قصة شقة فيصل أنا مش عاوزة أقول اسمي عشان أنا وجوزي بنسمعك، بس حابه أشارك معاك التجربة اللي حصلت معايا، وعشان ماتتوهش مني انت والمستمعين تقدر تقول ان اسمي نيرة، كل حاجة بدأت قبل الفرح بيوم، في الحقيقة احنا لفينا كتير على ما لقينا الشقة دي، هي آه في منطقه شعبية حبتين بس كويسة ومساحتها معقولة أوي، كل حاجة فيها كانت حلوة ومناسبة، لدرجة اننا مضينا العقد وخلصنا واحنا واقفين، حاجات بسيطة فيها بس كانت عاوزة تتظبط زي وش دهانات للأوض والشبابيك بتاعتها لأنها ألمونتال وواخده كل الحيطة، الحمد لله الدنيا مشت تمام وكل حاجة عدت على خير لحد زي ما قولت كده اليوم اللي قبل الفرح، كانوا لسه العمال في الشقة بيركبوا العفش وانا حاجتي مارحتش ولا اترصت، وده كان كفيل يقوم الدنيا ويخلي كل واحد فينا مستني للتاني على غلطة، فضلنا كده لحد ما اتصل بيا العصر وقالي ان في واحد من العمال اتصاب وهو بينقل المراية بتاعة البنسوار اللي اتكسرت بالطول من الناحية الشمال، مش عاوزة أقولك ان بعد المكالمة دي كان خلاص كل حاجة بتتفشكل ومفيش فرح ولا جواز لولا ان عمتي أدخلت وراحت عندهم وهدت الأمور، بابا واخواتي وعمتي اللي راحوا فرشوا الشقة، ماكنش عندي وقت أصلا أروح معاهم، وبعد الفرح لما دخلت الشقة كنت حاسه اني متاخدة من غير سبب، فضل أسبوعين مش بينزل الشغل والدنيا كانت تمام ومفيش مشاكل، بس لما بدأ ينزل الشغل كان بيحصلي حاجات غريبية، أنا ما اتعودتش أصلا اقعد في البيت مدة طويلة، حتي ف بيت أهلي، كان كبيري سعة أو اتنين أقعدهم لوحدي وأنزل على شغلي، بس كل ده مش مشكلة، لحد ما كنت بقف ف المطبخ وأحس بنفس ورايا، ألف عشان أشوف في ايه مالاقيش حد موجود أصلا، وساعتها القرآن كان بيبقى شغال، ده غير صوت الجري اللي كنت بسمعه وبقول لنفسي:
-تلاقي حد من الجيران عياله بيجرو ا وبيلعبوا.
-وبعد فترة بدأت أسمع خبط على باب الشقة ولما أفتح مالقيش حد، عديت مرة واتاني ولما جبت أخري، كلمت جوزي وحكيتله على الخبط اللي على الباب فقالي:
-خلاص لو اتكرر الموضوع ده ابقى كلمي الجيران وحذريهم عشان مايخلوش ولادهم يعملوا كده.
سمعت كلامه لما الموضوع اتكرر نزلت لجارتنا وقولتلها:
-لو سمحتي فهمي عيالك ان ماينفعش يخبطوا على بابي ويطلعوا يجروا.
-عيال مين يا أستاذة؟
-هيكونوا عيال مين؟ عيالك يا ست انتي.
-بس أنا عيالي في المدرسة.
-مدرسة! اسفة يمكن حد من عيال جارتنا اللي فوق.
-ولا اللي فوق لأن عيالها برضه في المدرسة، ماحدش بيسيب عياله على السلالم يضايقوا في السكان، احنا عيالنا متربين جدا.
-خلاص خلاص أنا اسفة يمكن بيتهيألي ولا حاجة.
خوفت من النقاش معاها ف خدت نفسي وطلعت مع اني ماوصلتش لحاجة، بس لما دخلت الشقة وبدأت أروق حواليا، خدت بالي ان التسجيل مش شغال، قربت منه وبصيت على الفيشة لقيتها في مكانها، عليت الصوت بس مافيش حاجة حصلت، أنا متأكده اني نزلت لجارتنا وأنا سيباه شغال، مكنش عندي مبرر للي حصل ده، بس حاولت أكبر دماغي ومشغلش نفسي بحاجة من اللي بتحصل حواليا، وقد كان لما كنت بخرج مع جوزي نروح عند ماما أو مامته، كنت بسيب نور الممر والع والقرآن شغال، حتى النور اللي قدام باب الشقة كنت بسيبه شغال عشان احنا بنرجع دايما متأخر والدنيا بتبقى كل، وف كل مرة كنا بنرجع نلاقيهم مطفيين وجوزي يفضل يزعقلي، وانا عشان أهدي الموضوع بقوله معلش يمكن نسيت أنا أسفة وبتا وبعدي الليلة، لكن الموضوع بدأ يتكرر كتير أوي بشكل متخلف، وزاد بقى في اليوم اللي عرفت اني حامل فيه، من ساعتها جوزي مابقاشش طايق يبص في وشي، كان بيجيب صحابه بمراتتهم البيت ولما أطلب منه نخرج كان بيجيبلي صحابه في الخروجه، كنت حاسه انه بيحاول يهرب مني من غير سبب، وفي مرة واحنا قاعدين في أوضتنا قدام التليفزيون سمعت صوت خطوات حد بيجري في الصالة، الموضوع اتكرر مرة واتنين وتلاته، الأصوات بتيجي لحد باب الأوضة اللي احنا قاعدين فيها وتسكت، عشان كده هزيته وخليته يسيب الموبايل من ايده ويحاول يسمع معايا، بس مش عارفة ازاي ماكنش سامعهم وقالي بالنص كده:
-نامي تلاقيكي بس مرهقة من الحمل وشغل البيت تقيل عليكي.
أنا فعلا نمت يوميها وصحيت في نص الليل على صوت حركة في الأوضة بس الدنيا كانت ضلمة، ولعت الأباجورة واتصدمت، أنا كنت ينام جوه ناحية الشباك اللي عليه ستارة وهو بينام على الحرف التاني في وش الدولاب، لما فتحت ينيا لقيت في جسم طويل واقف ورا الستارة وفجأة اتلف بيها ونزل لى الأرض وقرب مني، حاولت أتحرك واصرخ بس جسمي كان متكتف وماعرفتش أعمل أي حاجة غير اني فضلت باصه للمخلوق اللي قدامي وقرفانه من شكله أول، كان كتلة لحم مسلوخه هلاميه، شكله غريب من غير ايدين ومالوش رجلين، حتى عينيه كانت جاحظة أوي وبوقه كمان كان مفتوح من الودن للودن وسنانه مدببه وشكلها مقرف، قومت من النوم تاني يوم قرفانة من كل حاجة حواليا حتى نفس، وكل اللي بيحصل استمر وضيف عليه اني أوقات كنت بحس ان في جسم متلج مكتف رجليا وبيشيل الغطا من عليا، وأحيانا بيبقى لازق في ضهري وأنا في المطبخ، ماكنش عندي تفسير لأي حاجة من اللي بتحصل، وماكنش ف ايدي غير اني اسكت، لحد اليوم اللي عرفت فيه اني حامل ف بنت، رجعت والدنيا مش سيعاني من الفرحة، أما جوزي ف مافرقش معاه، أصريت عليه ندهن الأوضة بينك ف نفس اليوم وجهزت الأوضة وحطيت سرير البيبي، كان في شوية كراكيب مش محتجاهم جمعتهم في ركن وقولت هشيلهم لما تتولد، لانهم مش هينفعوا يفضلوا مبوظين شكل الأوضة كده.
في الفترة دي النور بقى بيقطع بشكل غريب وغير مبرر، أوقات كنت بتصل بجوزي وأنا بعيط وهو بيبقى مستغرب، أنا كل ما النور كان يقطع كنت بجري أقعد في أوضة الليفنج وأقفل عليا، لأنها أكتر مكان بحس فيه بالأمان في الشقة كلها، وساعتها كنت بسمع صوت صريخ جامد وخطوات سريعه رايحة جايه بره في الصالة، حتى عفش الشقة كنت بسمع صوته وهو بيتحرك بشكل غريب، ولما جوزي يرجع ويدخل عليا كان بيلاقيني مفطورة من العياط وأول ما أطلع أبص على الصالة واشوف الشقة اللي ببقى متوقعة اني ألاقيها مدربكه أتصدم وأنا شايفه كل حاجة مكانها والدنيا مترتبة والنور والع، حاجات كتيرة مش طبيعية كانت بتحصل معايا في الشقة وللأسف بتتكرر فمرة ورا التانية مابقاش مصدقني، بس وانا حامل في السادس في مرة اتأخر خالص والنور كان بيقطع والقرآن اللي مشغلاه على الراديو بيفصل، الموضوع ما اقتصرش على همسات وهمهمات لا ده بقى في لمس كمان، حاولت أقنع نفس ان ده كل كلام فاضي وبدأت أمسك المصحف وأقرأ فيه بصوت عالي وأنا من جوايا مرعوبة، الأيام عدت لحد ما ولدت بنتي واليوم اللي روحت فيه الشقة، قامت خناقة بنا لرب السما، كان رافض وجود والدتي وأختي معايا وهو عارف اني والدة وفي جرح ومش هقدر أتحرك، كلهم كانوا مستغربين العصبية اللي كان فيها، حرفيا كان كاره وجودي أنا والبنت، الأيام عدت في خناق ومشاكل لحد السبوع أمي مشيت بعده، وفي يوم بنتي كانت نايمه معانا في النص، قامت مفزوعه لما نقلتها على الحرف وفضلت تعيط كأن حد قرصها، شيلتها وطبطبت عليها ورجعتها مكانها تنام في النص بينا تاني، عيني كانت متعلقة على الستارة بتاعة الشباك وافتكرت الكابوس والكائن اللي كان بيتشكل وينزل من الستارة وبيلع بنتي، أيوه أنا فاكره انه كان بيهمس ليا ويقولي انه مش هيسيبهالي، كان بيحاول يطلع على السرير ويشدها وأنا كنت متكتفه ومفيش صوت طالع مني، كل اللي قدرت أعمله اني بزوم جامد وفجأة صرخت وناديت على جوزي بعلو صوتي، ساعتها قام اتفزع والبنت اتخضت، جرى فتح النور ومالقاش حاجة في الأوضة، عشان أكون صريحه كنت مفكراه مش مصدقني بس مع الوقت بدأ يسكت، بعد ما كان بيتهمنمي انها كوابيس واني مكبره الموضوع، عدت الشهور لحد البنت ما بقى عندها 4 شهور، أوضتها قفلتها وجبت سريرها جنبي، بس للأسف ماكنش فيه مكان يتحط فيه غير من ناحية الشباك، وكنت كل ما أنيمها تقوم مفزوعه وتفضل تصرخ. ولما أشيلها تهدا، استمرينا على الحال ده لحد ما حكيت لوالدتي وأهله، والدتي اللي قالتلي:
-افتحي بيبان الأوض اللي انتي قفلاها واياكي تقفليها تاني حتى الشبابيك بتاعتها.
رفضت رفض قطعي اني أعمل كده لأني كنت مرعوبة، أنا أوضتها دي اتشائمت منها، وفي مرة كان أجازة وبيلعب معاها وأنا في المطبخ وسمعاهم بيضحكوا، حسيت بالجسم المتلج ورايا، فقريت بسرعة آية الكرسي والفلق وفي نفس اللجظة دي سمعت جوزي وهو بينادي على بنتي، وقفت على باب المطبخ وشوفتها قاعدة قدام أوضة الليفنج وكان في النص دبدوب أنا ماكنتش بستريح لشكله، كان بيتعدل لوحده وبيترفع من على الأرض وراسها بتترفع معاه، كان بيتحرك شمالو ويمين زي ما يكون حد بيلاعبها بيه وهي بتبص عليه، وفجأة والدها قرب منها ف الدبدوب وقع على الأرض، بعد الموقف ده حصل بينا خلاف كان واصل للطلاق وغضبت وقعدت في بيت أهلي شهر كامل وهو مش بيتصل بينا نهائي لحد ما حسيت اني لازم أرجع بيتي وأهدي الدنيا، وللأسف برضه الدنيا فضلت زي ما هي الكائن اللي بيطلع من الستارة والأصوات والصريخ، كل حاجة كانت زي ما هي، أحوالنا كانت بتسوء وخناقتنا بتزيد، لدرجة اني بقيت مش عاوزة أقعد في البيت، وف مرة قالي أروح أقعد عند ماما كام يوم لأنه عنده ضغط شغل ودي كانت أول مره يطلب بلسانه مني اني أبات بره البيت، وبعدها عرفت انه خد والده وقعدوا في البيت كام يوم وشافوا وعاشوا كل حاجة أنا عيشتها، وجابوا شيخ قرا في الشقة وقالهم في حاجة معموله في الشقة، ومش عارف هي فين بس هي في أوضة البت، ولما جابوا صاحب البيت وسألوه عن اللي سكنوا الشقة قبلنا، قالهم:
-كان في عريس وعروسه قبلكم وأول ما العروسة حملت بدأت تشتكي وتقول نفس الكلام اللي بتقولوه ده.
ساعتها الشيخ سأله باستنكار وقاله:
-واللي قبلهم كان مين؟
-كامن واحد كده مهفوف في عقله، عاوز يقعد في الشقة بالبلطجة، صبرت عليه انه يدفه الايجار بس شهر في التاني ماكنش بيدفع، ولما اشتكيته وأجبرته يطلع فضل يضحك وفي اليوم اللي مشى فيه من الشقة قالي ان ماحدش هيعرف يسكنها تاني، بس أن ماصدقتوش.
-تعرف الراجل ده ممكن نلاقيه فين؟
-من يوم ماطردته ماعرفش حاجة عنه.
-طيب احنا لازم نوصل للراجل ده عشان هو اللي عامل العمل وهو الوحيد اللي هيقدر يفكه، أي حد تاني هيحاول هيتأذي لأن التابع اللي سايبه في الشقة دي قوي.
بعد كل ده لما رجعت بيتي جوزي طلب من ألم الهدوم بتاعتنا وقالي أنا شوفت شقة تانيه أحسن، كان قدامنا شهر بس، في نفس اليوم اللي رجعت فيه جاب الشيخ حصني وحصن بنتي، وفعلا في الآخر ربنا كرمنا وخدنا شقة على الطوب واحنا االي شطبناها، كنت مطمنه ومرتاحه ان ماحدش سكنها قبلنا، الحكاية دي عدى عليها 15 سنة بس كل ما بفتكرها بخاف وبترعب زي ما تكون حاصلة امبارح.
تمت بحمد الله.