ليست خطيئتى
الحلقة السادسة
……………….
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
اتجهت قوات الامن لمنزل المتهم حمادة الشحات وقامت بالقبض عليه بتهمة الاتجار بالأعضاء البشرية وقتل أنفس بدون ذنب .
انكر حمادة الشحات انه قام بتلك الجريمة .
ولكن بعد مواجهته بالأدلة وعرض عليه فيديو كاميرا المراقبة.
انهار واعترف بكل تفاصيل الجريمة .
حمادة بحزن ……انا برىء من قتله يا باشا انا بس رميت جثته ، مش اكتر من كده ، صدقنى .
اما اللى عمل كده فيه الدكتور محى واعوانه يا باشا .
وكيل النيابة……..وفين الدكتور ده ؟
حمادة ..انا هقولك يا بيه على كل حاجة .
مهو خلاص كده ،كل شىء انكشف وبان .
ووصف العنوان حمادة بالتفصيل مكان تلك الشقة النائية .
واتجهت بسرعة عربيات الشرطة لمكان الشقة المحددة .
فى الوقت اللى كان الدكتور واخد ادهم وبيجهزه للعمليه
وكان ادهم بيبكى ويتشهد على روحه فسمع سرينة عربيات الشرطة .
ولما سمع الدكتور صوت سرينة الشرطة ،
ساب ادهم وحاول الهرب هو واعوانه ولكن كانت هاجمت الشرطة سريعا المكان وقبضوا عليهم .
واخدت الشرطة كل الاطفال الموجودين وكان بينهم ادهم ومجدى .
وهنا الشرطة رجعت من الاطفال اللى ليهم اباء وقد ابلغوا باختفائهم ومنهم من كان اولاد شوارع وتم ايدعائهم ملجأ الايتام مرة أخرى .
اما ادهم ومجدى …..فعرف منهم وكيل النيابة حكايتهم
وانهم خايفين يرجعوا الملجأ تانى عشان عواطف
فطمنهم .
وكيل النيابة .. متخفوش هنقبض عليها فورا ، ومش هتكون مصدر قلق تانى ليكم .
ففرح ادهم ومجدى وعادوا مرة أخرى إلى دار فى سكينة ، بعد أن وعدهم وكيل النيابة بالقبض على عواطف .
واتقبض على عواطف وفتحى …واتحكم عليهم ..بالشغل مع النفاذ ١٥سنة مع انهم يستهلوا اعدام لكن جزائهم عند ربنا لسه فى الاخرة.
أما دكتور محى … .عشان كان هو المنفذ واخل بشرف المهنة..فتحكم عليه بالاعدام شنقا .
مع انى كان نفسى قبل الاعدام ياخدوا منه اعضاؤه كما فعل باطفال ابرياء .
ادهم ..حمد ربنا انه استجاب لدعاؤه ونجاه من المحنة اللى كان فيها .
مجدى ……الحمدلله انها جت على قد كده .
وعايزين نتبه لدراستنا ونخرج بقه من الدار ونعيش حياتنا زى الناس .
ادهم…
..ولو انى نفس اعيش بره الدار يا مجدى بس خايف اوى من مواجهة الناس والعيش وسطهم
واسئلتهم اللى مش هتنتهى عننا واننا مين وولاد مين وفين اهلنا ولما يعرفوا هيتجبونا او يعيرونا زى متعودنا منهم ..
يعنى هنعانى من التنمر طول عمرنا .
مجدى ببعض من التفائل……..وبعدهالك بقه ..خلى املك فى ربنا كبير .
وتفائل شوية وان شاءالله ربنا هيكرمنا ونشتغل ونعيش وننسى اللى حصلنا هنا.
ادهم ..تفتكر!!
مجدى..افتكر ونص ..تحب اعملك عصير يهديك شوية .
ادهم ..بضحك …ههههه عصير تانى انا كرهت كل عصير خلاص وضحك مجدى….
وبمرور الايام …أصبح مجدى وادهم فى الشهادة الفنية
واجتهد ادهم فى الدراسة كثيرا عن مجدى .
ثم حان موعد الامتحانات .
وبعد انتهاء اللجنة .
ادهم ….ايه الاخبار يا عم مجدى ، طمنى حليت كويس ؟
مجدى ….الحمد لله ، يعنى اللى افتكرته ، ما انت عرفنى زهايمر .
فضحك ادهم …ربنا يفتح عليك .
مجدى ….وانت طبعا دحيح ، فأكيد جوبت كويس .
ادهم …يا عم قول ماشاء الله .
مجدى…..لا متخفش انا مش بحسد ، انا بقر بس .
فضحك ادهم ….الحمد لله ،المهم النتيجة ونشوف الحال.
وبالفعل أدهم جاب مجموع كويس يأهله انه يدخل معهد ولو اجتهد فى المعهد وجاب تقدير كويس هيبقى عنده فرصة يدخل كلية الهندسة .
اما مجدى فمجموعه كان ضعيف شوية ويدوبك كان ناجح .
دلوقتى ادهم ومجدى خلصوا دراستهم وان الاوان يخرجوا بره الدار ويشوفوا الدنيا .
بص ادهم لمجدى وقال …..هنعمل ايه دلوقتى ؟
مين هيرضى يشغلنا عنده لو عرف ظروفنا .
وهنبات فين ؟
انا خايف من مواجهة الناس بره الدار.
مجدى باطمئنان ……يا عم ادهم ..
بطل بقه تقلق من كل حاجة ربنا عالم بحالنا وهيدبر لنا الامر ان شاءالله .
وما علينا الا نسعه وندور وان شاءالله هنلاقى شغل ومكان نبات فيه .
ادهم…. .يارب ولسه بيكمل لقه .
الاستاذة هدى. .مديرة الدار..دخله عليهم اوضتهم
هدى……..الف مبروك يا مجدى وادهم النجاح .
وانتم كنتم مثال مشرف للدار فى التربية والاخلاق والتفوق .وهتوحشونا وهيعز عليه فراقكم
انتم بمثابة اولادى وبحبكم والله .
وعشان كده انا كلمت اخويا عنده مصنع ملابس وقلتلوا عليكوا .
.وهو مستعد من بكرة ترحوا تشتغلوا هناك وتبدوا طريقكم .
اما بالنسبة للسكن ..فهو عنده شقة مخصصها للجايين من محافظات تانية وبيشتغلوا عنده .
فهو وافق تقعدوا معاهم.
.مقابل خصم جزء بسيط من المرتب .
ها ايه رئيكم .؟
.احسن مكنتم اتبهدلتوا لما تخرجوا وتدوروا على شغل ومأوى .
مجدى بص لادهم وزى قاله شوفت مش قولتلك ربنا بيدبر الامر ومش هيسبنا .
وجرى ادهم ومجدى يبوسوا ايد الاستاذة هدى ويشكروها على صنيعها معاهم .
وهى رفضت ..يبوسوا ايديها وخدتهم فى حضنها
وقالت انتم اولادى …ربنا يحفظكم ويحميكم وعايزاكم تشرفونى بره الدار ويقولوا انى عرفت اربى رجالة
وياريت لما ربنا يوسعها عليكم متنسونيش وتيجوا تزورينى هنا ومتنسووش اخواتكم ال هنا وتساعدوهم لغاية ما يبقوا رجالة زيكم .
مجدى وادهم ..ده طبعا اكيد يا ابله هدى
مش عارفين نقولك ايه غير ربنا يجازيكى كل خير يارب .
ونام ادهم ومجدى ..وهم يحلمون بالمستقبل ويتمنون التوفيق من الله عز وجل .
وفى اليوم التالى جاءت لحظة الوداع ، وهى مغادرة ادهم ومجدى لدار الايتام .
غير مصدقين أنهم اخيرا ، سيرون عالم مختلف وراء هذا السور .
ولكن بقلب خائف من نظرات المجتمع لهم .
و سلم ادهم ومجدى على الاستاذة هدى وعلى باقى المربيات وعلى اخواتهم الموجودين فى الدار .
وسلمتهم الاستاذة هدى ..اوراقهم الشخصية زى شهادة الميلاد وشهادات التعليم وكمان بطاقتهم الشخصية وصور ليهم عشان يقدموها للشغل .
وتوجهوا لمصنع الحور للملابس للحاج ناجى ابو ايمن
قابلهم الحج ناجى..ورحب بيهم جدا من حبه لاخته هدى وكمان عشان شكرت فى اخلاقهم وامانتهم .
وعلى الرغم من معاملة الحاج ناجى الطيبة لهم ، غير أن لديه ولدا عاق غير محبوب .
سيكون شوكة فى عنق ادهم .
حيث بدء حديثه معهم كالتالى
ايمن …اهلا بيكم .
بس يعنى انتوا طالعين من ملجأ الايتام يعنى حالكم .
لا يسر عدو ولا حبيب .
واكيد يعنى لا مؤخذة اتعلمتوا هناك حجات يعنى مش كويسة او بتمدوا ايديكم على حاجة .
فحذارى يعنى تعملوا كده هنا واحنا هنراقبكم مهى مش تكية يعنى ده مصنع وشغل فاهمنى طبعا .
فشعر مجدى وادهم بالحرج ونكسوا رؤوسهم .
فغضب الحاج ناجى قائلا ……
.انت بتقول ايه يا ولد ؟
ميصحش كده .
بالعكس عمتك هدى شكرت فى اخلاقهم جدا وهما مش وش كده ابدا .
..واياك تقوووووو ولسه هيكمل كلمته ”
قطعه ادهم ..بصوت مخنووق والدمعة فى عينيه بعد مكانت فرح تحولت لحزن .
ادهم ……خلاص يا حج ناجى ..معلش هو معذور عشان لسه ميعرفناش.
ولكن لما يعرفنا ويقرب منا هيعرف احنا قد ايه كويسين.
وصحيح اه احنا تربية ملجأ .
بس هو ميعرفش قد ايه التربية هناك كانت صارمة وبيد من حديد .
ايمن بغيظ مكتووب ….اه هنبقى نشوف ان شاءالله.
وخرج ايمن غاضبا لمناصرة والده ادهم .
الحاج ناجى بحرج …..معلش يا ابنى .
ابنى ده متهور شوية بس هو على نياته وميقصدش .
ادهم…ولا يهمك يا حج المهم انك ترضى عنا وان شاءالله نكون عند حسن ظنك
الحاج..كلك ذوق يا ابنى .
وتعالوا اعرفكم على طبيعة شغلنا وهعرفكم على الريس متولى..رئيس العمال .
عشان اخر اليوم هيخدكم السكن بتاعكم .
..وهو شقة فى بيته فى حى الجمالية .
ادهم ……تمام يا حاج .
وبالفعل تقابل ادهم ومجدى..بالريس متولى .
وفى البداية رحب بهم وفهمهم طبيعة الشغل والالات الموجودة .
وانهم هيبتدوا وحدة وحدة من اول السلم وبعدين مع الوقت هيكبروا ويتعلموا كل حاجة .
مجدى كان مركز مع الريس متولى.
اما ادهم فكان سرحان شوية بسبب قلقه من عالمه الجديد وخايف من العقبات اللى ممكن تواجهه وهو لسه ملهوش خبرة بالحياة .
وسبهم الريس متولى يبتدوا الشغل وراح يتابع هو اشغاله.
مجدى…..ها يا ادهم ..اظن الحمد لله اطمنا على شغلنا وان شاءالله مع الوقت هنتقدم ونبقى احسن واحسن .
ادهم……بتقول ايه يا مجدى ؟
مجدى …ايه كل ده ومسمعتنيش ..سرحان فى ايه ؟
لا ارجوك مش كده ركز ..مش من اولها الا يخدوا فكرة عننا اننا لعبيين ومش بتوع شغل .
ادهم ..معلش غصب عنى قلقان شوية.
مجدى..مفيش فايدة فيك ..يا عمنا .
افرح شوية بقه وحط القلق ده على جمب شوية مش كده
ادهم..ياريت اقدر .
وبعد انتهاء اليوم .
جاء الريس متولى إليهم قائلا …..يلا بينا بقه يا شباب
على السكن بتاعكم
…وهو شقة فى البيت اللى ساكن فيه .
ولسه هيخرجوا فلاحظوا الحا ج ناجى ..يشير إليهم من بعيد فذهبوا إليه مسرعين .
الحاج ناجى..يارب يكون عجبكم طبيعة شغلنا.
ادهم……اه الحمدلله ..ربنا يزيدك من نعيمه يا حاج .
الحاج ناجى..تسلملى يا ابنى وطلع من جيبه فلوس وطبقها وحطها فى جيب ادهم .
ادهم..ايه بس ده يا حاج؟
الحاج…دى حاجة بسيطة ملهاش دعوة بالمرتب .
لزوم يعنى الاكل والشرب عقبال ما تقبضوا ان شاءالله .
ادهم ..كتر خيرك يا حا ج والله مش عارفين نقولك ايه
الحا ج..متقولوش حاجة.
ويلا مع الف سلامة ونشوفكم بكرة على خير ان شاءالله.
واستأذن ادهم ومجدى…وذهبوا مع الريس متولى .
حيث السكن فى بيته فى الجمالية .
وكان ساكن فى حى شعبى ومتجوز من شوق وكان اكبر منها بعشرين سنة …
شوق …شابة جميله تبلغ من العمر عشرون عاما .
اتجوزت الريس متولى بالرغم انه اكبرمنها بكتير .
ولكنها وافقت على الزواج منه لأنها يتيمة .
وليس لديها من يأويها .
وهو أيضا ابن عمها( فكانت عايزة تستر نفسها بأى شكل من الاشكال ).
ولج ادهم …ومجدى إلى السكن .
وكان هناك معهم بعض الشباب .
قاموا بالتعرف عليهم .
وكان عددهم أربعة ورحبوا بهم .
استأذن منهم الريس متولى قائلا . …هسبكم بقه انا تتكلموا مع بعض وترتبوا مع بعض اموركم .
عشان تعبان وعايز اطلع استريح .
ادهم……الف سلامة عليك يا ريس …اتفضل فى امان الله
وعندما غادر متولى ، ضحك أحد زملائه فى السكن ويدعى عزت وقال .. ..
ههههه مستعجل عشان جميلة الجميلات. .شوق
واه من شوووق .
ادهم بتعجب …..مين شوووق ؟
عزت…. دى مراته ..بس ايه صاروخ يا عم ادهم.
حتة مهلبية على قشطة كده .
فقطب ادهم جبينه قائلا …..بس كده مينفعش يا عزت .
نتكلم على وحدة متجوزة بالشكل ده ،ميصحش .
عزت …اصلك مشوفتهاش لسه .
لما تشوفها هتعذرنى .
ادهم …مش عايز اشوفها ومتهمنيش اصلا .
انا هنا عشان انام والصلح اشوف اشغالى .
عزت …لا شكلك جد أو وملكش فى الدلع .
على العموم براحتك يا عمنا ، انت الخسران .
ثم أخذ عزت يتخيل شوق قائلا بلوع. …وحشتنى المضروبة اوى .
انا مش عارف سى متولى ده ازاى يقدر ينام ويسيب العسل ده لوحده .
فهمس مجدى إلى ادهم ….الموضوع ده شكله فيه أن .
ادهم ….سيبك ،ملناش فيه .
خلينا احنا فى شغلنا وبس .
ونقول يارب
مجدى …ونعم بالله .
ربنا يسترها معانا وطمعانين فى كرمه .
ادهم ….اللهم امين .
…………
وهنا انتهى فصلنا على وعد باللقاء
لنتعرف بالقرب اكتر من شوق تلك الفتاة اللعوب .
وكيف ستكون علاقتها بأدهم ؟
وكيف سيكون مصيره فى العمل ؟
نختم بدعاء جميل
اللهم زدنا قربا منك ومن محبتك وابعدنا عن كل ما لا يرضيك
مقدرتش صراحة انزل بحلقتين واصلا فيه ناس لسه ما قرئت اللى فات واخر حلقة مجبتش حتة مية لايك
…….
ام فاطمة شيماء سعيد