روايات رومانسيهرواية تعافيت بك

رواية تعافيت بك الفصل 16

رواية تعافيت بك الفصل 16 “الفصل السادس عشر”
“رواية تَعَافَيْتُ بِكَ”
__________

“لا تسأليني لماذا أنتِ، فأنتِ إختيار القلب”
__________

هل يمكن أن تعطينا الحياة ما نريد دون أي مجهود يصدر منا؟ هل كل ما يدور بالعقل من أحلام يتم تحقيقه في الواقع، كيف يأتي من يتقبلك كما أنتَ حتى وإن كان لا يعلم عنك شيئًا، كل هذه الأسئلة كانت تدور برأس «خديجة» بعد مكالمته لها، وبعد تلك الرسالة التي أرسلها لها، وبعدما كانت على وشك النوم جفاها النوم و فَر بعيدًا ألم يكفي إضطرابات نومها ليأتي هو و يزيدها بأفعاله تلك، كانت تنظر للرسالة بعمق دون تصديق أن أحدهم أرسل رسالة كهذه لها، بعد ما يقارب خمسة عشر دقيقة من التحديق في الرسالة، وجدت نفسها تبتسم شيئًا في شيء، قامت بتسجيل رقمه على هاتفها ثم ارتمت على فراشها وهي تنظر لسقف الغُرفة دون جدوى، وعلى الرغم من السعادة البادية على ملامحها إلا أن هناك شيئًا بداخلها يثير القلق والتوتر والخوف مما هو قادم.

أما «ياسين» بعدما أغلق الهاتف حتى لا يزيد من تهوره، قام بفتحه مرةً أخرى، قام بفتح المحادثة الخاصة بها وبمجرد فتحه المحادثة ابتسم بعذوبة حتى أوشك فمه على التوقف عند هذه الحالة والسبب في ذلك هو ظهور صورتها بعدما قامت بتسجيل رقمه، قام بالضغط على الصورة لكي يراها بوضوح، كانت الصورة لها في شرفة شقتهم وسط الزرع الموضوع بها، وكان وجهها هاديء و ملامحها بها براءة كبيرة تجعلك تغرق في تفاصيلها، على الرغم من أن ملامحها عادية تُشبه غيرها من الفتيات، فهي فتاة متوسطة الطول، جسدها متوسط الوزن كغيرها من الفتيات لكنها دائمًا تُخفيه تحت ملابسها الفضفاضة، أعينها بُنية مُختلطة باللون العسلي،  بشرتها متوسطة اللون، يُقال عنها: “بشرة خمرية” لكن على الرغم من ذلك يوجد بها شيء مميز يجعل القلب يشعر بالراحة تجاهها، قام «ياسين» بتكبير الصورة ليغرق في تفاصيل ملامحها أكثر، وفجأة عنف نفسه ثم هز رأسه بقوة وهو يقول:

“لأ لأ أستغفر الله العظيم، في إيه يا ياسين، و بتقول مش مراهق، دا أنتَ غلبت العيال بتوع ثانوي”

قال جملته ثم قام بإلتقاط الشاشة على صورة «خديجة» و أغلق الهاتف بعدها، ثم قام وأمسك دفترها ليقرأ ما تم تدوينه به من قِبلها.
______________

في شقة «خالد» بعدما أوصل الفتيات إلى منازلهم وجلس برفقة والدته وأخته ثم أخذ أسرته وعاد إلى بيته، عند دخولهم الشقة كانت زوجته مُتزمرة بعض الشيء، لكنه لم يعلم السبب، فسألها بهدوء:

“مالك يا ريهام؟ شكلك متضايقة في حد زعلك؟”

هزت رأسها نفيًا وهي تُجبر شفتيها على الإبتسام ثم قالت:
“لأ مفيش يا خالد، أنا كويسة”

نظر لها مُتفحصًا ملامح وجهها ثم قال:
“لأ يا ريهام شكلك مش كويس خالص، لو فيه حاجة زعلتك قوليلي، لو إيمان قالتلك حاجة ضايقتك قوليلي برضه”

كان على ثقة تامة من نفيها حديثه عن أخته، فهو يعلم درجة قربهما من بعضهما، كما أن «ريهام» لم تكن بفتاةٍ خبيثة لكي تؤثر على علاقته بأخته، بل دائمًا تسعى لتقربهما سويًا، كل ما دار بخلده تأكد منه حينما قالت:

“لا محدش زعلني ولا إيمان حتى، عن إذنك هنيم يونس علشان بقاله كتير نايم على دراعك”

قالت جملتها ثم أخذت الصغير من بين ذراعيه وذهبت من أمامه، نظر في أثرها مُندهشًا، لكنه قرر أن يتواصل مع أخته، أخرج هاتفه وطلبها على الخط الأرضي لأنه يعلم أنها في ذلك الوقت تتحدث مع «ياسر» وجرت الأمور كما خطط لها و ردت أخته على الهاتف مُتعجبة وهي تقول:
“خالد! بتتصل ليه دلوقتي وليه على الأرضي؟”

