قصة المشرحة مبدأيا كده وقبل أي حاجة أنا اسمي دينا، حياتنا كانت #هادية أوي وعادية، احنا أسرة بسيطة متماسكة مفيش بينا #مشاكل خالص، عددنا بالظبط #خمسة، ماما وبابا وأنا وأختي وأخويا، كنا مبسوطين وحياتنا ماشية، لحد الليلة السودة اللي تليفون البيت رن فيها بالليل الساعة واحدة ونص، ساعتها قلبي اتقبض، عشان احنا #الطبيعي ان ماحدش بيتصل بينا في الوقت ده خالص، وقفت على باب أوضتي وكنت خايفه أطلع أرد، بس بابا سمع جرس #التليفون وقام واستقبل الخبر اللي خلاه يرجع السماعة مكانها ويقعد على أقرب كرسي ويداري وشه ب ايده، سمعت صوته وهو متأثر أوي وبيقول:
-لا حول ولا قوة الا بالله، انا لله وانا اليه راجعون، هاجي على طول.
بعد جملته دي فهمت وتوقعت ان حد اتوفى بس يا ترى مين؟ خرجت من الاوضة ومشيت لحد ما وقفت قدامه وقولتله:
-بابا انت كويس؟ هو مين اللي مات.
لف وشه ومسح دموعه اللي خانته وقالي:
-الحمد لله يا بنتي على كل حال، بنت عمتك اتوفت وهي بتولد ومعاها البيبي اللي كانت بتولده.
-انا لله وانا اليه راجعون، البقاء لله.
-صحي أخوكي عشان ينزل معايا نشوف هنعمل ايه، انتي عارفه ان جوز بنت عمتك مش هنا وأبوها وأمها متوفيين يعني مالهاش غيرنا.
-هصحيه حالا وأنا كمان هلبس وآجي معاك.
وأنا داخلة أصحي أخويا لقيت ماما طالعة من أوضتها وبتسألني على بابا فقولتلها:
-قاعد في #الصالون، أصل داليا بنت عمتي ماتت.
-ياااه دي كانت حامل.
-اهي اتوفقت وهي بتولد وابنها كمان مات.
-لا حول ولا قوة الا بالله، يا ربي، ده مالهاش حد وجوزها مسافر.
-ما هما اتصلوا على بابا وبلغوه باللي حصل وهنروح معاه أهو.
-أنا كمان جاية معاكوا.
– يا ماما انتي رجليكي بتوجعك.
-بس يا بت وسعي من وشي كده لما أشوف أبوكي وأطيب بخاطره.
في الليلة روحت أنا وأخويا وأمي مع بابا #المستشفى، كانت من أسوأ الليالي اللي عدت علينا أو أنا كنت متخيلة كده، ماكنتش أعرف ان اللي جاي هيبقى أسوأ وأسوأ، المهم داليا دخلت #المشرحة كانوا شاكين في سبب الوفاة انه يكون من البنج، بس ماخدوش وقت وطلبوا حد يدخل معاهم عشان ياخد متعلقاته وكمان لو ست تساعد الممرضة لأن ماكنش في حد في المستشفى والوقت متأخر أوي، أبويا بصلنا وحط وشه في الأرض، كلهم عارفين اني جبانة وبخاف من خيالي، أمي ساعتها قالت:
-أنا أهو داليا دي شوفتها قبل ولادي، يعني تعتبر بنتي الكبيرة.
-خدت الممرضة من ايدها وقالتلها:
-انا ادخل معاكي وهعمل اللي هتقوليلي عليه دي بنتي برضه.
الممرضة خدت ماما ودخلوا ممر على جنب، بس للأسف ماعداش ثواني وسمعنا صوت صريخ أمي ولقيناها طالعه تجري في الممر لحد ما وقعت قدامنا على الأرض، كانت هدومها متبهدلة وطرحتها واقعة على كتافها، حاولنا نهديها ونقومها بس هي فضلت تصرخ وتلطلم على وشها وتخربش وتضرب أي حد يقرب منها، ماكنش في حد فهم ايه اللي بيحصل، بس من اليوم ده حياتنا اتقلبت 180 درجة، بالعافية بعد ما خدروها خدناها وروحنا #البيت، ماستنناش انها تفوق، الممرضة قالت انها دخلت أوضة غلط كان فيها ناس جايين في حادثة ولما راحت عشان تطلعها وتقولها انها في الأوضة اللي جايه، زقتها جامد وصرخت في وشها وطلعت تجري في #الممر وبعد كده اللي حصل احنا عيشناه وشوفناه بكل تفاصيله، خدت أمي أنا وأخويا وروحنا، أما بابا ف خلص إجراءات الدفن وكل حاج لوحدة، وبعد 3 أيام رجع على البيت، في الفترة دي كان بيبات في #شقة عمتي عشان العزا والكلام ده، أخويا وأختي كانوا بيروحوله هناك، وأنا أحيانا كنت بروحله بس لما يبقى حد منهم موجود، لأننا ماكناش بنسيب ماما لوحدها، ما هي من يوم ما رجعت من المستشفى وهي مش بتخرج من البيت، أكلتها بقت ضعيفة ومش بتكلم حد، وبتتعصب بسرعة اوي لدرجة اني لما كنت أقعد مع اختي ونتكلم قدامها كانت بتزعقلنا وتطردنا برعه الأوضة، ماكنش في حد فينا فاهم اللي بيحصل، بس كلنا كنا بنقول انها اتعرضت لصدمة لما شافت الجثث اللي كانوا في الأوضة، خصوصا ان الممرضة اللي كانت هناك وقتها قالت انها حادثة كبيرة أوي والجثث مش جايه كاملة دي أشلاء، حاولنا نعذرها ونعدي لحد ما تفوق بس للأسف الوضع مع كل يوم بيعدي كان بيزيد سوء، لحد ما بابا رجع وبدأت المصيبة #الكبيرة، أنا فاكرة اللي حصل زي ما يكون امبارح بالظبط، هو رجع بعد المغرب، كنت أنا اللي قاعدة في #الصالة، ساعتها جريت عليه وحضنته ف طبطب عليا وقالي:
-امك واخواتك فين؟ هما نايمين؟
-مش عارفة بس كل واحد منهم في أوضته.
-طيب طلعيلي هدوم على ما أدخل آخد شاور يا بنتي.
-حاضر يا بابا.
سيبته وروحت على أوضتهم، خبطت الباب، وكالعادة أمي ماردتش عليا ففتحته ودخلت، كانت قاعدة على السرير وباصه للحيطه ومركزة معاها، ممكن أحلفلك انها حتى ماحستش بيا لما دخلت، قربت من الدولاب وفتحته وخدت الترنج بتاع بابا وخرجت من الأوضة وقفلت بابها ورايا، فضلت واقفة جنب الحمام لحد ما خلص وناولته الهدوم ورجعت قعدت تاني مكاني وكملت قرايه في الكتاب اللي كان معايا، لما خلص وطلع من الحمام وقف قدامي وقالي:
-تسلم ايدك يا بت يا دينا، الواحد كان محتاج الحمام ده عشان يفوق من الكام يو م اللي فاتوا دول.
-معلش يا حبيبي، دي سنة الحياة وانت عارف انها مالهاش غيرنا.
-والله يا بنتي أنا لحد دلوقتي مش مستوعب بس ماتعزش على اللي خلقها، ربنا يرحمها.
-يا رب يا حبيب يارب ويلحقنا بيها على خير.
-أنا هروح أشوف أمك بقى وأرتاح شوية، ألا النوم في شقة عمتك كان زفت والواحد ماكنش عارف ياخد راحته خالص.
-ربنا يقويك يا حبيبي.
سابني ودخل الأوضة، وبمجرد ما دخل وقفل الباب، سمعت #صريخ أمي، رميت #الكتاب اللي في ايدي واتنفضت من مكاني وجريت على اوضته، قابلت أخواتي قدام الباب، فتحنا الباب واحنا مش عارفين ايه اللي حصل، ساعتها شوفنا أمي واقفة على السرير وبتصرخ بصوت عالي وأبويا واقف في جنب وعمال يقولها:
-اعقلي، عيالك يقولوا ايه؟ هو أنا كلمتك ولا قربت منك!
ساعتها قربت من بابا وقولتله:
-ايه يا بابا اللي حصل في ايه؟
-والله يا بنتي ما أعرف أنا أول ما دخلت، كنت بحط #المحفظة والموبيل على التسريحه حدفتني بالمخدة، ولسه بدور عشان أشوف مالها لقيتها بالحالة دي واقفة على #السرير وعماله تصرخ من غير سبب، أهي قدامكوا لو كلمتها أو عملتلها حاجة تقول.
حاولت أقرب منها أهديها عشان تنزل ونلم الدور، لأننا اكيد اتفضحنا في وسط الجيران بسبب صريخها ده، بس هي خربشت ايدي وزقتني بعيد، أخويا وأختي حاولوا معاها وفعلا الحمد لله نجحوا وقدروا ينزلوها وخدوها للأوضة التانية، ساعتها مافضلش حد غيري أنا وبابا في الأوضة، بصيتله باستغراب وقلتله:
-ماحدش فينا عملها حاجة أصلا.
-ولا أنا يا بنتي والله.
-معلش استحملها شوية، هي أعصابها بايظة، أكيد مش قادرة تتخطى اللي شافته.
-جرى ايه يا دينا احنا هنخيب بقى، دي كده يا بنتي من ساعة ما خرجتوا بيها من المستشفى، ماتحسنتش ولا ربنا هداها.
-مش عارفة يا بابا والله ايه اللي حصلها؟ بس ربنا يستر.
-خير ان شاء الله خير يا بنتي.
سيبته وخرجت اطمنت على ماما وأنا واقفة على باب الاوضة، كانت نايمة في أوضة أختي، أما أختي بقى ف واضح انها هتآنسني في الأوضة بتاعتي وأنا مش بعرف أنام مع حد، ف شكلي هقضي الليلة دي على الكنبة، وفعلا ده اللي حصل، بس لما روحت في النوم، سمعت صريخ صحاني مفزوعة، قومت قعدت في مكاني وفضلت متنحه شوية وبحاول أستوعب الصوت ده جاي منين، قومت بسرعة جريت علىأوضة أختي، كانت ماما قاعدة على السرير وهما التلاته واقفين قدامها وشهم مخطوف، سألتهم كذا مرة في ايه؟ بس ماحدش رد عليا خالص، بس في نفس سمعت أمي وهي بتقول:
-أنا ملك البحر من الجن الأصفر، واللي هيقرب مني فيكوا هأذيه.
كانت بتقول كده بصوت راجل، وبعد ما خلصت صرخت جامد، وسابتنا وطلعت تجري من الأوضة، بلا استثناء ماكنش حد #فاهم حاجة، أغلب #الوقت أمي كانت بتقعد سرحانة وباصة للسقف وبتكلم الحيطان مش بس كده، دي كانت بتتكلم بلغة غريبة ومختلفة، مع ان أمي أصلا تعليمها مش عالي، كانت بتقعد في الضلمة كتير والجدع اللي يقرب منها لو مستغني عن روحه، في ليلة بابا جمعنا عنده في الأوضة عشان نشوف هنعمل ايه وقال:
-أمكوا حالها بيسوء، ايه #العمل يا ولاد دلوني، أنا حاسس اني كبرت سنين كتيرة أوي في الكام يوم دول.
-أنا بخاف أق رب منها يا بابا، دي لما بتبقى قاعدة عينيها بيضا وفاتحهم على آخرها أنا بخاف منها.
أخويا بصلنا وقال بصوت واطي:
-انا شايف اننا نعرضها على شيخ، اللي بيحصلها ده مش كويس لا ليها ولا لينا.
ساعة ما قال كده بلعت ريقي وقولتلهم:
-انتوا ماحدش فيكوا شاف هي عملت ايه بالليل؟
كلهم في نفس واحد قالولي:
-عملت ايه؟
-دخلت الحمام من غير ما أعرف انها جوه، النور بتاعه كان مطفي والباب مقفول، ففتحته ودخلت وطبيعي اني أولع النور بتاعه لما أدخل، بس أنا اتسمرت مكاني وماكنتش عارفة مفروض أعمل ايه، لأني ببساطة لقيتها قاعدة على أرضية الحمام ومولعة شموع كتير، هي ماحستش بوجودي بس فجأة الشمع انطفى فولعت النوم من كتر خوفي ولما عملت كده ونور الحمام رجع مالقتش ماما ولا الشمعن الحمام كان فاضي خالص.
-يمكن بيتهيألك يا بنتي ولا حاجة!
-لا لأني بعدها روحت أطمن على ماما لما خرجت من الحمام، واربت الباب مفتحتوش للآخر، كان النور مطفي عندها في الأوضة وفي شموع على الأرض وهي قاعدة وفي حد معاها، ساعتها قفلت الباب بهدوء تاني ولفيت عشان أطمن عليكوا واحد واحد، ماعرفتش أنام طول الليل من #التفكير في اللي كان مع أمي، هو ممكن يكون اللي اتقال بجد واللي عليها ملك الجن الأصفر وهو اللي كان معاها؟
أختي اتكلمت وقالت:
-انتوا بتخرفوا بتقولوا أي كلام، بلا جن بلا بتاع، هتلاقوها من أثر الصدمة، ماما محتاجة تتعرض على دكتور نفسي، هو اللي يحدد بقى فيها ايه مش احنا.
في اللحظة دي بابا حط ايده على راسنا وقالنا بصوت مهزوز جدا:
خدوا نفسكوا واطلعوا بره وسيبوني لوحدي.
-بس يا بابا.
-اطلعوا كلكوا بره، مش عاوز أشوف حد دلوقتي.
لما فكرنا نشغل قرآن على الكاسيت كانت بتطفيه، ولما شغلنا إذاعة #القرآن الكريم هاجت أكتر ومسكت الراديو كسرته، مش بس كده ده أي برواز كان فيه ايه قرآنية أو اسم من أسماء #الله الحسنى جمعته ورمتهم، ده غير انهأ أصلا كانت بتصوت مع أذان كل صلاة وتفضل ساده ودانها بايدها لحد ما يخلص، لأن بيتنا قريب أو ي من الجامع، كان الموضوع ده بيبقى جامد معاها في صلاة العشا والفجر، لو نايمة كانت بتصحى تصرخ وتلطم وتنام تاني كأن مفيش حاجة حصلت عادي، لحد ما ف يوم بابا كلم خالي وطلب منه يجي عندنا البيت، ولما جه قعد معاه قدامنا وحكاله كل اللي حصل من يوم المستشفى لحد دلوقتي، خالي ماكنش #مصدق، ف بابا عرض عليه يدخل لها لو مش مصدقه، وفعلا خالي قام دخل يشوفها، وأول ما دخل كالعادة سمعنا صوت صريخ طالع من الأوضة وخالي ماخدش حاجة وخرج من الأوضة ووشه مخطوف وكان بيقول:
-لا حول ولا قوة الا بالله، لا حول ولا قوة الا بالله، ده انتي ماكنتيش بتسيبي فرض يا أختي ايه اللي جرالك!
-من يوم اللي جرالها في المستشفى وهي على الحال ده يا خالي.
-احنا مش هنسكت، ماينفعش نسكت ونسيبها كده.
-أنا عاوز أجيبلها شيخ يبص عليها ويشوف نعمل ايه.
وفعلا تاني يوم خالي كان حكى لجدتي اللي حصل واتصلت على بابا وقالتله يجهز عشان بعد الصلاة هيعدوا ياخدوه هو وأمي ويروحوا لواحد من اللي بيعالجوا بالقرآن، كنت خايفة على #أمي أوي ف اتحايلت على بابا عشان ياخدني معاهم، ولما وصلنا العمارة اللي شقة الراجل، أمي زي ماتكون حست باللي هيحص، عشان كده صرخت جامد وحاولت تهرب بس بابا وخالي مسكوها كويس وكلعوها غصب عنها لحد فوق، ساعتها بقى أول ما شافت الشيخ اتحولت، وكالعادة فضلت تصرخ وتقولهم المكان ريحته وحشه في مجاري ضاربة في المكان، بس الشيخ ما اهتمش بكلامها لأن ببساطة كان كذب المكان ريحته كانت حلوة جدا ونضيف، أول الشيخ ما حط المنديل بتاعه على راس امي ومسك دماغها بيه، صرخت تاني بس صوتها كان متغير وقامت زقته وهجمت عليه وكانت بتخنقه وتخربش في وشه، قوموها بالعافية، كانت قوية بطريقة غريبة، تخيلوا أنا وخالي وأبويا وجدتي بنحاول نهديها ونسيطر عليها، الشيخ قام ومسح وشه ومااستسلمش بالعكس ده كرر تاني نفس اللي عمله وقرا قرآن وساعتها اللي على أمي أتكلم بلسانها وقال:
-مش هسيبها لو عملتوا ايه، مستحيل أسيبها وأخرج.
وبعد عذاب طويل طلع من ضافر رجلها، أنا كنت مفكره ان الكلام ده بيحصل في الأقفلام بس كنوع من أنواع التهويل وانه يعيشك في الجو العام، بس اللي شوفته كان صعب أحكيه، أصلا كل ما بفتكره بتنفض وبخاف، دايما الحكاية لما بتكون بعيده عنك بيبقى صعب تصدقها لكن كل ما تقرب مابتبقاش عارف تستوعب الوضع اللي انت فيه، بعد ما رجعنا البيت، ماما وبابا انفصلوا رسمي بهدوء، وبعدها عرفنا بالصدفة ان الجن اللي كان معاها واحنا افتكرنا انه انصرف خلاص رجع تاني، وأسلم كمان، ولحد اللحظة اللي ببعتلك فيها القصة دي ف عبد الله مازال معاها.
تمت بحمد الله.
#ليزا_زغلول
قصه جميله جدا 🌚