قصة الجرامافون
انا توفيق، من محبين الست ام كلثوم، وتقريبا متابع لجميع اغانيها، كانت ست رائعة، ومن اكتر الاغاني اللي حبيتها للست هي اغنية (سيرة الحب ، وامل حياتي) في البيت عندي مش بشغل غيرهم تقريبا، لكن مش هنا كانت قصتي، قصتي بدأت لما كنت ماشي في وسط البلد، وعديت علي محل قديم وكنت بسمع اغنية سيرة الحب، لقيت راجل عجوز بيقولي…
-يااااه، كانت من اكتر الاغاني اللي بحبها هي سيرة الحب.قصة الجرامافون
-اه يا حج، هي فعلا جميلة هي وامل حياتي.
-طب انت بقا جربت تسمعهم علي الجرامافون؟
-خلاص براحتك يابني، انا بس كنت عايزك تجرب، اصل الناس السميعة دي متحبش تسمع حاجه للست، غير علي اسطوانة، وانت عارف بقا.
-والله ياحج كلام معقول، بس انا معنديش الجرامافون دي، مسمعش عنه غير في الافلام، اصلا تلاقي انقرض.
-واللي يدلك علي واحد.
ملحقتش ارد عليه، ولقيته قام، كان راجل عجوز جدا وضهره محني وبشرته مكرمشة، وشعرة ابيض، واسمر اللون شويه..
-طب اساعدك ياحج طيب.
قصة الجرامافون
-لا يابني، احنا لسه شباب، سيبني بس.
مفيش خمس دقايق عقبال ما دخل ورجع، وكان معاه جهاز قديم اوي، يكاد يكون من شغال، هو عباره عن حاجه طالع منها بوق، ومكان بيتحط فيه اسطوانة، وابره، وحاجه بتتلف من الجنب..
-ها ايه رأيك في.
-رأي في ايه يا حج، ده تلاقي مش شغال اصلا.
-خده بس وهتلاقي شغال، وادي اسطوانة اغنية سيرة الحب اهي، خد بالك دي نادرة ومتعملش منها كتير اصلا.
-طب وده بكام ده.
-لا من غير اي حاجه، اعتبرها هدية، انا راجل كبير يابني، وانت زي ابني، خده بس متكسفش يابني.
صراحة مرضتش اكسفة، وخدت البتاع ده ومشيت روحت البيت، كنت تعبان شويه فنمت، ماكملتش كام ساعة، الا وصحيت علي صوت حاجه بتنغوش جنبي، ببص جنبي، لقيت الصوت اختفي، غمضت عيني تاني راح الصوت رجع تاني بردو، قومت فتحت عيني، لقيت الجرامافون في وشي..
-بسم الله الرحمن الرحيم، يخربيت ابوكي كنتي هتخليني اقطع الخلف.
قومت بصيت في الساعة، لقيتها الساعة 9، قولت اما اقوم اعملي اكل اتعشي بما اني كده كده صحيت خلاص، قومت خدت الجرامفون وحطيته تحت السرير، ودخلت المطبخ اعمل اكل، لكني كنت سامع صوت ترزيع جوه في الاوضه، صراحه مهتمتش لكن الصوت زاد اكتر واكتر..
-هي ل
يلة مش هتعدي من اولها، ايه هو القرف ده علي المسي.
روحت الاوضة تاني، بصيت لقيت الجرامافون موجود علي السرير، والاسطوانة طالعة وموجوده علي السرير.
-وبعدين بقا في الليلة اللي مش هيبان لها صبح دي.
سيبت كل اللي في ايدي ونسيت الاكل علي النار وولعت النور وجيت اشغل في البتاع الغريب ده، اهو اسمع الست وانا بعمل الاكل، المهم جبت الاسطوانة، وحطتها علي البتاعة المدورة الغريبة دي، وفضلت الف في المفتاح اللي في الجنب، بس بردو مش راضية تشتغل، عمال الف مش راضية تشتغل، لقيت صوت في ودني بيقولي…
-الابرة
-اه صح تسلم، ايه ده!!! الصوت ده جالي منين صح.
خدت الموضوع بهزار وقولت عادي، عقلي الباطن يتحدث.
حطيت الابرة، والاغنية بدأت تشتغل، روحت شميت ريحت الاكل طلعت، قولت لنفسي…
)اما اروح الحق الاكل قبل ما يتحرق، هي مش ناقصة اصلا)
روحت شوفت الاكل والاغنية شغالة، واندمجت جدا معاها، لكني كنت حاسس بحاجه جنبي في المطبخ، قولت ..
)يمكن الست معايه في المطبخ ولا حاجه)
الغرامفون كان صوته واطي نسبيا، لاني مش عارف اعلي منين، لكن اول ما الاغنية جت علي الجزء ده الجرامافون صوته علي “ياللي ظلمتو الحب، وقولتو وعيدتو عليه، قولتو عليه مش عارف ايه، العيب فيكم، يا في حبايبكم، اما الحب يا روحي عليه، في الدنيا دي مفيش ابدا احلي من الحب، نتعب، نغلب، نشتكي منه لكن بنحب، يا سلام علي القلب وتنهيده في وصال وسهام، وشموع الشوق لما يقيدو في ليل المشتاق”
كنت بحب الحته دي جدا، لكن اول ماجت النور في الشقة كله قطع تماما، وقتها كان الاكل استوي، فقفلت عليه، اما اروح اجيب الموبايل انور الكشاف، لكن وانا ماشي في الصاله خبطت في حاجه متلجة جدا، فضلت احسس علي الحاجه اللي قصادي دي، لقيته شخص، فضلت اقول بتوتر…
-انت انت مين؟؟… وايه اللي جابك هنا، حراااامي.
ملحقتش اكمل الجملة الا ولقيت صوتي اتخرص، واغنية الست كانت لسه في نفس الكوبلية، بس صوتها بقي ابطئ ومرعب جدا، كنت بحاول انطق اقول اي حاجه، لكن صوتي مش راضي يطلع، لقيت الكائن الغريب ده بيقولي..
-عامل ايه يا توفيق.
حاولت انطق لكن كان صوتي بردو مش راضي يطلع، اكن حد طابق علي نفسي، الخوف تملكني، نبضات قلبي بتعلي، مع اللحظة دي لقيت الشخص الي قدامي فتح كشاف في ايده، وكان شكله مرعب، كان هيكل عظمي تماما ، وكان طويل بشكل مبالغ في، ولابس روب طويل، في اللحظة دي لقيت نفسي طلع، فضلت اتنفس واتنهد…
-ارجوك سيبني في حالي، اعوذ بالله من الشيطان الرچيم، اعوذ بالله من الشيطان الرچيم.
فضلت اقول في سورة ياسين، والكائن اللي قدامي ده باصصلي ومكشر، كان ثابت مبينطقش تماما، معداش لحظات، الا وحسيت بدب في المكان كله، حسيت اني وقعت جوه دوامه بعدها، صحيت من النوم علي ريحة شياط للاكل والست كانت بتقول في اخر كوبلية في الاغنية، وناس عماله تدبدب علي الباب.
-يا استاذ توفيق، يا استاذ توفيق، في ريحة حاجه بتتحرق هنا.
قومت فتحت الباب واعتذرت للناس، وطفيت علي الاكل، او الحريقة دي، وقولت لنفسي…
(لاااا، انا مش هسكت اكيد، الغرامافون ده في حاجه، انا ازاي نمت يعني)
فعلا قومت اتفحص الغرامافون، حاولت اشغلة لكنه كان معلق مرضيش يشتغل، فقولت اما اروح انام شويه، مرضتش اكل اتسد نفسي بعد اللي حصل، والاحراج اللي حسيت بي، ونمت نوم عمييييييق..
“ياللي ظلمتو الحب، وقولتو وعيدتو عليه، قولتو عليه مش عارف ايه، العيب فيكم، يا في حبايبكم، اما الحب يا روحي عليه، في الدنيا دي مفيش ابدا احلي من الحب، نتعب، نغلب، نشتكي منه لكن بنحب، يا سلام علي القلب وتنهيده في وصال وسهام، وشموع الشوق لما يقيدو في ليل المشتاق”
ايوه، نفس الكوبلية تاني اشتغل بس المرادي انا مشغلتوش، انا صحيت علي صوت الست وهي بتقول، نتعب نغلب، نشتكي منه لكن بنحب…
بصيت علي الجرامافون ملقتوش شغال!!! امال الصوت ده جي منين، فضلت امشي ورا الصوت لقيته جي من المطبخ، ومش بس كده، ده كان في واحد واقف في المطبخ جوه بيعمل اكل، والجرامافون جنبه شغال، بصيت ورايه اشوف الجرامافون فين ملقيتوش مكانه، ببص تاني علي الشخص ده اعرف مين، لقيته في وشي، كان شكله مرعب، وشه شاحب، عينه سوده تماما، ريحة كريهة، ومع اللحظة دي لقيت صرخة هزت المكان، ودني صفرت من الصرخة ووقعت في الارض من حده الصوت، ولقيت دم كتير جدا جي من المطبخ، لدرجة انه وصل للصالة وكان عند رجلي، لقيت الكائن ده فضل يحوم عليا زي التعبان وهو بيقولي…
قصة الجرامافون
-نهايتك قربت يا توفيق.
-قربت ايه، انتو مين اصلا، وعايزين مني ايه.
-الجرامافون يا توفيق، انت اللي استدعيتنا، دي وسيلتنا.
-يعني ايه وسيلتكو، وانتو عايزين مني ايه.
-الموت يا توفيق الموت.
مع لحظة نطقة كلمة الموت، حسيت بان الارض بقت كلها رملة سوده سخنة جدا، ولقيت عقارب كتير اتواجدت في المكان لونها اسود، والرملة السوده اللي كانت موجوده دي اتحولت لرمال متحركة وفضلت تشدني لتحت، كنت عمال اقاومها لكنها فضلت تشدني اكتر واكتر، لغاية ما لقيت العقارب دي مقربتش مني، بل عملت حاجه زي ممر، وفي اللحظة دي لقيت واحده جايه من بعيد بتقولي..
-متقاومش اهدي عشان متتشدش لتحت خالص.
-انتو مين وعايزين مني ايه.
-انت اللي مين وعايز ايه، انت اللي اخدت الجرمافون بتاعي.
-انا مأخدتش حاجه، انا في راجل كبير هو اللي ادهولي.
-يبقا سلمك العهد، وانت قبلت بي.
-يعني ايه الكلام ده..
قصة الجرامافون
-الجرامافون ده ملكي انت، واي متعدي عليه وعلي املاكي، مصيرة الموت، او العذاب حتي الموت، الا لو سلمة لشخص تاني، والشخص ده قبل بي عشان يموت بداله، وانت قبلت بي..
-يعني ايه الكلام ده، يعني انا هموت، طب انا هرجعله الجرامافون ده تاني طيب، هعمل اي حاجه بس سيبيني، وانت يا حج انت كمان جي تديني بتاع هيموتني وانت اصلا كلها يومين وتموت.
-مفيش فرصه، معاد التنفيذ ابتدي، الموت يا الموت، انت دلوقتي غارق في احلامك.
-غارق في احلامي، معني كده ان اللي حصل من شوية ده كان حقيقي.
مش عارف الفكرة دي جاتلي، ولا الجرأة دي جاتلي منين اصلا، الا واني قررت اني اموت نفسي، يا تصيب يا تخيب، فضلت اتحرك في الرملة عشان تشدني لتحت اكتر، ولقيت الست اللي خلوني اقولكُ، انها كان شكلها زي بدوية، لكن مخيف ولبسها متهالك، ووشها احمر تماما، فضلت تصرخ …
-هجيبك يا توفيق، هجيبك.
مفيش لحظات الا وصحيت من النوم، يعني الحمدلله مموتش، الخطة نجحت بحمدالله، لقيت هدومي كلها كان عليها رملة سودة، وكان لبسي متبهدل، كانت الساعة 8 الصبح وقتها، قومت غيرت هدومي ، وخدت الغرامافون، وطلعت علي وسط البلد، كانت الساعة وقتها حوالي 10 لكني لقيت المحل مقفول، كان في واحد بيبيع ورد قدام المحل سألته…
-هو فين الحج اللي كان هنا.
قصة الجرامافون
-معرفش يابوي، عايزه في حاجه .
-لا بس في امانة كنت عايز اسلمهاله.
-قصدك الجرام ده ولا اسمه ايه.
-الجرامافون!!
-ايوه ايوه هو ده، تاهت عن بالي دي، بس هو سابلي رسالة ليك، ومن ساعتها هو مختفي.
فتحت الرسالة ولقيته بيقولي كاتب كالاتي( اسف جدا يابني لو كنت حطيتك في موقف زي ده، لكنهم كانو هيورثوها لابني لو كنت مت قبل المعاد، ويا عالم كنت هعيش لوقتها ولا لا، بس لو انت بتقرأ الرسالة دلوقتي، يبقا انت عرفت تنجو منهم، وتقدر تتخلص من الارث، انا حاولت اكسره كذه مره مرضيش يتتكسر، لكنك لو قدرت تكسره، يبقا لعنة الغرامافون انتهت)
مسكت الجرامافون ورميته في الارض، اتكسر 100 حته، لقيت الراجل بتاع الورد ده بيقولي..
-هو ضايقك في الكلام ولا ايه.
-علي اساس انك مقرأتهاش.
لقيته سكت وقالي..
-يعني كان لابسه جن.
– الجرامافون قدامك، لو عايزه صلحه وجرب.
من ساعتها والست البدوية دي بتطلعلي في احلامي وبتقولي ان معادي قرب، وساعات بصحي الاقي رملة سوده علي هدومي بردو، حاولت ابحث عن بيت الراحل صاحب المحل ده كتير ملقيتوش، لكن في يوم كنت معدي من الشارع اللي في المحل ده، فلقيت المحل مقفول ومتربس بجنازير، فدورت علي بتاع الورد ملقيتهوش، سألت محل علي اول الشارع بسبب ان ماكنش في محل في الشارع كله غيره، فلقيت الراجل قالي..
-يابيه المحل ده مقفول بقاله سنين، ومفيش بتاع ورد بيقعد هنا اصلا، هو الشارع شغال عشان يبيع في ورد!!!
يعني ايه، يعني كل اللي حصل ده كابوس، بس انا متأكد من اللي حصلي، ويا تري هيجولي تاني ولا لا، وايه سبب ده كله، اسئلة كتيرة مش عارفلها اجابة، غير ان مرحلة شيطانية عدت عليا حولت حبي للست الي كرة شديد وخوف بعد كل كلمة من الكوبلية ده….
اندرو_شريف
قصة الجرامافون