تنهد بأريحية قم قال:
“علشان عارف إنك بتكلمي روميو دلوقتي يا ست چوليت، المهم عاوز أسألك على حاجة”

ردت عليه بجرأة تليق بشخصيتها معه:
“ما أكلمه مش جوزي ولا إيه؟ المهم عاوز إيه؟”

رد عليها مُعقبًا:
“ماشي وحياة أمي هوريكي صبرك عليا بس، المهم هو حصل حاجة زعلت ريهام النهاردة؟يعني حد ضايقها؟”

هزت كتفيها كأنه يراها ثم قالت بعدم معرفة:
“مش عارفه والله يا خالد، بس في المُجمل لأ محدش زعلها”

زادت حيرته أكثر فقال:
“غريبة، أومال مالها في إيه، شكلها متغير أو زعلانة”

توصلت «إيمان» لطرف الخيط فقالت بهدوء:
“أنا عارفة مالها يا خالد، بس من غير ما تتعصب”

رد عليها مُعقبًا:
“وأنا هتعصب ليه، قوليلي بس مالها؟”

أجابته «إيمان» قائلة:
“ريهام مراتك طيبة أوي يا خالد أقل حاجة ترضيها، بس النهاردة مع ياسر وعامر والجو اللي عملوه دا خلاها حست إنك مش مهتم بيها، أو إنك مبتحبهاش خصوصًا إن جوازكم كان صالونات”

سألها مُستفسرًا:
“يعني إيه مش فاهم؟”

أخذت نفسًا عميقًا ثم قالت:
“يعني عرفها إنك بتحبها يا خالد، وإنك غصب عنك من الضغوطات مش بتعرف تعبر، صدقني هي بنت حلال وتستاهل كل خير”

فهم مقصد أخته فقال بهدوء:
“تمام يا إيمان، أنا كدا فهمت خلاص روحي نامي أنتِ وأنا هظبط الدنيا متقلقيش”

ضحكت بِخفة ثم قالت:
“أنام إيه يا بابا بكرة الجمعة والواد أجازة، هروح أكلمه”

شعر بالضيق من من جرأتها فقال:
“ما هي الغلطة مش غلطتكم، الغلطة غلطتي أنا إني وافقت على الجوازة دي، صبركم عليا أنتِ وعنتر زمانه دا”

ضحكت لكي تُثير إستفزازه ثم قالت بطريقة مائعة مُتصنعة:

“ياربي على الحقد مالي قلوب الناس، سلام يا خالود هروح أكلم ياسوري”

قالت جملتها ثم أغلقت الهاتف في وجهه دون إنتظار إجابة منه، أما هو فنظر للهاتف بتعجب ثم قال:
“صبرك عليا يا بنت عفاف يا أنا يا أنتِ”

بعدما أغلق الهاتف مع أخته دخل غرفة صغيره وجد زوجته بجانبه وعند سماعها قُرب خطواته تصنعت النوم، اقترب من الفراش وربت على كتفها ثم قال:

“ريهام أنا مش جايلي نوم، تعالي أقعدي معايا شوية”

التفت له برأسها ثم قالت:
“مش هينفع يا خالد يونس نايم ولو قومت من جنبه هيعيط”

علم أنها مازالت تشعر بالضيق، فلم يريد أن يضغط عليها أكثر من ذلك، فقال بهدوء:
“طب تمام أنا هنزل أتمشى شوية تحت”

تركها وذهب من الغرفة، أما هي بعدما سمعت إغلاق باب الشقة، إجهشت في البكاء ظنًا منها أنه يطلب الجلوس معها من باب المُجاملة وبعدها شردت في حياتها معه وكم التغيرات التي طرأت عليهما، ولم يدم وقت طويل حتى سمعت إغلاق باب الشقة فعلمت أنه عاد مرة أخرى، دخل «خالد» المطبخ وأثار به الجلبة والأصوات العالية، مما جعلها تتعجب من أفعاله في هذا الوقت، لم تستطع التغلب على فضولها أكثر من ذلك فخرجت من الغرفة وتوجهت إلى المطبخ وجدته ممُسكًا بقالب حلوى من الفواكه كما تحبه ويحاول تقطيعه لكنه فشل، اقتربت منه وهي تقول بتعجب:

“بتعمل إيه دلوقتي يا خالد، وإيه التورتة اللي في أيدك دي؟”

تصنع الامبالاة في رده فقال:
“عادي نزلت أتمشى، عاجبني فأشتريته”

حديثه أثار استياءها فقالت:
“طب بألف هنا وشفا، ياريت الأصوات بالراحة بس علشان مش عارفة أنام”

أوشكت على الخروج من المطبخ فأوقفها قائلًا:
“خُدي هنا ياست أنتِ، رايحة فين؟”

التفت له ثم قالت بضيق:
“رايحة أنام علشان يونس لو صحي وأنا مش جنبه هيعيط”

كان يعلم أنها تكذب عليه فأردف قائلًا:
“بطلي كدب يا ريهام، يونس طالعلي طالما نام على سريره مش هيصحى غير الصبح، تعالي بس أنا عاوزك ضروري”

نظرت له بحنقٍ ثم جلست على الكرسي في طاولة المطبخ، قرب «خالد» مقعد وجلس عليه أمامها ثم قال بهدوء:
“أنا عارف إنك زعلانة مني ودا حقك، وعارف كمان إني مقصر معاكي، حقك عليا والله غصب عني”

نظرت له مُندهشة من حديثه وطريقته، فأكمل قائلًا:

“أنا عارف إني مش بعبر كتير، وعارف إن شخصية عصبية،بس فيه حاجة مهمة كمان، أنا بحبك يا ريهام، ومقدرش أتخيل حياتي من غيرك، أنتِ ونس العمر اللي جاي”

هل هذا حلم جميل، أم أن «خالد» يُعاني من مرضٍ ما؟ ظلت تُحدق به بذهول دون أن تتفوه بحرفًا واحدًا، نظر لها متفحصًا ثم قال:
“هو أنا عكيت الدنيا ولا إيه، طب أنتِ لسه زعلانة مني طيب؟”

هزت رأسها نفيًا بقوة ثم بكت وهي تقول:
“لأ أنا بس مستغربة إن أنتَ بتقولي كدا، مش مصدقة إنك بتحبني”

ابتسم بحزن ثم قال:
“حقك عليا إني خليتك تفكري كدا، بس أنا عاوز أطلب منك طلب”

سألته مُستفسرة:
“طلب إيه قُل”

أحتضن كفيها بين كفيه ثم قال بهدوء:
“لما تزعلي مني قوليلي يا ريهام، متاخديش جنب لوحدك كدا، متخليش تراكم الزعل يفرق بينا”

أجابته بهدوء:
“بس مينفعش أجي أطلب منك تعاملني إزاي، ولا ينفع أقولك المفروض تعمل إيه ومتعملش إيه”

أومأ لها موافقًا ثم قال:
“أنا عارف كل الكلام دا، بس عاوزك تعرفيني إنك زعلانة مني، أنا لو مصالحتكيش، لكِ الحق عليا، إنما تراكم الزعل هيصعب علينا الطريق، ها اتفقنا؟”

أومأت له موافقة، فضحك ثم قال:
“وبعدين حد يبقى عاوز شغل الهبل بتاع عامر و ياسر دا؟ دي فرحة البدايات يا ريهام، بكرة إيمان أختي دي تيجي تغضب عندنا ونتحايل عليها علشان ترجع بيتها، وسارة اللي فرحانة بعامر ديه، أنتِ بنفسك بعد شهرين من جوازها من عامر هتروحي تزوريها في مُستشفى الأمراض العقلية وهتقولي خالد قالها”

لم تستطع التحكم في ضحكتها أكثر من ذلك، حتى وصلت إلى القهقهات، نظر لها بإستمتاع ثم قال بهدوء:

“كفاكِ عني بُعاد يا مُعذبة الفؤاد”

توقفت عن الضحك ونظرت له بصدمة لا تصدق أن خالد الشخص الذي يبعد كل البعد عن الرومانسية، يفعل كل هذا لأجلها، ومن شدة فرحتها ارتمت بين ذراعيه وهي تبكي من فرحتها ثم قالت:
“أنا بحبك أوي يا خالد بجد، ربنا يديم وجودك ليا”

ربت على ظهرها ثم قال بضحك:
“ويباركلي في وجودك يا رب، كدا خلاص صافي يا لبن؟”

هزت رأسها بقوة داخل أحضانه، ابتسم برضا ثم قبل قمة رأسها.
______________

مر اليوم على الجيمع بسلام وفي صباح اليوم التالي، استيقظ «ياسين» و وجد والديه يجلسان سويًا على طاولة الطعام، اقترب منهما وألقى تحية الصباح ثم جلس على المقعد بجوار والده، كانت والدته جالسة مقابلة له، نظرت له بتفحص ثم قالت:

“رجعت إمتى إمبارح، استنيتك كتير، وبعدين مالك شكلك مش نايم كويس؟”

حمحم بإحراج ثم قال:
“أنا رجعت على الساعة ١ كدا، وبعدين عرفتي منين إني مش نايم كويس؟”

نظرت له والدته بعمق ثم قالت:
“وهو أنا غريبة عنك يعني؟”

ضحك والده ثم قال:
“زُهرة دي المخابرات خسرتها والله يا ياسين، بتعرف القرد مخبي إبنه فين؟”

وافقه «ياسين» في الحديث قائلًا:
“في ديه أتفق معاك، هي و ميمي الأتنين بيبصوا في وشي يعرفوا كل حاجة، زي ما يكونوا شغالين في كشف الهيئة”

ضحكوا جميعًا، فقالت والدته:
“برضه قولي منمتش كويس ليه، تكونش بتحب يا ياسين؟”

شعر بالتوتر قليلًا فتصنع الثبات قائلًا:
“لأ أبدًا كل الحكاية وما فيها إن كتب كتابي يوم الخميس الجاي”

رد عليه والده:
“ألف مبرو… إيه يا خويا كتب كتاب مين؟”

ضحك بخفة ثم قال:
“زي ما سمعت كدا يا بابا، كتب كتابي”

تدخلت والدته قائلة:
“دا إزاي يعني مش فاهمة؟”

أجابها قائلًا:
“هو مش أنا قولتلك إني عاوز كتب كتاب علطول، مستغربة ليه؟”

ردت عليه مُعقبةً:
“أيوا ماشي، بس برضه إحنا افتكرنا إن فيه فترة خطوبة مثلًا على الأقل شهر يتم فيها التعارف بينكم”

أجابها بهدوء مُردفًا:
“بصي يا ماما أنا مش شيخ، ولا أنا ملتزم أوي يعني، بس بجد أنا مش عاوز فترة الخطوبة دي كلها بتكون ذنوب أصلًا، وبعدين أنا مش ضامن إني أحس باللي أنا حاسه دلوقتي دا مرة تانية”

رد عليه والده مُستفسرًا:
” وأنتَ حاسس بإيه بقى يا ياسين”

نظر لهما بعمقٍ ثم قال:
“بصراحة كدا حاسس إن هي دي الإنسانة اللي ينفع أكمل معاها حياتي”

ابتسمت والدته لوالده ثم قالت:
“إبنك كِبر يا رياض خلاص، مبروك عليك يا حبيبي”

نظر له والده بفخرٍ ثم قال:
“ربنا يفرح قلبك يا حبيبي، طالما أنتَ متأكد من دا يبقى على البركة يوم الخميس الجاي”

قام «ياسين» وقبل رأس كلًا منهما، نظرت له والدته بخبثٍ ثم قالت:
“هو دا بقى اللي منيمكش طول الليل صح ، أنتَ فرحان والفرحة باينة عليك”

أومأ لها بهدوء مُبتسمًا ثم أردف قائلًا:
“أيوا بصراحة أنا فرحان”

نظر«رياض» إلى «زهرة» ثم قال موجهًا حديثه لـ «ياسين»:
“ودي أهم حاجة يا ياسين، لو حاسس ١٪ إنك مش فرحان متاخدش أي خطوة”

حرك رأسه نفيًا بقوة ثم قال:
“لأ أنا فرحان بجد والله”

احتضنته والدته ثم قالت:
“طالما فرحان كدا من قلبك يبقى خلاص أنا مش عاوزة حاجة تاني”.

قام «ياسين» بتبديل ثيابه ثم ذهب إلى الجميع في شقة «ميمي» كان «ياسر» و «عامر» في إنتظاره، لكنه تعجب من عدم وجود «خالد» فسأل عن عدم وجوده، فرد عليه«ياسر» قائلًا:
“خالد بيفسح يونس ومامته، علشان بقاله كتير مخرجهمش”

أومأ له موافقًا، فنظرت له «ميمي» ثم قالت:
“هو صحيح كتب كتابك يوم الخميس الجاي يا ياسين؟”

ابتسم لها ثم إقترب منها وجلس على ركبتيه،و قال بحنانٍ بالغ:

“أيوا يا ميمي، يوم الخميس الجاي كتب كتابي وهبدأ حياتي مع خديجة”

ربتت على كتفه ثم قالت:
“ربنا يفرح قلبك دايمًا يا رب، ويتمم فرحتك على خير”

تدخل «عامر» قائلًا:
“أنتَ ليه محسسني إن فيه قصة حب عظيمة، يابني لو حسبناها أنتَ عارفها من أسبوعين، لحقت تدوب كدا؟”

تدخلت «ميمي» مُعقبة على حديثه:
“هي مش بالوقت يا عامر، دي قلوب ليها أبواب، وربك وحده هو اللي بيفتح القلوب دي للناس، مش بأيدينا”

وافقها «ياسين» قائلًا:
“بالظبط كدا، وبعدين يا متخلف أنتَ، أنتَ بنفسك لما شوفت سارة طلبت إيدها إمتى؟”

أجابه «عامر» قائلًا:
“طلبت أخطبها بعد شهر”

تدخل «ياسر» قائلًا:
“طب ما هي هي فرقت إيه شهر من ٣ أسابيع”

أجابهما «عامر» قائلًا:
“خلاص عرفنا، المهم دلوقتي إن ياسين فرحان صح؟”

ابتسم «ياسين» بحب ثم قال:
“عمري ما كنت أتخيل إني أفرح كدا لما حد يدخل حياتي”

تدخلت «ميمي» قائلة:
“طيب يلا إنزلوا علشان تلحقوا الصلاة، وأنا خلاص الجلسة خلصتها من بدري، هعمل كوباية شاي لحد ما تيجوا”

وافقها الشباب في حديثها ثم نزلوا لكي يلحقوا صلاة الجمعة.
_____________

في منزل آلـ «رشيد» كان التجمع العائلي، كانت العائلة بأكملها مجتمعة في الطابق الأول، بعدما عاد الرجال و الشباب من صلاة الجمعة، بعد تناول وجبة الإفطار أخبر «طه» الجميع بموعد عقد القران قائلًا:

“أنا عارف يا خالي إنك مشغول علشان سفر إبنك، علشان كدا أنا خليت كتب الكتاب يوم الخميس علشان تعرفوا تحضروا معانا”

شعر الحج«ناصر» بالفرحة لأجل «خديجة» فقال بصوت مليءٌ بالبهجة:
“ماشاء الله ربنا يفرحك بيها يا طه، وحتى لو مشغول مع إبني أنا أجيلها مخصوص”

بارك الجميع لـ «طه» مع تمني الخير لإبنته، كانت «خديجة» في شقتهم، لم ترد النزول حتى لا تقع أعين الجميع عليها خاصةً بعد موضوع زواجها، وبعد مناقشات عديدة مع والديها، انتهت لصالح «خديجة» وجلست في شقتهم.
في الأعلى دخلت «مُشيرة» شقتها بحجة الصداع الذي فاجأها، دخلت شقتها وهي تشعر بالخيبة من بعد خبر عقد قران «خديجة» وبعد ثوانٍ من دخولها الشقة فوجئت بـ«فاطمة» زوجة أخيها تطرق الباب فتحت لها «مُشيرة»، نظرت لها «فاطمة» بتفحص ثم قالت:
“مالك يا مُشيرة، إيه اللي طلعك الشقة؟”

نظرت لها «مُشيرة» بحقدٍ دفين ثم قالت:
“مش قادرة يا فاطمة، قلبي محروق أوي، كل ما أفتكر إن زينب هتفرح وتتهنى ببنتها وأنا بنتي غايبة عني معرفش هي عايشة ولا ميتة قلبي بيوجعني، مش قادر أشوف بنتها مبسوطة”

ربتت «فاطمة» على يدها ثم قالت:
“يا مُشيرة إنسي كل اللي فات، هتعملي إيه يعني، حتى لو زينب هي اللي عملت كدا، بس خديجة ملهاش ذنب”

التفت لها «مُشيرة» بسرعة كبيرة كمن لدغتها حية ثم قالت:
“يعني إيه يا فاطمة أنسى؟ أنسى عمري اللي ضاع بعيد عن بنتي، بعد ما كنت خلاص تقبلت وجود حسان، أنسى إن هي الوحيدة اللي أمنت ليها، أنسى أني عايشة مش عارفه بنتي عايشة ولا ميتة؟”

ربتت «فاطمة» على يدها ثم قالت:
“بس افتكري يا مُشيرة إن خديجة ملهاش ذنب، في اللي أمها عملته، أنا آه مبحبش زينب ولا شخصية خديجة نفسها، بس خليكي فاكرة إن الغلط غلط زينب”

قالت «فاطمة» جملتها ثم رحلت وتركت «مُشيرة» في تفكيرها،

عادت «مُشيرة» إلى زمنٍ بعيد تحديدًا بعد عدة سنوات من زواجها من «حسان» كانت جالسة في شقتها برفقة «زينب» فقالت بهدوء:
“أنا خلاص يا زينب قررت أنساه، زي ما هو نسي والجوابات والصور اللي كانت بيننا أنا هخلص منهم”

ربتت «زينب» على يدها ثم قالت:
“أيوا كدا يا مُشيرة، متخربيش على نفسك علشان واحد زي مجدي ومديحة دول، وكلنا عارفين إن حسان بيحبك”

أومأت لها «مُشيرة» ثم قالت:
“أنا حسبتها كدا، ولما هو بعتلي الصور وشوية الجوابات اللي كانوا معاه واللي هو كان بيحاول يبعتهم ليا أنا حسيت براحة كبيرة، ويمكن دي خطوة تساعدني أبدأ من جديد علشان خاطر بنتي حتى، كفاية السنين اللي فاتت وأنا وحسان بينا خلافات”

ابتمست «زينب» بطيبة ثم قالت:
“وأنا معاكي يا مُشيرة،أبدأي من جديد يلا علشان خاطر بنتك، وجوزك اللي جاي من السفر دا”

قامت «مُشيرة» و جلبت الصور والجوابات المُرسلة بينها وبين حسان،ثم أعطتها إلى «زينب» وهي تقول لها:
“خدي يا زينب، أخلصي أنتِ منهم، أحرقيهم أو ولعي فيهم،ساعديني أخلص من مجدي و مديحة”

أخذت «زينب» الخطابات والصور بتشتت واضح، لكنها أخذتهم في نهاية الأمر ثم قالت:
“حاضر يا مُشيرة، هساعدك تتخلصي منهم”

نظرت لها  «مُشيرة» بحب ثم قالت:
“ربنا يخليكي ليا يا زينب، أنا مش هنسالك المعروف دا، ولا هنسى إنك مقولتيش لحد إني جيت وطلبت منك إنك تسيبي طه أخويا،علشان مديحة كانت عاوزة تتجوزه”

ابتسمت لها «زينب» ثم قالت:
“متقوليش كدا يا مُشيرة أنتِ أختي”

ابتسمت «مُشيرة» بحزن حتى ظهر آثاره في أعينها ثم قالت:
“أنا مش عارفة أقولك إيه يا زينب إنك مقولتيش لحد إني طلبت منك تسيبي طه، حتى لما طه سألك”

شعرت «زينب» بوخذ الدموع فقالت بصوت متأثر:
“خلاص يا مُشيرة إنسي اللي فات كله، علشان تعرفي تعيشي حياتك اللي جاية، أنا هطلع بقى أحرق الحاجات دي قبل ما طه يجي، خلي خديجة وأحمد معاكي هنا”

أومأت لها «مُشيرة» فتركتها «زينب» وغادرت الشقة.

عادت «مُشيرة» من شرودها ثم قالت بحقدٍ دفين:
“منك لله يا زينب، يارتني ما وثقت فيكي، بس لأ أنا مش هسكت هاخد حقي منك ومن بنتك”
____________

في منزل «ميمي» نزل «عامر» و «ياسر» كلًا منهما يجلس برفقة زوجته بعدما تم تعديل المنزل وترتيبه كعادتهم،و بعد صراع طويل مع «عامر» على غسل الأطباق انتهت المجادلة لصالح «عامر» و قام «ياسين» بغسلها بعدما ذهب أصدقائه، خرج من المطبخ وهو يحمل أكواب من الشاي في يده ليجلس برفقة «ميمي»، جلس بجانبها ثم أخذ نفسًا عميقًا يستنشق الهواء الطلق المُصاحب له رائحة الزرع الموضوع بالشُرفة، نظرت له «ميمي» ثم قالت:
“إيه اللي واخد عقلك يا ياسين؟”

التفت لها ثم قال مُبتسمًا:
“لأ أبدًا ولا حاجة، كل الحكاية وما فيها إن بالي مشغول بس”

نظرت له بخبثٍ ثم قالت:
“لأ وأنتَ الصادق دا قلبك اللي مشغول مش بالك”

ضحك بخفة على حديثها ثم قال:
“أنا مش هكدب عليكي وأقولك لأ، بس أنا مش فاهم إيه اللي بيحصلي، أنا بقيت بفكر فيها كتير غصب عني، بقيت بتخيل كل موقف في حياتي ووجودها فيه، ميمي أنا إمبارح مجرد ما صورتها ظهرتلي قلبي كان بينط من مكانه، متخيلة مجرد صورة؟!”

ابتسمت له ثم قالت بمشاكسة:
“تفتكر دا إيه يا ياسين؟”

هز كتفيه كإشارةً منه على جهله بالأمر ثم قال:
“مش عارف دا إيه يا ميمي، أنا عمري ما كنت كدا، أنا كنت دايمًا ثابت معقول تيجي هي تهزني كدا؟”

هزت رأسها موافقة بقوة ثم قالت:
“أيوا يا ياسين تيجي هي وتعمل فيك كدا علشان هي دي نصيبك، أنا هقولك زي ما قولت لعامر من شوية، باب القلب دا مش بتاعنا، مش إحنا اللي بنتحكم فيه يعني أنتَ غصب عنك قلبك اتفتح لها رغم كل حاجة عرفتها ورغم كل حاجة هتعرفها”

أومأ لها ثم قال وهو شاردًا بحب:
“عارفة لما عرفت إنهم وافقوا على كتب الكتاب كنت فرحان فرحة غريبة، عامل زي العيل الصغير اللي أخيرًا أهله وافقوا إنه يخرج لوحده، كان إحساس حلو وغريب على قلبي، ولما كلمتها في التليفون، كنت عاوز طول الليل أكلمها بس”

ابتسمت على حديثه بفرحة ثم قالت:
“دا إسمه حب يا ياسين، لو كلامك دا بجد أنتَ عديت مرحلة الراحة بكتير، المهم وريني صورتها يلا”

نظر لها بعمقٍ ثم قال:
“هو فعلًا شكله حب، بس أنتِ عرفتي منين إن الصورة معايا ما يمكن تكون شالتها”

نظرت له بخبثٍ ثم قالت:
“على أساس أنا مش عارفاك وعارفة إنك هتخلي الصورة معاك ، وريني بس”

ابتسم لها ثم قال بمشاغبة:
“أنتِ من ساعة ما عامر علمك على الموبايل مبقاش ليكِ أمان على فكرة، بقيتي خطر علينا”

ضحكت على حديثه ثم قالت:
“طب يا سيدي وريني الصورة بقى”

أخرج هاتفه ثم قام بفتحه على صورتها، نظر في الصورة بعمقٍ وابتسامته تتسع شيئًا في شيء، نظرت له «ميمي» بتعجب ثم قالت:
“أنا بقولك أنا اللي عاوزة أشوف الصورة مش أنتَ”

ابتسم بهدوء ثم أعطاها الهاتف لكي ترى صورتها، نظرت «ميمي» في الصورة بعمقٍ ثم ابتسمت وهي تقول:
“زي ما تخيلتها من كلامك عنها، وطلعت أحلى كمان ملامحها هادية وبريئة أوي يا ياسين”

أومأ لها موافقًا ثم قال:
“وهي أحلى من الصورة دي كمان، هي حاجة كدا مفيش منها، حاجة تشدك ليها كدا من غير ما تحسي”

ابتسمت له بحب ثم قالت:
“طب قبل ما عامر يجي قُم كلمها ”
نظر لها مُستفسرًا، فأومأت له مُشجعة ثم قالت:
“قُم يلا علشان تاخد على فكرة وجودك هتستنى إيه؟”

في منزل آلـ «رشيد» كانت جالسة برفقة أخواتها و معهم «وليد» بعدما صعدت إلى شقتها، حيث طلبها الجميع في الأسفل لكي تأخذ المباركات والتهنئات منهم، وكانت تلك أكبر مخاوفها حيث كانت أعين الجميع مُنصبة عليها، مما جعلها تشعر بالخوف من ذلك ولكن ما أراح ذهنها من التفكير هو عدم وجود عمتها «مُشيرة» نزلت وجلست برفقتهم بعض الدقائق لكنها لم تتحمل أكثر من ذلك، وقررت أن تهرب من ذلك الضغط الذي تواجهه، كان «وليد» يقوم بالتخطيط ليوم عقد القران مع «أحمد» أما هي فكانت تفكر كيف نظر لها الجميع بالاسفل، وهل حقًا فرحتهم البادية على وجوههم تلك حقيقة أم أنها من باب المُجاملة؟ خرجت من صراعها وسجن تفكيرها على صوت هاتفها يصدح عاليًا، نظرت للهاتف  وبمجرد إلتقاء أعينها بالإسم شعرت بالتوتر ونظرت لأخواتها وجدتهم منشغلين في التخطيط، ضغطت على زر كتم الصوت، حتى تهرب من تلك المكالمة.

في الجهة الأخرى نظر «ياسين» للهاتف بيأس ثم قال لـ«ميمي»:
“ما بتردش عليا”
قالت له بحماس كبير:
“جرب مرة تانية، لو هي مش هترد أنتَ متيأسش”

حديثها أطلق عنان شجاعته لذلك قام بالمحاولة مرةً أخرى، لم تستطع «خديجة» الصمود أكثر من ذلك، قامت ودخلت غرفتها، نظرت للهاتف ثوانٍ وحينما أوشكت على الرد انتهت المكالمة،تنهدت بأريحية ولكن لم تدم طويلًا حيث قام «ياسين» بالإتصال مرةً أخرى، قامت بفتح الخط وبمجرد ما قامت بفتحه ابتسم ثم قال بلهفة:
“إزيك يا خديجة عاملة إيه؟”

أومأت له كأنه يراها ثم قالت:
“أنا كويسة الحمد لله..و..وأنتَ”

كانت تُجاهد لكي يخرج صوتها طبيعيًا لكن الحديث خرج منها بسرعة كبيرة، مما جعل توترها يزداد، خصوصًا أن هذه النقطة دائمًا تُسبب لها تنمر من أفراد العائلة بسبب سرعة حديثها، لكنه طمئنها حينما قال بهدوء:
“فرحان إني سمعت صوتك، و يا رب دايمًا تكوني كويسة”

أجابته بهدوء:
“شكرًا لحضرتك”

ابتسم بسخرية ثم قال:
“بلاش حضرتك دي بقى يا خديجة، يعني إحنا دلوقتي مخطوبين، والأسبوع الجاي هنكون متجوزين بلاش نكون زي الأغراب كدا عن بعض”

هل هو يعاني من إنفصامٍ ما، أم هي التي لم تعلم تفكير البشر حولها؟ كيف يتقلب بهذه السرعة، ألم يكفي ما فعله بها عندما أرسل لها الرسالة الأخيرة، صمتت وحينما طال صمتها تحدث قائلًا:
“طب يا خديجة أنا قولت أطمن عليكي وبما إنك سكتي كدا أبقى أكلمك كمان شوية”

أوشك على غلق الهاتف لكنه تحدث مرةً أُخرى وهو يقول:
“آه خديجة أشوف وشك على خير”

قال جملته ثم تبعها بغلقه المكالمة دون ترك مساحة لها لكي ترد عليه، نظرت للهاتف في يدها بتعجب ثم تركته وهي تزفر بضيق فكل ما يفعله هو يزيد من قلقها.
الأصل أن الإنسان يشعر بالفرحة بإهتمام الأخرين، يشعر أنه كالطير أصبح له جناحان، لكن الإضطرابات النفسية هي ما توقف حركة الإنسان وتشل تفكيره، لذلك كانت تشعر خديجة بالخوف والتوتر النفسي من أقل شيء.
_____________

مر يوم الجمعة على الجميع وسط التهنئات والمباركات من عائلة آلـ «رشيد» إلى «طه» وبعد مكالمة «ياسين» إلى «خديجة» وزيادة توترها وقلقها تجاهه كانت ساهرة في ليلها لم تستطع النوم بسبب اقتحامه حياتها بأحاديثه، أما هو كان ساهرٌ في الليل يتخيل حياته القادمة معها، في اليوم التالي إستيقظ «ياسين» وذهب إلى عمله.

في منزل آلـ «رشيد» ارتدى «طارق» ثيابه وأوشك على الخروج من الشقة لكنه تفاجأ بـ «عبلة» أخته جالسة خارج غرفتها نظر لها بقوة وجدها شاردة وكأنها تُفكر في أمرٍ ما، ذَكَرَ  حروف إسمها لكي يلفت انتباهها، نظرت له بهدوء ثم قالت:
“عاوز حاجة يا طارق؟”

جلس بجانبها ثم قال بهدوء:
“مالك يا عبلة شكلك مش نايم كويس ليه وسرحانة ليه”

نظرت له بحزن ثم قالت:
“هو سؤال واحد يا طارق وتجاوبني عليه بصراحة، وليد بيحب هدير بنت عمك ولا لأ؟”

نظر لها بتعجب ثم أردف قائلًا:
“أنتِ متخلفة يا عبلة ؟ وليد هيحب هدير، هدير اللي بيبقى ناقص يمسكوا في شعور بعض؟”

أجابته بحيرة قائلة:
“أعمل إيه بس يا طارق أنا هموت من التفكير، الرسالة دي وصلتها إزاي من وليد؟”

سألها مُستفسرًا وهو يقول:
“لأ واحدة واحدة بقى وأحكيلي رسالة إيه دي؟”

قصت عليه «عبلة» الحديث الدائر بينها وبين «هدير» والرسالة التي رأتها بعيناها مُرسلة لها من هاتف وليد، بكت أثناء حديثها ثم قالت:
“أنا بحبه يا طارق بس غصب عني الكلام اللي شوفته كان صعب إني يتقال عليا بديل، وكمان طريقته معاها مبالغ فيها يعني ممكن يكون بيعاملها كدا علشان هي رفضته؟”

نظر لها «طارق» بقوة ثم قال:
“ربنا يهديكي يا عبلة ، أنا أتأخرت ولسه هصحي وليد وأحمد علشان هيجي معانا، لما أرجع بليل نتكلم”

لم يترك لها فرصة للتعقيب بل ركض من أمامها وتوجه إلى شقة عمه «مرتضى» فتح له «وليد» بوجه مبتسم ثم قال:

“المدير بنفسه جاي يصحيني، إيه التواضع دا، استنى أكلم أحمد عشان ينزل”

أدخله «طارق» الشقة عنوة عنه ثم قال:
“لأ تعالى قبل ما تكلم أحمد عاوزك ضروري”

جلسا الأثنين سويًا على الأريكة فتحدث «وليد» بتعجب قائلًا:
“في إيه يا طارق على الصبح قلقتني”

أخذ «طارق» نفسًا عميقًا ثم قص عليه ما قالته «عبلة» عن «هدير» وقف «وليد» مشدوهًا مما سمع ثم قال:
“يعني إيه يا طارق، وهي أختك هبلة علشان تصدق هدير ؟”

وقف «طارق» مُقابلًا له ثم قال:
“إهدى يا وليد بس، علشان نعرف نتصرف”

شد «وليد» فروة رأسه بقوة ثم قال:
“إسمعني يا طارق كويس لو عاوز تساعدني فعلًا تنفذ كلامي كويس”

أومأ له «طارق» ثم قال:
“معاك يا وليد في أي حاجة المهم إن عبلة تكون ليك”

يُتَبَع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى