

لاحظت قبل امتحانات بنتي بأسبوع انها مش بتخرج من أوضتها ومش بتسمح لحد فينا يدخلها، بس كنت بكبر دماغي وبقول اسيبها على راحتها عشان تذاكر، ومع نزولها أول يوم لما حاولت أدخل الأوضة وقولت فرصة أفتحها تتشمس وأرتبها، لقيتا قفلاها بالمفتاح، حسيت ساعتها ان فيه حاجة غلط، واحساسي ده زاد يوم بعد التاني بشكل مخيف، لدرجة اني كلمت اخويا يجيب نجار بعد ما نزلت الامتحان، فتحلي الاوضة وساعتها اتصدمت، مكنتش عارفة أنطق، عيني رايحة وجاية في المكان باستغراب ممزوج بخوف، حتى اخويا والنجار كانوا واقفين مدهوشين، أخويا سحبني من ايدي وخرجني بره، ومع خروجنا حاسب النجار ومشاه وقالي:
ـ هو ايه اللي جوه ده؟
ـ أنا زي زيك ماعرفش حاجة وهي مش بتسيب حد يدخل الاوضة.
ـ ومن امتى وهي على الحال ده؟
ـ قبل الامتحانات بأسبوع تقريبا، من وقتها وهي اتبدلت طول الوقت قاعدة لوحدها، مابقتش تقعد معانا ولا بتطيق حد يعدي من جنبها، ولما حد فينا يخبط عليها تفتح وتزعق فيها وتقفل في وشه، بس انا كنت بقول ان حالتها دي من ضغط الامتحانات، ماكنتش أعرف ان الأمر معاها واصل لكده.
ـ طيب عمتا انا هعمل مشوار سريع وان شاء الله هرجع مع وصولها واجتمال قبلها.
قال جملته دي وسابني ونزل، ومع نزوله خدت ولادي الصغيرين في حضني وكنت قاعده مرعوبه ، بعد أكتر من ساعة ونص سمعت خبط على باب الشقة، كنت خايفة أفتح الباب لتكون بنتي وتكتشف اننا فتحنا باب أوضتها وهي غايبه، بس لما سمعت صوت اخويا من ورا الباب جريت فتحته، أول ما شافني شاورلي عشان أدخل أغطي شعري وقالي انه معاه ضيف، على ما دخلت أوضتي لبست الاسدال وخرجتلهم لقيت أخويا واللي معاه واقفين قدام أوضة بنتي، الراجل اللي كان معاه قال.. بسم الله وفتح الأوضة، ومع فتحته للباب قرب من الحيطان بتاعة الأوضة، مشى ايديه عليها وقال..
ـ استغفر الله العظيم.. لا حول ولا قوة الا بالله.
بعدها بص لأخويا وقاله..
ـ عايز مايه من الحنفية في طبق كبير.
وبعدها حط الطبق وبدأ يقرا عليه ولما خلص طلب منه قماشه نضيفه وبلها بالماية وبدأ يمسح اللي مكتوب على الحيطان، وبمجرد ما لمس أول حيطه سمعنا خبط جامد على باب الشقة، الراجل كمل مسح وقال لاخويا..
ـ دي بنت أختك، ماحدش يفتحلها دلوقتي.. سيبوها لما أخلص.
خبطها على الباب كان بيزيد، مش عارفه هي جابت القوة دي منين، كنت حاسة ان الباب هيتكسر، لكن لما خلص سابنا واقفين وراح ناحية الباب وفتحه، كانت فعلا بنتي واقفة بتنهج، جسمها بيصب عرق وعينيها حمرا جدًا، زقت باب الأوضة ودخلت، وبمجرد ما شافت الحيطان ممسوحة.. وقعت على الارض وفضلت تصرخ وتخربش في جسمها وتقطع شعرها وهدومها، وكل اللي سمعناه منها ساعتها جملة واحدة…
ـ ليه عملتوا كده، انتوا نقضتوا العهد اللي بيني وبينه.
بصيت للراجل اللي قرب من المايه بسرعة ورشها على بنتي، كانت بتتشنج على الأرض بطريقة مخيفه، قربت منها عشان اساعدها لكنه منعني وحذرني، فضلت متسمرة في مكاني، شايفه بنتي بتتلوى من الألم على الأرض ومش عارفه أساعدها، ساعتها بدأ يقرأ قرآن ويمكن ده اللي طمني، قرأ آيات معينة من سور كبيرة وصغيرة، وختم قراءته بآية الكرسي، في اللحظة دي بنتي كانت مستسلمه، قرب منها وحط ايديه على دماغها وقال الأذكار وفضل يدعيلها لحد ما نامت، ووصاني اشغل جنبها القرآن دايما وأجبرها على الصلاة مهما رفضت، وفعلا نفذت كلامه، بس الغريب انها لما فاقت ماكنتش فاكره حاجة من كل ده، ولا عارفه ايه اللي حصل ووصلها لكده، وبأمانة مش عارفه هي فعلا مش فاكرة ولا بتخبي الحقيقة ومش عايزة تتكلم في الموضوع ده.. بس على كل حال محتاجة منكم تدعولها، خصوصا ان السنة راحت عليها وهتعيدها تاني.