قصص

قصه عين المقابر

قصه عين المقابر
قصه عين المقابر
لبست البالطو ودخلت الأوضة اللي هو فيها، كان قاعد على سريره زي عوايده كل يوم الصبح، اول ما حس بدخولي، ساب الجورنال من إيده وبص لي وابتسم، قربت منه وقولتله بابتسامتي اللي بتظهر على وشي كل ما بشوفه..
-صباح الفُل يا عم عز.. اخبار الصحة ايه النهاردة؟!
-صباحك سعيد يا دكتور نور.. تمام.. الصحة تمام بالنسبة لراجل عدى السبعين بتلات اربع سنين.
قربت منه اكتر وبصيت على الجورنال اللي كان ماسكه..
-هموت واعرف انت بتجيب الجرانين دي منين، وبعدين هو لسه في حد بيقرا جرانين؟!
ماهتمش لكلامي وبص في الجورنال..
-ضريح رخام فيه السعيد اندفن.. وحفرة فيها الشَريد من غير كفن.. مريت عليهم وقولت يا للعجب.. الاتنين ريحتهم ليها نفس العفن، وعجبي !!!
ضحكت اول ما قالي كده..
-ياه ياعم عز.. ده انت مش بس تُربي.. ده انت شاعر كمان!
-لا يا دكتور.. ده مش كلامي.. ده كلام صلاح چاهين، مكتوب هنا في الجورنال، ماهو الجورنال ده دنيا.. حياة، احنا زمان كنا بنعرف كل اخبار البلاد منه ومن ريحة ورقه، دلوقتي كل حاجة لا بقى ليها طعم ولا ريحة.. طب تعرف؛ الجورنال ده زمان انا وابويا، عرفنا منه اللي حصل لعمي.
سحبت كرسي وقعدت جنبه..
-وايه اللي حصل لعمك عشان يتكتب عنه في الجرايد؟!
-عمي كان راجل تُربي برضه، كان ماسك التُرب اللي كنت بشتغل فيها قبل ما اتحجز في المستشفى هنا.. زمان، ووقت ما كنت شاب وعايش في البلد انا وابويا، قرينا في الجورنال خبر عجيب عن موت عمي واتنين دكاترة.. التلاتة ماتوا في وسط المقابر، ولما لبسنا جلاليبنا ونزلنا القاهرة عشان نعرف اللي حصل بالظبط، الحكومة قالتلنا إن عمي كان بيبيع الأعضاء المبتورة، واللي المفروض بتندفن في عين جنب المقابر، كان بيبيعها للدكاترة الصغيرين اللي زي حالاتك كده.. وفي الليلة اللي مات فيها دي، اتقابل مع تلاتة دكاترة عشان يبيعلهم دراع مبتور جايله صابح، والدراع ده كان دافنه هو بإيده في العين بتاعت الأعضاء، بس لما خدهم ودخل بيهم وفتح العين.. ابتدت تحصله حاجات غريبة، فضل يكح ويكح لحد ما فجأة ظهرلهم من وسط المقابر كلب الاسود!.. عمي اول ما شاف الكلب، كحته زادت.. وفضلت تزيد والدكاترة واقفين ومعاهم الدراع ومبرقين للكلب، وفي لحظة.. عمي وقع من طوله، طَب ساكت، اما الدكاترة بقى، فالكل

صفحتنا علي فيس بوك

تحميل تطبيق لافلي Lovely

قصه سرداب الموت (كامله)

رواية الشادر الفصل الثامن

ب اللي قصادهم بقى كلبين وتلاتة واربعة، والاربع كلاب طلعوا يجروا وراهم وهم معاهم الدراع.. كلب منهم لحق واحد وعضه بشراسة، اما التاني، او اللي كان معاه الدراع.. فده التلات كلاب الباقيين لحقوه، وبهدلوه عض لحد ما خدوا منه الدراع، اما التالت، فهو اللي جري وحكى للحكومة عن اللي حصل.. ولما الحكومة جت، أثبتت ان الاتنين دكاترة ماتوا بسبب جروح عميقة سببتها الكلاب المسعورة اللي اتلمت على ريحة الدم، وعمي مات لما شَم ريحة الاعضاء، وكمان لأن كان سنه كبير وكان مريض بمرض في الصدر بيتصابوا بيه كل التُربية، ولأن كان عمره كبير… ومع مرضه وسنه وخضته لما شاف الكلب المسعور، فضل يكح لحد ما مات.. تخيل!.. التلاتة ماتوا وهم بيسرقوا عضو مبتور من عين في المقابر، وبعدها بقى ابويا مسك التُرب وانا من بعده.. بس احنا بقى بقينا بنتقي ربنا وعمرنا ما اشتغلنا شمال، واديني اهو.. مرمي في مستشفى حكومي بسبب نفس المرض اللي عمي مات بيه!

لما وصل لحد هنا، اتوترت، قومت وقفت ومسحت نضارتي، غيرت الموضوع وسألته عن حالته وكنت لسه هخرج، بس فجأة لقيته وقفني لما قالي..
-بص يا دكتور نور، بص عمنا صلاح چاهين بيقول ايه هنا.. خرج ابن آدم من العدم، قولت ياااه.. رجع ابن آدم للعدم، قولت ياااه.. تراب بيحيا.. وحي بيصير تراب.. الأصل هو الموت و الا الحياه؟!.. وعجبي!
ارتبكت اكتر وخرجت بسرعة من الأوضة، واول ما خرجت اتصلت بدكتور زميلي وقولتله..
-الو.. ايوة يا ناصر.. بقولك ايه، انا مش جاي معاكوا مشوار بالليل ده.. من غير ليه، انا هشتغل على جثث من المشرحة، ايوة يا عم مش هروح مقابر بالليل انا ولا هشارك في نقل اعضاء هتشتروها من تُربي.. اه ياعم انا عاوز اسقط، ويلا سلام بقى عشان دكتور عبد الباري داخل عليا وعايز اديله تقارير بالحالات اللي مريت عليها… سلام.
قفلت مع ناصر وقربت من دكتور عبد الباري وانا ببادله نفس ابتسامة الترحيب..
-صباح الخير يا دكتور.
-صباح الخير يا نور.. ها؟.. مريت على الحالات؟!
-اه يا دكتور.. عديت على اتنين مرضى والتالت عز.. عز انا لسه خارج من عنده حالًا اهو ورايح ل..
ملامحه اتغيرت وقاطعني..
-عز مين اللي خرجت من عنده!.. عز تعيش انت، الراجل مات امبارح الفجر وابنه جه استلم جثته من شوية وزمانه اندفن.
برقتله وبصيت للأوضة اللي بابها مقفول وانا بترعش..
-اومال اللي.. اللي جوة ده يبقى.. يبقى مين؟!
-مين اللي جوة يا دكتور.. الأوضة فاضية، احنا لسه مانقلناش فيها أي مريض!
-ايه!.. فاضية؟!
تمت
قصه عين المقابر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى