرف عنها حاجة”

نظرت لها«هدير» بغير تصديق ثم قالت:
“حصل خير يا خديجة، أنا بس بعرفك إننا فاهمين كل حاجة”

صمتت «خديجة» ولم تتحدث فردت «عبلة» قائلة:
“خلاص يا هدير في إيه، المهم إنها اتخطبت، ربنا يسعدها”

ثم نظرت لخديجة وقالت:
“بس إيه يا عم الدِبل الحلوة دي، وكمان الإسم محفور عليها، إحنا مش بنحسد، إحنا بنقر بس”

ضحك جميع من بالغرفة على حديث عبلة على عكس خديجة التي نظرت لذلك الخاتم الذي يزين إصبعها.
_____________

في سيارة «ياسين» تحدثت والدته قائلة:
“بس مقولتليش يا ياسين إنك هتلبسها الدِبلة النهاردة، غريبة يعني”

نظر لها في مرآة السيارة ثم قال:
“أنا مكنتش عامل حسابي والله برضه، بس إتفاجأت بالشباب مجهزين الدِبل حتى هما اللي نقوها مش أنا”

تدخل والده قائلًا:
“يعني إيه مش أنتَ اللي جبت الدِبل دي”

حرك رأسه نفيًا ثم قال:
“لأ دي هدية منهم، يعني هما شافوا إنهم مش هيكونوا معايا قالوا دا يكون تعويض ليا، وبالنسبة لشكل الدِبل دا ذوق عامر”

ردت عليه والدته قائلة:
“ربنا يديم وجودكوا و يحفظكوا  لبعض يا رب، بس الواد عامر دا بيفهم الدِبل شكلها حلو أوي”

تعجب من حديثها فقال:
“مين دا اللي بيفهم؟ عامر؟ والله أنتِ غلبانة يا ماما”

رد عليه والده وهو يضحك:
“دا فهمي أمنيته في الحياة عامر وعمار يتجوزوا علشان يرتاح منهم”

ضحك ياسين ووالدته على حديث والده، وبعد فترة قليلة من القيادة، أوصل ياسين والديه ثم تركهم وذهب إلى منزل «ميمي»، دخل ياسين الشقة وجد أصدقائه في إنتظاره، وبمجرد اقترابه منهم صدح صوت صفير عامر وتصفيق حار من الباقي، لم يندهش ياسين فهو متوقع ذلك منهم نظر لهم وهو مبتسم، فأول من تحدث كانت «ميمي» حينما قالت:
“إيه يا حبيبي عملت إيه طمني؟”

اقترب منها ثم مال عليها مُقبلًا قمة رأسها وهو يقول:
“الحمد لله يا حبيبتي لبسنا الدِبل”
قال جملته ثم رفع كفه لكي ترى الخاتم بإصبعه، ابتسمت له ثم أومأت له برأسها، بارك له خالد وياسر، أما عامر فتحدث بغرور قائلًا:
“الله يبارك فيا ويحميني يا رب الدِبلة هتاكل من إيدك حتة، الله يبارك في ذوقي والله”

نظر له «خالد» ثم قال:
“أنتَ عبيط يا عامر صح؟ ما كلنا كدا لابسين نفس الدبلة، ما هي من نفس المكان يا غبي”

حديثه أثار استياء عامر فتحدث قائلًا:
“بقولك إيه متناقشنيش يا خالد هو ذوقي حلو وخلاص بطل تحشر نفسك كدا”

اقترب منه خالد لكي يقوم بلكمه، لكن ياسر وقف حائل بينهما، أما ياسين جلس على الأريكة وهو يزفر بضيق قائلًا:

“بقولك إيه إهدى أنتَ وهو علشان دماغي مصدعة، نكبر بقى”

رد عليه «عامر» متأثرًا من حديثه:
“معاك حق يا ياسين إحنا لازم نكبر فعلًا، تعالى في حضن أخوك يا خالد”

قال جملته ثم أقترب من خالد لكي يعانقه، عانقه خالد مندهشًا وهو يبتسم، لكن ابتسامته لم تدم طويلًا، فوجد عامر يصفعه من الخلف على رقبته ثم تركه وركض يجلس بجانب ياسين، شعر خالد بالضيق من أفعاله اقترب منه لكي يضربه لكن ياسر أوقفه قائلًا:

“علشان خاطري سيبك منه، اعتبره يونس ابنك يا خالد”

تدخلت «ميمي» قائلة:
“خلاص يا خالد علشان خاطري أنا، سيبك منه”

زفر «خالد» بضيق ثم قال:
“يا رب أنا مش طالب كتير كل اللي طالبه أرتاح منه”

نظر له «عامر» مستهزءًا به ثم قال:
“في إيه يا خالد هو أنا قاعد فوق راسك يا حبيبي؟ كل شوية ارتاح منه.. ارتاح منه؟”

رد عليه «ياسين» بسخرية:
“ياريتك كنت قاعد فوق راسه، كان أرحم من اللي أنتَ عامله فيه وفينا كلنا”

ردت«ميمي» معقبة:
“مالكوا وماله يا عيال، دا عامر دا حبيبي اللي بيضحكني، والله من غيره مش هتعرفوا تتضحكوا”

اقترب منها«عامر» وقبل رأسها ثم قال:
“الله يبارك في عمرك وصحتك يارب والله أنتِ اللي متقبلاني في الليلة دي كلها”

تحدث «ياسر» قائلًا:
“المهم بقى سيبكوا من الهبل دا، بكرة عيد ميلاد سارة مرات عامر، وخالد كلم إيمان و ريهام علشان بكرة يعطلوها لحد ما نجهز المكان؟”

رد عليه «عامر» مُتعحبًا:
“مكان إيه أنا مش فاهم حاجة؟”

تدخل «خالد» قائلًا:
“يا غبي بكرة هنروح مكان شغلها نظبطه ونعمل عيد الميلاد هناك، ياسر وعمار أخوك هيروحوا بكرة يجهزوا المكان واحنا نحصلهم”

رد «ياسين» مُعقبًا:
“اعملوا حسابكوا أنا بكرة رايح مع حمايا وحماتي علشان يشوفوا الشقة”

رد «عامر» بسخرية:
“مع مين يا أخويا؟ إيه حماك وحماتك دي؟”

تدخل «خالد» قائلًا:
“أومال إسمهم إيه يا جحش أنتَ؟”

هز«عامر»كتفيه ثم قال:
“مش عارف بس أنا مستغرب إن ياسين بقى يقول حمايا وحماتي كدا زينا”

ردت عليه«ميمي»:
“ليه معندوش لسان ولا إيه يا أخويا؟”

ضحك «ياسين» ثم قال:
“هو معاه حق بصراحة أنا نفسي عمري ما كنت أتوقع إن يجي يوم واقول حمايا وحماتي كدا”

تحدث «خالد» بضجرٍ:
“المهم علشان أنا عاوز أنام، بكرة ياسر هيروح هو وعمار يظبطوا المكان، وإيمان وريهام هيخرجوها علشان تتمشى معاهم، وأخوها هيكون مستني هناك، وياسين يجي ياخدنا ونروح كلنا المكان، كدا الخِطة صح يا ياسين؟”

أومأ له موافقًا ثم قال:
“صح كدا و ياسر كمان يجي هنا عند ميمي علشان نغير ونمشي سوا”

تم الاتفاق على كل شيء بين الشباب تحت نظرات الرضا من ميمي عنهم وعن صداقتهم، بعد فترة بسيطة من الصمت بعد الاتفاق على التفاصيل، نظر «خالد» إلى «عامر» وجده شاردًا فتحدث قائلًا:

“خير يا أستاذ عامر أخرسيت ولا إيه”

ضحك «عامر» ثم قال:
“لأ بس كنت بفكر من غيركم هعمل إيه، أنا عمري ما كنت هعرف أتصرف كدا زيكم”

نظر له الجميع فـ بدا متأثرًا، لذلك تحدث «ياسين» قائلًا بسخرية:
“أنتَ سخن ولا إيه يا عامر؟ مالك متأثر كدا؟”

تدخل «ياسر» قائلًا:
“مش عارف حد يشوفه كدا، ممكن يكون هيموت”

رد «خالد» مُعقبًا:
“يا فرحة أمك بيك يا ياسر، أنتَ مش دكتور ما تشوفه؟”

ضحك «عامر» ثم قال:
“يا جماعة أنا كويس والله، لو مش مصدقين ممكن أقوم أضربلكوا خالد علشان تتأكدوا”

ضحكت «ميمي» ثم قالت:
“لأ كدا هو كويس مفيش مشاكل”

وقف «عامر» ثم قام بإمساك هاتفه لكي يلتقط لهم صورة جماعية برفقة ميمي، وسط ضحكاتهم وسخريتهم تم إلتقاط الصور وسط جو مليءٌ بالمرحِ.
_______________

دخل «وليد» شقة عمه طه قام بتحية الجميع في الخارج ثم دخل غرفة «خديجة» وجد «عبلة» برفقتها، تجاهلها و جلس بجانب خديجة، ثم قال: “أختي العروسة عاملة إيه”
نظرت له «عبلة» ثم قالت:

“هو أنا شفافة يعني، داخل على معبد أصنام حضرتك؟”

ابستم لها بإستفزاز ثم قال:
“والله أنتِ أدرى بنفسك يا عبلة”

نظرت عبلة لهما ثم قالت:
“ماشي يا وليد، براحتك بس خليك فاكر إنك إنسان مستفز”

أومأ لها ثم قال:
“والله أنا مش هزعل من كلامك لأني فعلًا مستفز”

أوشكت عبلة بالرد عليه، لكن خديجة أوقفتها قائلة:
“خلاص يا عبلة، وأنتَ كمان يا وليد كفاية بقى، قدروا وجودي وصداعي”

أومأت لها عبلة ثم قالت:
“تمام يا خديجة، أنا كدا إطمنت عليكي إنك بقيتي أحسن، هطلع أنام بقى علشان صدعت”

ثم نظرت لـ «وليد» بحنقٍ، لكنه نظر لها ببرود ثم قال:
“فعلًا أسلم حل إنك تطلعي تنامي، وياريت لو تقفلي الباب وراكي”

أغرورقت أعينها بالدموع من حديثه معها ثم تركتهم وذهبت من أمامهما، نظرت «خديجة» في أثرها بحزن ثم قالت له:
“حرام عليك يا وليد ليه تحرجها كدا”

أطاح لها بيده ثم قال:
“سيبك منها دي بت متخلفة، المفروض يسموها هبلة مش عبلة”

ابتسمت خديجة بخفة ثم قالت:
“يا سلام اللي يسمعك دلوقتي ميسمعكش وأنتَ بتقول فيها أشعار قبل ما تتقدملها”

نظر لها بعمق ثم قال:
“أنا هتجنن وأعرف إيه اللي غيرها كدا معايا، بس دا مش مهم دلوقتي، المهم هي ليه قاعدة معاكي مش عادتها يعني؟”

ابتسمت له بحزن ثم قالت:
“هي مش قاعدة معايا علشان خاطري يعني، كل الحكاية إن ضغطي نزل كتير وماما مروة طلبت منها تقعد معايا لحد ما أهدى شوية”

نظر لها «وليد» وجدها حزينة فسألها مستفسرًا:
“ومالك زعلانة كدا ليه؟”

أجابته بهدوء:
“لأ أبدًا أصل طول ما هي قاعدة كانت بتكلم هدير في التليفون، وكالعادة متكلمتش معايا، يعني كأنها قاعدة مغصوبة معايا

نظر لها ثم قال:
“سيبك منهم كلهم و قوليلي إيه رأيك في الخطوبة”

قال جملته ثم ضحك لأنه يعلم إنها على وشك قتله بسبب تسرعه في أمورها، نظرت له بشر ثم قالت:

“أنتَ عمال تدخلني في متاهات أنا مش قدها، والله وسط كل دا أنا مرعوبة، بس خوفي من بابا أكبر”

سألها بهدوء:
“مالك بس يا خديجة، إيه اللي مخوفك؟”

أخذت نفسًا عميقًا ثم قالت:
“أنا خايفة يطلع إنسان غلط، خايفة لما يعرف شخصيتي عاملة إزاي يرفضها، خايفة لما يعرف إني بخاف أخرج، وبخاف أنزل أتعامل مع الناس وبخاف من الزحمة يقلل مني، بخاف بابا يجبرني على حاجة تاني ولو رفضتها يعاقبني زي ما كان بيعمل يا وليد، وخايفة يرفضني يتقال عليا زي اللي إتقال ساعة راشد”

ربت «وليد» على كفها لكي يطمئنها ثم قال:
“كل دا مش هيحصل، كل اللي أنتِ خايفة منه دي أوهام في دماغك بس، وياسين كمان مش زي ما أنتِ متخيلة، لأ دا شهم وجدع”

ردت عليه بسرعة كبيرة:
“بس بشر يا وليد، مش ملاك”

إبتسم لها ثم قال:
“بكرة أنتِ بنفسك هتقولي عليه ملاك صدقيني، إحنا سألنا عليه كويس والدنيا كلها بتحلف بأخلاقه، وبعدين الرَجل مظهرش منه حاجة وحشة”

ردت عليه بإنفعال:
“ما راشد كمان كان كويس وكان محترم قدامكم كلكم لحد ما…”

أوقفت حديثها ولم تكمله، فنظر لها متفحصًا ثم قال:
“لحد ما إيه؟ما تكملي يا خديجة”

توترت بشدة وخرج صوتها مهزوزًا حينما قالت:
“لأ أقصد يعني لحد ما قال اللي قاله وسط الناس كلها”

أومأ لها ثم قال بتفهم:
“علشان كدا أنتِ الكسبانة يا خديجة، واحد زي دا بيختار بالشكل واللبس، يتأمن إزاي على بيت وأسرة؟ واحد زي دا مكانش عنده دم وهو بيحرجك قدام الناس فكري كدا فيها لو الموضوع كان تم كان هيبقى وضعك دلوقتي إيه؟”

أجابته وهي على وشك البكاء عندما هاجمتها تلك الذكريات المريرة:
“أنا مش زعلانة عليه هو، أنا زعلانة على نفسي، زعلانة على سنين عمري اللي ضاعت من غير ما أعرف هي بتروح فين، لا عارفة أكون مع الناس ولا عارفة أفضل لوحدي، أنتم فاكريني ساكتة علطول، بس أنا بحارب دماغي علشان تسكت، ولا علاقة واحدة مريحاني يا وليد، حتى أنتَ غبت عني فترة كنت في أكتر وقت محتاجة لك فيه مكنتش موجود، عاوزني إزاي أتعامل عادي وأنا مفيش حد محسسني إن ليا لازمة؟”

تأثر من حديثها لكنه فرح إنها تحدثت لأنها دائمًا تعاني بصمت أمام الجميع، فقال بحنان بالغ:

“أنا عارف إن تربية عمي طه لكي كانت صعبة ومنعك من كل حاجة، وعارف كمان إنه منعك يكون عندك صحاب، وعارف إن مُشيرة سببتلك مشاكل كتير، وعارف إن مع الجامعة أنا إنشغلت عنك، بس صدقيني أنا واقف في ضهرك لو الدنيا كلها زعلتك أنا عمري ما هزعلك”

فرت دمعة متمردة من أعينها مسحتها بسرعة ثم قالت مغيرة لتلك الأجواء:
“فيه عروسة حد ينكد عليها كدا؟قولي أنتَ جاي ليه أصلًا؟”

ضحك بخفة ثم قال:
“جيت أعرفك إن بكرة هنروح مع ياسين نشوف الشقة اللي هتتجوزي فيها، أنا وأنتِ وعمي وطنط”

نظرت له بضيق ثم قالت:
“مش عاوزة أروح يا وليد، روح أنتَ وقولي لو عجبتك؟”

رد عليها بسخرية:
“الكلام دا يا خديجة لو إحنا بنقي تورتاية، لكن دي شقتك المستقبلية يا ماما، هروح أخترهالك أنا؟ وبعدين فرصة تخرجي من البيت بدل ما أنت قربتي تبقي جزء من العفش كدا”

ردت عليه بهدوء:
“يعني أنتَ كدا بتطمني يعني؟ بتقولي هتخرجي من البيت، أنا مبكرهش في حياتي قد الخروج والزحمة والشوارع بحس إن أي مكان برة أوضتي صعب أعيش فيه”

وقف ثم قال على عجالة من أمره:
“المهم أنا همشي دلوقتي وبكرة قبل الضهر تكوني جهزتي علشان نروح نشوف الشقة، أنا مش فاهم شقة إيه دي اللي هنروح نشوفها بعد الخطوبة؟”

ضحكت على حديثه ثم قالت:
“قُل لنفسك يا وليد، أنتَ اللي وافقت على الدِبل”

أجابها بغرور:
“بس بذمتك إيه رأيك؟ فكرة عظيمة مش كدا؟”

ضحكت له ثم قالت:
“أخرج برة يا وليد وأقفل الباب وراك”

وقف ينظر لها بعمق ثم قال:
“خديجة هو ليه مينفعش تبقي كدا علطول، يعني تضحكي وتهزري من غير خوف وتنزلي كمان معانا؟ فيه حاجات كتير فايتاكي برة”

هزت كتفيها ثم قالت:
“صدقني مش بإيدي يا وليد ياريته كان سهل زي ما أنتَ فاكر كدا، مكانش حد غلب”

أومأ لها ثم قال:
“معاكي حق،مكانش حد غِلب”

تركها وليد وغادر الغرفة وتركها تفكر لماذا لم يكن الأمر بتلك السهولة، لماذا تشعر دائمًا أنها غير مرغوب بها من الجميع، لماذا دائمًا تشعر أنها غير ملائمة للبشر، لماذا تظن أنها تفتقر لمعايير الجمال، إذا كان المجتمع يرى الجمال الخارجي ويتجاهل جوهر الإنسان وقلبه فتبًا له ولتلك المعايير.
_______________

بعد يوم الخِطبة ومروره بسلام على الجميع، فمنهم من قضى ليله شاردًا مثل خديجة، ومنهم من قضى ليله ساهرًا يقرأ في دفتر بين أصابع يده مثل ياسين، ومنهم من قضى ليله مُتحمسًا لذكرى مولد زوجته، أتى الصباح يحمل معه أمل جديد يبث النور في قلوب الجميع، ليثبت أن الليل مهما طال ،فـ شروق الشمس لم يكن مُحال، ذهب ياسين إلى مقر عمله وقام بتأدية عمله وتسليم بعض الملفات الهامة، ثم خرج من مقر عمله، ركب سيارته وبعد فترة من القيادة أوقف السيارة أسفل البناية التي تقع بها شقته المستقبلية، أخرج هاتفه وتواصل مع وليد قائلًا:
“أنا مستنيك يا وليد تحت العمارة، أول ما تقرب عرفني”

أجابه وليد:
“متقلقش أنا العنوان معايا وكدا كدا أنا عارف المكان عندك كله”

رد عليه ياسين قائلًا:
“طب تمام، معلش يا وليد عاوز أسألك على حاجة”

رد وليد بحماس شديد:
“طبعًا، إسأل يا ياسين”

حمحم «ياسين» بإحراج ثم قال:
“هي خديجة جت معاكوا؟”

ابتسم وليد ثم نظر بجانبه مكان جلوس خديجة ثم قال:
“أيوا يا ياسين معايا متقلقش”

تنهد «ياسين» براحة كبيرة ثم قال:
“تمام يا وليد، أنا مستني أهوه قدام البيت”

أغلق ياسين المكالمة مع وليد ثم تصفح هاتفه ولكنه ابتسم بسعادة حينما رأى رسالة من وليد محتواها:
“أي خدمة علشان تعرف إن وليد حبيبك”

وأسفل تلك الجملة صورة لخديجة وياسين أثناء قراءة الفاتحة أُلتقطت بواسطة وليد دون أن ينتبه أحدٌ له، قام ياسين بتكبير الصورة وظل يحدق بها مبتسمًا، حتى وجد وليد يطرق على زجاج السيارة، شعر بالإحراج فقام بغلق الهاتف ثم خرج من السيارة، تبادل التحية مع طه و زينب ، أما خديجة فنظر لها ثم قال بهدوء:
“إزيك؟”

أومأت له دون أن ترفع عينيها من الأرض ثم قالت:
“الحمد لله..وأنتَ؟”

ابتسم لها ثم قال:
“أنا كويس الحمد لله علشان شوفتكوا”

رد عليه «طه»:
“كُلك زوق يا ياسين”
أومأ له دون أن ينظر له حيث
كان ينظر لها بعمق لا يريد أن يبعد نظره عنها، على الرغم من أنه رجل إلا أنه كان يشعر بتوتر كما أن ضربات قلبه كانت سريعة بشكل غريب، نظر وليد لهم ثم قال بخبثٍ:
“طب إيه هنفضل واقفين كدا كتير؟”

شعر ياسين بالإحراج فنظر لهم ثم قال:
“أنا أسف والله، المهم يلا بينا”

تحدث وليد بنفس نبرة الخبث:
“لأ ولا يهمك يا ياسين، أنا مقدر”

صعدوا جميعًا إلى الشقة بواسطة المِصعد، دخل الجميع إلى الشقة، شعر طه بالرضا عن المكان فقال بفرح:
“ماشاء الله ، ربنا يكرمك يا حبيبي الشقة جميلة اللهم بارك”

وافقته «زينب» قائلة:
“معاك حق يا طه، ربنا يبارك فيهم ويبعد عنهم العين”

كل هذا وخديجة لم تُشارك في الحديث حتى لم تستطع أن ترى المكان بالطريقة المناسبة ولكنها شعرت براحة وسكينة غريبة في ذلك المكان، نظر لها ياسين وجدها صامتة فقال لها بهدوء:
“لو فيه حاجة مش عجباكي أنا ممكن أغيرها، كل اللي تطلبيه هيبقى موجود

رفعت عيناها ثم نظرت له وهي تحاول الإبتسام ثم قالت:
“لأ هي جميلة ماشاء الله، ذوقها حلو مش محتاجة أي تغير”

وافقها وليد قائلًا:
“معاكي حق يا خديجة هي ماشاء الله جميلة وكل حاجة فيها معمولة حديثة”

ابتسم ياسين ثم قال:
“مش شقة مهندس؟ طبيعي تكون حديثة، المهم إنها عجبتكم، وبرضه أنا عند كلامي لو فيه أي حاجة محتاجة تتغير أنا تحت أمركم”

ردت عليه «زينب» متأثرة من حديثه:
“ربنا يبارك فيك يا حبيبي، كفاية ذوقك، والله لو هتقعد معاك في عِشة، كفاية إنك إبن أصول”

ابتسم لها ياسين ثم قال:
“ربنا يبارك في حضرتك يا رب، و شكرًا لكلامك”

نظر له وليد وجده ينظر لخديجة وكأنه يريد الحديث معها لذلك قال:
“بقولك إيه يا عمي تعالى معايا كدا نشوف الأوضة اللي جوة علشان فيه حاجة عاوز أعمل زيها”

رد عليه «طه» مُتعجبًا:
“حاجة إيه بس يا وليد؟ ما خلاص شوفنا كل حاجة”

لم يمهل لهم وليد طريق للإستفسار فأمسك عمه وزوجته من يديهم ثم سحبهم خلفه للغرفة، جحظت أعين خديجة للخارج عندما وجدت نفسها معه بمفردها، ارتعشت بشدة وهي تتذكر موقف مشابهًا لذلك وقبل أن تغوص في فكرها أكثر من ذلك وجدته يبتسم لها ثم قال بهدوء:

“لو فيه حاجة بجد مش عجباكي قوليلي وأنا أغيرها علشانك، يمكن تكوني مكسوفة من باباكي ومامتك”

حركت رأسها نفيًا ثم قالت:
“لأ هي فعلًا حلوة، مش محتاجة تغير، ش..شكرًا لذوقك”

أومأ لها ثم قال:
“تمام، هي حلوة فعلًا، بس هتبقى أحلى لما أنتِ تنوريها بوجودك”

نظرت له فوجدته يبتسم بهدوء وكأن حديثه عاديًا للغاية، تدرجت وجنتيها باللون الاحمر من شدة الخجل، ثم فرت من أمامه لوالديها بالداخل، عند فرارها من أمامه تنهد براحة كبيرة ثم قال لنفسه:
“اعقل يا ياسين، البت مش حِمل هبلك دا”

بعد الإنتهاء من معاينة الشقة نزلت خديجة وعائلتها من البناية، وقفوا يتبادولون التحية جميعًا وقبل ذهابهم من أمام البناية قال ياسين موجهًا حديثه لـ «طه»:
“بعد إذن حضرتك يا عمي، طالما كل حاجة ماشية تمام كدا، أنا عاوز كتب الكتاب يكون الجمعة الجاية يعني بعد إسبوع من دلوقتي”

ابتسم وليد وزينب، أما طه نظر لخديجة وجدها صامتة ولم تعقب، ابتسم له ثم قال:
“حاضر يا بني هفكر وأرد عليك بليل”

أومأ له ياسين ثم قال:
“تمام يا عمي وأنا مستني رد حضرتك عليا”

رحل طه وأسرته تحت أنظار ياسين المراقبة لهم، بعد إختفاء أثرهم ركب ياسين سيارته ثم ذهب إلى شقة «ميمي» لكي يتم الإحتفال بسارة زوجة عامر، وصل ياسين الشقة وجد عامر في إنتظاره برفقة خالد و كالعادة صوتهم يصدح في البيت بأكمله فلم تخلو الجلسة من مزاح عامر، وقف ياسين وهو يقول:
“نفسي مرة أحس إنكم كبار، أنا كأني سايب ولاد اختي”

رد عليه «عامر» بسخرية:
“أنتَ هتفتي يا ياسين هو أنتَ عندك أخوات أصلًا؟”

تدخلت «ميمي» قائلة:
“دا من رحمة ربنا عليه، كفاية وجودك”

ضحك ياسين وخالد على حديثها أما عامر نظر لها بإستفزاز ولم يُعقب، تحدثت ميمي موجهة حديثها لـ ياسين:
“ها عملت إيه الشقة عجبتهم؟”

أومأ لها مبتسمًا ثم قال:
“أيوا يا ميمي عجبتهم”

ابتسمت برضا ثم قالت:
“طب و العروسة رأيها إيه؟”

ابتسم لها ثم قال:
“عجبتها برضه متقلقيش”

تدخل «عامر» قائلًا:
“سيبكوا من ياسين وركزوا معايا، ها هنعمل إيه؟”

رد عليه «خالد» بحنقٍ:
“ولا أنتَ زهقتني في عيشتي، قولتلك ياسر وعمار أخوك هناك بيجهزوا المكان، وريهام وإيمان خرجوها علشان متشكش في حاجة، وأنتَ مرزي هنا كأنك نسيت عيد الميلاد علشان نفاجئها، ها أقول كمان؟”

هز «عامر» رأسه بقوة وهو يقول:
“أقسم برب الكعبة أنا حافظ كل دا، أنا بقول هعمل إيه لما أشوفها يعني هتوتر بصراحة، دي أول أعمل مفاجاة لحد”

أخذ «ياسين» نفسًا عميقًا ثم قال:
“بص يا عامر أنتَ تروح معانا المكان، تطلع الخاتم اللي  جبته إمبارح، وأنتَ بتجيب الدِبل بتاعتي، وتديه ليها ويا سلام لو بيت شعر حلو كدا، تبقى عملت الصح”

ابتسم «عامر» ثم قال:
“حلو دا خلاص كدا تمام، طالما فيها شِعر متخافوش”

رد عليه «خالد» بقلقٍ واضح:
“أنا كدا خُفت أكتر وربنا”

اقترب منه «عامر» و ربت على كتفه ثم قال:
“متقلقش يا خالد، معاك عامر فهمي”

تدخل «ياسين» قائلًا:
“مش فاهم إيه يعني عامر فهمي، مين يعني برضه”

وضع «عامر» يديه في جيبين بنطاله ثم قال بغرور مُصطنع:
“للأسف مش هرد عليك، عارف ليه لأنك جاهل”

وقف «ياسين» لكي يقوم بضربه، لكن «خالد» أوقفه قائلًا:
“ياسر بعتلي رسالة بيقول مش هيلحق يجي عشان الوقت، عاوزنا إحنا نروح يلا بينا”

نظر له «ياسين» بشر ثم قال:
“إحمد ربنا يا عامر، ياسر نجدك من إيدي”

ضحك «عامر» ثم قال:
“حبيبي يا أبو عيون زرقا”

قام الشباب بتوديع «ميمي» ثم رحلوا جميعًا في سيارة «ياسين» أما سيارة «خالد» أخذها ياسر معه، وصل الشباب إلى أحد الأحياء الراقية القديمة حيث يقع محل عمل «سارة» بعدما ورثته عن أبيها، دخل الشباب المكان، وجدوه مزينًا بأحدث الطرق وأفخمها، بواسطة ياسر وعمار، رحب بهم ياسر ثم قال:

“قولولي رأيكم بصراحة الديكورات حلوة ولا وحشة؟”

تحدث «خالد» قائلًا:
“تسلم ايدك يا ياسر عظمة والله”

أيده«ياسين» قائلًا:
“معاك حق يا خالد، بأمانة شغل عالي، كأنه مهندس ديكور”

ابتسم «ياسر» برضا ثم قال:
“طب الحمد لله، مقولتليش رأيك يا عامر، أنتَ اللي صاحب الليلة كلها”

وقف «عامر» بتكبر ثم وضع يديه في جيبين بنطاله ثم قال بغرور مُصطنع لا يليق بشخصيته المرحة:

“مش بطال يا ياسر، شغل عادي مش بروفيشنال، يعني ،شغل هواة بصراحة”

هَمَ «ياسر» بالقرب منه والفتك به، لكن خالد وياسين أمسكوه من ذراعيه، فتحدث عامر بخوف قائلًا:

“أمسكوه يا رجالة بالله عليكم، هو صحيح عينه زرقا بس لو مسكني هيخلي عيشتي أنا اللي زرقا”

تحدث «ياسين» قائلًا بضيق:
“ولما أنتَ جبان كدا يا متخلف انتَ، بتعصبه ليه؟ ها؟”

حاول «ياسر» الفرار من ذراعي خالد وياسين وهو يقول:
“سيبوني يا رجالة وأنا ورب الكعبه هوريه شغل المحترفين بجد”

قال «خالد» وهو يضحك:
“بصراحة نفسي أسيبك يا ياسر، بس معلش علشان خاطر تعبك ميروحش والليلة تبوظ، بس وحياة أمي اللي قاعدة في البيت دي، بعد الليلة دي كلها أنا بإيدي دي هطلع عليه القديم و الجديد”

هدأ «ياسر» قليلًا فوقف مستغفرًا ثم قال:
“ماشي يا رجالة، أنا مش هعمله حاجة أنا هسكت علشان خاطر تعبي ميروحش على الفاضي”

هَمَ «عامر» بالرد عليه لكن «عمار»  أوقفه حينما دخل وهو يقول بصوتٍ عالٍ:
“البنات وصلوا، بسرعة أقفلوا النور”

أختبأ الشباب خلف أبواب المحل عدا «عامر» الذي وقف بجانب ماكينة الخياطة بعدما قام «ياسر» بعقدها برابطة الهدايا فأصبح شكلها مميز، وقف عامر خائفًا، أوشك على الفرار، لكن خالد أقترب منه وأمسكه من ثيابه من الخلف وهو يقول:
“ولا أظبط نفسك كدا، بدل ما اظبطك بعد كل دا عاوز تجري؟”

تحدث «عامر» بصوت منخفض قائلًا:
“خلاص مش هجري والله يا خالد، بس إيدك و البدلة”

نظر «خالد» للبدلة بغير رضا ثم قال:
“إيه دا ؟ أنتَ لابس بدلة سودا وقميص أسود ؟جاي عزا يا متخلف؟”

تحدث«عمار» بضيق:
“يلا يا جماعة طلعوا خلاص”

عاد «خالد» إلى مكانه بجانب «ياسين» ثم قال:
“أنا مش خايف من عامر»

ربت «ياسين» على كتفه ثم قال:
“أيوا كدا”

رد «خالد» مُعقبًا:
“أنا مرعوب”

نظر له «ياسين» مندهشًا ثم قال:
“الله يطمنك”

وصلت الفتيات إلى المحل كانت الأضواء مُغلقة، وبمجرد دخول «سارة» قام «عمار» بتشغيل الاضواء وسط التصفيق الحار من الشباب، كان عامر واقفًا في منتصف المكان بجانب الماكينة المُزينة، كان وسيمًا للغاية بيسمته المرحة التي رُسمت على وجهه اقتربت منه ثم قالت بأعين مغرورقة بالدموع:
“أنتَ عملت كل دا علشاني أنا؟”

أومأ لها موافقًا ثم قال ببسمته العذبة:
“أنا عندي اغلى منك يعني يا سارة”

وقفت ريهام بجانب زوجها وهي ممسكة بإبنها على ذراعيها، وهي تنظر له بحب، وفعلت إيمان المثل و وقفت بجانب ياسر وهي تبتسم له بخجل، كان ياسين ينظر لهم بحب وتمنى في تلك اللحظة أن تشاركه خديجة تلك اللحظات التي من الواضح على وجوههم  أنها مميزة، خرج من شروده على حديث عامر قائلًا:
“بالمناسبة دي في بيت شعر ألفته مخصوص لكِ يا سارة”
قفزت «سارة» من الفرحة ثم قالت:
“بجد قوله بسرعة مش قادرة أستنى”

نظر «عامر» في أوجه الجميع فوجد نظراتهم مُشجعة له فأخذ نفسًا عميقًا ثم اعتدل ليقف بشموخ قائلًا:

“ياللي قلبك أبيض زي اللبن وعيونك زبادوه ،كل الناس عندي جبنة قديمة وأنتِ لوحدك جاتوه”

يُتَبَعُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى