قصص

عم ميمون

في سكك أول ما تحط رجلك فيها مابترجعش زي ما كنت، وساعات مابترجعش خالص، أنا يمكن تجربتي مختلفه شويه، عشان كده حبيت أشاركها معاكوا، اسمحلي أعرفك بنفسي في البداية، أنا اسمي يحيى، والدي مصري لكن والدتي فرنسية، كنت عايش معاها، لكن من وقت للتاني بنزل مصر وبزور عيلتي، وعرفتك بقى عن طريق ابن عمتي، تون صوتك وحكاياتك شدتني، وبالصدفة لما عرفت ان عندك قناة لتجارب الناس اللي بتسمعك، قررت أخلي ابن عمتي يبعتلك تجربتي.
في البداية اشتغلت وأنا عندي 16 سنة في مكتبة، ولما كملت 18 سنة سيبت المكتبة وروحت لمطعم صغير كده اسمه مونتو وليه كذا فرع، كنت شغال بدوام كلي في الأجازة وجزئي في فترة الدراسة.
في وقت معين في السنة مبيبقاش فيه زباين كتير، تقدر تقول ان الفترة دي بتبدأ من أول الأجازة، وده عشان الناس بتسافر وبتروح مصايف وبتتفسح، فالرجل بتبقى خفيفة جدا على المكان، خصوصا بقى ان المطعم يعتبر قريب من الجامعة.
وفي يوم لما روحت الشغل، لقيت بنت قاعدة على الباب بتاع المطعم ومستنياه يفتح، استغربت أوي ان داني صاحب المطعم اتأخر ومفتحش لغاية دلوقتي، قربت من الباب واستأذنتها بلطف لو تبعد شوية عشان أعرف أفتح، وبمجرد ما فتحت الباب ودخلت لقيتها ورايا، ساعتها خوفت وقولت بيني وبين نفسي انها جايه تسرق المكان، لكن هتسرق ايه أنا لسه فاتح، فضلت مراقبها باهتمام لغاية ما لقيتها قعدت على ترابيزة في جنب ومسكت المنيو وبدأت تفر فيه، ومعداش ثواني وشاورتلي، لبست اليونيفورم وقربت منها:
-تؤمريني بحاجة، أقدر أساعدك ازاي؟
هي ماتكلمتش، شاورتلي على كذا طبق من المنيو اللي قدامها، وساعتها بصيتلها باندهاش وسألتها:
-انتي عايزة كل الأطباق دي ليكي لوحدك؟
هزت دماغها بالموافقة، فابتسمتلها وسيبتها ودخلت المطبخ، كنت من وقت للتاني ببص على الصالة عشان أطمن ان كل حاجة تمام، فكيت الأكل في المايكروويف وجهزته وقدمتهولها، هجمت عليه كأن بقالها وقت طويل مأكلتش، ولما خلصت دفعت الحساب ومشيت من سكات، ومع خروجها داني دخل، كان مستغرب اني وصلت قبله وبنضف كمان، فنادى عليا وسألني:
-أنت بتعمل ايه يا يحيى معقول مشيت ومخلصتش شغلك امبارح؟
-لا خلصت طبعا، بس بنضف مكان البنت اللي كانت بتاكل هنا دلوقتي.
-هو في زباين بتيجي بدري كده، واضح انك محظوظ يا يحيى وهيكون وشك خير على الفرع هنا.
-أتمنى اني أكون عند حسن ظنك يا افندم.
-أنا جبتك هنا عشان أنت هادي وفي حالك، وأنا بحب النوعية دي من الناس تكون قريبة مني.
ابتسمتله بهدوء واستأذنت منه عشان أكمل التجهيزات قبل ما الزباين تبدأ تيجي، وعلى الساعة 10 المكان اتزحم بطريقة غريبة، ماكناش فاهمين سبب الزحمة دي، قربت من داني وسألته:
-هو ايه اللي بيحصل؟ في ايه؟
-مش عارف، بس كل دول صحفيين، وأكيد في حاجة كبيرة حصلت عشان كده موجودين، عمتا دلوقتي هانعرف.
سابني واقف وقرب من ترابيزه عليها كذا صحفي، وبدأ يتكلم معاهم بشكل ودي عشان يعرف ايه اللي جرى،أما أنا بقى فانشغلت في خدمة الموجودين وتقديم المشروبات اللي طلبوها، والوضوع ده استمر لحد ما الساعة جت 2، وساعتها كل اللي كانوا موجودين في المطعم خرجوا، بصيت لداني لقيته بيشاورلي عشان أخرج معاه وراهم، ومع خروجنا، لقينا ظابط كبير واقف معاهم وبيقولهم:
-في الحقيقة احنا مش عارفين أي ملابسات عن اللي حصل، لكن زي ما كلكوا شوفتوا، الجثة اللي تم العثور عليها مشوهة، وهناخد وقت على ما نفحص بلاغات الاختفاء اللي متقدمالنا ونطابقها بالحمض النووي، ولو في أي جديد أكيد هنبلغكوا، يا ريت دلوقتي تسمحولنا نشوف شغلنا وتفضوا المكان عشان نبدأ تحقيقاتنا.
وفعلا كل الصحفيين كانوا في غاية اللطف وسمعوا الكلام وأخلوا المكان، وساعتها بدأت التحقيقات، وأول حد بدأوا بيه كان أنا وداني، الظابط اتأكد من هويتي وبعدها قالي:
-داني بيقول انك جيت قبله النهاردة وفتحت المطعم؟
-أيوه ده حصل.
-مالحظتش حاجة غريبة؟
-لا كالعادى المكان كان هادي ومفيهوش حد.
ماسمعتش صوت استغاثة أو خناق؟
-لا كنت مشغول في المطبخ وبحضر كذا حاجة.
-وياترى كنت مشغول في ايه على الصبح كده؟
-أنا لما جيت الصبح كان في زبونة قاعدة قدام المطعم، بمجرد ما فتحت، دخلت وطلبت مني أكل وقعدت تاكل.
-تقدر توصفهالي؟
-للأسف أنا ذاكرتي ضعيفه جدا.
-ولا يهمك أكيد في كاميرات مراقبة هنا؟
-ايوه داني قالي أول ما اشتغلت ان المكان كله متراقب بالكاميرات.
في اللحظة، دي ادخل داني واعتذر للظابط وقاله ان الكاميرات بقالها فترة عطلانه، وانه كذا مرة يقرر يصلحها لكن الميزانية مش بتسمح، وبعد ما خلص وخد أقوالنا خرج، ومع خروجه داني بصلي وقالي:
-معلش يا يحيى اني كذبت عليك في موضوع الكاميرات وقولت انها شغالة، بس كنت خايف منك في الأول وقولت أأمن نفسي.
ابتسمت وقولتله:
-ولا يهمك مفيش مشكله، كده أو كده هم هايعاينوا الكاميرات الموجودة حوالينا في المكان كله.
ساعتها سيبته ودخلت كملت شغلي في المطبخ، ولما خلصت استأذنت منه عشان أمشي، وقبل ما أخرج من المطعم نادى عليا واداني ظرف فيه فلوس كتير، بصيتله باستغراب وقبل ما أنطق قالي:
-دي فلوس عشان في زباين كتير جاتلنا النهاردة، مش قولتلك وشك حلو!
شكرته ومشيت، بس طول الطريق كنت حاسس اني خايف ومش عارف خايف من ايه، رغم إن السكن بتاعي مش بعيد يادوب عشر دقايق مشي من المطعم، وأول ما وصلت أوضتي اترميت على السرير وروحت في النوم، قومت تاني يوم الصبح، غيرت هدومي وخدت شاور ونزلت، ومع وصولي للمطعم شوفت نفس البنت اللي كانت موجودة، عقلي كان مصورلي انها هي اللي ماتت امبارح، بس لما شوفتها النهاردة عرفت انها بخير، فتحت المطعم ودخلت، ومع دخولي لقيتها ورايا، قعدت وطلبت نفس الأطباق، ولما خلصت حاسبتني ومشيت، كانت بتيجي كل يوم الصبح في نفس الميعاد والوضع ده استمر لمدة 5 ايام، لك مع نهاية اليوم الخامس بدل ما أروح على السكن اللي مأجره، رجعت على بيتنا اللي كان بعيد عن المطعم، قررت آخد أجازة بعد ما اتكلمت مع داني، وده لأن الشغل في الفترة دي كان ضعيف وماحدش بيدخل علينا طول اليوم، وموضوع الجثة اللي لقوها ده كان مخليني خايف، بصراحة مكنش عندي فضول أعرف مين دي أو ليه اتقتلت، أنا شخص عايش في حاله ومش بادخل في شؤون اللي حواليا.
وفي الليلة اللي روحت فيها بيتنا حلمت بنفس البنت بتاعة المطعم.. كانت واقفة قدام المطعم وبتبص عليه وعينيها مليانه دموع، قومت من النوم مخضوض، مكنت لاقي تفسير للي شوفته غير اني اتأثرت بوجودها، وده عشان مش بتعامل مع حد غيرها هي وداني، حاولت أكمل نوم، لكن المرة دي شوفتها وهي بتستنجد بيا، لكن مش عارف كانت بتستنجد من ايه، هي كانت واقفة لوحدها وبتشوح بإيديها شمال ويمين في الجو.. وفي نفس الوقت عينيها متعلقة بيا، ولما ماعرفتش أنام قومت شغلت التليفزيون وقعدت في الصالة قدامه، ساعتها أمي جت قعدت جنبي وسألتني:
-ليه صاحي لحد دلوقتي يا يحيى؟
-مش جايلي نوم خالص، كل ما أغمض عيني بشوف بنت مش بيربطني بيها أي صلة، حتى اسمها ماعرفهوش.
-شكلها حلو ولا وحش؟
-هو ده اللي فارق معاكي يا ماما بجد!
-لو شكلها حلو يا ريت تتجوزها عشان أرتاح منك.
ضحكت على كلامها وقولتلها:
-انتي هترتاحي مني شهر بحاله أهو.
-ليه هاتروح فين؟
-هنزل مصر عشان بابا هايعمل عملية صعبة.
-ماشي خلاص هاجي معاك، ما أنا أكيد مش هسيبك لوحدك.
-ماتخفيش دي عيلتي ماحدش منهم هيعملي حاجة.
-برضه هاجي عشان أطمن على فؤاد.
وفعلا بعد كام يوم كلمت داني اطمنت عليه وعلى المطعم، وبلغته اني هطول أجازتي عشان مسافر ولما أرجع هكمل شغلي عادي، وحجزنا ونزلنا مصر قبل عملية بابا بيوم، وأول ما شافني مع ماما، مكنش مصدق انها سمحتلي أنزل مرتين في نفس السنة، كلهم كانوا مستغربين من علاقة أمي بأبويا، ازاي مطلقين وفي نفس الوقت متفاهمين أوي كده، لكن المشكلة ماكنتش هنا، مع نزولي مصر الكوابيس زادت عليا بطريقة غريبة، لدرجة ان البنت بدأت تواجهني وتلومني، مش بس كده دي كمان أوقات كانت بتخربشني ولما أصحى من النوم الاقي جسمي فعلا متخربش في نفس الأماكن، ماكنتش فاهم ايه اللي بيحصل، كلمت داني وسألته عليها، لكنه فاجئني لما قال:
-مفيش حد بيجي الصبح خالص، بالعكس أنا بفكر أقفل المطعم الفترة دي لحد ما ترجع.
اقنعته مايعملش كده ويكمل شغل، وطلبت منه لو البنت ظهرت يديها رقمي ويخليها تتواصل معايا، كنت مستني مكالمة منها لكنها مكنتش بتظهر غير في كوابيسي.
وفي يوم صحيت من النوم جسمي كله بيوجعني، عشان كده ماقدرتش أنزل المستشفى لبابا، لكن لما أمي رجعت ناولتني قرص مسكن وقالتلي انه بخير، وطلبت مني أنام وأرتاح، حاولت وماعرفتش، عشان كده فضلت سهرانه جنبي بتحاول توقعني في الكلام وتعرف مالي، ولما حكيتلها كل حاجة حصلت معايا قالتلي:
-يحيى جايز دي حاجة من العالم الآخر وواخدة هيئة البنت دي عشان تتواصل معاك.
-حاجة من العالم الآخر يعني ايه؟
-أرواح مثلا شياطين أو عفاريت كيانات زي دي، أكيد في سبب للي بيحصلك ولازم تعرف السبب عشان تنهي كل ده في سلام.
-أرواح وشياطين ايه، ده أنا في حالي!
-مش لازم تكون مؤذي عشان يتواصلوا معاك، جايز عايزين منك خدمة أو قاصدينك توصل رسالة، أو يمكن تكون وسيط مثلا وانت ماتعرفش.
-ماما انتي عارفه اني بخاف من الكلام ده، من فضلك بلاش نتكلم فيه.
-حاضر بس أول ما نسافر فكرني نروح لنيكول وهي هتعرف اللي انت فيه ده سببه ايه؟
اتعصبت عليها وقومت وسيبتلها المكان، بس الغريب اني مكنتش لاقي سبب لعصبيتي، وده لأني عارف أمي وأفكارها اللي مش جديدة عليا، أنا آه رافض تفكيرها في موضوع الماورائيات ده وعندي مشكلة معاها هي ونيكول، بس ولا مرة اتعصبت منها وزعقتلها قبل كده، وعشان كنت حاسس بالذنب.. دخلت أوضتها واعتذرتلها، وبعدها سيبتها وروحت عشان أنام، لكن بمجرد ما دخلت الأوضة بتاعتي حسيت اني مش لوحدي، في حاجات غريبة كانت بتحصل، زي اللاب اللي اتفتح مع دخولي، والشاحن اللي اتشال من الفيشة لوحده، حاولت ساعتها أخرج لكن الباب ماكنش بيفتح، قعدت على الكرسي اللي جنب الباب وفضلت باصص للأرض، مليون حاجة جت في دماغي، كنت بحاول أشتت نفسي عشان الخوف مايتكملكش مني، لكن في الآخر فشلت ووقعت على الأرض مغمى عليا، فوقت على صوت خبط على باب الأوضة، فتحت عينيا وبصيت حواليا لقيت نفسي على الارض، افتكرت اللي حصل امبارح، ومسكت راسي اللي كان هيتفرتك من الصداع، ساعتها سمعت صوت أمي وهي بتنادي عليا عشان أصحى، طلبت منها تحضر الفطار على ما أغير هدومي، قومت من على الارض وقعدت على السرير، شديت الشنطة وبدأت أطلع منها أي حاجة ألبسها، وفعلا غيرت هدومي، لكن لفت انتباهي ان اللاب بتاعي كان مفتوح على ملف وورد، أنا مش فاكر اني قعدت عليه أصلا، بس ساعتها الفضول خدني وقربت من الشاشة وبدأت أقرأ
كانت صفحة بيضا، مكتوب فيها بالانجليزي سطر واحد:
-Im here, pleas help me.. Ella
بعدت عن الشاشة وأنا مش قادر أنطق، بصيت حواليا بخوف، عينيا كانت رايحة جاية في المكان، عقلي مش عارف يستوعب اللي بيحصل، معني كده إن أمي كان معاها حق لما قالتلي ان في كيان بيحاول يتواصل معايا، طيب يا ترى ايلا دي عايزة مني ايه، في اللحظة اللي اتشجعت فيها وكنت هكتب في نفس الملف وأسألها هي عايزة مني ايه، باب أوضتي خبط تاني، قفلت الملف بسرعة وروحت فطرت معاها، وبصراحة.. خبيت عليها موضوع الرسالة لأني مش حابب أروح عند نيكول تاني، أنا بكره نيكول من صغري، كانت هي وأمي بيعملوا جلسات بطقوس غريبة ومرعبة عندنا في البيت، لكن وقتها كنت صغير ومش فاهم حاجة، ومن أول ما بدأت أكبر نقلوا الجلسات دي وبقت في بيت نيكول، ومن وقت للتاني ماما بتعرض عليا أجرب وأحضر معاهم، بس برفض وبقولها اني مش حابب الطريق ده، مع الوقت الكوابيس كانت بتزيد، وبسبب قلة النوم بدأ يبان عليا التوتر والعصبية، وفي يوم وأنا عند جدتي بابا قالي:
-ما تتوضا وتروح تصلي مع ابن عمتك، مش أنا علمتك الصلاة من فترة وأنت قولت انك هاتواظب.
-بحسها تقيلة عليا ومش بقدر.
-ده الشيطان يا حبيبي، قاوم وخليك أقوى منه.. اوعى تسمحله يغلبك.
كلامه شجعني وخلاني أقوم عشان أتوضا، لكن فجأة أول ما فتحت ماية الحنفية وأنا في الحمام، حسيت ان ذاكرتي كلها اتمسحت، والمكان كان بيتهز من حواليا بطريقة مرعبة، بلعت ريقي بخوف وصرخت باسمه، ساعتها وقعت على الأرض، وآخر حاجة فاكر اني شوفتها كان ابن عمتي وبابا وهم بيجروا عليا، مااعرفش أغمى عليا وقت قد ايه، بس لما فوقت وفتحت لقيتهم كلهم جنبي بما فيهم أمي، أول ما اتعدلت في قعدتي شالت من عليا الغطا وقالتلي:
-يلا يا يحيى عشان نمشي من هنا، واعمل حسابك اننا هنسافر بالليل، أنا حجزت تيكت الطيارة خلاص.
ساعتها بابا اتدخل وقالها:
-يحيى شكله تعبان أوي.. سيبيه لما يشد حيله وبعدها سافروا، ماحدش هيقعدكوا هنا غصب عنكوا.
-لا أنا مش هسيب يحيى وهنسافر النهاردة، أنا عارفه ايه اللي تاعبه وهعالجه، خلاص نيكول عرفت السبب.
في اللحظة دي غمضت عينينا وقولتلها:
-أنا مش عايز أروح لنيكول، مش بحبها وبخاف منه، مش عايز أسافر أصلا، هفضل مع بابا هنا.
-انت بتقول ايه؟ مستحيل أسيبك هنا.
-أنا مش صغيرعلى فكرة وأقدر أحدد هقعد فين ومع مين.
-هم عملوا فيك ايه يا يحيى، شربوك ايه غير حالك كده.
-ماحدش عملي حاجة فيهم، لكن انتي العيشة معاكي خنقاني، معتقداتك اللي بتحاولي تفرضيها عليا انتي وصاحبتك بقت تقيلة عليا ومش عارف أقبلها.
-يحيى انت لازم تفهم ان نيكول قالت ان الشيطان بيحاول يتمكن منك، ولو مالحقنكش فعلا هتضيع مننا للابد.
ماحدش في اللي قاعدين كان فاهم الكلام اللي بيتقال غير بابا وأنا وأمي، وساعتها هو قام شدها من ايديها وقالها قصاد الكل:
-أنا لما سيبتك تروحي لحالك بالمعروف كان عشان تربي ابني زي ما وعدتيني بعيد عن كل القرف ده، لكن واضح اني كنت غلطان انتي مش بتتغيري.
-فؤاد أنا اتغيرت والموضوع مش زي ما انت فاهم، احنا بطلنا نعمل جلسات التحضير وكل شغل زمان ده، الموضوع دلوقتي ماشي معانا بشكل علمي ومش بنأذي حد، وهاثبتلك ده لما أعالج يحيى، أنا ماعنديش أغلى منه أكيد مش هاسمح لحاجة تأذيه.
-انتي الأذى في حد ذاته، الشر المتجسد في بني ادم عايش وسطنا، انسي ان ليكي ابن اسمه يحيى من النهاردة.
وفعلا عيال عمتي أجبروها تطلع من البيت، واللي عرفته انها سافرت بعد كام يوم لما يأست اني أرجع معاها، ولما بابا قعد معايا وحكيتله اللي بيحصلي وعدني انه هيشوف شيخ كويس يقعد معايا، بس أنا فجأة، بقيت بسمع أصوات حد بينادي عليا وبيقولي:
-تعالى يا يحيى، مكانك مش هناك، مكانك بينا انت مننا.
كنت مرعوب من اللي بيجرالي ومش فاهم حاجة، لكن مش هنكر اني حاسس بشوية أمان في وجود أبويا جنبي.
وفي ليلة دخل عليا ابن عمتي، شد كرسي وقعد جنب السرير وطلع موبايله وشغل سورة من القرآن، كنت حاسس ان جسمي في نار ماسكه فيه، طلبت منه يطفيه ويخرج بره لكن ماسمعش الكلام، حاولت أخرج أنا بس منعني، ووقتها ماحستش بنفسي غير وأنا موقعه على الارض وبضرب فيه، واللي شاف المنظر ده وهو داخل أوضتي كان أبوبا، جرى عليا وشدني بعيد عنه، ولما ابن عمتي حكاله اللي حصل بابا زعقله وقاله ان الشيخ اللي هيجي هو اللي مفروض يعمل كده، أما أنا بقى فأول ما سمعت كلامه ده بعدت عنه وقولتله:
-أنا مش عايز شيوخ، سيبني أسافر لماما.
-مفيش سفر غير لما تبقى كويس، رجلك مش هاتعتب الباب الا لما الشيخ يقولك انك بخير.
مسكت أبويا من هدومه وفضلت أزق فيه وأقوله:
-بقولك.. سيبني أمشي.
ومع دخول شخص غريب للأوضة جسمي كله اتنفض، بعدت عن بابا ووقفت في زاوية، الراجل قر ب منه وقاله:
-انت كويس، لما هو هايج كده ماندتنيش ليه على طول.
-مالحقتش والله يا شيخ ده..
قطعت كلامهم بغيظ:
-وسعوا وسيبوني أخرج من هنا، انتوا مفكرين انكوا هاتقدروا عليا.
بصيت للشيخ ووجهت كلامي ليه:
-لا أنت ولا 100 زيك هايقدروا يوقفوني.
وبمجرد ما عديت من جنبه، قال كلام غريب حسسني اني مشلول ومش قادر أتحكم في جسمي، كمل وعلى صوته، ومع كلامه ده كنت حاسس اني بتخنق وفي صوت طنين شديد أوي في وداني، كنت شايف كل حاجة حواليا ضبابيه، وسامع أصوات كتيرة داخلة في بعضها ومش عارف أفرق بينها، في اللحظة دي وقعت على الأرض وحسيت ان روحي بتروح مني، ماكنتش عارف أنطق، مديت ايدي لأبويا وطلبت منه يساعدني، لكن سمعت الشيخ اللي معاه بيأمره يبعد عني ويسيبني، اتمنيت لو أمي كانت معايا، مكنتش هتسمحلهم يعذبوني العذاب ده كله، وفي نفس اللحظة سمعت صوتها وحسيت انها جنبي، كانت بتردد كلام غريب وبتطلب مني أقوله وراها، لكنه كان تقيل على لساني وماعرفتش أنطقه، ساعتها غمضت عينيا وحسيت اني كده كده هموت، بس ماعرفش ليه شوفتها.. شوفت ايلا، كانت بتكلمني بالاشارة، مافهمتش حاجة من كلامها خالص غير انها طلبت مني أهدى، وفعلا هديت واستسلمت لدرجة اني فقدت الاحساس بكل حاجة حواليا، ولما فوقت، كان ابن عمتي قاعد جنبي ووشه كله كدمات، وبابا قاعد على طرف السرير والشيخ على الكرسي اللي في وشي، ومع حركي خدوا بالهم اني فوقت، ووقتها والشيخ قالي:
-حمد لله على السلامه، كفارة يا يحيى، غلبتنا معاك يا ابني.
بصيتله وابتسمت، أنا ماكنتش فاهم حاجة بس حاسس اني بقيت أحسن ومرتاح.
دورت وشي لبابا وقولتله:
– هو ايه اللي حصل؟
-سيب أبوك في حاله وأنا هاقولك ايه اللي حصل.
رجعت تاني بصيت للشيخ باهتمام وهو بقولي:
-الاول كده خلني أقولك أنا مين، أنا عمك ميمون، راجل على باب الله والناس بتحبني من غير سبب، بيقولوا ان في ايدي البركة وبطرد الجن اللي ساكن الجسد، بس سيبك من كل ده وركز في حكايتك أنت، يا يحيى يا ابني أبوك ساب أمك عشان اكتشف بعد الجوازانها بتمارس نوع معين من السحر، كانت عايزه تاخده لنفس الطريق بس هو رفض وانفصل عنها، وساعتها هي صممت انك تفضل معاها بعد ما ولدتك، ووعدته انها هتبعد عن طريق السحر ومش هترجعله تاني، لكن من الواضح انها كذبت عليه وكملت في اللي بتعمله، وكانت عايزة تستغلك وتجرك لنفس الطريق، بس انت كان فيك حته مش مصدقه كلامها وبتقاوم، وعشان كده هي ماقدرتش عليك، فقرروا يجبروك تمشي في طرييقهم بالعافية.
وأما البنت اللي كنت بتشوفها، فدي قربان هم قدموه عشان يجروا رجلك بيه، وللسبب ده البنت كانت بتظهرلك لوحدك، تقدر تقول انها كانت فخ هيسحبوك بيه عشان يدخلوك وسطهم وتآمن بمعتقداتهم وان الخلاص هيبقى معاهم وعلى ايديهم.
-معقول في أم تضحي بابنها؟
-هم معندهمش حتة ان الامومة رابط مقدس ولا علاقة فطرية، ممكن يدوسوا على أي حد وأي حاجة عشان يوصلوا لمصلحتهم، دول شياطين يا ابني.
-طيب أنا أعمل ايه دلوقتي؟
-ماتخفش أنا فكيت كل اللي كان معمولك وحصنتك من شرهم، مفيش حاجة هتقدر تمسك بشر غير بإذن من ربنا، عايزك تداوم على الاذكار والصلاة في جماعة، وماتنساش القرآن يكون شغال جنبك باستمرار، وأنا من ناحيتي هبص عليك من وقت للتاني وربنا يحفظك بحفظه يا ابني.
والحمد لله حياتي بقت تمام واتحسنت، كمان قررت أعيش مع أبويا وماسافرش تاني، وبعد بكره افتتاح المطعم بتاعي أنا وابن عمتي وبرضه هسميه مونتو على اسم مطعم داني، أما بالنسبة لأمي ونيكول فاللي عرفته من داني انهم عملوا حادثة والاتنين ماتوا، يمكن موتهم هو اللي نجدني من شرهم.
تمت بحمد الله

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى