قصص

قصة المزلقان

قصة المزلقان

لما تسمع اسم المزلقان، للوهلة الأولى هيجي في بالك وتتخيل منظر واحد بس، وهو فيلم المنسي لما عادل إمام كان شغال على التحويلة بتاعت القطر ومستني العفريت يطلع له أو يظهر له وطول الوقت كان خايف..
بس المزلقان مش مرتبط بتحويلة، المزلقان ده هو سكة حديد بتفصل بين شارعين أو منطقتين، الناس بتعدي منها كل يوم وكل لحظة بشكل يومي وروتيني وبتكون مزدحمة عادي بالناس جدا. وعشان كده حكايتي مع المزلقان مختلفة جدا وغريبة ومخيفة إلى أبعد حد..
انا عايش في منطقة في محافظة الجيزة ، عشان اروح شغلي كل يوم لازم اعدي المزلقان ده اركب من هناك والعكس صحيح، وانا راجع للبيت لازم برضه اعدي على المزلقان اللي دايما فيه ناس بتعدي معايا وناس كمان قاعدة جوه الممر المؤدي للمزلقان، اللي بيبيع مناديل، وفكهاني ، وحاجات كتير …
انا بشتغل في مطعم واسمي رامز ، وشغلي ساعات بيخليني ارجع بليل متأخر .. يعني قرب الفجر كده
كان الجو سكون وغريب ويخلي قلبك يتقبض .. كان فيه حاجة مش طبيعية …
وده اللي حسيته أول ما نزلت من العربية وكنت داخل الممر المؤدي للمزلقان ..
بدأت امشي ومكنش الممر فيه ناس ، اقصد الناس اللي بتبيع الحاجات اللي انا ذكرتها قبل كده ، غالبا كان بيبقي فيه تلاتة او اربعة لسه قاعدين بس المرة دي مفيش حد خالص !!
كملت طريقي و سمعت صوت واحد بيزعق ، كان بيتخانق وبانت ليا هيئته من بعيد انه بيزعق مع حد في التليفون وكان صوته عالي جدا وظهر مرة واحدة كسر الهدوء ..
وفجأة ظهر صوت صفارة القطر ، وصوت احتكاك عجلاته مع القضيب الحديدي ، صوت الراجل لسه واضح وبيزعق وصفارة القطر بتعلي اكتر واكتر وكأن سواق القطر بينذره..
جريت بسرعة ناحية الراجل وصوت القطر وصفارته بيعلي وبيقرب وصوت الراجل عالي وبيزعق !!!
واول ما وصلت فضلت ازعق واقوله حاسب حاسب حاسب ومرة واحدة القطر داسه والراجل مات !!
الراجل دمه كله جه ع هدمي وغرقني !!
اتسمرت في مكاني من غير اي رد فعل ، مبرق وفاتح شفايفي ومش مستوعب اللي حصل !!
والقطر اختفي من نظري ، ومعاه جثة الراجل ..
فضلت واقف مش عارف اعمل ايه لحد ما لقيت ناس بدأت تيجي والشرطة كمان .. كل ده بيحصل وانا واقف مصدوم والدم مغرق كل حتة فيا …
يمكن فات نص ساعة وانا غير مدرك للوقت او الموقف ، جالي صدمة من المشهد ..
بدأت الناس تشدني والشرطة تقفل المزلقان وبدأت تفتش ع جثة الراجل او بمعني اوضح اللي اتبقي منها ..
جابوا لي مياه عشان اغسل وشي وانضف الدم وعصير عشان اهدى ، انا شايف كل حاجة ومدركها بس مش قادر اصدقها !
وسألني الظابط اهدي كده وقولي انت ساكن فين ؟
مش قادر ولا عارف اتكلم ، ومجاوبتش وعنيا دمعت.
نده لعسكري وقاله وصله لحد بيته والصبح هنبعتله وهنسمعه ، وبص ليا وقالي :
متقلقش واهدي انا عارف الموقف صعب بس هما كلمتين عشان تقفيل المحضر ، روح وصله يا محمد..
اخدني ومشينا ، وكان بيتي قريب من المزلقان ، وطول الطريق انا سامع صوت صفارة القطر وشايفه وهو بيموت الراجل وحاسس بالدم وهو بيغرقني ..
وصلت وطلعت واول ما خبطت ع الباب وامي فتحت صوتت وصرخت وانا وقعت وفقدت الوعي
فوقت بعدها يمكن بساعات ، كان النهار طلع واول مفتحت عنيا لقيت الراجل واقف في الاوضه والقطر بيدوسه صرخت .. !!
امي جت واخواتي وقالولي العسكري اللي وصلك قالنا اهدي يابني اهدي ..
والباب خبط .. وكان نفس العسكري ومعاه الظابط وسألوني وجاوبتهم وانا لسه مش مستوعب المشهد !!
وطبعا مجرد حادثة اتقفلت وبعدها كان قرار ان يبقي فيه انذار يشتغل لو قطر جاي وخلاص ..
بس بالنسبالي عمرها مهتخلص ، انا مش شايف الا المشهد ومش سامع الا صوت الراجل وصوت صفارة القطر ..
الظابط والعسكري مشيوا وطلبت من اهلي اكون لوحدي ، كان لسه باقي دم عليا وقومت استحميت
وفجأه شفت الراجل في وشي واختفي !!
اتفزعت ولكن قولت لنفسي اكيد ده أثر الصدمة وانا بلبس هدومي سمعت ريماس اختي الصغيرة بتصرخ !!
لبست بسرعة وخرجت زي المجنون ولقتها بتقول:
في واحد جوه مقتول في اوضة رامز انا شفته ..
قصة المزلقان
هديتها وسألتها احكي لي شفتي ايه؟!
قالت لي :
دخلت احط الاكل عشان تاكل ، حطيت الصينية ع الطرابيزة وببص لقيت واحد نايم ع سريرك وغرقان دم ومن غير ايدين ولا رجلين ..
رامز انا خايفة اوي !!
اختي عندها 10 سنين فقولت في نفسي يمكن بيتهيألها ، قولتلها مفيش حاجة يا حبيبتي انتي بس يمكن خايفة من اللي قاله الظابط اهدي متخافيش
وإلتفت عشان ادخل الأوضة ولقيت نفس المشهد اللي ريماس كانت بتوصفه !!
الراجل هو هو اللي انا شفته ع القضيب !! بس نايم ومن غير اطراف ودمه مالي السرير وع الحيطان !!
مشيت براحة في اتجاه ، وكل ما اقرب منه اسمع صوت صفارة القطر !!
واول ما قربت من السرير جه القطر داسه ولقيت هدومي كلها دم !!!
وقطع صوت امي الذهول اللي جوايا وهي بتقول :
رامز ، انت كويس ؟!
قولتلها ايوه يا امي انا كويس
قالتلي انا مبسوطة انك اكلت كل الاكل ، هات الهدوم اللي قلعتها اغسلها لك
معرفتش انطق ولا اقول غير حاضر ودخلت الحمام اجيب الهدوم عشان احطها في الغسالة واول ما دخلت الحمام ملقتهاش !! الهدوم اختفت ..
……..قصة المزلقان
مبقتش عارف ايه اللي بيحصل بالظبط ؟ و اركز مع ايه ولا ايه ؟!
الاكل اللي اتاكل وانا ملمستوش ولا الهدوم اللي اختفت مرة واحدة ؟! ولا في المشهد اللي مش راضي يغيب عن بالي ولو حتي لثانية واحدة !!
وفي وسط كل ده سمعت صوت جاي من ورايا بينادي باسمي !!!
ولما التفت ورايا لقيت نفس الراجل لابس الهدوم بتاعتي و عنيه ونظره مركزين عليا !!
صرخت ولقيت نفسي بقوله :
انت عايز مني ايه ؟! حرام عليك ، انت عايز تجنني ولا تموتني !!!؟؟
لقيت امي واختي جايين بيجروا وبيقولولي مالك ؟ بتصرخ ليه وبتكلم مين ؟!!
ملقتش مبرر اقدر اقوله ويقنعهم غير اني اقول ان اعصابي تعبانة من الحادثة ومحتاج ارتاح او اغير جو …
ولقيتهم موافقين ع نفس الرأي ، بس لاحظت ع ملامح امي فزع او خوف غريب ولما سألتها مجاوبتنيش وهربت من السؤال وقالت لي :
انا هغسل الهدوم وبعدين انشر وعلى فكرة انا عايزة اوديك لشيخ يرئيك ويقرالك قرآن وكمان يقرا هنا في البيت ..
ما جادلتش معاها كتير وقولتلها اللي تشوفيه ودخلت غيرت هدومي ونزلت الشارع اقعد مع صحابي ع القهوة ..
وبدأنا نتكلم عن الحادثة واللي حصل كله وبدأت انا احكي واخرج شوية من اللي جوايا ، وبعد ما اخدنا قاعدتنا وجينا نمشي علي قال لي اصبر انا عايزك ..
الكل مشي وفضلت انا وعلي اللي قال لي :
الراجل اللي مات ده وانت وصفته انا اعرفه لان ابنه صاحبي وانا لسه جاي من عزاه من شوية ..
وكانوا بيقولوا انه كان ساعتها بيتخانق مع خطيب بنته ع حاجات الجواز لانه مجبش حاجة للبنت والحال يعني ع قده والفرح مكنش فاضل عليه الا شهر واحد .. قطعت كلامه وحكيت له اني بشوفه وانه بيظهرلي وحكيت كل التفاصيل اللي شوفتها ..
لقيت علي بيقولي انا مصدقك لان ابنه حكالي انه ظهرلهم وشافوه ، معرفش ده مسماه ايه او معناه بس تعالي نروح لواحد شيخ معرفة وهو يدلنا ع الطريق الصح ..
قصة المزلقان
تليفوني رن وكانت امي ولما فتحت قالت لي :
رامز .. اتصرف وهات شيخ وتعالي دلوقتي ، في واحد واقف في اوضتك مبيمشيش ولابس هدومك وغرقان دم ، رامز تعالي بسرعة لان مش اول مرة اشوف المنظر ده …
روحنا للشيخ وبدون مقدمات خدناه معانا للبيت عندي وعلي سابنا ونزل راح جاب صاحبه ابن الراجل المتوفى وقعدنا كلنا مع الشيخ وبدأت احكيله كل الحكاية وامي حكت وابنه كمان وبعد ما خلصنا
قام الشيخ وقال :
سيبوني ادخل الأوضة لوحدي وبعد ما اخرج هقولكوا ايه اللي ممكن يتعمل …
دخل الشيخ وقفل الباب ع نفسه وسمعنا صوته وهو بيقرأ بعض الآيات من القرآن وكان فيه سخونة وحرارة عالية جاية من الاوضة كلنا حاسيين بيها
وصوت عالي كأن الاوضة جواها زلزال !! كل حاجة بتتكسر .. وبدأ صوت صفارة القطر يظهر وصرخات كبيرة وعالية ومش عارفين ده صوت الشيخ ولا الراجل ولا ايه اللي ممكن يكون بيحصل جوه !!!؟
كل ده فضل يحصل ع مدار ساعة كاملة واحنا كلنا مرعوبين بره ماعدا ابن الراجل كان هادي جدا وكأنه مخبي حاجة جواه مش عايز يقولها !!
الصوت اتقطع! وخرج الشيخ ومقالش اي كلمة ، شاور لمحمود ابن الراجل وشاور لي ان احنا نروح وندخل معاه الأوضة !! وفعلا روحنا ودخلنا ..
قفل الباب ، واول ما دخلت الأوضة كانت كأنها جهنم !!
عارف لما تدخل فرن عيش من بتوع زمان او مستوقد اللي كانوا بيستخدموه لتسوية الحاجات والاكل اللي بكميات كبيرة وبتاخد وقت للسوى !!
نفس الاحساس ، الجو حرارته عليا جدا والرؤية كأنك جوه النار !!
وقال الشيخ :
الراجل ده كان عليه دين لازم يتوفى ويرجع لاصحابه ، الروح اللي فضلت منه شريرة وطاغية ، شيطان من اهل الشر واتحرر بموت والدك يا محمود ، تعرف حاجة مخبيها علينا نقدر نساعد بيها والدك ؟!!
محمود كان سرحان وفي دنيا تانية غير الدنيا
و ردد الشيخ كلامه بصوت أعلى :
محمود ، انت فيه حاجة تعرفها ومخبيها نقدر نساعد بيها والدك ؟!
لان في حاجة في قمة الشر كانت مسيطرة ع والدك وكانت مخلياه غفلان وده اكده اللي حصل وكلام رامز عن اللي شافه في الحادثه ..
اتكلم واعرف ان ده سر بس لازم تتكلم …
محمود بدأ يتكلم ويقول :
انا هحكي لك يا مولانا ، انا لازم احكي السر اللي جوايا وخبيته ، انا بسبب كتماني ده يمكن اكون حاسس بالذنب ناحية ابويا ولازم اتكلم ، بس ارجوك بلاش السر ده يطلع بره القاعدة دي احنا التلاتة وبس ..
وقبل ما محمود يبدأ يتكلم لقينا امي بتصوت وبتصرخ ، ولما خرجنا لقينا الحمام مولع والنار ماسكة فيه بالكامل !!!!
ومحمود بيقول :
ابعد عنهم ، هما مالهمش ذنب في كل ده ، ابعد عنهم !!
وفي وسط النار دي كان ابوه واقف بنفس هيئتة اللي شوفته عليها قبل ما القطر يدوسه ، وبنظرة الشيخ ليا عرفت ان انا وهو اللي شايفينه وبس !!
وفجأة النار اطفت وفضل ع الأرض دم وآثار رجلين عملها الدم !!
وكإن كان فيه حد جوه النار ، والنار كانت ماسكة فية واتصفى وده اللي اتبقي منه !!
اللي بيحصل كتير علينا وصعب استيعابه !!
……..قصة المزلقان
كلنا باصين لبعض ومعندناش حاجة نقولها ، ولا حتي قادرين نتحرك ونمشي او اي رد فعل حتى لو بسيط ، حتى الشيخ مسيطر عليه نفس احساس الرعب اللي احنا حاسينه وعايشينه والوقت طال وكان لازم حد يحرك الصمت ده بس مش انا اللي حركت ولا الشيخ ولا محمود ولا اي حد !! اللي حرك الصمت صوت كان جاي من ورانا ! صوت حد بيمشي في الصالة ..
إلتفتنا كلنا في حركة واحدة ولقينا الراجل اللي مات ابو محمود بيدخل اوضتي في حركة بطيئة وكلنا بنتابع خطواته زي كأنك بتتفرج ع اعادة لهدف لماتش كورة ، بتابع كل التفاصيل الصغيرة بشغف !!
لحد ما دخل أوضتي وبالتالي إختفى .. بدأ محمود ابنه يقول :
كانت الظروف سيئة ، وفرح أختي بيقرب وفيه حاجات كتير مش قادرين نجيبها ، ابويا قرر مرة واحدة ياخد فلوس كان حد شايلها معاه وكانت بتاعت يتامى ، ابويا كان مصدر ثقة لناس كتير ، كمان كان موظف خزنة في مستشفي حكومي مشهور ، وبناءا ع كده كان مصدر ثقة ، وفيه ناس كاير بتأتمنه لو مثلا حد معاه قرشين ولا حاجة بيخليهم معاه عشان مش كل شوية ياخد منهم ، المرة دي حد من صحابه ساب عنده أمانة ، تقريبا كانوا 100 الف ج ، كل اللي اعرفه انهم بتوع يتامى ومراهقين لو اخدوهم هيضيعوهم ، واللي سابهمله أمنه انه يرجع الفلوس ليه بعد 5 سنين وان توفي يديهم للمراهقين دول وان ابويا اتوفي يأمني ان انا اللي ارجع الأمانة لأصحابها سواء للراجل او للمراهقين ، وبالتالي ابويا كان معرفني الموضوع كله ، وللاسف ضعفنا ، الشيطان سيطر علينا وخلانا نمد ادينا ع مال يتامى ، كان ممكن الموقف يبقي عابر لكن ال5 سنين فاتوا في الوقت ده اللي اختي احتاجت فيه الجهاز وكان ده ميعاد رجوع الأمانة لاصحابها وللاسف الراجل اللي ساب الفلوس لابويا مات قبلها بسنة يعني المراهقين دول مكانوش يعرفوا ان الراجل سايب الفلوس مع ابويا من الاساس وده كان مدخل وسوسة الشيطان ، لو اخدنا الفلوس محدش هيعرف وهتعدي !!
انا مش عارف ولا قادر أتخيل كان فينا عقلنا ؟ وازاي شيطانا قدر يتغلب علينا !!؟
والنتيجة أهي ، كل اللي بيحصل ده ، ابويا مات بطريقة بشعة وانا بتعذب واختي متجوزتش وخطيبها سابها ..
قطعت كلام محمود وقولتله :
بس والدك كان بيزعق ساعتها ع حسب كلام علي يعني لانه مش قادر يجيب حاجة اختك ؟!
كان جاب الحاجة يا رامز بس كان خطيبها عامل مشاكل من قبلها ع ان الحاجة مجتش ..
هو حكالي لما عرف ان ابويا مات ، قالي اتخانقنا عشان انا مش عارف ازاي كل الحاجة اتجابت بالسهولة دي ، وكنت بقوله لازم اعرف والا كل واخد فينا يشوف نصيبه وده اللي خلى ابويا يفقد اعصابه ، ان بعد كل ده برضه هو عايز ميكملش ويكسر اختي …
رد الشيخ :
لازم الحاجة دي ترجع للمحلات اللي اشتروتها منهم والفلوس تترد لأهلها هو ده الحل الوحيد ، والجواز نصيب يا ابني وكله ليه ميعاد هيتجوز فيه المهم ان ابوك ينام في قبره مرتاح والدين يترد ، الا مال اليتيم ياابني وكويس انك خرجت اللي جواك ..
معتقدش انه هيظهر تاني لان محمود اعترف وخرج اللي جواه ، الصبح هنحمل الأجهزة ع عربية وهناخدها ونرجعها وكل الحاجة هترجع واكيد انتوا مصرفتوش كل المبلغ ؟!
– ايوه باقي 50 الف انا شايلهم
يبقي ياابني نرجع الحاجة ونجمع كل الفلوس ونردها لاصحابها ..
الشيخ وعلي ومحمود مشيوا وكل واحد راح ع بيته واتفقنا اننا هنتقابل 10 الصبح ونبدأ في ترجيع الحاجة ومن بعدها رد الفلوس لأصحابها ..
قصة المزلقان
دخلت اوضتي وانا مستغرب القصة والحالة والاحتياج اللي ممكن يخلي الانسان يضعف بالشكل ده !!
مش عارف اتعاطف معاهم ولا اكون ضدهم !؟
فعلا ربنا بيختبرنا ، يمكن ربنا بيخلينا في موضع اختبار عشان فعلا الجنة للي يستحق ، للي قدر يغلب نفسه وشهواتها ، للي قلبه متعلق بالله ..
فضلت ادعي ان ربنا يثبتني ضد نفسي واهوائها وانه يجعلني من اللي مبيتبعوش شهواتهم واغراءات نفسهم الضعيفة ..
وانا سرحان لقيت مرة واحدة الراجل واقف في وشي !! اتفزعت واتخضيت وهو باصص لي !!
فضلت ارجع لورا ع السرير ولزقت في الحيطة ونفسي اتكتم !!
الراجل المرة دي كان بيبتسم ومكنش ع ملامحه دم زي كل مرة ! كإنه سمع كل حاجة اتقالت من ابنه ..
وفجأه خرج من جيبه ورقة وسابها ع طربيزة الكمبيوتر وخرج من الباب ..
اتحركت ناحية الورقة واخدتها وكان مكتوب فيها:
” الأمانة لازم تترد “
هو فعلا كان سامعنا ، يمكن اللي حصل ده كله مكنش روح شريرة زي ما الشيخ قال ، اعتقد ان ده اللي اتبقي من روحه الطيبة وكانت بتدلنا ع الطريق الصح
أو بتحاول تصحح لحظة ضعف هو وقع فيها ومقدرش يصلحها …
تليفوني رن ولقيته علي ورديت وقال لي :
الساعة 9 يابطل انا قولت اصحيك ، كلمت الشيخ لقيته بيلبس ومحمود صحاني يلا اجهز و هجيلك انا والشيخ ونروح لمحمود
الوقت فات بسرعة ، اكتر من 7 ساعات اتبخروا وبقوا 5 دقايق !!
مش هفكر اكتر من كده ، خدت دش ولبست والساعة 10 الا ربع لقيت علي بينادي عليا ونزلتلهم وروحنا لمحمود
جبنا عربية وحملنا الحاجة كلها ورجعناها واصحاب المحلات ممانعوش ! ووافقوا ع استرجاع الحاجة ورجعوا الفلوس !!
استنتاجي كان صح ، الروح الطيبة الباقية من ابو محمود هي اللي بتسهل الامور والنية اننا نرجع حق لاصحابه ، الروح كانت طيبة مش شريرة ..
قصة المزلقان
كل حاجة في الطريق السليم وكل حاجة رجعت والفلوس والأمانة اتردت لاهلها …
رجعنا منهكين وفرحانين ان الدين اترد وكل واحد راح ع بيته بعد يوم طويل وغريب ..
واول ما دخلت اوضتي لقيت في وشي الراجل !!
بس المرة دي ما خوفتش والا اتخضيت ، كان ع ملامحه ابتسامة عريضة جدا تحسسك بالتفائل ، ومرة واحدة التليفون رن والراجل اختفي !!
جريت وكان علي ورديت وقالي:
رامز ، محمود اتصل بيا بيقولي رجع البيت لقى خطيب اخته ده مستنيه وعايز يرجعلها ، عارف يا رامز ، الخير دايما بيجيب خير ، عمر الواحد مايعمل خير ومايلقهوش ابدا …
قفلت مع علي واترميت ع السرير و الجملة اللي علي مش مفارقه وداني
عمل الخير دايما نتيجته خير ..
تمت ..
المزلقان
فهد_حسن
قصة المزلقان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى